وقفة تدبر مع حديث هلاك قريش
اخرج الامام احمد في مسنده بسنده عَنْ امنا عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ (( يَا عَائِشَةُ قَوْمُكِ أَسْرَعُ أُمَّتِي بِي لَحَاقًا . قَالَتْ فَلَمَّا جَلَسَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ! لَقَدْ دَخَلْتَ وَأَنْتَ تَقُولُ كَلَامًا ذَعَرَنِي ، قَالَ وَمَا هُوَ ؟ قَالَتْ تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمِي أَسْرَعُ أُمَّتِكَ بِكَ لَحَاقًا . قَالَ نَعَمْ قَالَتْ وَمِمَّ ذَاكَ ؟ قَالَ تَسْتَحْلِيهِمْ الْمَنَايَا وَتَنَفَّسُ عَلَيْهِمْ أُمَّتُهُمْ . قَالَتْ فَقُلْتُ فَكَيْفَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ أَوْ عِنْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ دَبًى يَأْكُلُ شِدَادُهُ ضِعَافَهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِمْ السَّاعَةُ )).
نفهم من هذا الحديث التالي :-
أن هذا الحديث يشير إلى أن أول القبائل هلاكاً قريش ، وليس بالضرورة ان يكون هلاكهم اي موتهم ، بل مصادرة الامر منهم وتفككهم وتشتتهم بين القبائل،فلا تعود قريشا سيدة القبائل كما كانت، وسبب ذلك كما بين الحديث هو الحسد من مرضى النفوس من ابناء الأمة لهم على مكانتهم ؛ فالمعلوم أن الناس تبع لقريش ، وأن الخلافة فيهم ، وأنها لهم ما بقي في الناس اثنان، وقد تضافرت على ذلك الادلة المعتبرة شرعا ، فهذه المكانة العالية تجد لها أثراً عميقاً في النفوس المريضة في آخر الزمان ، فيتآمرون عليهم ، ولعلها مؤامرة عظمى تحاك حول القرشيين تجعل كل قرشي مطلوب للموت في نظر الناس ، وهي أشبه بتلك التي وقعت في بداية العهد العباسي ؛ حيث أصبح كل أموي مطلوب للموت في ذلك الوقت على يد انصار العباسيين من .
وتاريخيا من الاسباب التي قضت على عصبية قريش الدموية كما قضت على تماسك غيرهم من القبائل هو الفكر الشعوبي الذي ساد فترة في تاريخ الامة وما زالت متاثرة به فوهنت رابطة الدم واصرة القربى بين الناس فتفكك المجتمع العربي الذي من طبعه لا يصلح الا اذا كان مجتمعا قبليا تربطه اواصر النسب ووشائج الرحم والمصاهرة.
والناس اذا تفككت روابط القربى والدم بينهم وهي الروابط الطبيعية التي فطر الله الناس عليها ، اذا تفككت وانتهت هذه الروابط كما هو ملاحظ اليوم يهبط مستوى الناس وتهبط كرامتهم و تضعف مروءتهم، حتى يصبحوا رعاعا هملا، ولعل من تنبه للحديث يجد الاشارة فيه الى ذلك حيث سالت السيدة عائشة فكيف الناس عند ذلك فقال
صلى الله عليه وسلم:-دبي ياكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة. اي هم كاولاد الجراد - دبي - اشارة الى الكثرة وقلة البركة والى الفوضى التي تسببها قطيعة وشائج القربى واواصر الرحم فياكل قويهم ضعيفهم ، لانهم يوم فقدوا المروءة التي تولدها الاحساب والانساب لم يعودوا ينتصروا لضعيف او ينصروا مظلوما، فاصبحت نفوسهم نفوس الحشرات من شدة الدناءة والهبوط. وقد ورد في الحديث ايضا ان من علامات الساعة ان ينازع الامر اهله ، وكل العقليات الاعجمية والنفسيات الشعوبية اليوم من حملة الاسلام مع كل اسف، ينازعون الامر اهله -قريش - الذين اصطفاهم الله على العالمين بفضله ويرون انفسهم احق منهم بالامر، ولا حول ولا قوة الا بالله ، ونسال الله العفو والعافية وان يعز الاسلام باهله ويعز اهله به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخرج الامام احمد في مسنده بسنده عَنْ امنا عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ (( يَا عَائِشَةُ قَوْمُكِ أَسْرَعُ أُمَّتِي بِي لَحَاقًا . قَالَتْ فَلَمَّا جَلَسَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ! لَقَدْ دَخَلْتَ وَأَنْتَ تَقُولُ كَلَامًا ذَعَرَنِي ، قَالَ وَمَا هُوَ ؟ قَالَتْ تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمِي أَسْرَعُ أُمَّتِكَ بِكَ لَحَاقًا . قَالَ نَعَمْ قَالَتْ وَمِمَّ ذَاكَ ؟ قَالَ تَسْتَحْلِيهِمْ الْمَنَايَا وَتَنَفَّسُ عَلَيْهِمْ أُمَّتُهُمْ . قَالَتْ فَقُلْتُ فَكَيْفَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ أَوْ عِنْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ دَبًى يَأْكُلُ شِدَادُهُ ضِعَافَهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِمْ السَّاعَةُ )).
نفهم من هذا الحديث التالي :-
أن هذا الحديث يشير إلى أن أول القبائل هلاكاً قريش ، وليس بالضرورة ان يكون هلاكهم اي موتهم ، بل مصادرة الامر منهم وتفككهم وتشتتهم بين القبائل،فلا تعود قريشا سيدة القبائل كما كانت، وسبب ذلك كما بين الحديث هو الحسد من مرضى النفوس من ابناء الأمة لهم على مكانتهم ؛ فالمعلوم أن الناس تبع لقريش ، وأن الخلافة فيهم ، وأنها لهم ما بقي في الناس اثنان، وقد تضافرت على ذلك الادلة المعتبرة شرعا ، فهذه المكانة العالية تجد لها أثراً عميقاً في النفوس المريضة في آخر الزمان ، فيتآمرون عليهم ، ولعلها مؤامرة عظمى تحاك حول القرشيين تجعل كل قرشي مطلوب للموت في نظر الناس ، وهي أشبه بتلك التي وقعت في بداية العهد العباسي ؛ حيث أصبح كل أموي مطلوب للموت في ذلك الوقت على يد انصار العباسيين من .
وتاريخيا من الاسباب التي قضت على عصبية قريش الدموية كما قضت على تماسك غيرهم من القبائل هو الفكر الشعوبي الذي ساد فترة في تاريخ الامة وما زالت متاثرة به فوهنت رابطة الدم واصرة القربى بين الناس فتفكك المجتمع العربي الذي من طبعه لا يصلح الا اذا كان مجتمعا قبليا تربطه اواصر النسب ووشائج الرحم والمصاهرة.
والناس اذا تفككت روابط القربى والدم بينهم وهي الروابط الطبيعية التي فطر الله الناس عليها ، اذا تفككت وانتهت هذه الروابط كما هو ملاحظ اليوم يهبط مستوى الناس وتهبط كرامتهم و تضعف مروءتهم، حتى يصبحوا رعاعا هملا، ولعل من تنبه للحديث يجد الاشارة فيه الى ذلك حيث سالت السيدة عائشة فكيف الناس عند ذلك فقال
صلى الله عليه وسلم:-دبي ياكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة. اي هم كاولاد الجراد - دبي - اشارة الى الكثرة وقلة البركة والى الفوضى التي تسببها قطيعة وشائج القربى واواصر الرحم فياكل قويهم ضعيفهم ، لانهم يوم فقدوا المروءة التي تولدها الاحساب والانساب لم يعودوا ينتصروا لضعيف او ينصروا مظلوما، فاصبحت نفوسهم نفوس الحشرات من شدة الدناءة والهبوط. وقد ورد في الحديث ايضا ان من علامات الساعة ان ينازع الامر اهله ، وكل العقليات الاعجمية والنفسيات الشعوبية اليوم من حملة الاسلام مع كل اسف، ينازعون الامر اهله -قريش - الذين اصطفاهم الله على العالمين بفضله ويرون انفسهم احق منهم بالامر، ولا حول ولا قوة الا بالله ، ونسال الله العفو والعافية وان يعز الاسلام باهله ويعز اهله به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.