وقفات مع ليلة القدر
يقول الله تعالى في سورة القدر: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}.
وقيل عن سبب تسميتها إنها ليلة ذات قدر وشرف، وهي ترجى في العشر الأواخر من رمضان كما قال – صلى الله عليه وسلم -: (التمسوها في العشر الأواخر).
سميت ليلة القدر بذلك، لعظيم قدرها وشرفها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل "لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على نبي ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر"، (فيها يفرق كل أمر حكيم)، فأصبح للأمة شأن ومكانة ورفعة بنزول القرآن، فتأتي ليلة القدر في كل عام، لتذكر الأمة أنها إذا أرادت أن يكون لها شأن ومكانة ورفعة عليها أن تعود لكتاب ربها وتتخذه منهاجا، وأن تعظم حملة القرآن فهم أشراف الأمة، وقد جاء في الحديث:- "أشراف أمتي حملة القرآن".
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي : إنه من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون، ويشهد له قوله تعالى: "وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ".
وقال ابن قتيبة: إن القدر بمعنى القَدَر؛ أي يقدر فيها أحكام تلك السنة.
وقال عنها ابن عباس وغيره كما جاء في تفسير ابن كثير: إن الله تعالى أنزل القرآن فيها جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء في تفسير ابن كثير في هذه الآية الكريمة، أي: في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا وهكذا روي عن ابن عمر ، وأبي مالك ، ومجاهد ، والضحاك ، وغير واحد من السلف، وقوله : ( حكيم ) أي : محكم لا يبدل ولا يغير. وهو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور. وذلك لقوله تعالى في سورة الدخان : ( إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم ) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه.
ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام ، قال الامام النووي رحمه الله : ( وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها ) المجموع 6/450 . وقد جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) رواه البخاري .
لكن ابن عباس رضي الله عنهما كان يرجح انها ليلة السابع والعشرين من رمضان،
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( أنها ليلة سبع وعشرين ) واستنبط ذلك استنباطاً عجيباً من عدة أمور ، فقد ورد أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم وكان صغيراً فقالوا : إن ابن عباس كأحد أبنائنا فلم تجمعه معنا ؟ فقال عمر : إنه فتى له قلب عقول ، ولسان سؤول ، ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر ، فأجمعوا على أنها من العشر الأواخر من رمضان ، فسأل ابن عباس عنها ، فقال : إني لأظن أين هي ، إنها ليلة سبع وعشرين ، فقال عمر : وما أدراك ؟ فقال : إن الله تعالى خلق السموات سبعاً ، وخلق الأرضين سبعاً ، وجعل الأيام سبعاً ، وخلق الإنسان من سبع ، وجعل الطواف سبعاً ، والسعي سبعاً ، ورمي الجمار سبعاً . فيرى ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات ، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس ترجمان القران . ومشتهر عنه رضي الله عنه ويؤيده حديث أبي بن كعب
حيث قال: "والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها هي ليلة سبع وعشرين". (روه مسلم).
ويروى عنه -ابن عباس- ايضا انه عد كلمات السورة - سورة القدر - فقال: ان كلمة -هي- السابعة والعشرين والله تعالى اعلم. نسال الله تعالى ان يوفقنا لموافقتها ويرزقنا قيامها واحيائها ويكتب لنا فضلها وبركتها، فاللهم انك عفو غفور تحب العفو فاعف عنا واغفر لنا وارحمنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الله تعالى في سورة القدر: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}.
وقيل عن سبب تسميتها إنها ليلة ذات قدر وشرف، وهي ترجى في العشر الأواخر من رمضان كما قال – صلى الله عليه وسلم -: (التمسوها في العشر الأواخر).
سميت ليلة القدر بذلك، لعظيم قدرها وشرفها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل "لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على نبي ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر"، (فيها يفرق كل أمر حكيم)، فأصبح للأمة شأن ومكانة ورفعة بنزول القرآن، فتأتي ليلة القدر في كل عام، لتذكر الأمة أنها إذا أرادت أن يكون لها شأن ومكانة ورفعة عليها أن تعود لكتاب ربها وتتخذه منهاجا، وأن تعظم حملة القرآن فهم أشراف الأمة، وقد جاء في الحديث:- "أشراف أمتي حملة القرآن".
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي : إنه من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون، ويشهد له قوله تعالى: "وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ".
وقال ابن قتيبة: إن القدر بمعنى القَدَر؛ أي يقدر فيها أحكام تلك السنة.
وقال عنها ابن عباس وغيره كما جاء في تفسير ابن كثير: إن الله تعالى أنزل القرآن فيها جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء في تفسير ابن كثير في هذه الآية الكريمة، أي: في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا وهكذا روي عن ابن عمر ، وأبي مالك ، ومجاهد ، والضحاك ، وغير واحد من السلف، وقوله : ( حكيم ) أي : محكم لا يبدل ولا يغير. وهو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور. وذلك لقوله تعالى في سورة الدخان : ( إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم ) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه.
ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام ، قال الامام النووي رحمه الله : ( وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها ) المجموع 6/450 . وقد جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) رواه البخاري .
لكن ابن عباس رضي الله عنهما كان يرجح انها ليلة السابع والعشرين من رمضان،
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( أنها ليلة سبع وعشرين ) واستنبط ذلك استنباطاً عجيباً من عدة أمور ، فقد ورد أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم وكان صغيراً فقالوا : إن ابن عباس كأحد أبنائنا فلم تجمعه معنا ؟ فقال عمر : إنه فتى له قلب عقول ، ولسان سؤول ، ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر ، فأجمعوا على أنها من العشر الأواخر من رمضان ، فسأل ابن عباس عنها ، فقال : إني لأظن أين هي ، إنها ليلة سبع وعشرين ، فقال عمر : وما أدراك ؟ فقال : إن الله تعالى خلق السموات سبعاً ، وخلق الأرضين سبعاً ، وجعل الأيام سبعاً ، وخلق الإنسان من سبع ، وجعل الطواف سبعاً ، والسعي سبعاً ، ورمي الجمار سبعاً . فيرى ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات ، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس ترجمان القران . ومشتهر عنه رضي الله عنه ويؤيده حديث أبي بن كعب
حيث قال: "والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها هي ليلة سبع وعشرين". (روه مسلم).
ويروى عنه -ابن عباس- ايضا انه عد كلمات السورة - سورة القدر - فقال: ان كلمة -هي- السابعة والعشرين والله تعالى اعلم. نسال الله تعالى ان يوفقنا لموافقتها ويرزقنا قيامها واحيائها ويكتب لنا فضلها وبركتها، فاللهم انك عفو غفور تحب العفو فاعف عنا واغفر لنا وارحمنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.