بسم الله الرحمن الرحيم
24- من دروس القران التوعوية :-
المجاملة على حساب الثوابت والعقيدة جريمة حذر منها القران الكريم:-
قال الله تعالى موجها ومحذرا نبيه من مقاصد ونوايا اهل الكفر والشرك:- {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ(() وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) القلم} .. وذلك ان اهل الكفر المكذبين بنبوة النبي صلى الله عليه واله وسلم والمكذبين برسالة الاسلام لا يزالون على مر الهور والازمان يطمعون في حرف المسلمين عن منهجهم المتميز وهويتهم العقائدية والفكرية التي يصطبغون بها.. فيكونون هم والمؤمنون سواء.. قال الامام الطبري رحمه الله في تفسيره : - (...وعن ابن عباس أيضا : ودوا لو ترخص لهم فيرخصون لك . وقال الفراء والكلبي : لو تلين فيلينون لك . والادهان : التليين لمن لا ينبغي له التليين ; قاله الفراء . وقال مجاهد : المعنى ودوا لو ركنت إليهم وتركت الحق فيمالئونك . وقال الربيع بن أنس : ودوا لو تكذب فيكذبون . وقال قتادة : ودوا لو تذهب عن هذا الأمر فيذهبون معك . الحسن : ودوا لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم .) ...ومن كفار مكة ومشركيها انتقل هذا الهدف وتلك الغاية الى المنافقين المبطنين للكفر والمظهرين الايمان استسلاما وتزلفا للمؤمنين بحكم السيادة والسيطرة؛ فكشف الله تعالى بواطن ضمائرهم الخبيثة فقال:-
{ ۞ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89)النساء} ...
وقد كان القران الكريم في مكة المكرمة قبل الهجرة منع ورفض بكل قوة الحل الوسط بين النبي وبين المشركين؛ حيث طلبوا منه ان يعبدوا الله سنة ويعبد محمد الهتهم سنة- اشارة الى تداول وتناوب السلطة- فقال سبحانه امرا نبيه بالبراءة التامة مما يعبدون ومما يعرضون من حل وسطي؛ واعلان التمايز والمفارقة لانظمة ومعتقدات الكفر؛ والولاء فقط لمنهج الله تعالى ودينه الحق :- {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)الكافرون} . فنبه نبيه صلى الله عليه واله وسلم للتنبه من مكرهم ودعايتهم واعلامهم المسعور الكاذب فقال{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)القلم}..
وقد بلغت دقة التحذير في القران الكريم توعية المسلمين حتى على استعمال المصطلحات و الالفاظ التي لها باطن غير ظاهرها؛ وذلك لندرك ان الالفاظ والمعاني لها اثرها العقلي والنفسي في استعمالاتها في المخاطبات والحديث : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)البقرة}. فلذلك جاء الحديث الشريف عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ ﷺ يَقُولُ: "إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ". متفقٌ عليهِ..
ثم بعد ذلك بين لنا القران حقيقة يتوجب علينا دوام الوعي عليها، والحذر الدائم في تعاملنا مع اهل الكتاب؛ الذين سيبقى الصراع بيننا وبينهم الى ان يشاء الله فقال عز وجل:- {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)البقرة}... فليتنبه وليحذر المعلمون والمعلمات والمربون والمربيات و الوعاظ والمدرسون والدعاة والكتاب؛ فالامر جد خطير ؛ فليحذر الجميع يوما يقول الحق فيه {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْـُٔولُونَ (الصافات - 24)}...
اللهم اعز الاسلام واهله وارفع رايته واخذل من خذل الدين والمسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
24- من دروس القران التوعوية :-
المجاملة على حساب الثوابت والعقيدة جريمة حذر منها القران الكريم:-
قال الله تعالى موجها ومحذرا نبيه من مقاصد ونوايا اهل الكفر والشرك:- {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ(() وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) القلم} .. وذلك ان اهل الكفر المكذبين بنبوة النبي صلى الله عليه واله وسلم والمكذبين برسالة الاسلام لا يزالون على مر الهور والازمان يطمعون في حرف المسلمين عن منهجهم المتميز وهويتهم العقائدية والفكرية التي يصطبغون بها.. فيكونون هم والمؤمنون سواء.. قال الامام الطبري رحمه الله في تفسيره : - (...وعن ابن عباس أيضا : ودوا لو ترخص لهم فيرخصون لك . وقال الفراء والكلبي : لو تلين فيلينون لك . والادهان : التليين لمن لا ينبغي له التليين ; قاله الفراء . وقال مجاهد : المعنى ودوا لو ركنت إليهم وتركت الحق فيمالئونك . وقال الربيع بن أنس : ودوا لو تكذب فيكذبون . وقال قتادة : ودوا لو تذهب عن هذا الأمر فيذهبون معك . الحسن : ودوا لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم .) ...ومن كفار مكة ومشركيها انتقل هذا الهدف وتلك الغاية الى المنافقين المبطنين للكفر والمظهرين الايمان استسلاما وتزلفا للمؤمنين بحكم السيادة والسيطرة؛ فكشف الله تعالى بواطن ضمائرهم الخبيثة فقال:-
{ ۞ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89)النساء} ...
وقد كان القران الكريم في مكة المكرمة قبل الهجرة منع ورفض بكل قوة الحل الوسط بين النبي وبين المشركين؛ حيث طلبوا منه ان يعبدوا الله سنة ويعبد محمد الهتهم سنة- اشارة الى تداول وتناوب السلطة- فقال سبحانه امرا نبيه بالبراءة التامة مما يعبدون ومما يعرضون من حل وسطي؛ واعلان التمايز والمفارقة لانظمة ومعتقدات الكفر؛ والولاء فقط لمنهج الله تعالى ودينه الحق :- {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)الكافرون} . فنبه نبيه صلى الله عليه واله وسلم للتنبه من مكرهم ودعايتهم واعلامهم المسعور الكاذب فقال{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)القلم}..
وقد بلغت دقة التحذير في القران الكريم توعية المسلمين حتى على استعمال المصطلحات و الالفاظ التي لها باطن غير ظاهرها؛ وذلك لندرك ان الالفاظ والمعاني لها اثرها العقلي والنفسي في استعمالاتها في المخاطبات والحديث : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)البقرة}. فلذلك جاء الحديث الشريف عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ ﷺ يَقُولُ: "إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ". متفقٌ عليهِ..
ثم بعد ذلك بين لنا القران حقيقة يتوجب علينا دوام الوعي عليها، والحذر الدائم في تعاملنا مع اهل الكتاب؛ الذين سيبقى الصراع بيننا وبينهم الى ان يشاء الله فقال عز وجل:- {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)البقرة}... فليتنبه وليحذر المعلمون والمعلمات والمربون والمربيات و الوعاظ والمدرسون والدعاة والكتاب؛ فالامر جد خطير ؛ فليحذر الجميع يوما يقول الحق فيه {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْـُٔولُونَ (الصافات - 24)}...
اللهم اعز الاسلام واهله وارفع رايته واخذل من خذل الدين والمسلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..