للمفتونين_بالغرب
اسحاق قريع
* معلبات بشرية... في سوق الرقيق المعاصر
أبغض الأماكن التي رأيتها في عموم أوروبا ... روضة الأطفال.. و دار العجزة المسنين !!
في روضة الأطفال، تبكّر الأمّ العاملة الكادحة المسكينة... برضيعها المسكين قبل شروق الشمس، تلفّه في رداء و هو نائم... و تقذفه في اليمّ... يمّ رياض الأطفال،. فيفتح عيّنيه على إمرأة غريبة، تعتني به ضمن 20رضيع لا يعرفهم و لا يعرفوه!!! لا يفتح عينيه لا على أم تعطف و لا أخت تحنو و لا عمّة و لا خالة ولا جدّة تقصّ عليه القصص !!!
روضات الأطفال عندنا.... معسّكر حشد لأطفال، أمهاتهم أخذهنّ إقتصاد السوق رهائن في المكاتب و المصانع و المزارع... رهائن بدون خيار أو قرار... فطاحونة الحياة الهادرة تخّرج المرأة و الرجل كلّ فجر للوفاء بأقساط البيت و السيارة و مدارس الأطفال و مصاريف عطلة الصيف ، عبودية مقيتة... تحرم الطفل من النوم في فراشه الى ان يستيقظ دون إجبار... تحرم الأم العاملة أن تستيقظ مع إبنها بهدوء و دون إستعجال...
هذا هو حديث البداية في معسكرات و معتقلات رياض الأطفال الإجبارية...
و تمرّ الحياة سريعا.... بعد 40سنة عن هذا المشهد الكئيب لأب يكدح و أمّ تطحن ، و إبن قضى ثلثي عمره بين روضة الأطفال و المدرسة و النادي الرياضي و شبكات التواصل، يكبر الوالدان و يحين التقاعد و تهجم عليهما أسراب الأمراض تترى..يصبح كبار السنّ عثرة و عالة على الإقتصاد و المجتمع، فيبدأ الابن (إبن الروضة) يخطط لكي يضع والديه في روضة الكبار... في دار العجزة و المسنين، معتقلات أخرى من طراز آخر لآخر صفحات كتاب العُمر ...يحشر فيها المُسنّ منتهي الصلاحية في أماكن خاصة، في قاعة انتظار الموت!!! كأنه محشر السيارات القديمة التالفة!!!
إنها المادية المقيتة.... إنها الرأسمالية و دين الاستهلاك في أبشع صوره اللاإنسانية...
أشّعل فيك و في زوجتك نهم الاستهلاك الحيواني المتوحّش... فتنطلق بغريزتك في حبّ التملّك ، فترتمي في أحضان البنك الذي يشتريك كعبّد ذليل أنت و زوجتك الملهوفة...
تغرق في الاقتراض لكي تسكن و تركب و تسافر، لكن راتبك لن يكفي، فتُخرج زوجتك لتكدح، و تسلّم رضيعك للروضة و تودع والديك للملجئ!!!
و تلهث... و تقضم و تهضم و تستهلك...
ل 40عام.. ثم تُرمى في دار المسنين!!!
عبودية لا ملّة لها و لا عقل و لا دين...
ولو قللت حاجياتك، و رضيت بالقليل، و ربيت نفسك و زوجك و صغارك على الكفاف و الهروب من دين الاستهلاك ، لبقي الطفل يكبر بين عينيك، و حفظت لوالديك فضلهما و عاشا ملكين في بيت إبنهما .. و توارث الاولاد سند البرّ الذي لا يبلى...
تمرّد على التعليب... لا تكن إنسانا مكررا ، منسوخا... ممسوخا ، لا بصمة لك في أولادك و لا برّ لك لوالديك...
اسحاق قريع
* معلبات بشرية... في سوق الرقيق المعاصر
أبغض الأماكن التي رأيتها في عموم أوروبا ... روضة الأطفال.. و دار العجزة المسنين !!
في روضة الأطفال، تبكّر الأمّ العاملة الكادحة المسكينة... برضيعها المسكين قبل شروق الشمس، تلفّه في رداء و هو نائم... و تقذفه في اليمّ... يمّ رياض الأطفال،. فيفتح عيّنيه على إمرأة غريبة، تعتني به ضمن 20رضيع لا يعرفهم و لا يعرفوه!!! لا يفتح عينيه لا على أم تعطف و لا أخت تحنو و لا عمّة و لا خالة ولا جدّة تقصّ عليه القصص !!!
روضات الأطفال عندنا.... معسّكر حشد لأطفال، أمهاتهم أخذهنّ إقتصاد السوق رهائن في المكاتب و المصانع و المزارع... رهائن بدون خيار أو قرار... فطاحونة الحياة الهادرة تخّرج المرأة و الرجل كلّ فجر للوفاء بأقساط البيت و السيارة و مدارس الأطفال و مصاريف عطلة الصيف ، عبودية مقيتة... تحرم الطفل من النوم في فراشه الى ان يستيقظ دون إجبار... تحرم الأم العاملة أن تستيقظ مع إبنها بهدوء و دون إستعجال...
هذا هو حديث البداية في معسكرات و معتقلات رياض الأطفال الإجبارية...
و تمرّ الحياة سريعا.... بعد 40سنة عن هذا المشهد الكئيب لأب يكدح و أمّ تطحن ، و إبن قضى ثلثي عمره بين روضة الأطفال و المدرسة و النادي الرياضي و شبكات التواصل، يكبر الوالدان و يحين التقاعد و تهجم عليهما أسراب الأمراض تترى..يصبح كبار السنّ عثرة و عالة على الإقتصاد و المجتمع، فيبدأ الابن (إبن الروضة) يخطط لكي يضع والديه في روضة الكبار... في دار العجزة و المسنين، معتقلات أخرى من طراز آخر لآخر صفحات كتاب العُمر ...يحشر فيها المُسنّ منتهي الصلاحية في أماكن خاصة، في قاعة انتظار الموت!!! كأنه محشر السيارات القديمة التالفة!!!
إنها المادية المقيتة.... إنها الرأسمالية و دين الاستهلاك في أبشع صوره اللاإنسانية...
أشّعل فيك و في زوجتك نهم الاستهلاك الحيواني المتوحّش... فتنطلق بغريزتك في حبّ التملّك ، فترتمي في أحضان البنك الذي يشتريك كعبّد ذليل أنت و زوجتك الملهوفة...
تغرق في الاقتراض لكي تسكن و تركب و تسافر، لكن راتبك لن يكفي، فتُخرج زوجتك لتكدح، و تسلّم رضيعك للروضة و تودع والديك للملجئ!!!
و تلهث... و تقضم و تهضم و تستهلك...
ل 40عام.. ثم تُرمى في دار المسنين!!!
عبودية لا ملّة لها و لا عقل و لا دين...
ولو قللت حاجياتك، و رضيت بالقليل، و ربيت نفسك و زوجك و صغارك على الكفاف و الهروب من دين الاستهلاك ، لبقي الطفل يكبر بين عينيك، و حفظت لوالديك فضلهما و عاشا ملكين في بيت إبنهما .. و توارث الاولاد سند البرّ الذي لا يبلى...
تمرّد على التعليب... لا تكن إنسانا مكررا ، منسوخا... ممسوخا ، لا بصمة لك في أولادك و لا برّ لك لوالديك...