على مرطبان الملح كتبتُ "سكر"
لأني لا أريد أن أكبر بالعمر و لا أجيد ذلك.
كتبت " سكر" اعتراضاَ على مقص أمي الذي كان يجز شعري الطويل و أنا نائمة بحجة توفير الشامبو!
اعتراضاً على غياب أبي الطويل عن حياتي، على ضجري و أنا أسمع مواعظه عبر الهاتف الأرضي.
اعتراضاً على صديقتي التي استعارت كتاب " أغاني مهيار الدمشقي" لأدونيس من عشرين سنة و لم ترجعه حتى الآن.
اعتراضاً على كلمة " شكراً " الغبية، التي تعلمتها في الروضة و صرت أقولها للضحية و للجلاد.
أعترض على عالم قذر سوقي ، لازالت عاهراته تهز مؤخراتها،
و إعلاناته التجارية تقلع عينيك بنعومة جهاز براون و سلاسة شاي ليبتون و نكهة ماكدونالدز و استثارة عطر هوغو.
أعترض بكلمة " سكر" على كل السفارات التي رفضت طلبي باللجوء، على جواز سفري الفارغ إلا من صورتي، على اللابتوب المعطل في زاوية غرفة النوم، على قطار الساعة الخامسة فجراً الذي يقلّ الجنود من طرطوس إلى دمشق و يعود بثيابهم و أحذيتهم ملفوفة بالعلم.
سكر
سكر
للعالم الحقير! للثلاجة العفنة!
للعصافير في بوري المدفأة..
للآلهة و جفونها المكتنزة و خدودها الممتلئة!
أعترض!
على أثواب الحمل و ربطات العنق المخططة على زنانير الصرة، على القنطرة المظلمة في قرية عاصي الرحباني على بيانو الياس المهجور.
سكر
لتنهض الأبنية و الضمائر
لتصير الكسور في الساق أقلام رصاص و الجبائر أزهار وصناديق فريز بلدي.
سكر، كي لا أُنتَهك بملح الصبيان و التمييز العنصري و ضجيج المظاهرات المناوئة للتغير المناخي و المؤيدة لزواج المثليين.
سكر لفمي المربوط بكلمة نعم، لعينيّ العاريتين من الضوء.
سكر
ضد كل التحرشات
من مدربي الرقص و المصورين و المدرسين الخصوصيين و مدراء مكاتب المسؤولين و جوقة الشعراء الجدد و أوصياء الله على الأرض
سكر
ضد الرجم
ضد الهدم
سكر
لأنني بلهاء أؤمن أني بكلمة واحدة، أستطيع تغيير العالم.
سكر
لأن ما يعتريني من ملح
مفزع
مفزع.
....... مريم......
لأني لا أريد أن أكبر بالعمر و لا أجيد ذلك.
كتبت " سكر" اعتراضاَ على مقص أمي الذي كان يجز شعري الطويل و أنا نائمة بحجة توفير الشامبو!
اعتراضاً على غياب أبي الطويل عن حياتي، على ضجري و أنا أسمع مواعظه عبر الهاتف الأرضي.
اعتراضاً على صديقتي التي استعارت كتاب " أغاني مهيار الدمشقي" لأدونيس من عشرين سنة و لم ترجعه حتى الآن.
اعتراضاً على كلمة " شكراً " الغبية، التي تعلمتها في الروضة و صرت أقولها للضحية و للجلاد.
أعترض على عالم قذر سوقي ، لازالت عاهراته تهز مؤخراتها،
و إعلاناته التجارية تقلع عينيك بنعومة جهاز براون و سلاسة شاي ليبتون و نكهة ماكدونالدز و استثارة عطر هوغو.
أعترض بكلمة " سكر" على كل السفارات التي رفضت طلبي باللجوء، على جواز سفري الفارغ إلا من صورتي، على اللابتوب المعطل في زاوية غرفة النوم، على قطار الساعة الخامسة فجراً الذي يقلّ الجنود من طرطوس إلى دمشق و يعود بثيابهم و أحذيتهم ملفوفة بالعلم.
سكر
سكر
للعالم الحقير! للثلاجة العفنة!
للعصافير في بوري المدفأة..
للآلهة و جفونها المكتنزة و خدودها الممتلئة!
أعترض!
على أثواب الحمل و ربطات العنق المخططة على زنانير الصرة، على القنطرة المظلمة في قرية عاصي الرحباني على بيانو الياس المهجور.
سكر
لتنهض الأبنية و الضمائر
لتصير الكسور في الساق أقلام رصاص و الجبائر أزهار وصناديق فريز بلدي.
سكر، كي لا أُنتَهك بملح الصبيان و التمييز العنصري و ضجيج المظاهرات المناوئة للتغير المناخي و المؤيدة لزواج المثليين.
سكر لفمي المربوط بكلمة نعم، لعينيّ العاريتين من الضوء.
سكر
ضد كل التحرشات
من مدربي الرقص و المصورين و المدرسين الخصوصيين و مدراء مكاتب المسؤولين و جوقة الشعراء الجدد و أوصياء الله على الأرض
سكر
ضد الرجم
ضد الهدم
سكر
لأنني بلهاء أؤمن أني بكلمة واحدة، أستطيع تغيير العالم.
سكر
لأن ما يعتريني من ملح
مفزع
مفزع.
....... مريم......