المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 731 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 731 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
معتصم - 12434
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 
العرين - 1193
المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_rcapالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_voting_barالمحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي  I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

المحاسبة والنقد في شريعتنا - محمد بن يوسف الزيادي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

محمد بن يوسف الزيادي



=======المحاسبة والنقد بين القبول والرفض=======
السلام عليكم احبائي في الله ورحمة الله وبركاته:-
اعتنى القران الكريم بالجانب التربوي النفسي للانسان عناية فائقة، وركز على بناء نفس زاكية طاهرة نظيفة من الرجس والعفن والامراض الوبائية التي تفتك بالنفوس، فترديها في مهالك العذاب والهوان والشقاء،. وتحولها عن الفطرة السليمة ومسار الوحي، فتنقلب نفسا شريرة باغية، تصنع الشر او تتقبله وتعين على بسط نفوذه ونشر وجوده. صانعة له او مستسلمة له، تشقى به وهي تظن انها به تنعم، في حين انها به تهلك، و تهلك غيرها من حرث ونسل واسباب وجود .
والانسان احبتي لايعيش في الارض وحيدا فردا ، بل يشاركه جنسه من البشر واخوته في الانسانية والوجود، وعوالم اخرى من الكائنات سخر معظمها لخدمته المباشرة، وبعضها الاخر لخدمته غير المباشرة، وادرك الانسان بدراساته ومكتشفاته العلمية مؤخرا ، انه ما وجد صنف من اصناف المخلوقات الا وله دور يؤديه فطريا في هذه الحياة ، ليحفظ التوازن الحياتي والبيئي على ظهر هذا الكويكب ، الذي وكل الانسان بالاستخلاف فيه لعمارته بطاعة الله، وجعله مملكة لا يعبد فيها سواه .
ومن غريب ما قرأت ان امير المؤمنين عمر رضي الله عنه وارضاه بعث بكتاب الى عامله على اليمن، يساله فيه عن الجراد ، حيث انقطعت رؤيته مدة من الزمن في زمانه فافتقده ، فجاءه الجواب انه ما زال موجودا ، فحمد الله تعالى واثنى عليه ان الجراد ما زال موجودا ، فلما سئل عن سر اهتمامه بوجوده ، قال انه يخشى ان تنقرض امة من امم الخلق ابان حكم عمر. فخشي ان يحمل مسؤولية هلاك دويبة تكاثرها بلاء واذى على الناس في مزروعاتهم واقواتهم، ولعله خشي ان يكون هلاك الاحياء بسبب كسب ايدي الناس و ظلمهم ، وخشي ان يكون له يد في الظلم المؤدي الى فناء المخلوقات ، وهذا الحس المرهف والوعي الراقي صنعه في نفوسهم وعقلياتهم نور القران وهدي النبوة، فقد قال ابن عباس يوم سئل عن معنى قوله تعالى-- (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس) :- والله ان حيتان البحر ووحوش البر لتتضرر من سيئات ابن ادم . فانظر ايها الانسان ما اعظم مسؤوليتك، انها تتجاوز حدود النفس وهواها ، وتتجاوز حدود جنسك لتشمل المسؤولية عن الخلائق، فانظر ما اعظم المقام الذي دعيت اليه لتستخلف فيه، وما احقر المقام الذي نكصت اليه، وحبست نفسك محقرا لذاتك يوم جعلتها اسيرة ملذاتك وشهواتك .
نعم اخي الانسان انك لا تعيش فيها فردا، فلن تكون فيها مقررا حسب مشيئتك وارادتك، فلا بد لك ممن يقيدها او ينظمها لكي لا تصطدم بغيرك فتصبح الحياة نزاع وصراع ارادات وبقاء، و كانها غابة موحشة بوحوشها لا يستانس بها انسان.
ان من اخطر الحالات التي يواجهها الانسان في حياته الفكرية ومساره العملي ، هو اعتباره لكل ما يصدر عنه حسنا، وانه المتفوق الكامل، وان رايه او وجهة نظره غير قابلة للمناقشة او الرد او النقض او التعديل، فيريدها قانونا يلزم بها الاخرين، وكانه الاه، و غيره عليهم التسليم والاتباع ،مما يدفعه للحنق والغضب والمغالطة و الاصرار على الباطل والخطأ، اذا ما اعترض معترض او ناقش مناقش، فيستبد برايه ويسعى بشتى الوسائل لفرضه، ولا يابه بتصادمه مع ارادات الاخرين، او الحاقه الاذى بهم ، وكانهم سخروا له خدما وتبعا ، ليس لهم من خيار امامه الا التسليم والاتباع والطاعة، لهواه الذي اتخذه هو في حقيقة الامر الاها يعبد .
انه مرض نفسي يسببه الجهل والمكابرة على الباطل والعناد القاتل، واسمع معي الى القران وهو يسجل هذه الحالة المعيبة للنفس، وشاهد معي كيف يصورها ويبرز ادق خفاياها Sadومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام*
واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد*
واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسيه جهنم ولبئس المهاد*)البقرة204--206
انه يفسد في الارض باتباعه هواه ولايقبل نقدا ولا تقويما ولا محاسبة من غيره، كما انه هو نفسه لا يحاسب نفسه ولا يراجعها ، ولو فعل وراجع نفسه فسيراجعها بغير هدى و لا مقياس لانها ترفض بما استحكم فيها من مرض وجهل و استبداد وكبر ـ ان يكون المقياس الا هواهاـ على اعتبار انها الارقى والاعلى والاوحد ، واسمع الى القران ما اجمله وهو يغوص في اعماقها فاضحا لها ولمن يحملونها تلك النفس المريضة المستبدة:-
(افمن زين له سوء عمله فراه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون)فاطر8
وفي موضع اخر يقول:-
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104).الكهف
ولخطورة الموقف وجلله ، جاء التوجيه القراني والهدي النبوي الكريم بوجوب محاسبة النفس وجهادها مجاهدةـ لترويضها وتطويعها للامتثال لامر الله دوما وادانتها ، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.
قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) [الحشر:18،19]. وقال تعالى: ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) [الزمر:54].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
وكذلك شرع لنا الاسلام من العبادات والقربات ما يقوي عندنا ارادة الرفض وارادة القبول ـ، كالصيام مثلا الذي يجعلنا نرفض نهارا ما هو مباح لنا اصلا من طعام وشراب وشهوة ، ونقبله ليلا امتثالا لامر الله الذي فرض علينا الصوم وجعله من القربات ومن اعظم العبادات، واوجب علينا الزكاة واخراج اموالنا، واطعام الطعام لمن نحب ولمن نكره، امتثالا لامره ، وطلب منا اسباغ الوضوء على المكاره، واداء الصلاة في اوقاتها، وترك المشاغل لاجل ادائها ، وكتب علينا القتال في سبيله وهو كره لنا، وقضى لنا احكاما اوجبها ولم يجعل لنا الخيرة من امرنا امام احكامه، كل ذلك لنرفض لله ولنقبل لله، مستسلمين منقادين لامره لذلك سمانا المسلمين اي المستسلمين المنقادين المذعنين لامره ونهيه((هو الذي سماكم المسلمين من قبل وفي هذا))
وبالتالي فان النقد والمحاسبة للانسان وسلوكه وتصرفاته وحتى افكاره و مشاعره، ينبغي ان تكون على اساس الاسلام واحكامه وتشريعاته وبها فقط وعلى اساسها يتم تقويم السلوك والعمل وضبط الفكر وتكييف النفس والهوى والمشاعر. وتصحيح السلوك و المسار وتنقية النفس والمفاهيم والافكار من كل غبار، فان من سنن الله تعالى : ( ...... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ... ) الرعد 11
اللهم انصرنا على انفسنا وانصرنا على اعدائنا فان النصر على النفس القوة الدافعة الى النصر على الاعداء. وختاما لكم التحية والسلام



عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2021-06-29, 6:43 am عدل 1 مرات

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

محمد بن يوسف الزيادي كتب:=======المحاسبة والنقد بين القبول والرفض=======
السلام عليكم احبائي في الله ورحمة الله وبركاته:-
اعتنى القران الكريم بالجانب التربوي النفسي للانسان عناية فائقة وركز على بناء نفس زاكية طاهرة نظيفة من الرجس والعفن والامراض الوبائية التي تفتك بالنفوس
فترديها في مهالك العذاب والهوان والشقاء.وتحولها عن الفطرة السليمة ومسار الوحي
فتنقلب نفسا شريرة باغية تصنع الشر او تتقبله وتعين على بسط نفوذه ونشر وجوده.
صانعة له او مستسلمة له تشقى به وهي تظن انها به تنعم في حين انها به تهلك و
تهلك غيرها من حرث ونسل واسباب وجود .
والانسان احبتي لايعيش في الارض وحيدا فردا بل يشاركه جنسه من البشر واخوته في الانسانية والوجود وعوالم اخرى من الكائنات سخر معظمها لخدمته المباشرة وبعضها الاخر لخدمته غير المباشرة وادرك الانسان بدراساته ومكتشفاته العلمية مؤخرا انه ما وجد صنف من اصناف المخلوقات الا وله دور يؤديه فطريا في هذه الحياة ليحفظ التوازن الحياتي على ظهر هذا الكويكب الذي وكل الانسان بالاستخلاف فيه لعمارته بطاعة الله وجعله مملكة لا يعبد فيها سواه.
ومن غريب ما قرأت ان امير المؤمنين عمر رضي الله عنه وارضاه بعث بكتاب الى عامله على اليمن يساله فيه عن الجراد حيث انقطعت رؤيته مدة من الزمن فافتقده فجاءه الجواب انه ما زال موجودا فحمد الله تعالى واثنى عليه ان الجراد ما زال موجودا فلما سئل عن سر اهتمامه بوجوده قال انه يخشى ان تنقرض امة من امم الخلق ابان حكم عمر.فخشي ان يحمل مسؤولية هلاك دويبة تكاثرها بلاء واذى على الناس في مزروعاتهم واقواتهم ولعله خشي ان يكون هلاك الاحياء بسبب كسب ايدي الناس وظلمهم فقد قال ابن عباس يوم سئل عن معنى قوله تعالى-- ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس-- والله ان حيتان البحر ووحوش البر لتتضرر من سيئات ابن ادم . فانظر ايها الانسان ما اعظم مسؤوليتك انها تتجاوز حدود النفس وهواها وتتجاوز حدود جنسك لتشمل المسؤولية عن الخلائق فانظر ما اعظم المقام الذي دعيت اليه وما احقر المقام الذي نكصت اليه وحبست نفسك محقرا لذاتك يوم جعلتها اسيرة لذاتك وشهواتك .
نعم اخي الانسان انك لاتعيش فيها فردا فلن تكون فيها مقررا حسب مشيئتك وارادتك فلا بد لك ممن يقيدها او ينظمها لكي لاتصطدم بغيرك فتصبح الحياة نزاع وصراع ارادات وبقاء وكانها غابة موحشة بوحوشها لايستانس بها انسان.
ان من اخطر الحالات التي يواجهها الانسان في حياته الفكرية ومساره العملي هو اعتباره لكل ما يصدر عنه حسنا وانه المتفوق الكامل وان رايه او وجهة نظره غير قابلة للمناقشة او الرد او النقض او التعديل فيريدها قانونا يلزم بها الاخرين وكانه الاه وعليهم التسليم مما يدفعه للحنق والغضب والمغالطة والاصرار على الباطل والخطأ اذا ما اعترض معترض او ناقش مناقش فيستبد برايه ويسعى بشتى الوسائل لفرضه ولا يابه بتصادمه مع ارادات الاخرين او الحاقه للاذى بهم.وكانهم سخروا له خدما وتبعا ليس لهم من خيار امامه الا التسليم والاتباع والطاعة لهواه الذي اتخذه هو في حقيقة الامر الاها.
انه مرض نفسي يسببه الجهل والمكابرة على الباطل والعناد القاتل واسمع معي الى القران وهو يسجل هذه الحالة المعيبة للنفس وشاهد معي كيف يصورها ويبرز ادق خفاياهاSad(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام*
واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد*
واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسيه جهنم ولبئس المهاد*)البقرة204--206
انه يفسد في الارض باتباعه هواه ولايقبل نقدا ولا تقويما ولا حسابا من غيره كما انه هو نفسه لا يحاسب نفسه ولا يراجعها ولو فعل وراجع نفسه فسيراجعها بغير هدى ولامقياس لانها ترفض بما استحكم فيها من مرض وجهل و استبداد ان يكون المقياس الا هواها على اعتبار انها الارقى والاعلى والاوحد واسمع الى القران ما اجمله وهو يغوص في اعماقها فاضحا لها ولمن يحملونها تلك النفس المريضة المستبدة:-
(افمن زين له سوء عمله فراه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون)فاطر8
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104).الكهف
ولخطورة الموقف جاء التوجيه النبوي الكريم بوجوب محاسبة النفس وجهادها مجاهدة لترويضها وتطويعها للامتثال لامر الله دوما وادانتها فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.وكذلك شرع لنا الاسلام من العبادات والقربات ما يقوي عندنا ارادة الرفض وارادة القبول كالصيام مثلا الذي يجعلنا نرفض نهارا ما هو مباح لنا اصلا من طعام وشراب وشهوة ونقبله ليلا امتثالا لامر الله الذي فرض علينا الصوم وجعله من القربات ومن اعظم العبادات واوجب علينا الزكاة واخراج اموالنا واطعام الطعام لمن نحب ولمن نكره امتثالا لامره وطلب منا اسباغ الوضوء على المكاره واداء الصلاة في اوقاتها وترك المشاغل لاجل ادائها وكتب علينا القتال في سبيله وهو كره لنا وقضى لنا احكاما اوجبها ولم يجعل لنا الخيرة من امرنا امام احكامه كل ذلك لنرفض لله ولنقبل لله مستسلمين منقادين لامره لذلك سمانا المسلمين اي المستسلمين المنقادين المذعنين لامره ونهيه((هو الذي سماكم المسلمين من قبل وفي هذا))
وبالتالي فان النقد والمحاسبة للانسان وسلوكه وتصرفاته وحتى افكاره ومشاعره ينبغي ان تكون على اساس الاسلام واحكامه وتشريعاته وبها فقط وعلى اساسها يتم تقويم السلوك والعمل وضبط الفكر وتكييف النفس والهوى والمشاعر.
اللهم انصرنا على انفسنا وانصرنا على اعدائنا فان النصر على النفس القوة الدافعة الى النصر على الاعداء.
وختاما لكم التحية والسلام

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

محمد بن يوسف الزيادي



=======المحاسبة والنقد بين القبول والرفض=======
السلام عليكم احبائي في الله ورحمة الله وبركاته:-
اعتنى القران الكريم بالجانب التربوي النفسي للانسان عناية فائقة، وركز على بناء نفس زاكية طاهرة نظيفة من الرجس والعفن والامراض الوبائية التي تفتك بالنفوس، فترديها في مهالك العذاب والهوان والشقاء،. وتحولها عن الفطرة السليمة ومسار الوحي، فتنقلب نفسا شريرة باغية، تصنع الشر او تتقبله وتعين على بسط نفوذه ونشر وجوده. صانعة له او مستسلمة له، تشقى به وهي تظن انها به تنعم، في حين انها به تهلك، و تهلك غيرها من حرث ونسل واسباب وجود .
والانسان احبتي لايعيش في الارض وحيدا فردا ، بل يشاركه جنسه من البشر واخوته في الانسانية والوجود، وعوالم اخرى من الكائنات سخر معظمها لخدمته المباشرة، وبعضها الاخر لخدمته غير المباشرة، وادرك الانسان بدراساته ومكتشفاته العلمية مؤخرا ، انه ما وجد صنف من اصناف المخلوقات الا وله دور يؤديه فطريا في هذه الحياة ، ليحفظ التوازن الحياتي والبيئي على ظهر هذا الكويكب ، الذي وكل الانسان بالاستخلاف فيه لعمارته بطاعة الله، وجعله مملكة لا يعبد فيها سواه .
ومن غريب ما قرأت ان امير المؤمنين عمر رضي الله عنه وارضاه بعث بكتاب الى عامله على اليمن، يساله فيه عن الجراد ، حيث انقطعت رؤيته مدة من الزمن في زمانه فافتقده ، فجاءه الجواب انه ما زال موجودا ، فحمد الله تعالى واثنى عليه ان الجراد ما زال موجودا ، فلما سئل عن سر اهتمامه بوجوده ، قال انه يخشى ان تنقرض امة من امم الخلق ابان حكم عمر. فخشي ان يحمل مسؤولية هلاك دويبة تكاثرها بلاء واذى على الناس في مزروعاتهم واقواتهم، ولعله خشي ان يكون هلاك الاحياء بسبب كسب ايدي الناس و ظلمهم ، وخشي ان يكون له يد في الظلم المؤدي الى فناء المخلوقات ، وهذا الحس المرهف والوعي الراقي صنعه في نفوسهم وعقلياتهم نور القران وهدي النبوة، فقد قال ابن عباس يوم سئل عن معنى قوله تعالى-- (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس) :- والله ان حيتان البحر ووحوش البر لتتضرر من سيئات ابن ادم . فانظر ايها الانسان ما اعظم مسؤوليتك، انها تتجاوز حدود النفس وهواها ، وتتجاوز حدود جنسك لتشمل المسؤولية عن الخلائق، فانظر ما اعظم المقام الذي دعيت اليه لتستخلف فيه، وما احقر المقام الذي نكصت اليه، وحبست نفسك محقرا لذاتك يوم جعلتها اسيرة ملذاتك وشهواتك .
نعم اخي الانسان انك لا تعيش فيها فردا، فلن تكون فيها مقررا حسب مشيئتك وارادتك، فلا بد لك ممن يقيدها او ينظمها لكي لا تصطدم بغيرك فتصبح الحياة نزاع وصراع ارادات وبقاء، و كانها غابة موحشة بوحوشها لا يستانس بها انسان.
ان من اخطر الحالات التي يواجهها الانسان في حياته الفكرية ومساره العملي ، هو اعتباره لكل ما يصدر عنه حسنا، وانه المتفوق الكامل، وان رايه او وجهة نظره غير قابلة للمناقشة او الرد او النقض او التعديل، فيريدها قانونا يلزم بها الاخرين، وكانه الاه، و غيره عليهم التسليم والاتباع ،مما يدفعه للحنق والغضب والمغالطة و الاصرار على الباطل والخطأ، اذا ما اعترض معترض او ناقش مناقش، فيستبد برايه ويسعى بشتى الوسائل لفرضه، ولا يابه بتصادمه مع ارادات الاخرين، او الحاقه الاذى بهم ، وكانهم سخروا له خدما وتبعا ، ليس لهم من خيار امامه الا التسليم والاتباع والطاعة، لهواه الذي اتخذه هو في حقيقة الامر الاها يعبد .
انه مرض نفسي يسببه الجهل والمكابرة على الباطل والعناد القاتل، واسمع معي الى القران وهو يسجل هذه الحالة المعيبة للنفس، وشاهد معي كيف يصورها ويبرز ادق خفاياها Sadومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام*
واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد*
واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسيه جهنم ولبئس المهاد*)البقرة204--206
انه يفسد في الارض باتباعه هواه ولايقبل نقدا ولا تقويما ولا محاسبة من غيره، كما انه هو نفسه لا يحاسب نفسه ولا يراجعها ، ولو فعل وراجع نفسه فسيراجعها بغير هدى و لا مقياس لانها ترفض بما استحكم فيها من مرض وجهل و استبداد وكبر ـ ان يكون المقياس الا هواهاـ على اعتبار انها الارقى والاعلى والاوحد ، واسمع الى القران ما اجمله وهو يغوص في اعماقها فاضحا لها ولمن يحملونها تلك النفس المريضة المستبدة:-
(افمن زين له سوء عمله فراه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون)فاطر8
وفي موضع اخر يقول:-
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104).الكهف
ولخطورة الموقف وجلله ، جاء التوجيه القراني والهدي النبوي الكريم بوجوب محاسبة النفس وجهادها مجاهدةـ لترويضها وتطويعها للامتثال لامر الله دوما وادانتها ، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.
قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) [الحشر:18،19]. وقال تعالى: ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) [الزمر:54].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
وكذلك شرع لنا الاسلام من العبادات والقربات ما يقوي عندنا ارادة الرفض وارادة القبول ـ، كالصيام مثلا الذي يجعلنا نرفض نهارا ما هو مباح لنا اصلا من طعام وشراب وشهوة ، ونقبله ليلا امتثالا لامر الله الذي فرض علينا الصوم وجعله من القربات ومن اعظم العبادات، واوجب علينا الزكاة واخراج اموالنا، واطعام الطعام لمن نحب ولمن نكره، امتثالا لامره ، وطلب منا اسباغ الوضوء على المكاره، واداء الصلاة في اوقاتها، وترك المشاغل لاجل ادائها ، وكتب علينا القتال في سبيله وهو كره لنا، وقضى لنا احكاما اوجبها ولم يجعل لنا الخيرة من امرنا امام احكامه، كل ذلك لنرفض لله ولنقبل لله، مستسلمين منقادين لامره لذلك سمانا المسلمين اي المستسلمين المنقادين المذعنين لامره ونهيه((هو الذي سماكم المسلمين من قبل وفي هذا))
وبالتالي فان النقد والمحاسبة للانسان وسلوكه وتصرفاته وحتى افكاره و مشاعره، ينبغي ان تكون على اساس الاسلام واحكامه وتشريعاته وبها فقط وعلى اساسها يتم تقويم السلوك والعمل وضبط الفكر وتكييف النفس والهوى والمشاعر. وتصحيح السلوك و المسار وتنقية النفس والمفاهيم والافكار من كل غبار، فان من سنن الله تعالى : ( ...... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ... ) الرعد 11
اللهم انصرنا على انفسنا وانصرنا على اعدائنا فان النصر على النفس القوة الدافعة الى النصر على الاعداء. وختاما لكم التحية والسلام

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى