لغز انفجار سيبيريا - الحقيقة كاملة " الجزء الثانى "
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته***
فى الجزء الاول وقفنا عند الحفرات المضللة و مدى الخراب اللى سببه الانفجار الغامض اللى حصل فى سيبيريا سنة 1908 , و اللى اكتشفه العالم الروسى ليونيد كوليك بعد حوالى 20 سنة من الانفجار ده....
و النهاردة ان شاء الله هانشوف فى الجزء التانى اللى توصل له العلماء بعد كده ,, و مدى التشابه اللى ظهر بين انفجار سيبيريا و ظواهر تانية حصلت...
**********
ايحاء قنبلة هيروشيما
اصبح اللغز اكثر تعقيدا من اى وقت مضى , الا ان البحث قد توقف تماما عندما دخل الاتحاد السوفيتى الحرب ضد المانيا النازية , و بالرغم من ان كوليك كان قد تجاوز الخمسين فقد تم تجنيده فى الجيش السوفيتى , و وقع فى الاسر , و مات . هذا بالاضافة الى ان الكثيرين ممن شاركوه فى ابحاثه قتلوا فى الحرب .
انتهت الحرب فى اوروبا , ثم حلت اللحظة المأسوية فى الطرف الاخر من العالم , تلك التى غيرت اشياء عديدة فى حياتنا , لقد اسقطت امريكا قنبلتها الذرية فوق هيروشيما , مما ادى الى استسلام اليابان اعلانا لهزيمة آخر دولة من دول المحور و انتهاءا من الحرب العالمية الثانية .
و بعد مرور عامان , و مع اتجاه العلماء الى جهود السلام , لاحظ العديد مدى التشابه غير العادى بين نمط التخريب الذى حدث فى هيروشيما , و الاثار التى خلفها انفجار تانجاسكا.
فى هيروشيما , تم ملاحظة ان مركز الانفجار كان نصيبه اقل نسبيا , و هو ما نلاحظه فى انفجار تانجاسكا , فقد بقيت الاشجار منتصبة عند المركز , و ايضا ظهر ان النباتات فى هيروشيما صارت تنمو بسرعة بسبب الانفجار الذرى , و نفس الشيء تمت ملاحظته فى سيبيريا .
لقد تبع القاء القنبلة سحابة على شكل عيش الغراب , و يعتقد الروس ان سحابة تانجاسكا كانت اعلى بكثير , لان الناس ابصروها على ابعاد كبيرة , مما يوحى بأن انفجار تانجاسكا بلغ الف ضعف انفجار قنبلة هيروشيما..
كان الشبه بين الانفجارين اكبر من ان يهمل , و مع ذلك كان مما لايقبل التصديق القول بحدوث تفجير ذرى فى سيبيريا قبل 40 سنة من توصل علماء الولايات المتحدة الى صنع اول قنبلة ذرية , و لكن ما ان نبتت الفكرة فى العقول , حتى قفز الى الاذهان دليل جديد , هل كانت الاثار الجلدية التى على جلود حيوان الرنة فى تانجاسكا نتيجة لحروق اشعاعية مثل التى اصيبت بها قطعان الحيوانات فى هيروشيما ؟؟؟؟
مال احد العلماء الامريكان الى الاجابة بنعم على هذا التساؤل ..!!!
تغيرات وراثية عنيفة
مع تراكم الشواهد التى تجمعت بفضل البعثات العلمية منذ عام 1958 و حتى اليوم , سادت نظرية الانفجار الذرى و الحرارة النووية فى تفسير ماحدث فى تانجاسكا.
الدكتور فاسيلييف الاستاذ بجامعة تومسك , و الذى يقود حاليا البحث فى لغز تانجاسكا , يميل الى التعاطف مع هذه النظرية , فيقول للتدليل على رأيه :
" لقد حدثت تغيرات وراثية غاية فى العنف ليس فقط فى النبات , و لكن فى ممالك الحشرات الصغيرة ايضا. لقد ظهرت انواع من النحل و الحشرات الاخرى لايوجد شبيه لها فى اى مكان فى العالم , بعض الاشجار و النباتات توقفت عن النمو , و البعض الاخر نما بمعدلات متضاعفة , تبلغ فى بعض الاحيان مئات اضغاف معدل نموها قبل عام 1908 .. "
و مع هذا يؤكد فاسيلييف عدم الوصول الى شواهد تدل على اثار اشعاعية غير عادية . و ان نتيجة الابحاث تكشف عن فوضى كهروميغناطيسية شاملة , و بصفة خاصة عند مركز الحدث . فهذه المنطقة تعرضت لاعصار كهروميغناطيسى هائل القوة , قاد الى تحطيم كامل و ربما يكون دائما.
كما ظهر وجه شبه جديد بين ماحدث و بين مايحدث فى التفجير النووى , فعندما قام علماء امريكا و روسيا و بريطانيا بدراسة آثار القنبلة الهيدروجينية فى الخمسينات , لاحظوا ان التفجير النووى فى مكان ما يخلق فى الجهة الاخرى من الكرة الارضية نوعا من الشفق المضيء , يصاحبه قدر من التشويش فى طبقة الايدنوسفير , و هو الغلاف الجوى المتآين للارض الذى يعكس موجات الراديو و يردها الينا , و عند الرجوع الى التقارير القديمة لوجدنا ملاحظات المستكشف الانجليزى ارنست شاكلتون الذى كان فى ذلك الوقت من عام 1908 عند قارة القطب الجنوبى , اى فى الجانب المقابل لتانجاسكا , كان شاكلتون يعسكر بالقرب من بركان مونت ايرباس , و قد سجل فريقه ماحدث من شفق لامع لايمكن تفسيره قبل و بعد موعد انفجار تانجاسكا.
و من اهم ماقيل نتيجة لتلك البحوث , هو ان ذلك الشيء الذى هبط على تانجاسكا , و ايا كانت طبيعته , فانه لم يرتطم بالارض , و لكن انفجر فى الهواء قريبا من الارض , بل ايضا استفاد العلماء من تجارب التفجيرات الذرية و النووية , و قدروا ان انفجار تانجاسكا حدث على ارتفاع 8 كم من الارض...
و لكن يبقى السؤال الذى طالما بحث العالم عن اجابته " مالذى احدث ذلك الانفجار النووى قبل ان يتوصل الانسان الى اسرار التفجير الذرى ؟!! " . الآثار المادية التى امكن العثور عليها بفضل البعثات العلمية التى تمت بعد الحرب العالمية الثانية هى عبارة عن بعض كرات من خام الحديد الممغنط و اخرى من السيليكات , انها و التى بلا شك اتت من الفضاء الخارجى , فالحديد الممغنط الذى تم العثور عليه يحتوى على الكثير من النيكل , اكثر مما يمكن ان نجده فى ارضنا , و السيليكات بها فقاقيع من الغاز , شبيهة بتلك المعروفة عند التحليل الطيفى للاشياء القادمة من الفضاء.
ثقب اسود صغير
هذه التفسيرات لم تمنع العلماء من اعلان نظريات جديدة فى تفسير تلك الظاهرة , اصحاب نظرية سفينة الفضاء و منهم مجموعة كبيرة من العلماء الذين يعتقدون ان هذه الكرات هى من بقايا السفينة الفضائية التى تبخرت قرب الارض , و هم يقدمون الاسانيد لصالح وجهة نظرهم , فشهود العيان وصفوا الجسم بأنه كان اسطوانى و انه غير اتجاهه فى لحظة ما , كما يستندون الى الشكل الخاص لرقعة الخراب عندما امكن رصده اخيرا , و الذى يشبه نسرا يبسط جناحيه , و لو انه ذلك الشيء كان كرويا لكان اثره على الارض دائريا , و يحاول اصحاب هذه النظرية ان يقدموا تبريرا لاقتراب السفينة لهذه البقعة من الارض بالذات , فيقولون انها كانت تحتاج الى الماء.
و هناك فريق اخر من العلماء اعلن فى عام 1973 ان ذلك الشيء هو نوعا من الثقوب السوداء , و هى ظاهرة حقيقية تم اكتشافها حديثا , و تتمتع بجاذبية خرافية تجعلها تمتص و تجتذب كل ما يقترب منها من العناصر المادية , بل انها تمتص ضوء الشمس و لا تعكسه , لذلك هى سوداء , و يقول هذا الفريق ان الثقب الاسود الصغير هذا قد مر مخترقا الكرة الارضية خارجا من الناحية الاخرى فى منطقة ما من المحيط الاطلنطى بين ايسلاند و نيوفاوندلاند , الا ان جرائد هذه المنطقة لم يظهر بها عام 1908 مايفيد حدوث شيء غير عادى.
مع كل هذه التفسيرات و النظريات , مازال ماحدث فى تانجاسكا فى يوم 30 يونيو من العام 1908 مصدرا لحيرة العلماء , حتى بعد مرور ما يقارب من الـ 100 عام على حدوث هذه الحادث الغامض فستبقى حقيقة ذلك الانفجار الغامض لغزا يحير العالم و العلماء....