بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الجمعة بارك الله جمعكم وجمعتكم
المهدي المنتظر !!!
سبق وان كتبت في هذا المجال تحت عنوان كن انت المهدي المنتظر ، ذلك ان المهدي امرا ممكنا وليس امرا قدريا ، و لو كان امر المهدي امرا قدريا مقضيا لسقطت عنا تكاليف الجهاد و حمل الدعوة واقامة احكام الدين في الارض ، و لسقط عنا الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و محاسبة اولي الامر ... ولتعطل الدين ووجب علينا انتظاره لينقذنا ويخلصنا وينصر ديننا !!
والمهدي لغة اسم مفعول من اهتدى يهتدي فهو مهتد ومهديا .. وضد الهداية الضلال وضد مهدي ضال والمهدي من وفقه الله لسبل الهداية.. قال الله عز وجل: { قُلِ اللَّهُ يَهْدِى لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّى إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}. (يونس: من الآية 35).
وتظافرت ادلة القران على ان الهداية عمل اختياري من اختيار الانسان والانسان يسلك سبله فيوفق الله من سلك سبله لتحصيله، فهدايتك لنفسك..
كما ان ضلالك لنفسك ومن كسبك، قال تعالى في سورة يونس ١٠٨قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها.. )، وفي سورة الإسراء ١٥من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها.. )، وفي سورة الزمر ٤١فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، وما انت عليهم بوكيل)، وفي سورة النمل ٩٢فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين)....
فكل مؤمن بما جاء به النبي - صلى الله عليه واله وسلم -مهدي، لانه اتبع سبيل الهدى والرشاد ،وكل كافر ضال، لانه اتبع سبيل الغواية والضلال ...
وقد بين لنا الحديث الشريف ان المهدي الذي يجب ان يتبع في سنته هو الخليفة الذي هداه الله تعالى لاقتفاء اثار النبي في الحكم وانه سيكون في الامة اكثر من شخص حاكم مهدي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِى إِلَّا هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِى، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ).[أخرجه أحمد، وغيره].
وقال صلى الله عليه واله وسلم : (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ). رواه ابن ماجه، وأبو داود، وأحمد، والحاكم، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه السيوطي.
فلاحظ هنا ان الحديث يدور عن نوع من الحكام ، ووصفهم بانهم خلفاء،اي خلفوا النبي عليه السلام في الحكم والسير بهدي النبوة و المعبر عنها بقوله موصيا: (فعليكم بسنتي) والسير ايضا وفق منهج الخلفاء وهم من يخلف النبي من بعده في السير على هديه،والمأمورين باتباع نهجهم وسنتهم في الحكم هم 1- خلفاء: جمع خليفة: يعنى يَخْلفُ من كان قبلهُ ويَخْلُفَهُ من يأتى بَعدهُ، أى يَخلُفُ بعضُهُم البعض. اي حكام يخلفون رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه واله في اقامة الدين ..2- الراشدين: جمع راشد: وهو الدال، و الراشِدُ: اسم فاعلٍ، رَشَد يرشُد رُشْداً، رَشِد يَرْشَد رَشَدا، الرشاد ضد الغى، يدلّ على الطريق الصحيح القويم إلى منهج الله تعالى . 3- المهديين : جمع - مهدى: وهى من كلمة هِدَايَة ومعناها هَدَاهُ الله للتوفيق للهداية وسهل له اقتفاء اثر النبوة .
وتجدر الاشارة هنا الى انه لم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلفاء الراشدون المهديون الأربعةِ،! إنما قال الخلفاء الراشدون المهديون.
ومفردها خليفة راشد مهدى:والخليفة الراشد هو من اتت به الامة وولته قيادها وسلمته سلطانها، ولم ينتزع ذلك بالتسلط والتغلب والا لما كان راشدا، بل يكون غاصبا متسلطا .. ونلاحظ ان الوصف بالرشد والمهدية تجاوز الحصر بعدد .. فكل خليفة في الامة ولته الامة قيادها وبايعته على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله فهو راشد ، وكل ملتزم بهدي كتاب الله وسنة رسوله صلوات ربي وسلامه عليه واله فهو مهدي وفقه الله للهدى يوم طلبه وسلك مسالكه .. ففكرة المهدوية فكرة تحفيز وتشجيع للامام ان يكون متصف بهذه الصفة الكريمة ومتحل بها ..
وقد اشار ابن كثير رحمه الله في تفسيره الى تعدد المهديين في الامة عند تفسيره للاية 55 من سورة النور فقال: "وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا بدّ من وجود اثني عشر خليفة عادلًا، وليسوا هم بأئمة الشيعة الاثني عشر، فإن كثيرًا من أولئك لم يكن لهم من الأمر شيء.
فأما هؤلاء: فإنهم يكونون من قريش، يلون فيعدلون، وقد وجد منهم أربعة على الولاء، وهم: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي -رضي الله عنهم-، ثم كان بعدهم فترة، ثم وجد منهم من شاء الله، ثم قد يوجد منهم من بقي في الوقت الذي يعلمه الله تعالى".
وبناءً على ما سبق فان فكرة المهدوية ليست امرا قدريا يُنتظر، فتتعطل بانتظاره احكام الشريعة !!، بل هو امر كسبي يهبه الله تعالى ويوفق اليه من يبتغيه من خلفاء النبوة في اقامة الدين في الامة وحمل رسالته للعالمين ....
اللهم اهدنا واهد بنا ولا تضلنا ولا تضل بنا واجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين وامنن علينا بنصرك ونصرتك يا نعم المولى والنصير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الجمعة بارك الله جمعكم وجمعتكم
المهدي المنتظر !!!
سبق وان كتبت في هذا المجال تحت عنوان كن انت المهدي المنتظر ، ذلك ان المهدي امرا ممكنا وليس امرا قدريا ، و لو كان امر المهدي امرا قدريا مقضيا لسقطت عنا تكاليف الجهاد و حمل الدعوة واقامة احكام الدين في الارض ، و لسقط عنا الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و محاسبة اولي الامر ... ولتعطل الدين ووجب علينا انتظاره لينقذنا ويخلصنا وينصر ديننا !!
والمهدي لغة اسم مفعول من اهتدى يهتدي فهو مهتد ومهديا .. وضد الهداية الضلال وضد مهدي ضال والمهدي من وفقه الله لسبل الهداية.. قال الله عز وجل: { قُلِ اللَّهُ يَهْدِى لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّى إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}. (يونس: من الآية 35).
وتظافرت ادلة القران على ان الهداية عمل اختياري من اختيار الانسان والانسان يسلك سبله فيوفق الله من سلك سبله لتحصيله، فهدايتك لنفسك..
كما ان ضلالك لنفسك ومن كسبك، قال تعالى في سورة يونس ١٠٨قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها.. )، وفي سورة الإسراء ١٥من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها.. )، وفي سورة الزمر ٤١فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، وما انت عليهم بوكيل)، وفي سورة النمل ٩٢فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين)....
فكل مؤمن بما جاء به النبي - صلى الله عليه واله وسلم -مهدي، لانه اتبع سبيل الهدى والرشاد ،وكل كافر ضال، لانه اتبع سبيل الغواية والضلال ...
وقد بين لنا الحديث الشريف ان المهدي الذي يجب ان يتبع في سنته هو الخليفة الذي هداه الله تعالى لاقتفاء اثار النبي في الحكم وانه سيكون في الامة اكثر من شخص حاكم مهدي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِى إِلَّا هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِى، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ).[أخرجه أحمد، وغيره].
وقال صلى الله عليه واله وسلم : (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ). رواه ابن ماجه، وأبو داود، وأحمد، والحاكم، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه السيوطي.
فلاحظ هنا ان الحديث يدور عن نوع من الحكام ، ووصفهم بانهم خلفاء،اي خلفوا النبي عليه السلام في الحكم والسير بهدي النبوة و المعبر عنها بقوله موصيا: (فعليكم بسنتي) والسير ايضا وفق منهج الخلفاء وهم من يخلف النبي من بعده في السير على هديه،والمأمورين باتباع نهجهم وسنتهم في الحكم هم 1- خلفاء: جمع خليفة: يعنى يَخْلفُ من كان قبلهُ ويَخْلُفَهُ من يأتى بَعدهُ، أى يَخلُفُ بعضُهُم البعض. اي حكام يخلفون رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه واله في اقامة الدين ..2- الراشدين: جمع راشد: وهو الدال، و الراشِدُ: اسم فاعلٍ، رَشَد يرشُد رُشْداً، رَشِد يَرْشَد رَشَدا، الرشاد ضد الغى، يدلّ على الطريق الصحيح القويم إلى منهج الله تعالى . 3- المهديين : جمع - مهدى: وهى من كلمة هِدَايَة ومعناها هَدَاهُ الله للتوفيق للهداية وسهل له اقتفاء اثر النبوة .
وتجدر الاشارة هنا الى انه لم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلفاء الراشدون المهديون الأربعةِ،! إنما قال الخلفاء الراشدون المهديون.
ومفردها خليفة راشد مهدى:والخليفة الراشد هو من اتت به الامة وولته قيادها وسلمته سلطانها، ولم ينتزع ذلك بالتسلط والتغلب والا لما كان راشدا، بل يكون غاصبا متسلطا .. ونلاحظ ان الوصف بالرشد والمهدية تجاوز الحصر بعدد .. فكل خليفة في الامة ولته الامة قيادها وبايعته على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله فهو راشد ، وكل ملتزم بهدي كتاب الله وسنة رسوله صلوات ربي وسلامه عليه واله فهو مهدي وفقه الله للهدى يوم طلبه وسلك مسالكه .. ففكرة المهدوية فكرة تحفيز وتشجيع للامام ان يكون متصف بهذه الصفة الكريمة ومتحل بها ..
وقد اشار ابن كثير رحمه الله في تفسيره الى تعدد المهديين في الامة عند تفسيره للاية 55 من سورة النور فقال: "وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا بدّ من وجود اثني عشر خليفة عادلًا، وليسوا هم بأئمة الشيعة الاثني عشر، فإن كثيرًا من أولئك لم يكن لهم من الأمر شيء.
فأما هؤلاء: فإنهم يكونون من قريش، يلون فيعدلون، وقد وجد منهم أربعة على الولاء، وهم: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي -رضي الله عنهم-، ثم كان بعدهم فترة، ثم وجد منهم من شاء الله، ثم قد يوجد منهم من بقي في الوقت الذي يعلمه الله تعالى".
وبناءً على ما سبق فان فكرة المهدوية ليست امرا قدريا يُنتظر، فتتعطل بانتظاره احكام الشريعة !!، بل هو امر كسبي يهبه الله تعالى ويوفق اليه من يبتغيه من خلفاء النبوة في اقامة الدين في الامة وحمل رسالته للعالمين ....
اللهم اهدنا واهد بنا ولا تضلنا ولا تضل بنا واجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين وامنن علينا بنصرك ونصرتك يا نعم المولى والنصير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته