السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الجمعة ومواقيت الصلاة
اسعد الله جمعكم وجمعتكم بالعز والعزة والتثبيت والتمكين والنصر والنصرة
مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي في مدينة عمان وما حولها لليوم الجمعة 24 ربيع الاول 1446ه الموافق 27-9-2024م ..
الأذان الأول - 4:51ص صلاة الفجْر-٥:٠٦ ص والشروق ٦:٢٣ ص
صلاة الظُّهْر ١٢:٢٧ م صلاة العَصر ٣:٥٢ م
صلاة المَغرب ٦:٣١ م وصلاة العِشاء ٧:٤٧ م
قال الله تعالى يصف القران بالهدى في كثير من الآيات؛ لأنه يهدي الناس ويرشدهم إلى طريق الحق المستقيم المنهض؛ وينير قلوبهم بنور الإيمان والعلم، فيسعدون بسببه في الدنيا والآخرة . ومن هذه الايات قوله تعالى
:- {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} {فصلت: 44} ..فهو ( هُدًى ) يعني بيان ومنارة للحق ( وَشِفَاءٌ ) يعني أنه شفاء من داء الجهل وظلماته، واسقام الاوهام و ضلالات الخرافة و ظلمات الخزعبلات التي بها ينحط العقل ويتعطل التفكير .فلذلك تكرر وصف القران بالهدى والنور الذي يبني عقلية الاستنارة والبصيرة .. قال تعالى : {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} {الأعراف: 52} وقوله تعالى: {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} {النمل: 2 } وقوله تعالى : {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ{ {لقمان: 3}
ان القرآن الكريم احدث في حياة العرب ومن تبعهم من المؤمنين نقلة نوعية في الوعي والادراك، أدّت إلى نقلة حضارية بالغة التميز والثراء لم يشهد لها العالم مثيلا؛ فبعد ان كانوا رعاة ابل وشاء ؛ اصبحوا رعاة امم و قادة شعوب ... و لا يزال هذا القرآن؛ الذي صنع تلك القامات العالية التي غيرت مجرى التاريخ؛؛ يتضمّن الإمكان نفسه لصناعة الرواد والقيادات الفذة المستنيرة بهداه، و لكنه ينتظر المسلم الواعي العامل العالم طالب البصر والبصيرة و الهداية الحقة ؛ ليحدث به نقلة جديدة تتجاوز سقف الوعي المادي المعاصر، وتنقذ الإنسانية ممّا وقعت فيه من عذابات أوهام المادية، و عذابات انتكاس الفطرة، والنزاع المفتعل بين الدين والعلوم المعاصرة والتقدم .....
فكما أن القرآن يفتح أمامنا آفاق وعاء الكلمة في الكتاب المسطور؛ فانه يفتح امامنا كتاب الوجود المنظور !!، لندرك أن سنن الهداية توجهنا إلى إدراك سنن الآفاق والأنفس والطباع و حركة التاريخ، وأن سنن الآفاق والأنفس وطباعها و ظواهر حركةالتاريخ تدلنا على أن سنن الهداية حقّ، يقول الله تعالى:-(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
وكذلك قصص القرآن يمثل استرجاعا لتجارب الأنبياء وتجارب البشرية، وعرض سنن قيام وسقوط وتغيير وثبات المجتمعات والأمم والأفكار؛ فلله في ذلك سنن ثابتة لا تتغير؛ ولا يدركها الا من انار القران بصيرته!! {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)الاحزاب}...
فالمتأمل للقصص وعبرها وعظاتها يجد فيها مجالا واسعا لمعرفة سنن حركة المجتمعات من خلال سياحة تاريخية ومكانية جغرافية حقة… {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)يوسف}...
وذلك لا يتحصل للانسان الا باستخدام وسائله الادراكية التي وهبه الله اياها؛ فالقران يقرر أن استخدام الإنسان لحواسه هو الذي يوجد العلم ويجعل الإنسان يفكر وينتج، ويحكم ويستنتج، ويؤسس ويبني، ويصحح ويصوب، ويرتفي ويسمو، ويميز ويختار.. فالعلم لا يأتي بالوحي والالهام الا للانبياء والرسل اصحاب المعجزات والخوارق لقوانين وسنن ونواميس الكون ...!!!
وهي حقيقة تجدها في قوله تعالى: «وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ» (المؤمنون : 78).
يقول تعالى أيضا: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [سبأ: 6].
فلابدَّ من الانتباه إلى أن الحياة البشرية تخضع لسنن كثيرة، وهذه السنن تتحقق وتنفذ من خلال عمل الإنسان طبقا للسُنَّة الإلهية العامَّة: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ -الرعد: 11.
وفي الختام يقرر لكم الله تعالى بعد ان ذكر طبيعة وحتمية انتهاء الصراع بينكم وبين بني اسرائيل؛ فيقول لكم كي لا تتشعب بكم السبل؛ وكي لا يتشابه عليكم البقر :- { إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10)الاسراء} .
اللهم اعزنا بفقه القران واتباعه وتحكيمه والعيش في ظل رايته وحكمه واعز المسلمين وانصر المجاهدين وثبت المرابطين انك انت ولينا ونعم المولى والنصير ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
حديث الجمعة ومواقيت الصلاة
اسعد الله جمعكم وجمعتكم بالعز والعزة والتثبيت والتمكين والنصر والنصرة
مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي في مدينة عمان وما حولها لليوم الجمعة 24 ربيع الاول 1446ه الموافق 27-9-2024م ..
الأذان الأول - 4:51ص صلاة الفجْر-٥:٠٦ ص والشروق ٦:٢٣ ص
صلاة الظُّهْر ١٢:٢٧ م صلاة العَصر ٣:٥٢ م
صلاة المَغرب ٦:٣١ م وصلاة العِشاء ٧:٤٧ م
قال الله تعالى يصف القران بالهدى في كثير من الآيات؛ لأنه يهدي الناس ويرشدهم إلى طريق الحق المستقيم المنهض؛ وينير قلوبهم بنور الإيمان والعلم، فيسعدون بسببه في الدنيا والآخرة . ومن هذه الايات قوله تعالى
:- {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} {فصلت: 44} ..فهو ( هُدًى ) يعني بيان ومنارة للحق ( وَشِفَاءٌ ) يعني أنه شفاء من داء الجهل وظلماته، واسقام الاوهام و ضلالات الخرافة و ظلمات الخزعبلات التي بها ينحط العقل ويتعطل التفكير .فلذلك تكرر وصف القران بالهدى والنور الذي يبني عقلية الاستنارة والبصيرة .. قال تعالى : {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} {الأعراف: 52} وقوله تعالى: {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} {النمل: 2 } وقوله تعالى : {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ{ {لقمان: 3}
ان القرآن الكريم احدث في حياة العرب ومن تبعهم من المؤمنين نقلة نوعية في الوعي والادراك، أدّت إلى نقلة حضارية بالغة التميز والثراء لم يشهد لها العالم مثيلا؛ فبعد ان كانوا رعاة ابل وشاء ؛ اصبحوا رعاة امم و قادة شعوب ... و لا يزال هذا القرآن؛ الذي صنع تلك القامات العالية التي غيرت مجرى التاريخ؛؛ يتضمّن الإمكان نفسه لصناعة الرواد والقيادات الفذة المستنيرة بهداه، و لكنه ينتظر المسلم الواعي العامل العالم طالب البصر والبصيرة و الهداية الحقة ؛ ليحدث به نقلة جديدة تتجاوز سقف الوعي المادي المعاصر، وتنقذ الإنسانية ممّا وقعت فيه من عذابات أوهام المادية، و عذابات انتكاس الفطرة، والنزاع المفتعل بين الدين والعلوم المعاصرة والتقدم .....
فكما أن القرآن يفتح أمامنا آفاق وعاء الكلمة في الكتاب المسطور؛ فانه يفتح امامنا كتاب الوجود المنظور !!، لندرك أن سنن الهداية توجهنا إلى إدراك سنن الآفاق والأنفس والطباع و حركة التاريخ، وأن سنن الآفاق والأنفس وطباعها و ظواهر حركةالتاريخ تدلنا على أن سنن الهداية حقّ، يقول الله تعالى:-(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
وكذلك قصص القرآن يمثل استرجاعا لتجارب الأنبياء وتجارب البشرية، وعرض سنن قيام وسقوط وتغيير وثبات المجتمعات والأمم والأفكار؛ فلله في ذلك سنن ثابتة لا تتغير؛ ولا يدركها الا من انار القران بصيرته!! {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)الاحزاب}...
فالمتأمل للقصص وعبرها وعظاتها يجد فيها مجالا واسعا لمعرفة سنن حركة المجتمعات من خلال سياحة تاريخية ومكانية جغرافية حقة… {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)يوسف}...
وذلك لا يتحصل للانسان الا باستخدام وسائله الادراكية التي وهبه الله اياها؛ فالقران يقرر أن استخدام الإنسان لحواسه هو الذي يوجد العلم ويجعل الإنسان يفكر وينتج، ويحكم ويستنتج، ويؤسس ويبني، ويصحح ويصوب، ويرتفي ويسمو، ويميز ويختار.. فالعلم لا يأتي بالوحي والالهام الا للانبياء والرسل اصحاب المعجزات والخوارق لقوانين وسنن ونواميس الكون ...!!!
وهي حقيقة تجدها في قوله تعالى: «وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ» (المؤمنون : 78).
يقول تعالى أيضا: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [سبأ: 6].
فلابدَّ من الانتباه إلى أن الحياة البشرية تخضع لسنن كثيرة، وهذه السنن تتحقق وتنفذ من خلال عمل الإنسان طبقا للسُنَّة الإلهية العامَّة: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ -الرعد: 11.
وفي الختام يقرر لكم الله تعالى بعد ان ذكر طبيعة وحتمية انتهاء الصراع بينكم وبين بني اسرائيل؛ فيقول لكم كي لا تتشعب بكم السبل؛ وكي لا يتشابه عليكم البقر :- { إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10)الاسراء} .
اللهم اعزنا بفقه القران واتباعه وتحكيمه والعيش في ظل رايته وحكمه واعز المسلمين وانصر المجاهدين وثبت المرابطين انك انت ولينا ونعم المولى والنصير ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...