لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

» 56- من دروس القران التوعوية - البينة !!!
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-21, 4:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 31- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-20, 11:58 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 55- من دروس القران التوعوية- انا سنلقي عليك قولا ثقيلا
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-20, 9:54 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 54- من دروس القران التوعوية :-التحذير من الوهن
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-19, 1:15 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خواطر مع دماء الشهداء
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-18, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تعليق على حادثة عملية البحر الميت اليوم
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_icon_minitime2024-10-18, 11:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 466 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 465 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

محمد بن يوسف الزيادي

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 
معتصم - 12434
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4323
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 
العرين - 1193
لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_rcapلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_voting_barلماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!! I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66414 مساهمة في هذا المنتدى في 20318 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

لماذا يعتبر اجماع الصحابة دليلا شرعيا ؟؟!!

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

محمد بن يوسف الزيادي





بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يعتبر اجماع الصحابة رضوان الله عليهم دليلا شرعيا من ادلة شرعنا الحنيف ...؟؟!!
الصحابة لغة مصطلح اسلامي ماخوذ من صحب اي رافق وعاشر ولازم 
والصحابة جمع صَحَابِيّ ، وهم طبقة من اوائل هذه الامة اكرمهم الله تعالى بمرافقة ومجالسة ومخالطة وصحبة النبي صلى الله عليه واله وسلم، وكانوا حملة لواء الدين وبناة صرح خير امة اخرجت للناس، وعاشوا وماتوا وهم على ذلك ولم يبدلوا تبديلا ... 
ويشمل مصطلح الصحابة من ثبتت له هذه الصفة، -صفة الصحبة والرفقة والمعاشرة مؤمنا-، من المهاجرين والانصار ومن قدم مؤمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليتلقى عنه تعاليم الدين واموره بعد انتصارات المسلمين ...
انهم ثلة من الناس سبقوا للايمان،واستنارت قلوبهم وعقولهم بفكره، ورباهم الرسول صلوات ربي عليه بالقران، وتولى الوحي تهذيب نفوسهم وتوجيه وتصويب سلوكهم بما يستقيم ومتطلبات الايمان ومقتضياته،حتى بلغ حبهم لله ورسوله مبلغا ليس له مثيل،جعلهم يفتدونه باموالهم وانفسهم واحب الناس اليهم اباءهم وامهاتهم،فالعربي كان يموت ولا يقبل المنقصة في حق ابيه او المسبة بحق امه ، ونجدهم بقول الواحد منهم فداك ابي وامي ونفسي يا رسول الله،انه حب ما بعده حب وفداء ما بعده فداء. وقد ترجموا هذا الحب عملا وقولا وفعلا والذي يتجسد لنا في قصة خبيب بن عدي يوم اسره المشركون وارادوا قتله وصلبه، فقد قال سعيد بن عامر: " شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدًا مكانك؟، فقال: والله ما أحب أني في أهلي وأن محمدًا شيك بشوكة " حتى قال أبو سفيان يومها: " ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدٍ محمدا " .
فاستحقوا ان يبشر بهم ربهم في التوراة والانجيل ويثني عليهم في القران ؛ قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقوِيت أسبابه، وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل الله بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه، وصارت كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزاكية، والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعد الموت أحياءَ، وكانوا لعباد الله نُصَحَاءَ، رحلوا إلى الأخرى قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بَعْدُ فيها"[مروج الذهب للمسعودي].
و قال الإمام الشافعي - رحمه الله-: "أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل، وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله وهنَّأهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصدِّيقين والشهداء والصالحين، هم أدَّوْا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عامًّا وخاصًّا، وعَزْمًا وإرشادًا، وعرَفوا من سنته ما عرَفنا وجهِلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وأمرٍ استُدرِك به علمٌ، واستُنبط به، وآراؤهم لنا أَحْمَدُ وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا" [مناقب الشافعي للامام البيهقي].
ومدح القرآن الكريم الصحابة رضوان الله عليهم، المهاجرين والأنصارمنهم، وشهد لهم بالفضل والإحسان والفلاح والصدق، قال الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 8، 9] ... وقد جائت تزكيتهم والثناء عليهم في عشرات الايات الكريمة التي تشهد لنا بصدق وعدالة رواة القران وناقلي السنة المطهرة....
نعم ... هذا الجيل الفريد وهذه النخبة البشرية المثلى ... التي تولى النبي تربيتهم بنفسه وتولى الوحي تثبيتهم وتوجييهم وتعليمهم ومتابعتهم ليلا ونهارا، سفرا وحلاو ترحالا واقامة وسلما وحربا،ان مثلهم لنا هم باختصار شديد كما قال الله تعالى واصفا من حملوا مشعل نوره من قبل : (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90)الانعام
مثل هذا الجيل من الناس الربانيين يُقطع باستحالة اجماعهم و اجتماعهم على الباطل، او الكذب او مخالفة منهج الرسالة التي تربوا عليها حتى غدوا وغدت رسالة ربهم قوام حياتهم ووجودهم ...
وبناءًً على ماسبق فان إجماع الصّحابة هو ثالث الأدلّة الأربعة التي هي وحدها الأدلّة المعتبرة للأحكام الشّرعيّة. وهو يأتي بعد الكتاب والسّنّة، وقبل القياس.
*وليس معنى إجماع الصّحابة هو اتّفاق آرائهم الشّخصيّة على رأيٍٍ واحد*، لأنّ آراءهم الشّخصيّة ليست وحياً، ولأنّ كلّ واحدٍ منهم ليس معصوماً عن الخطأ، فلا يكون رأيه دليلاً شرعيّاً، وبالتّالي لا يكون اتّفاقهم على أيّ رأي دليلاً شرعيّاً، لأنّ الدّليل الشّرعي لا بدّ أن يكون قد جاء به الوحي حتّى يُعتبر شرعيّاً: لا الآراء التي اختلفوا فيها، ولا الآراء التي اتّفقوا عليها.
*إنّ معنى إجماعهم هو تحديداً إجماعهم على الحكم في مسألةٍ ما أنّه حكمٌ شرعيّ*، ففي هاذه الحالة لا يكون رأياً لهم، إنّما يكون إجماعاً على أنّه من الشّرع.
والدّليل على أنّ إجماع الصّحابة هو دليلٌ شرعيٌّ كالكتاب والسّنّة أمران:
الأوّل: أنّ الله أثنى عليهم بنصٍّ قطعيّ الثّبوت قطعيّ الدّلالة، كما اسلفنا بقوله، تعالى ذِكْرُه: { والسّابِقونَ الأَوّلون مِن المُهاجِِرينَ والأَنْصارِ وَالّذينَ اتّبَعوهُم بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ وَرَضوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ خالِدينَ فَيها أَبَداً، ذالكَ الْفَوْزُ العَظيم }. التّوبة 100.
ومعنى بإحسان، أي بإتقانِ الاتّباع في الهجرة والنُّصرة. والنّصّ ثناءٌ مباشر على الصّحابة، 
لأنّ المنصوص عليهم هم الصّحابة حصراً. والثّناء يشملهم جميعاً، وهو ثناءٌ يوجِب أن يكون صِدقُ ما يُجمِعون عليه أمراً مقطوعاً به.
الثّاني: أنّ هاؤلاء الصّحابة هم الذين نقلوا إلينا الإسلام كلّه، وهم الذين نقلوا إلينا أن القرآنَ الذي نقرأُه هو نفسه الذي نزل به الرّوح الأمين على قلب إمام المُرسَلين، صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
إنّ أيّ خللٍ في أيّة جزئيّة أجمعوا عليها تعني خللاً في الدين الذي عنهم أخذناه، وهذا مُحالٌ شرعاً.
إنّه وإن كان من غير المستحيل عليهم عقلاً أن يُجمعوا على خطأ بل يجوز عليهم ذالك لأنّهم بشر، 
ولاكنّه من المستحيل عليهم شرعاً أن يُجمعوا على خطأ.. وهذا حالهم الذي وصفنا في البداية،لما نالوا من الرعاية الربانية والتربية النبوية. والشرع أخبر أن الصحابة لا يجتمعون على خطأ في مسائل الدين؛ لأنهم هم الذين نقلوا القرآن إلينا، فلو تطرق الخلل والخطأ إلى اتفاقهم على حكم المسائل لتطرق الخلل إلى حفظ القرآن وهو محال شرعًا.
مما سبق ومِن هاذين الأمرين يتبيّن لنا أنّ إجماع الصّحابة هو دليلٌ شرعيٌّ قطعاً.
و لا بدّ من التّأكيد مكرّراً على 
أنّ إجماع الصّحابة على أنّ الحكم الفلاني هو حكمٌ شرعيّ إنّما يكشف عن دليلٍ على المسألة الفرعيّة لم ينقلوه إلينا*، أيّ أنّ هناك دليلاً شرعيّاً من فعل الرّسول أو قوله أو سكوته، وهم قد نقلوا إلينا الحكم ولم ينقلوا دليله الفرعيّ، *فكان نقلُهم كاشفاً عن أنّ هناك دليلٌ فرعيٌّ على هاذا الحكم .
فالحجية في اجماعهم كونهم عايشوا وعاصروا ورافقوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فكشف لنا اجماعهم عن دليل يرضاه الله ويرضاه رسوله فهم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه قدوتهم واسوتهم، يتتبعون خطاه ويتلمسون اثاره.
وختاماً اتوجه بالدّعاء إلى الله، تعالى ذِكْرُه، خاشعاً مُتضرّعاً أن يجعل لنا نوراً نمشي به ونحيا عليه حيثما وُجدنا على سطح الكوكب، 
لأنّ مَن لم يجعل اللهُ له نوراً فما له مِن نور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2022-11-07, 7:50 pm عدل 1 مرات

محمد بن يوسف الزيادي





بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يعتبر اجماع الصحابة رضوان الله عليهم دليلا شرعيا من ادلة شرعنا الحنيف ...؟؟!!
الصحابة لغة مصطلح اسلامي ماخوذ من صحب اي رافق وعاشر ولازم 
والصحابة جمع صَحَابِيّ ، وهم طبقة من اوائل هذه الامة اكرمهم الله تعالى بمرافقة ومجالسة ومخالطة وصحبة النبي صلى الله عليه واله وسلم، وكانوا حملة لواء الدين وبناة صرح خير امة اخرجت للناس، وعاشوا وماتوا وهم على ذلك ولم يبدلوا تبديلا ... 
ويشمل مصطلح الصحابة من ثبتت له هذه الصفة، -صفة الصحبة والرفقة والمعاشرة مؤمنا-، من المهاجرين والانصار ومن قدم مؤمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليتلقى عنه تعاليم الدين واموره بعد انتصارات المسلمين ...
انهم ثلة من الناس سبقوا للايمان،واستنارت قلوبهم وعقولهم بفكره، ورباهم الرسول صلوات ربي عليه بالقران، وتولى الوحي تهذيب نفوسهم وتوجيه وتصويب سلوكهم بما يستقيم ومتطلبات الايمان ومقتضياته،حتى بلغ حبهم لله ورسوله مبلغا ليس له مثيل،جعلهم يفتدونه باموالهم وانفسهم واحب الناس اليهم اباءهم وامهاتهم،فالعربي كان يموت ولا يقبل المنقصة في حق ابيه او المسبة بحق امه ، ونجدهم بقول الواحد منهم فداك ابي وامي ونفسي يا رسول الله،انه حب ما بعده حب وفداء ما بعده فداء. وقد ترجموا هذا الحب عملا وقولا وفعلا والذي يتجسد لنا في قصة خبيب بن عدي يوم اسره المشركون وارادوا قتله وصلبه، فقد قال سعيد بن عامر: " شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدًا مكانك؟، فقال: والله ما أحب أني في أهلي وأن محمدًا شيك بشوكة " حتى قال أبو سفيان يومها: " ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدٍ محمدا " .
فاستحقوا ان يبشر بهم ربهم في التوراة والانجيل ويثني عليهم في القران ؛ قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقوِيت أسبابه، وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل الله بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه، وصارت كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزاكية، والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعد الموت أحياءَ، وكانوا لعباد الله نُصَحَاءَ، رحلوا إلى الأخرى قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بَعْدُ فيها"[مروج الذهب للمسعودي].
و قال الإمام الشافعي - رحمه الله-: "أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل، وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله وهنَّأهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصدِّيقين والشهداء والصالحين، هم أدَّوْا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عامًّا وخاصًّا، وعَزْمًا وإرشادًا، وعرَفوا من سنته ما عرَفنا وجهِلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وأمرٍ استُدرِك به علمٌ، واستُنبط به، وآراؤهم لنا أَحْمَدُ وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا" [مناقب الشافعي للامام البيهقي].
ومدح القرآن الكريم الصحابة رضوان الله عليهم، المهاجرين والأنصارمنهم، وشهد لهم بالفضل والإحسان والفلاح والصدق، قال الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 8، 9] ... وقد جائت تزكيتهم والثناء عليهم في عشرات الايات الكريمة التي تشهد لنا بصدق وعدالة رواة القران وناقلي السنة المطهرة....
نعم ... هذا الجيل الفريد وهذه النخبة البشرية المثلى ... التي تولى النبي تربيتهم بنفسه وتولى الوحي تثبيتهم وتوجييهم وتعليمهم ومتابعتهم ليلا ونهارا، سفرا وحلاو ترحالا واقامة وسلما وحربا،ان مثلهم لنا هم باختصار شديد كما قال الله تعالى واصفا من حملوا مشعل نوره من قبل : (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90)الانعام
مثل هذا الجيل من الناس الربانيين يُقطع باستحالة اجماعهم و اجتماعهم على الباطل، او الكذب او مخالفة منهج الرسالة التي تربوا عليها حتى غدوا وغدت رسالة ربهم قوام حياتهم ووجودهم ...
وبناءًً على ماسبق فان إجماع الصّحابة هو ثالث الأدلّة الأربعة التي هي وحدها الأدلّة المعتبرة للأحكام الشّرعيّة. وهو يأتي بعد الكتاب والسّنّة، وقبل القياس.
*وليس معنى إجماع الصّحابة هو اتّفاق آرائهم الشّخصيّة على رأيٍٍ واحد*، لأنّ آراءهم الشّخصيّة ليست وحياً، ولأنّ كلّ واحدٍ منهم ليس معصوماً عن الخطأ، فلا يكون رأيه دليلاً شرعيّاً، وبالتّالي لا يكون اتّفاقهم على أيّ رأي دليلاً شرعيّاً، لأنّ الدّليل الشّرعي لا بدّ أن يكون قد جاء به الوحي حتّى يُعتبر شرعيّاً: لا الآراء التي اختلفوا فيها، ولا الآراء التي اتّفقوا عليها.
*إنّ معنى إجماعهم هو تحديداً إجماعهم على الحكم في مسألةٍ ما أنّه حكمٌ شرعيّ*، ففي هاذه الحالة لا يكون رأياً لهم، إنّما يكون إجماعاً على أنّه من الشّرع.
والدّليل على أنّ إجماع الصّحابة هو دليلٌ شرعيٌّ كالكتاب والسّنّة أمران:
الأوّل: أنّ الله أثنى عليهم بنصٍّ قطعيّ الثّبوت قطعيّ الدّلالة، كما اسلفنا بقوله، تعالى ذِكْرُه: { والسّابِقونَ الأَوّلون مِن المُهاجِِرينَ والأَنْصارِ وَالّذينَ اتّبَعوهُم بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ وَرَضوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ خالِدينَ فَيها أَبَداً، ذالكَ الْفَوْزُ العَظيم }. التّوبة 100.
ومعنى بإحسان، أي بإتقانِ الاتّباع في الهجرة والنُّصرة. والنّصّ ثناءٌ مباشر على الصّحابة، 
لأنّ المنصوص عليهم هم الصّحابة حصراً. والثّناء يشملهم جميعاً، وهو ثناءٌ يوجِب أن يكون صِدقُ ما يُجمِعون عليه أمراً مقطوعاً به.
الثّاني: أنّ هاؤلاء الصّحابة هم الذين نقلوا إلينا الإسلام كلّه، وهم الذين نقلوا إلينا أن القرآنَ الذي نقرأُه هو نفسه الذي نزل به الرّوح الأمين على قلب إمام المُرسَلين، صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
إنّ أيّ خللٍ في أيّة جزئيّة أجمعوا عليها تعني خللاً في الدين الذي عنهم أخذناه، وهذا مُحالٌ شرعاً.
إنّه وإن كان من غير المستحيل عليهم عقلاً أن يُجمعوا على خطأ بل يجوز عليهم ذالك لأنّهم بشر، 
ولاكنّه من المستحيل عليهم شرعاً أن يُجمعوا على خطأ.. وهذا حالهم الذي وصفنا في البداية،لما نالوا من الرعاية الربانية والتربية النبوية. والشرع أخبر أن الصحابة لا يجتمعون على خطأ في مسائل الدين؛ لأنهم هم الذين نقلوا القرآن إلينا، فلو تطرق الخلل والخطأ إلى اتفاقهم على حكم المسائل لتطرق الخلل إلى حفظ القرآن وهو محال شرعًا.
مما سبق ومِن هاذين الأمرين يتبيّن لنا أنّ إجماع الصّحابة هو دليلٌ شرعيٌّ قطعاً.
و لا بدّ من التّأكيد مكرّراً على 
أنّ إجماع الصّحابة على أنّ الحكم الفلاني هو حكمٌ شرعيّ إنّما يكشف عن دليلٍ على المسألة الفرعيّة لم ينقلوه إلينا*، أيّ أنّ هناك دليلاً شرعيّاً من فعل الرّسول أو قوله أو سكوته، وهم قد نقلوا إلينا الحكم ولم ينقلوا دليله الفرعيّ، *فكان نقلُهم كاشفاً عن أنّ هناك دليلٌ فرعيٌّ على هاذا الحكم .
فالحجية في اجماعهم كونهم عايشوا وعاصروا ورافقوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فكشف لنا اجماعهم عن دليل يرضاه الله ويرضاه رسوله فهم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه قدوتهم واسوتهم، يتتبعون خطاه ويتلمسون اثاره.
وختاماً اتوجه بالدّعاء إلى الله، تعالى ذِكْرُه، خاشعاً مُتضرّعاً أن يجعل لنا نوراً نمشي به ونحيا عليه حيثما وُجدنا على سطح الكوكب، 
لأنّ مَن لم يجعل اللهُ له نوراً فما له مِن نور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2022-11-07, 7:54 pm عدل 1 مرات

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يعتبر اجماع الصحابة رضوان الله عليهم دليلا شرعيا من ادلة شرعنا الحنيف ...؟؟!!
الصحابة لغة مصطلح اسلامي ماخوذ من صحب اي رافق وعاشر ولازم 
والصحابة جمع صَحَابِيّ ، وهم طبقة من اوائل هذه الامة اكرمهم الله تعالى بمرافقة ومجالسة ومخالطة وصحبة النبي صلى الله عليه واله وسلم، وكانوا حملة لواء الدين وبناة صرح خير امة اخرجت للناس، وعاشوا وماتوا وهم على ذلك ولم يبدلوا تبديلا ... 
ويشمل مصطلح الصحابة من ثبتت له هذه الصفة، -صفة الصحبة والرفقة والمعاشرة مؤمنا-، من المهاجرين والانصار ومن قدم مؤمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليتلقى عنه تعاليم الدين واموره بعد انتصارات المسلمين ...
انهم ثلة من الناس سبقوا للايمان،واستنارت قلوبهم وعقولهم بفكره، ورباهم الرسول صلوات ربي عليه بالقران، وتولى الوحي تهذيب نفوسهم وتوجيه وتصويب سلوكهم بما يستقيم ومتطلبات الايمان ومقتضياته،حتى بلغ حبهم لله ورسوله مبلغا ليس له مثيل،جعلهم يفتدونه باموالهم وانفسهم واحب الناس اليهم اباءهم وامهاتهم،فالعربي كان يموت ولا يقبل المنقصة في حق ابيه او المسبة بحق امه ، ونجدهم بقول الواحد منهم فداك ابي وامي ونفسي يا رسول الله،انه حب ما بعده حب وفداء ما بعده فداء. وقد ترجموا هذا الحب عملا وقولا وفعلا والذي يتجسد لنا في قصة خبيب بن عدي يوم اسره المشركون وارادوا قتله وصلبه، فقد قال سعيد بن عامر: " شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدًا مكانك؟، فقال: والله ما أحب أني في أهلي وأن محمدًا شيك بشوكة " حتى قال أبو سفيان يومها: " ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدٍ محمدا " .
فاستحقوا ان يبشر بهم ربهم في التوراة والانجيل ويثني عليهم في القران ؛ قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقوِيت أسبابه، وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل الله بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه، وصارت كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزاكية، والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعد الموت أحياءَ، وكانوا لعباد الله نُصَحَاءَ، رحلوا إلى الأخرى قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بَعْدُ فيها"[مروج الذهب للمسعودي].
و قال الإمام الشافعي - رحمه الله-: "أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل، وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله وهنَّأهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصدِّيقين والشهداء والصالحين، هم أدَّوْا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عامًّا وخاصًّا، وعَزْمًا وإرشادًا، وعرَفوا من سنته ما عرَفنا وجهِلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وأمرٍ استُدرِك به علمٌ، واستُنبط به، وآراؤهم لنا أَحْمَدُ وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا" [مناقب الشافعي للامام البيهقي].
ومدح القرآن الكريم الصحابة رضوان الله عليهم، المهاجرين والأنصارمنهم، وشهد لهم بالفضل والإحسان والفلاح والصدق، قال الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 8، 9] ... وقد جائت تزكيتهم والثناء عليهم في عشرات الايات الكريمة التي تشهد لنا بصدق وعدالة رواة القران وناقلي السنة المطهرة....
نعم ... هذا الجيل الفريد وهذه النخبة البشرية المثلى ... التي تولى النبي تربيتهم بنفسه وتولى الوحي تثبيتهم وتوجييهم وتعليمهم ومتابعتهم ليلا ونهارا، سفرا وحلاو ترحالا واقامة وسلما وحربا،ان مثلهم لنا هم باختصار شديد كما قال الله تعالى واصفا من حملوا مشعل نوره من قبل : (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90)الانعام
مثل هذا الجيل من الناس الربانيين يُقطع باستحالة اجماعهم و اجتماعهم على الباطل، او الكذب او مخالفة منهج الرسالة التي تربوا عليها حتى غدوا وغدت رسالة ربهم قوام حياتهم ووجودهم ...
وبناءًً على ماسبق فان إجماع الصّحابة هو ثالث الأدلّة الأربعة التي هي وحدها الأدلّة المعتبرة للأحكام الشّرعيّة. وهو يأتي بعد الكتاب والسّنّة، وقبل القياس.
*وليس معنى إجماع الصّحابة هو اتّفاق آرائهم الشّخصيّة على رأيٍٍ واحد*، لأنّ آراءهم الشّخصيّة ليست وحياً، ولأنّ كلّ واحدٍ منهم ليس معصوماً عن الخطأ، فلا يكون رأيه دليلاً شرعيّاً، وبالتّالي لا يكون اتّفاقهم على أيّ رأي دليلاً شرعيّاً، لأنّ الدّليل الشّرعي لا بدّ أن يكون قد جاء به الوحي حتّى يُعتبر شرعيّاً: لا الآراء التي اختلفوا فيها، ولا الآراء التي اتّفقوا عليها.
*إنّ معنى إجماعهم هو تحديداً إجماعهم على الحكم في مسألةٍ ما أنّه حكمٌ شرعيّ*، ففي هاذه الحالة لا يكون رأياً لهم، إنّما يكون إجماعاً على أنّه من الشّرع.
والدّليل على أنّ إجماع الصّحابة هو دليلٌ شرعيٌّ كالكتاب والسّنّة أمران:
الأوّل: أنّ الله أثنى عليهم بنصٍّ قطعيّ الثّبوت قطعيّ الدّلالة، كما اسلفنا بقوله، تعالى ذِكْرُه: { والسّابِقونَ الأَوّلون مِن المُهاجِِرينَ والأَنْصارِ وَالّذينَ اتّبَعوهُم بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ وَرَضوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ خالِدينَ فَيها أَبَداً، ذالكَ الْفَوْزُ العَظيم }. التّوبة 100.
ومعنى بإحسان، أي بإتقانِ الاتّباع في الهجرة والنُّصرة. والنّصّ ثناءٌ مباشر على الصّحابة، 
لأنّ المنصوص عليهم هم الصّحابة حصراً. والثّناء يشملهم جميعاً، وهو ثناءٌ يوجِب أن يكون صِدقُ ما يُجمِعون عليه أمراً مقطوعاً به.
الثّاني: أنّ هاؤلاء الصّحابة هم الذين نقلوا إلينا الإسلام كلّه، وهم الذين نقلوا إلينا أن القرآنَ الذي نقرأُه هو نفسه الذي نزل به الرّوح الأمين على قلب إمام المُرسَلين، صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
إنّ أيّ خللٍ في أيّة جزئيّة أجمعوا عليها تعني خللاً في الدين الذي عنهم أخذناه، وهذا مُحالٌ شرعاً.
إنّه وإن كان من غير المستحيل عليهم عقلاً أن يُجمعوا على خطأ بل يجوز عليهم ذالك لأنّهم بشر، 
ولاكنّه من المستحيل عليهم شرعاً أن يُجمعوا على خطأ.. وهذا حالهم الذي وصفنا في البداية،لما نالوا من الرعاية الربانية والتربية النبوية. والشرع أخبر أن الصحابة لا يجتمعون على خطأ في مسائل الدين؛ لأنهم هم الذين نقلوا القرآن إلينا، فلو تطرق الخلل والخطأ إلى اتفاقهم على حكم المسائل لتطرق الخلل إلى حفظ القرآن وهو محال شرعًا.
مما سبق ومِن هاذين الأمرين يتبيّن لنا أنّ إجماع الصّحابة هو دليلٌ شرعيٌّ قطعاً.
و لا بدّ من التّأكيد مكرّراً على 
أنّ إجماع الصّحابة على أنّ الحكم الفلاني هو حكمٌ شرعيّ إنّما يكشف عن دليلٍ على المسألة الفرعيّة لم ينقلوه إلينا*، أيّ أنّ هناك دليلاً شرعيّاً من فعل الرّسول أو قوله أو سكوته، وهم قد نقلوا إلينا الحكم ولم ينقلوا دليله الفرعيّ، *فكان نقلُهم كاشفاً عن أنّ هناك دليلٌ فرعيٌّ على هاذا الحكم .
فالحجية في اجماعهم كونهم عايشوا وعاصروا ورافقوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فكشف لنا اجماعهم عن دليل يرضاه الله ويرضاه رسوله فهم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه قدوتهم واسوتهم، يتتبعون خطاه ويتلمسون اثاره.
وختاماً اتوجه بالدّعاء إلى الله، تعالى ذِكْرُه، خاشعاً مُتضرّعاً أن يجعل لنا نوراً نمشي به ونحيا عليه حيثما وُجدنا على سطح الكوكب، 
لأنّ مَن لم يجعل اللهُ له نوراً فما له مِن نور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يعتبر إجماع الصحابة رضوان الله عليهم دليلا شرعيا من أدلة شرعنا الحنيف ...؟؟!!
الصحابة لغة مصطلح إسلامي مأخوذ من صحب أي رافق وعاشر ولازم.
والصحابة جمع صَحَابِيّ، وهم طبقة من أوائل هذه الأمة أكرمهم الله تعالى بمرافقة ومجالسة ومخالطة وصحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا حملة لواء الدين وبناة صرح خير أمة أخرجت للناس، وعاشوا وماتوا وهم على ذلك ولم يبدلوا تبديلا ...
ويشمل مصطلح الصحابة من ثبتت له هذه الصفة، -صفة الصحبة والرفقة والمعاشرة مؤمنا-، من المهاجرين والأنصار ومن قدم مؤمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليتلقى عنه تعاليم الدين وأموره بعد انتصارات المسلمين ...
إنهم ثلة من الناس سبقوا للإيمان، واستنارت قلوبهم وعقولهم بفكره، ورباهم الرسول صلوات ربي عليه بالقرآن، وتولى الوحي تهذيب نفوسهم وتوجيه وتصويب سلوكهم، بما يستقيم ومتطلبات الإيمان ومقتضياته، حتى بلغ حبهم لله ورسوله مبلغا ليس له مثيل، جعلهم يفتدونه بأموالهم وأنفسهم وأحبّ الناس إليهم آبائهم وأمهاتهم، فالعربي كان يموت ولا يقبل المنقصة في حق أبيه أو المسبة بحق أمه، ونجدهم بقول الواحد منهم فداك أبي وأمي ونفسي يا رسول الله، إنه حب ما بعده حب وفداء ما بعده فداء. وقد ترجموا هذا الحب عملا وقولا وفعلا، والذي يتجسد لنا في قصة خبيب بن عدي يوم أسره المشركون وارادوا قتله وصلبه، فقد قال سعيد بن عامر: "شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدًا مكانك؟، فقال: والله ما أحب أني في أهلي وأن محمدًا شيك بشوكة" حتى قال أبو سفيان يومها: "ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدٍ محمدا".
فاستحقوا أن يبشر بهم ربهم في التوراة والإنجيل ويثني عليهم في القرآن؛ قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقوِيت أسبابه، وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل الله بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه، وصارت كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزاكية، والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعد الموت أحياءً، وكانوا لعباد الله نُصَحَاءَ، رحلوا إلى الأخرى قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بَعْدُ فيها"[مروج الذهب للمسعودي].
و قال الإمام الشافعي - رحمه الله-: "أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل، وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله وهنَّأهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصدِّيقين والشهداء والصالحين، هم أدَّوْا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عامًّا وخاصًّا، وعَزْمًا وإرشادًا، وعرَفوا من سنته ما عرَفنا وجهِلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وأمرٍ استُدرِك به علمٌ، واستُنبط به، وآراؤهم لنا أَحْمَدُ وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا" [مناقب الشافعي للإمام البيهقي].
ومدح القرآن الكريم الصحابة رضوان الله عليهم، المهاجرين والأنصار منهم، وشهد لهم بالفضل والإحسان والفلاح والصدق، قال الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 8، 9] ... وقد جاءت تزكيتهم والثناء عليهم في عشرات الآيات الكريمة التي تشهد لنا بصدق وعدالة رواة القرآن وناقلي السنة المطهرة....
نعم ... هذا الجيل الفريد وهذه النخبة البشرية المثلى ... التي تولى النبي تربيتهم بنفسه وتولى الوحي تثبيتهم وتوجيههم وتعليمهم ومتابعتهم ليلا ونهارا، سفرا وحلا وترحالا وإقامة وسلما وحربا، إن مثلهم لنا هم باختصار شديد كما قال الله تعالى واصفا من حملوا مشعل نوره من قبل : (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90)الانعام
مثل هذا الجيل من الناس الربانيين يُقطع باستحالة إجماعهم واجتماعهم على الباطل، أو الكذب أو مخالفة منهج الرسالة التي تربوا عليها حتى غدوا وغدت رسالة ربهم قوام حياتهم ووجودهم ...
وبناءًً على ماسبق فإن إجماع الصّحابة هو ثالث الأدلّة الأربعة التي هي وحدها الأدلّة المعتبرة للأحكام الشّرعيّة. وهو يأتي بعد الكتاب والسّنّة، وقبل القياس.
وليس معنى إجماع الصّحابة هو اتّفاق آرائهم الشّخصيّة على رأيٍٍ واحد، لأنّ آراءهم الشّخصيّة ليست وحياً، ولأنّ كلّ واحدٍ منهم ليس معصوماً عن الخطأ، فلا يكون رأيه دليلاً شرعيّاً، وبالتّالي لا يكون اتّفاقهم على أيّ رأي دليلاً شرعيّاً، لأنّ الدّليل الشّرعي لا بدّ أن يكون قد جاء به الوحي حتّى يُعتبر شرعيّا.

لا الآراء التي اختلفوا فيها، ولا الآراء التي اتّفقوا عليها.
إنّ معنى إجماعهم هو تحديداً إجماعهم على الحكم في مسألةٍ ما أنّه حكمٌ شرعيّ، ففي هذه الحالة لا يكون رأياً لهم، إنّما يكون إجماعاً على أنّه من الشّرع.
والدّليل على أنّ إجماع الصّحابة هو دليلٌ شرعيٌّ كالكتاب والسّنّة أمران:
الأوّل: أنّ الله أثنى عليهم بنصٍّ قطعيّ الثّبوت قطعيّ الدّلالة، كما اسلفنا بقوله، تعالى ذِكْرُه: { والسّابِقونَ الأَوّلون مِن المُهاجِِرينَ والأَنْصارِ وَالّذينَ اتّبَعوهُم بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ وَرَضوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ خالِدينَ فَيها أَبَداً، ذالكَ الْفَوْزُ العَظيم }. التّوبة 100.
ومعنى بإحسان؛ أي بإتقانِ الاتّباع في الهجرة والنُّصرة. والنّصّ ثناءٌ مباشر على الصّحابة؛ لأنّ المنصوص عليهم هم الصّحابة حصراً. والثّناء يشملهم جميعاً، وهو ثناءٌ يوجِب أن يكون صِدقُ ما يُجمِعون عليه أمراً مقطوعاً به.
الثّاني: أنّ هؤلاء الصّحابة هم الذين نقلوا إلينا الإسلام كلّه، وهم الذين نقلوا إلينا أن القرآنَ الذي نقرأُه هو نفسه الذي نزل به الرّوح الأمين على قلب إمام المُرسَلين، صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
إنّ أيّ خللٍ في أيّة جزئيّة أجمعوا عليها تعني خللاً في الدين الذي عنهم أخذناه، وهذا مُحالٌ شرعاً.
إنّه وإن كان من غير المستحيل عليهم عقلاً أن يُجمعوا على خطأ بل يجوز عليهم ذلك لأنّهم بشر، ولكنّه من المستحيل عليهم شرعاً أن يُجمعوا على خطأ.. وهذا حالهم الذي وصفنا في البداية، لما نالوا من الرعاية الربانية والتربية النبوية. والشرع أخبر أن الصحابة لا يجتمعون على خطأ في مسائل الدين؛ لأنهم هم الذين نقلوا القرآن إلينا، فلو تطرق الخلل والخطأ إلى اتفاقهم على حكم المسائل لتطرق الخلل إلى حفظ القرآن وهو محال شرعًا.
مما سبق ومِن هذين الأمرين يتبيّن لنا أنّ إجماع الصّحابة هو دليلٌ شرعيٌّ قطعاً.
و لا بدّ من التّأكيد مكرّراً على أنّ إجماع الصّحابة على أنّ الحكم الفلاني هو حكمٌ شرعيّ إنّما يكشف عن دليلٍ على المسألة الفرعيّة لم ينقلوه إلينا؛ أيّ أنّ هناك دليلاً شرعيّاً من فعل الرّسول أو قوله أو سكوته، وهم قد نقلوا إلينا الحكم ولم ينقلوا دليله الفرعيّ، فكان نقلُهم كاشفاً عن أنّ هناك دليلا فرعيّا على هذا الحكم .
فالحجية في إجماعهم كونهم عايشوا وعاصروا ورافقوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فكشف لنا إجماعهم عن دليل يرضاه الله ويرضاه رسوله فهم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه قدوتهم وأسوتهم، يتتبعون خطاه ويتلمسون آثاره.
وختاماً أتوجه بالدّعاء إلى الله، تعالى ذِكْرُه، خاشعاً مُتضرّعاً أن يجعل لنا نوراً نمشي به ونحيا عليه حيثما وُجدنا على سطح الكوكب؛ لأنّ مَن لم يجعل اللهُ له نوراً فما له مِن نور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى