الفكر : ــــ هو العملية الفكرية التي يجري بحسبها التفكير لدى الإنسان .
وهذه العملية الفكرية تحتاج الى أربعة عناصر حتى تتم , ويتم التفكير والحكم على الواقع من خلالها ..
وهذه العناصر الأربع هي على النحو التالي :
1 ــــ وجود دماغ صالح للربط .
2 ـــــ توفر الحواس لدى الإنسان وهي خمس , حاسة السمع , البصر , اللمس , الذوق , الشم ..
3 ــــ وجود واقع أمام الإنسان يقع عليه بعض الحواس الخمس ..
4 ــــ وجود معلومات سابقة لدى الإنسان تفسر هذا الواقع ..
هذه العناصر الأربع لا بد من توفرها جميعها حتى تتم عملية التفكير والحكم على الواقع , واذا اختل عنصر واحد منها , فلا يحصل التفكير , وبالتالي الحكم الذي يصدر , لا يسمى تفكيرا , ولا حكما صائبا ...
وأمر الحر أو الحرية : ــ هو نقيض القيد , أي أن الحرية والقيد نقيضان لا يجتمعان معا ..
والفكر الحر أو التفكير الحر : ــ أي التفكير دون قيود , أي أن يفكر الإنسان بدون أية قيود , فلا يجعل عقيدته مثلا قيدا على فكره , ويعبر عن فكره هذا كما يشاء , حتى لو نسف معتقده من أساسه ..
فعلى سبيل المثال : ــ هناك نظرية علمية تقول أن أصل الإنسان " قرد " نظرية داروين , ولكن العقيدة الإسلامية تكذّب هذه النظرية , وتمنع أخذها أو تبنيها ,, بينما الفكر الحر يقضي على الإنسان , ألا يجعل العقيدة حائل بينه وبين أخذ هذه النظرية وتبنيها ولو خالفت عقيدته ونسفتها من أساسها ..
إذن فالعقيدة عند هؤلاء ," دعاة الفكر الحر " تشكل قيدا على حرية التفكير , وتحول بينه وبين الإبداع , ولكن لقد غفل دعاة الفكر الحر , العرب لا الأجانب , عن أن النظريات العلمية نتائجها ظنية وليست قطعية , وهذا ما يصرح به علماء الغرب , العلماء الحقيقيون لا التقليديون , ولقد أثبت مركز الأبحاث الأميركي مؤخرا, خطأ نظرية داروين , وثبت أن الإنسان خلق إنسان ولم يجري عليه أي تطور أو تغير ..
إن علماء الغرب يدركون تماما أن النظريات العلمية نتائجها ظنية وفيها قابلية الخطأ , لذلك لا يأخذونها بالتسليم , ولا يعتبرونها من المسلّمات ,, ولكن من يدعون العلم من العرب , أصحاب الفكر الحر , والحداثة , أمثال , محمود كرم , ونضال نعيسة ومن لف لفيفهم , يأخذون هذه النظريات بالتسليم , بما أنها صدرت عن الأجنبي سيدهم وولي نعمتهم , فما يقوله الأجنبي هو مقدس بالنسبة لهم , لأنهم أصبحوا عبيدا له , فهم يعيبون على المسلمين تقيدهم بالنصوص التي جاء بها القرآن والسنة النبوية , وينعتوهم بأقبح الصفات , كونهم جعلوا القرآن قيدا على تفكيرهم , في حين أنهم , أي دعاة الفكر الحر أخذوا ما قاله الأجنبي نصوص مقدسة غير قابلة للشك أو الطعن ..
فأي الفريقين أولى بأن يوصف بالتفاهة , من أخذ النصوص التي جاء الوحي من عند الله بالتسليم , أم من أخذ ما يقوله الأجنبي بالتسليم ؟!! ..... يتبع