مقطع الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم قبل يومين شاقّاً طريقه من ولاية مينيسوتا الأميركية إلى العالم لن يمر مرور الكرام أبدا، وذلك بعد مقتل رجل أميركي أسود يدعى جورج فلويد يبلغ من العمر 46 عاما، تحت ركبة ضابط أبيض.
فقد عاشت مدينة مينابوليس، ساعات عصيبة بعد أن تحولت شوارعها ساحات لحرب شوارع، وأكلت النيران كل مكان فيها، بحسب مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر احتجاجات شعبية عارمة بعد مقتل الرجل.
20 دولاراً اعتقد أنها مزورة!
الجديد اليوم، أن "العربية.نت" تواصلت مع صاحب البقالة التي بدأت منها شرارة الغضب، بعدما اتصل أحد موظفيها بالشرطة مبلغا عن فلويد.
وقال المالك الفلسطيني لمتجر Cup Foods، واسمه سمير أبو ميالة، إن الموظف تواصل مع الشرطة حين حاول الأميركي جورج فلويد دفع قيمة ما اشتراه بورقة 20 دولاراً مزورة، إلا أنه لا يعتقد أن الراحل كان على علم بأنها مزورة، وإلا لصرفها في محل آخر لا يعرفه.
وأشار أبو ميالة إلى أن جورج زبون لدى متجره، يمر بين الحين والآخر، لذلك، فإن محله الذي أسسه منذ 31 سنة في المدينة معروف.
كما أعلن البائع العربي وهو أب لأربعة أبناء و4 بنات، وهاجر في 1978 من القدس إلى الولايات المتحدة، أنه سيقوم بواجبه نحو من قال إنه بمثابة ابنه المخنوق الأميركي، أي جورج، مؤكدا أن الاضطرابات لن تهدأ في الولاية إلا حين اعتقال أفراد الشرطة الأربعة وسجنهم.
وعلى الرغم من أن الشرطة أعلنت طرد 4 ضباط متورطين بالحادثة، إلا أن الاحتجاجات لم تهدأ، فقد نشر مغردون عبر تويتر، صباح الخميس، فيديوهات تظهر متاجر ومباني بعضها مدمرة التهمتها النيران، ورصد فيديو آخر واجهات محال ومتاجر تعرضت للتكسير.
ومقاطع أخرى أظهرت ألسنة اللهب وهي تلتهم مرافق في مدينة مينابوليس.
الولاية تستنجد!
وبعد الاشتباكات التي شهدتها الولاية بين الشرطة والمحتجين، التي تخللتها مظاهر عنف، لم يبق أمام الحاكم إلا طلب النجدة، فاستدعى بالفعل الحرس الوطني الخميس، للمساعدة في استعادة الأمن.
وأمر الحاكم تيم والز قوات الحرس الوطني بمساعدة الشرطة، بينما يسعى مسؤولون محليون واتحاديون لتخفيف التوترات العنصرية التي أثارتها الواقعة.
كما أعلنت الولاية حالة الطوارئ، خصوصا أن الناس لم تهدأ على الرغم من تقديم قائد الشرطة مداريا أرادوندو اعتذارا لأسرة فلويد، قائلا "أنا آسف بشدة للألم والدمار والصدمة التي تركتها وفاة السيد فلويد في نفوس أسرته وذويه ومجتمعنا".
ودعا بدورهم المسؤولون المشرفون على التحقيقات من وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب البحث الجنائي والادعاء المحلي إلى التحلي بالهدوء بينما هم يجمعون الأدلة، حيث قال مايك فريمان مدعي مقاطعة هنيبين أمام الصحافيين "امنحونا الوقت كي ننجز المهمة على النحو الملائم، وسنحقق لكم العدالة. أعدكم". وأقر بأن أسلوب الشرطي الذي ظهر بالفيديو كان "مريعا"، وقال "مهمتي أن أثبت أنه انتهك قانونا جنائيا".
مات جورج!
يشار إلى أن شرارة الغضب بدأت بعدما وثق مقطع فيديو اعتداء ضابط شرطة أميركي في مدينة مينابوليس بولاية مينيسوتا، وضع ركبتيه على عنق رجل تواجد أسفل سيارة، بينما لم تنجح كل محاولات المارة لجعل الضابط يفلت جورج فلويد الذي توفي بسبب الاعتداء.
وظهر فلويد في مقطع الفيديو الذي التقطته إحدى المارات، الاثنين الماضي، يكافح للتنفس على الأرض، فيما ركع شرطي أبيض على رقبته عدة دقائق.
وكان آخر ما سمع من الرجل الأسود جملة كررها مرارا "لا أستطيع التنفس"، غدت شعار المحتجين بعد وفاته.
إلى ذلك، لم تفلح كل إجراءات الشرطة لوقف الاحتجاجات، خصوصا بعدما توزعوا على المباني واستخدموا الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وقنابل الصوت لإبقاء الحشود على مسافة، دون جدوى، فقد رشق المحتجون الشرطة بالحجارة وعبوات المياه ومقذوفات أخرى، وأعاد بعضهم قذف عبوات الغاز المسيل للدموع على الشرطة.