.. بسم الله الرحمن الرحيم
{... إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
من أراد أن يحقق تمام القبول فعليه أن يحقق كمال التقوى في نفسه وفي عمله ، وَقبول الْعَمَلِ مُتَوَقِّفٌ عَلَى حُصُولِ التَّقْوَى كَمَا فِي قَوْلِ اللَّهِ -تَعَالَى-: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [الْمَائِدَةِ: 27]، وَهَذِهِ الْآيَةُ جَاءَتْ فِي سِيَاقِ قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ حِينَ تَقَرَّبَا لِلَّهِ -تَعَالَى- بِقُرْبَانٍ (فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [الْمَائِدَةِ: 27].
وَفِي تِلْكَ الْكَلِمَاتِ الطَّيِّبَةِ مَعَانٍ كَرِيمَةٌ؛ فَهِيَ تُفِيدُ قَصْرَ الْقَبُولِ بِلَفْظِ (إِنَّمَا) عَلَى الْمُتَّقِينَ، وَالْقَصْرُ نَفْيٌ وَإِثْبَاتٌ؛ أَيْ: أَنَّ التَّقْوَى هِيَ سَبَبُ الْقَبُولِ، فَإِنْ وُجِدَتْ كَانَ الْقَبُولُ، وَإِنْ لَمْ تُوجَدِ انْتَفَى الْقَبُولُ، وَتُفِيدُ أَيْضًا: أَنَّ عَدَمَ الْقَبُولِ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْ نَفْسِ عَامِلِ الْعَمَلِ، لَا مِنْ أَمْرٍ خَارِجِيٍّ؛ فَالْجَزَاءُ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ. فالتقوى تكون في العمل ذاته بان يكون عملا مشروعاً مرضياً، وفي العامل نفسه بان يُخلص دينه لله تعالى ويصفي نيته له من كل رياء وشرك، فلا يبتغي من عمله الا نوال مرضاته سبحانه.
قال الله تعالى:- (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) [الْبَيِّنَةِ: 5].
و لا تنس دوما سؤال الله بالثّبات والتّوفيق للطّاعات والقربات وحسن العبادة ‘’اللّهمّ أعِنِّي على ذِكرك وشُكرك وحُسن عبادتك’’، وأن تحمد الله عزّ وجلّ على الهداية ‘’الحمد لله الّذي هدانا لهذا وما كُنّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله’’. قال أحد الصّالحين: [كفَى من جزائه إيّاك أن رضيك لها أهلاً]. نعم، فإنّ الله عزّ وجلّ لا يوفّق لطاعته إلاّ مَن شاء وأحبّ من عباده، قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. إنّ الطاعة منزلة لا يَرضاها الله عزّ وجلّ ويوفق لها إلاّ لمَن شاء من عباده واحب، قال ابن عطاء الله السكندري: [إذا أردتَ أن تعرف مقامَك عند الله، فانظر فيما أقامك]. وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرّحْمَنُ وُدًّا}. واذا وُفقت للطاعة فاياك ان تغتربالطاعة فتفسد العمل، وكم من عامل وقد أحبط عمله بالرياء؛ حتى إذا جاء يوم القيامة تفاجأ بما لم يكن يتوقعه وليس في حسبانه (( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)) الزمر – يقول سفيان الثوري رحمه الله في هذه الآية: ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم.
ودمتم بخير وبر ونسال الله تعالى ان يجعلنا واياكم من المتقين المقبولين الموفقين للبر والطاعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{... إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
من أراد أن يحقق تمام القبول فعليه أن يحقق كمال التقوى في نفسه وفي عمله ، وَقبول الْعَمَلِ مُتَوَقِّفٌ عَلَى حُصُولِ التَّقْوَى كَمَا فِي قَوْلِ اللَّهِ -تَعَالَى-: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [الْمَائِدَةِ: 27]، وَهَذِهِ الْآيَةُ جَاءَتْ فِي سِيَاقِ قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ حِينَ تَقَرَّبَا لِلَّهِ -تَعَالَى- بِقُرْبَانٍ (فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [الْمَائِدَةِ: 27].
وَفِي تِلْكَ الْكَلِمَاتِ الطَّيِّبَةِ مَعَانٍ كَرِيمَةٌ؛ فَهِيَ تُفِيدُ قَصْرَ الْقَبُولِ بِلَفْظِ (إِنَّمَا) عَلَى الْمُتَّقِينَ، وَالْقَصْرُ نَفْيٌ وَإِثْبَاتٌ؛ أَيْ: أَنَّ التَّقْوَى هِيَ سَبَبُ الْقَبُولِ، فَإِنْ وُجِدَتْ كَانَ الْقَبُولُ، وَإِنْ لَمْ تُوجَدِ انْتَفَى الْقَبُولُ، وَتُفِيدُ أَيْضًا: أَنَّ عَدَمَ الْقَبُولِ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْ نَفْسِ عَامِلِ الْعَمَلِ، لَا مِنْ أَمْرٍ خَارِجِيٍّ؛ فَالْجَزَاءُ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ. فالتقوى تكون في العمل ذاته بان يكون عملا مشروعاً مرضياً، وفي العامل نفسه بان يُخلص دينه لله تعالى ويصفي نيته له من كل رياء وشرك، فلا يبتغي من عمله الا نوال مرضاته سبحانه.
قال الله تعالى:- (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) [الْبَيِّنَةِ: 5].
و لا تنس دوما سؤال الله بالثّبات والتّوفيق للطّاعات والقربات وحسن العبادة ‘’اللّهمّ أعِنِّي على ذِكرك وشُكرك وحُسن عبادتك’’، وأن تحمد الله عزّ وجلّ على الهداية ‘’الحمد لله الّذي هدانا لهذا وما كُنّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله’’. قال أحد الصّالحين: [كفَى من جزائه إيّاك أن رضيك لها أهلاً]. نعم، فإنّ الله عزّ وجلّ لا يوفّق لطاعته إلاّ مَن شاء وأحبّ من عباده، قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. إنّ الطاعة منزلة لا يَرضاها الله عزّ وجلّ ويوفق لها إلاّ لمَن شاء من عباده واحب، قال ابن عطاء الله السكندري: [إذا أردتَ أن تعرف مقامَك عند الله، فانظر فيما أقامك]. وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرّحْمَنُ وُدًّا}. واذا وُفقت للطاعة فاياك ان تغتربالطاعة فتفسد العمل، وكم من عامل وقد أحبط عمله بالرياء؛ حتى إذا جاء يوم القيامة تفاجأ بما لم يكن يتوقعه وليس في حسبانه (( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)) الزمر – يقول سفيان الثوري رحمه الله في هذه الآية: ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم.
ودمتم بخير وبر ونسال الله تعالى ان يجعلنا واياكم من المتقين المقبولين الموفقين للبر والطاعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته