...لا تنتظر المهدي.. بل كن انت المهدي
الله عز و جل اختار امة محمد لرسالته وحملها، وبعث فيهم منهم نبيا كريما ليكون هذه الامة لحمل الرسالة الخاتمة، (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)الجمعة)
نعم ان الله عز وجل اختار امة الاسلام لتحقق النهوض بالبشرية والارتقاء بها عبردرجات سلم الرقي
....وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ ...144البقرة..
ويقول سبحانه { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } الآيات آل عمران110.
وكنتم هنا اي اصبحتم وصرتم.فاذا ربطناها بالاية السابقة فتكون وسطا بمعنى الخيرية والصدارة، فتوسط القوم اي سادهم واصبح خيارهم.
فلاحظ ايها المؤمن العاقل ان الله تعالى ربط مصير الامم بامة الاسلام، كونها امة الرسالة و وارثتها وحاملتها، وكون الرسالة هي بانية الامة ببناءها لمعتقدها وبالتالي فكرها وثقافتها وحضارتها الربانية وفق الاحكام الشرعية التي يجب ان تكون هي المرعية من قبل الامة .
وان هذا الامر والاختيار جاء بنصوص قطعية، فاختزل البشر مهمة انقاذ البشرية باتباع نصوص ظنية الثبوت ظنية الدلالة والفهم، وربطوا مصير البشرية و وقفوا نشر الرسالة على شخص موهوم اسموه المهدي، في حين ان المهدي صفة وليست اسما لعلم بذاته، فهي عامة في جنسها وليست خاصة في فرديتها، وخصوصها يكون في عموم اطلاقها على من استحق ان يوصف بها، والمهدي من الهدى وهو ضد الضلال، ولا تطلق الا على من اتصف بامور، اولها صواب الاعتقاد بصواب معرفة الحق والحقيقة، وثانيا استقامة السلوك بسبيل الصلاح وطريق الرشاد. يؤيد ذلك الحديث الصحيح كما في مستدرك الحاكم عن العرباض بن سارية ، قال : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ، قال : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن أُمر عليكم عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة " .
فلاحظ ان الوصف هنا جاء بصيغة الجمع واطلق على جماعة وليس على شخص بعينه بل على اكثر من شخص فصفتهم هنا انهم خلفاء و راشدون ولهم سنة وهي طريقة في الحكم والاستقامة موافقة لطريقة النبي سلام الله عليه وسنته .
ثم ان صفة المهدي امر مكتسب مقدور عليه، و في وسع الانسان فعله، فلذلك امر الله تعالى به البشر وطلب الهداية واتباع سبيلها منهم وانكر عليهم الضلال واتباع سبله.
وقد كان من اواخر ما نزل من الوحي خطاب ربنا للامة بوصفها امة اكتمل تكوينها ونضوجها واهليتها لحمل الرسالة الخاتمة، ولم يعد البشرية بحاجة الى نبوات جديدة بعد وجود هذه الامة ،فاخبرها الله تعالى على وجه التكليف والتوظيف بوراثة الرسالة وحملها بقوله تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3 . ونسبة الدين واظافته للامة ليحملهم مسؤولية الاستقامة بموجبه والحفاظ عليه والمجاهدة لنشره في العالمين .
نعم وجعل سبحانه كل فرد من افراد الامة مسؤلا عن الرسالة والمجاهدة في تبليغها، ومن فعل ذلك كان مهديا مهتديا شهد له ربه بذلك فقال سبحانه:- وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة). وقال النبي صلوات ربي وسلامه عليه فيما رواه المروزي في سننه عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ثَغْرَةٍ مِنْ ثُغَرِ الْإِسْلَامِ، اللَّهَ اللَّهَ لَا يُؤْتَى الْإِسْلَامُ مِنْ قِبَلِكَ " .وقد قَالَ الْحَسَنُ بْنُ حَيّ : " إِنَّمَا الْمُسْلِمُونَ عَلَى الإِسْلامِ بِمَنْزِلَةِ الْحِصْنِ ، فَإِذَا أَحْدَثَ الْمُسْلِمُ حَدَثًا ثُغِرَ فِي الإِسْلامِ مِنْ قِبَلِهِ ، فَإِنْ أَحْدَثَ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ فَاثْبُتْ أَنْتَ عَلَى الأَمْرِ الَّذِي لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ لَقَامَ الدِّينُ لِلَّهِ بِالأَمْرِ الَّذِي أَرَادَهُ مِنْ خَلْقِهِ لا يُؤْتَى الإِسْلامُ مِنْ قِبَلِكَ ".
نعم ايها المسلم المؤمن فان الله تعالى طلبنا الايمان و كلفنا العمل ولم يكلفنا الانتظار فلا تنتظر المهدي وكن انت المهدي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الله عز و جل اختار امة محمد لرسالته وحملها، وبعث فيهم منهم نبيا كريما ليكون هذه الامة لحمل الرسالة الخاتمة، (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)الجمعة)
نعم ان الله عز وجل اختار امة الاسلام لتحقق النهوض بالبشرية والارتقاء بها عبردرجات سلم الرقي
....وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ ...144البقرة..
ويقول سبحانه { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } الآيات آل عمران110.
وكنتم هنا اي اصبحتم وصرتم.فاذا ربطناها بالاية السابقة فتكون وسطا بمعنى الخيرية والصدارة، فتوسط القوم اي سادهم واصبح خيارهم.
فلاحظ ايها المؤمن العاقل ان الله تعالى ربط مصير الامم بامة الاسلام، كونها امة الرسالة و وارثتها وحاملتها، وكون الرسالة هي بانية الامة ببناءها لمعتقدها وبالتالي فكرها وثقافتها وحضارتها الربانية وفق الاحكام الشرعية التي يجب ان تكون هي المرعية من قبل الامة .
وان هذا الامر والاختيار جاء بنصوص قطعية، فاختزل البشر مهمة انقاذ البشرية باتباع نصوص ظنية الثبوت ظنية الدلالة والفهم، وربطوا مصير البشرية و وقفوا نشر الرسالة على شخص موهوم اسموه المهدي، في حين ان المهدي صفة وليست اسما لعلم بذاته، فهي عامة في جنسها وليست خاصة في فرديتها، وخصوصها يكون في عموم اطلاقها على من استحق ان يوصف بها، والمهدي من الهدى وهو ضد الضلال، ولا تطلق الا على من اتصف بامور، اولها صواب الاعتقاد بصواب معرفة الحق والحقيقة، وثانيا استقامة السلوك بسبيل الصلاح وطريق الرشاد. يؤيد ذلك الحديث الصحيح كما في مستدرك الحاكم عن العرباض بن سارية ، قال : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ، قال : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن أُمر عليكم عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة " .
فلاحظ ان الوصف هنا جاء بصيغة الجمع واطلق على جماعة وليس على شخص بعينه بل على اكثر من شخص فصفتهم هنا انهم خلفاء و راشدون ولهم سنة وهي طريقة في الحكم والاستقامة موافقة لطريقة النبي سلام الله عليه وسنته .
ثم ان صفة المهدي امر مكتسب مقدور عليه، و في وسع الانسان فعله، فلذلك امر الله تعالى به البشر وطلب الهداية واتباع سبيلها منهم وانكر عليهم الضلال واتباع سبله.
وقد كان من اواخر ما نزل من الوحي خطاب ربنا للامة بوصفها امة اكتمل تكوينها ونضوجها واهليتها لحمل الرسالة الخاتمة، ولم يعد البشرية بحاجة الى نبوات جديدة بعد وجود هذه الامة ،فاخبرها الله تعالى على وجه التكليف والتوظيف بوراثة الرسالة وحملها بقوله تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3 . ونسبة الدين واظافته للامة ليحملهم مسؤولية الاستقامة بموجبه والحفاظ عليه والمجاهدة لنشره في العالمين .
نعم وجعل سبحانه كل فرد من افراد الامة مسؤلا عن الرسالة والمجاهدة في تبليغها، ومن فعل ذلك كان مهديا مهتديا شهد له ربه بذلك فقال سبحانه:- وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة). وقال النبي صلوات ربي وسلامه عليه فيما رواه المروزي في سننه عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ثَغْرَةٍ مِنْ ثُغَرِ الْإِسْلَامِ، اللَّهَ اللَّهَ لَا يُؤْتَى الْإِسْلَامُ مِنْ قِبَلِكَ " .وقد قَالَ الْحَسَنُ بْنُ حَيّ : " إِنَّمَا الْمُسْلِمُونَ عَلَى الإِسْلامِ بِمَنْزِلَةِ الْحِصْنِ ، فَإِذَا أَحْدَثَ الْمُسْلِمُ حَدَثًا ثُغِرَ فِي الإِسْلامِ مِنْ قِبَلِهِ ، فَإِنْ أَحْدَثَ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ فَاثْبُتْ أَنْتَ عَلَى الأَمْرِ الَّذِي لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ لَقَامَ الدِّينُ لِلَّهِ بِالأَمْرِ الَّذِي أَرَادَهُ مِنْ خَلْقِهِ لا يُؤْتَى الإِسْلامُ مِنْ قِبَلِكَ ".
نعم ايها المسلم المؤمن فان الله تعالى طلبنا الايمان و كلفنا العمل ولم يكلفنا الانتظار فلا تنتظر المهدي وكن انت المهدي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.