بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير والفوز برضوانه وبالنجاة من سخطه وعقابه ...
هلاك الامم ومهلكاتها :-
لقد ربط الله تعالى بين اهلاكه للامم و بين ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفساد , وهو الواجبُ الذي ينبغي أن لا يتركه المسلمُ أبداً فهو طريقُ النجاة والفوز حين يُهلَكُ الظَّالمون :- (“وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا)” الكهف".
وبين لنا ان المانع من هلاكهم هو استمرار قيام المصلحون فيهم بواجب الاصلاح المحقق للصلاح في حياتهم والمانع من الفساد والمحارب للافساد، فان كانوا يتقبلون المصلحين ويلتفون حولهم ويحبون نصحهم باتباعه نجوا من عقاب الله تعالى ، والا فلا!!
قال تعالى:- “( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)” هود" .
وعدم محبة الناصحين وعدم الالتفاف حولهم ومناصرتهم هو ايضا من اسباب هلاك الامم ، قال الله تعالى مخبرا لنا عن سيدنا صالح عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم :- "(فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّى وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ)"الأعراف" .
ان الامم التي لا تقوم على منهج ربها و لا تعتبر ولا تتعض ولا تتأهل لحمل رسالة ربها وللاستخلاف في عمارة الارض بمنهج ربها على مر التاريخ هي امم مهزومة مقصومة مندثرة !!
قال الله تعالى:-
“(وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ، فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ، لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ، قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ، فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ)” الأنبياء" .
فإنَّ قرارَ الله تعالى بإهلاك قومٍ ما أو أمَّةٍ ما يعني أنَّ المُهلكين وصلوا إلى نقطة النهاية في طريق مسدودة من بين ايديهم ومن خلفهم فلا يُمكنُ بعدها أن يعودوا إلى رشدهم، فهم وصلوا إلى مرحلة الطغيان الذي لا يمكن أن يسمحَ اللهُ تعالى باستمراره.
ان الهلاك الإلهيُّ يُنهي كلَّ شيءٍ ويُحوِّلُ المُهلَكين إلى أثرٍ بعد عين كما يقول تعالى: “(فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ، أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)” الحج ".
إنَّ الخروجَ عن طريق الله يُسمَّى فسقاً، وحين يخرجُ المجتمعُ بأكمله عن طريق الله ويُحاربُ رسالته او ينبذها ولا يحب المصلحين ولا يناصرهم ، بل يناصر المفسدين والظلمة والطغاة، فقد اختار طريق الهلاك بنفسه لنفسه:-
“(إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ، وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)” العنكبوت ".
وان اللعن والنبذ للاقوام التي لا تتناهى عن المنكر الذي يفعله بعضهم من سفهائهم ويلتزم السكوت عنه علماؤهم وعقلاؤهم وعصيانهم اوامر شريعة ربهم واعتدائهم على حقوق الناس وظلمهم وموالاتهم للكفار ، كل تلك الموبقات اسباب مهلكات ونابذة لمن يتصفون بها ولا يتناصحون فيتناهون عن المنكرات والموبقات، مما تجعلهم ليسوا اهلا لحمل رسالة رب العزة ولا يستحقوا الائتمان عليها ، وبالتالي تسحب منهم مهمة القيادة والريادة للخير والهدى، بل يصبحوا ائمة وقادة ضلال واضلال وفساد وافساد !! وتستبدل لهم مهمة الاستخلاف بالاستبدال او الهلاك !!!
قال الله تعالى:- "(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)" المائدة" .
وقال تعالى في سورة محمد يا امة محمد :-"(هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) "محمد"
و حذركم ربكم ايها المؤمنون من ترك مفاهيم وقيم واحكام هذا الدين الذي رضيه لكم فلا تنقلبوا عنه فقال:- "(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَن یَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِینِهِۦ فَسَوۡفَ یَأۡتِی ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ یُحِبُّهُمۡ وَیُحِبُّونَهُۥۤ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ یُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَلَا یَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَاۤىِٕمࣲۚ ذَ ٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌ عَلِیمٌ﴾ "المائدة" .
فالوسيلةُ الوحيدة التي كانت قادرة على حماية المُهلكين هي التقوى والتزام امر الله تعالى وعدم الإصرار على تكذيب رسالة الله تعالى بترك حملها او بعدم تنفيذها وتطبيقها في الواقع ، والتي جعلها الله هدىً ورحمةً للعالمين ليتبعوها لا لينبذوها وراء ظهورهم ويتبعوا الاهواء والشهوات :-
“(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ، أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ، أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ، أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ، تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ، وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ۖ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ)” الأعراف".
اللهم صلاحا لا فساد بعده وهدى لا ضلال بعده ورحمة لا عذاب بعدها ونصرة لا خذلان بعدها ونصرا لا هزيمة بعده وعزة لا مذلة بعدها ، وانصر اللهم المستضعفين والمجاهدين وثبت المرابطين يا عزيز انت نعم المولى والنصير ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير والفوز برضوانه وبالنجاة من سخطه وعقابه ...
هلاك الامم ومهلكاتها :-
لقد ربط الله تعالى بين اهلاكه للامم و بين ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفساد , وهو الواجبُ الذي ينبغي أن لا يتركه المسلمُ أبداً فهو طريقُ النجاة والفوز حين يُهلَكُ الظَّالمون :- (“وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا)” الكهف".
وبين لنا ان المانع من هلاكهم هو استمرار قيام المصلحون فيهم بواجب الاصلاح المحقق للصلاح في حياتهم والمانع من الفساد والمحارب للافساد، فان كانوا يتقبلون المصلحين ويلتفون حولهم ويحبون نصحهم باتباعه نجوا من عقاب الله تعالى ، والا فلا!!
قال تعالى:- “( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)” هود" .
وعدم محبة الناصحين وعدم الالتفاف حولهم ومناصرتهم هو ايضا من اسباب هلاك الامم ، قال الله تعالى مخبرا لنا عن سيدنا صالح عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم :- "(فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّى وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ)"الأعراف" .
ان الامم التي لا تقوم على منهج ربها و لا تعتبر ولا تتعض ولا تتأهل لحمل رسالة ربها وللاستخلاف في عمارة الارض بمنهج ربها على مر التاريخ هي امم مهزومة مقصومة مندثرة !!
قال الله تعالى:-
“(وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ، فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ، لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ، قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ، فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ)” الأنبياء" .
فإنَّ قرارَ الله تعالى بإهلاك قومٍ ما أو أمَّةٍ ما يعني أنَّ المُهلكين وصلوا إلى نقطة النهاية في طريق مسدودة من بين ايديهم ومن خلفهم فلا يُمكنُ بعدها أن يعودوا إلى رشدهم، فهم وصلوا إلى مرحلة الطغيان الذي لا يمكن أن يسمحَ اللهُ تعالى باستمراره.
ان الهلاك الإلهيُّ يُنهي كلَّ شيءٍ ويُحوِّلُ المُهلَكين إلى أثرٍ بعد عين كما يقول تعالى: “(فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ، أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)” الحج ".
إنَّ الخروجَ عن طريق الله يُسمَّى فسقاً، وحين يخرجُ المجتمعُ بأكمله عن طريق الله ويُحاربُ رسالته او ينبذها ولا يحب المصلحين ولا يناصرهم ، بل يناصر المفسدين والظلمة والطغاة، فقد اختار طريق الهلاك بنفسه لنفسه:-
“(إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ، وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)” العنكبوت ".
وان اللعن والنبذ للاقوام التي لا تتناهى عن المنكر الذي يفعله بعضهم من سفهائهم ويلتزم السكوت عنه علماؤهم وعقلاؤهم وعصيانهم اوامر شريعة ربهم واعتدائهم على حقوق الناس وظلمهم وموالاتهم للكفار ، كل تلك الموبقات اسباب مهلكات ونابذة لمن يتصفون بها ولا يتناصحون فيتناهون عن المنكرات والموبقات، مما تجعلهم ليسوا اهلا لحمل رسالة رب العزة ولا يستحقوا الائتمان عليها ، وبالتالي تسحب منهم مهمة القيادة والريادة للخير والهدى، بل يصبحوا ائمة وقادة ضلال واضلال وفساد وافساد !! وتستبدل لهم مهمة الاستخلاف بالاستبدال او الهلاك !!!
قال الله تعالى:- "(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)" المائدة" .
وقال تعالى في سورة محمد يا امة محمد :-"(هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) "محمد"
و حذركم ربكم ايها المؤمنون من ترك مفاهيم وقيم واحكام هذا الدين الذي رضيه لكم فلا تنقلبوا عنه فقال:- "(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَن یَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِینِهِۦ فَسَوۡفَ یَأۡتِی ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ یُحِبُّهُمۡ وَیُحِبُّونَهُۥۤ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ یُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَلَا یَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَاۤىِٕمࣲۚ ذَ ٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌ عَلِیمٌ﴾ "المائدة" .
فالوسيلةُ الوحيدة التي كانت قادرة على حماية المُهلكين هي التقوى والتزام امر الله تعالى وعدم الإصرار على تكذيب رسالة الله تعالى بترك حملها او بعدم تنفيذها وتطبيقها في الواقع ، والتي جعلها الله هدىً ورحمةً للعالمين ليتبعوها لا لينبذوها وراء ظهورهم ويتبعوا الاهواء والشهوات :-
“(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ، أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ، أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ، أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ، تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ، وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ۖ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ)” الأعراف".
اللهم صلاحا لا فساد بعده وهدى لا ضلال بعده ورحمة لا عذاب بعدها ونصرة لا خذلان بعدها ونصرا لا هزيمة بعده وعزة لا مذلة بعدها ، وانصر اللهم المستضعفين والمجاهدين وثبت المرابطين يا عزيز انت نعم المولى والنصير ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...