زهير سالم
الوباء عدو للإنسان يجب أن تتضافر جهود البشر جميعا لوضع حد له ، وكبحه . وقاعدتنا الرئيسية في مواجهته : درهم وقاية خير من قنطار علاج . ومن الوقاية اتباع سبل النظافة العامة ، والتوكيد عليها مع أنها من التعليمات اليومية في منظومة أخلاق الإسلام .
ومن قواعدنا الصحية الإسلامية : إذا وقع الوباء بأرض أنتم فيها فلا تخرجوا منها . وإن كنتم في غيرها فلا تدخلوها ..حديث صحيح عن سيدنا عبد الرحمن بن عوف .
وهو توجيه فيه نهي وتأكيد وإلزام .
ومن قواعدنا الصحية في التعليمات النبوية : " لا يوردن ممرض على مصح " ومعناه إذا كانت إبلك مريضة فلا تسقها حيث يسقي الأصحاء إبلهم . لئلا تنتشر العدوى بين الإبل . هذا في الإبل فكيف في البشر؟!
ويستفاد من كل ما سبق أن الإنسان ، حيثما كان ، إذا شك بإصابته بأي مرض معد ومنه الزكام في حالة كورونا ، يجب أن يتجنب المجامع والجوامع واللقاءات العامة ، ويعذر عن الجمعة والجماعة لئلا ينشر العدوى بين الناس . ويجب أن يمتنع عن ركوب الحافلات العامة . وغشيان المطاعم والأسواق ، والذهاب إلى المدارس وإلى الأماكن العامة من النوادي والمحاضرات والحدائق . وتعظم الجناية كلما كان المرض خطيرا ..وإذا أعدى رجلا فمات فما أعظم ما جنى ولاسيما إذا كان يتحسس إصابته ولو بأدنى إنذار. وفي أيام الجوائح هذه الأولى بالإنسان أن يسعه بيته .
ولتكن الحيطة والحذر في أمر الأطفال أشد . فالطفل في بنيته أكثر هشاشة وضعفا ، وأسرع في استقبال العدوى ، وأقل حيلة في الاحتياط أو في العناية بأمر نفسه وأمر غيره .
وحيثما أقام الإنسان في أرض الله الواسعة يجب أن يلتزم بدقة بالتعليمات الصحية والإدارية التي يصدرها المعنيون في البقعة التي يعيش فيها . ويعتبر التقيد بهذه التعليمات نوعا من الالتزام الأخلاقي والديني العام .
إن إظهار الشماتة والفرح في انتشار الوباء في أي بقعة من الأرض نوع من الخفة لا تليق بالعقلاء .
نعم الوباء جند من جنود الله . وما يعلم جنود ربك إلا هو . وخالف سيدنا أبي عبيدة بن الجراح أمين أمتنا سيدنا عمر بن الخطاب في أمر الطاعون ، فمات رضي الله عنه شهيدا به .
الوباء يتحرك بقدر الله ولكنه لا يصيب الناس على الهوية ..
فاعتبروا يا أولي الأبصار ..
وشارك بحملة كلمة ضد الوباء ..
وليكن عنواننا في القاعدة الشرعية : لا ضرر ولا ضرار ..
نسأل الله أن يرفع غضبه ومقته عن أهل الأرض جميعا وفي مقدمتهم أهل الشام كل الشام من العريش حتى إدلب وحلب ..
28 / جمادى الآخرة / 1441
23/ 2 / 2020
____________
*مدير مركز الشرق العربي