القيادة والنقد والمحاسبة والنصيحة والشورى
الاصل في القيادة التواضع و دماثة الخلق ورحابة الصدر وسعة الافق ، ولنا قدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان متصلا بالوحي مسدد من رب العالمين سبحانه وتعالى، ومع ذلك كان يلاطف اصحابه ونسائه ونساء المؤمنين والاطفال اذا وجدهم في طريقه، ويسمع النصيحة من المراة والرجال بل ويستشيرهم في امور دنياهم وادارة شؤنهم العامة التي ليست محل نزول الوحي،حتى استحق ان يمتدحه ربه عز وجل بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )(4القلم).
ومن امثلة استماعه للنصح صلى الله عليه واله وسلم ما حصل من الحباب بن المنذر يوم غزوة بدر حيث نزل النبي بالجيش في اسفل الماء على حوض ، فساله الحباب أمنزل انزلكه الله ام هو الحرب والمكيدة؟؟ فاجابه عليه الصلاة والسلام بانه الحرب والمكيدة .. فاشار عليه ان ينزل على راس الماء ويخرب ما دونه من الاحواض فيشرب المسلمون ولا يشرب الكفار، مما سيلحق بهم العنت والتعب والعطش فيوهن قواهم عن الحرب والقتال، فاخذ النبي برأيه وغير منزل الجيش وعمل بنصيحتهمما كان له الاثر البالغ في سير المعركة حيث لاحظنا ابا جهل عندما اثقلته جراحه وهو يصارع الموت وينازع سكراته يحاول جاهدا الزحف للحوض ليشرب منه فيعاجله ابن مسعود فيجتز راسه.
ومن امثلة اخذه صلى الله عليه وسلم بالنصيحة والمشورة حفره للخندق بناء على مشورة ونصيحة من سلمان الفارسي رضي الله عنه .
ومن امثلة نزوله صلوات ربي وسلامه عليه واله عن رأيه لرأي الاغلبية ما حصل يوم احد حيث كان رأيه ان يتحصن في المدينة ويقاتل قتال المدافع المستحكم وكان رأي الاغلبية الخروج لملاقاة العدو خارج المدينة لتبقى المدينة المفر والملاذ ان اختلفت موازين القوى مع العدو، وخرج عليه السلام لملاقاة الاعداء في احد.
ومن امثلة سماعه واخذه بالنصح ما حصل يوم الحديبية بعد ان وقع الصلح مع قريش واغلبية الصحابة كارهون للشروط التي رأوها مجحفة بحق المسلمين بنظرتهم القريبة حين طلب منهم ان يحلقوا ويتحللوا من احرامهم ويذبحوا هديهم، فلم يستجب احد، فدخل خباء ام سلمة زوجه رضي الله عنها قلقا ، فاشارت عليه ان يحلق امامهم ويتحلل ويذبح ففعل وفعلوا مقتدين بامامهم صلى الله عليه واله وسلم.
ولم يعب كل ذلك رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ولم ينزل او يشوش على مكانته الرفيعة بين امته واتباعه...
وعلى دربه سار الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم ، يستشيرون ويستمعون للنصح ويقبلون الانتقاد ويجيبون الناقد بما يلزم من الحجة والبرهان ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشير الناس في امر طاعون عمواس، فيشير عليه عقلاء القوم بالرجوع.فلما عزم على الرجوع ينتقده ابو عبيدة رضي الله عنه بقوله : أتفر من قدر الله؟! فيجيبه افر من قدر الله الى قدر الله ...
وها هو عمر ينظر في تحديد مهور النساء، فقد تفشت العنوسة بين النساء وتفشت العزوبية في اوساط الشباب، بسبب غلاء المهور، وينظر بعين الاب الحاني والراعي المشفق على رعيته الذي يريد ان يحقق لها ما فيه المصلحة ، فتقف له احدى النساء فتذكره بالنص القراني قي المسالةوَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) (20النساء)
فيقول عمر على الملأ اخطأ عمر واصابت امرأة) ولم يضير ذلك عمر شيئا ولم تهتز مكانته ولم تتاثر.
وها هو عمر ايضا يقف له احد عامة الناس فيحاسبه على طول ثوبه، فيقول له لا سمعا ولا طاعة ،فيساله عن السبب فيقول له ان ثوبك اطول من ثيابنا، وكان عمر قد جائته برد يمانية ووزعها على الناس، فقال عمر لعبد الله بن عمر اجبه،فبين له عبدالله انه تصدق على ابيه بثوبه لان اباه طويل والبرد قصير ليكمل به قصر ثوبه فتتضح الصورة للمحاسب فيقول الان سمعا وطاعة.
ان الامثلة كثيرة وعصية على الحصر ولكننا ان تاملناها في حياة وسيرة القدوات المثلى لخير امة اخرجت للناس ، وجدنا فيها الدروس والعبر التي تجعلنا نوقن لماذا كانت خير امة اخرجت للناس .
ان قبول النقد والمحاسبة وقبول النصح والمشورة من اساسيات الحكم الرشيد والقيادة الحكيمة ، وان عدم احتقار الشخص لنفسه بان يبدي رايه وما فيه مصلحة المجتمع والامة والجماعة من اساسيات تفاعل الرعية مع راعي مسيرتها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :
الاصل في القيادة التواضع و دماثة الخلق ورحابة الصدر وسعة الافق ، ولنا قدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان متصلا بالوحي مسدد من رب العالمين سبحانه وتعالى، ومع ذلك كان يلاطف اصحابه ونسائه ونساء المؤمنين والاطفال اذا وجدهم في طريقه، ويسمع النصيحة من المراة والرجال بل ويستشيرهم في امور دنياهم وادارة شؤنهم العامة التي ليست محل نزول الوحي،حتى استحق ان يمتدحه ربه عز وجل بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )(4القلم).
ومن امثلة استماعه للنصح صلى الله عليه واله وسلم ما حصل من الحباب بن المنذر يوم غزوة بدر حيث نزل النبي بالجيش في اسفل الماء على حوض ، فساله الحباب أمنزل انزلكه الله ام هو الحرب والمكيدة؟؟ فاجابه عليه الصلاة والسلام بانه الحرب والمكيدة .. فاشار عليه ان ينزل على راس الماء ويخرب ما دونه من الاحواض فيشرب المسلمون ولا يشرب الكفار، مما سيلحق بهم العنت والتعب والعطش فيوهن قواهم عن الحرب والقتال، فاخذ النبي برأيه وغير منزل الجيش وعمل بنصيحتهمما كان له الاثر البالغ في سير المعركة حيث لاحظنا ابا جهل عندما اثقلته جراحه وهو يصارع الموت وينازع سكراته يحاول جاهدا الزحف للحوض ليشرب منه فيعاجله ابن مسعود فيجتز راسه.
ومن امثلة اخذه صلى الله عليه وسلم بالنصيحة والمشورة حفره للخندق بناء على مشورة ونصيحة من سلمان الفارسي رضي الله عنه .
ومن امثلة نزوله صلوات ربي وسلامه عليه واله عن رأيه لرأي الاغلبية ما حصل يوم احد حيث كان رأيه ان يتحصن في المدينة ويقاتل قتال المدافع المستحكم وكان رأي الاغلبية الخروج لملاقاة العدو خارج المدينة لتبقى المدينة المفر والملاذ ان اختلفت موازين القوى مع العدو، وخرج عليه السلام لملاقاة الاعداء في احد.
ومن امثلة سماعه واخذه بالنصح ما حصل يوم الحديبية بعد ان وقع الصلح مع قريش واغلبية الصحابة كارهون للشروط التي رأوها مجحفة بحق المسلمين بنظرتهم القريبة حين طلب منهم ان يحلقوا ويتحللوا من احرامهم ويذبحوا هديهم، فلم يستجب احد، فدخل خباء ام سلمة زوجه رضي الله عنها قلقا ، فاشارت عليه ان يحلق امامهم ويتحلل ويذبح ففعل وفعلوا مقتدين بامامهم صلى الله عليه واله وسلم.
ولم يعب كل ذلك رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ولم ينزل او يشوش على مكانته الرفيعة بين امته واتباعه...
وعلى دربه سار الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم ، يستشيرون ويستمعون للنصح ويقبلون الانتقاد ويجيبون الناقد بما يلزم من الحجة والبرهان ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشير الناس في امر طاعون عمواس، فيشير عليه عقلاء القوم بالرجوع.فلما عزم على الرجوع ينتقده ابو عبيدة رضي الله عنه بقوله : أتفر من قدر الله؟! فيجيبه افر من قدر الله الى قدر الله ...
وها هو عمر ينظر في تحديد مهور النساء، فقد تفشت العنوسة بين النساء وتفشت العزوبية في اوساط الشباب، بسبب غلاء المهور، وينظر بعين الاب الحاني والراعي المشفق على رعيته الذي يريد ان يحقق لها ما فيه المصلحة ، فتقف له احدى النساء فتذكره بالنص القراني قي المسالةوَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) (20النساء)
فيقول عمر على الملأ اخطأ عمر واصابت امرأة) ولم يضير ذلك عمر شيئا ولم تهتز مكانته ولم تتاثر.
وها هو عمر ايضا يقف له احد عامة الناس فيحاسبه على طول ثوبه، فيقول له لا سمعا ولا طاعة ،فيساله عن السبب فيقول له ان ثوبك اطول من ثيابنا، وكان عمر قد جائته برد يمانية ووزعها على الناس، فقال عمر لعبد الله بن عمر اجبه،فبين له عبدالله انه تصدق على ابيه بثوبه لان اباه طويل والبرد قصير ليكمل به قصر ثوبه فتتضح الصورة للمحاسب فيقول الان سمعا وطاعة.
ان الامثلة كثيرة وعصية على الحصر ولكننا ان تاملناها في حياة وسيرة القدوات المثلى لخير امة اخرجت للناس ، وجدنا فيها الدروس والعبر التي تجعلنا نوقن لماذا كانت خير امة اخرجت للناس .
ان قبول النقد والمحاسبة وقبول النصح والمشورة من اساسيات الحكم الرشيد والقيادة الحكيمة ، وان عدم احتقار الشخص لنفسه بان يبدي رايه وما فيه مصلحة المجتمع والامة والجماعة من اساسيات تفاعل الرعية مع راعي مسيرتها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(لا يَحقِرَنَّ أحَدُكم نَفْسَه أنْ يَرَى أمْرًا للهِ فيه مَقالٌ، فلا يَقولُ فيه، فيُقالُ له: ما منَعَكَ؟ فيقولُ: مَخافةُ النَّاسِ، فيقولُ: فإيَّايَ كُنتَ أحقَّ أنْ تَخافَ!)
وختاما نصلي ونسلم ونبارك على نبينا المبارك وعلى اله وصحبه وسلم