أقولّك شغله(1)
يوسف فضل
اعتاد وعودني ابني ذو التسع سنوات أن يمهد لحديثة معي خاصة في حالة طلبه شيء ما أن يقول " أقولّك شغله " بتفخيم اللام ، وهذا أسلوب مخاطبة لم اسمع به من قبل لكني سمعته وعايشته الآن . . لذا لحفظ الحقوق فان ملكية تسمية العنوان بعالية تعود لابني. وعندما اسمعه يقول لي" أقولّك شغله " أرد عليه مشجعا " قول شغلتين" متوسما ان يستمر ويطيل حديثه معي لإنشاء حوار معه يشبع لديه التواصل العاطفي من خلال منحه الوقت بالإصغاء ، لان منح الوقت للحوار مع الطفل هو لغة من لغات الحب . أيضا تشجيعه وتدريبه على الحوار ليمتلك القدرة على التعبير فتزداد لديه الحصيلة اللغوية . يقوم مبدأ الحوار مع الطفل على التفهم والتقبل والتعايش والتقدير مما يؤدي إلى التكاتف معا .
وقد جمعت قصص طفولية حقيقية عديدة من هذا العنوان وجدت فيها الطرافة والحكمة لأنها جاءت بسذاجة الطفولة والعفوية الذكية . لذا تشجيعا له وتعبيرا عن حبي له أناديه بالبطل . متبعا بذلك قانون التوقع النفسي أي إن توقع الشيء يؤدي إلى حدوثه حتى لو كان التوقع مبنيا على أسس صحيحة أو خاطئة في الأصل . إن ما يتوقعه الآباء والأمهات من أبناءهم له أكبر الأثر في توجيه سلوكهم .
قراءة الجريدة
ذات يوم سألته هل احضر لك كتابا لتقرأه
* : أقولّك شغله ؟
** : قول شغلتين ؟
* : هات جريدة .
** : طيب هذه الشغلة الأولى . والشغله الثانية؟
* : ممكن تجيب كتاب بعد ما أقرأ الجريدة .
تكيف مع إزعاجي الدائم له بقراءة الجريدة. إذ منذ كان بعمر خمسة سنوات كنت احضر له الجريدة في رواحه للمدرسة وغدوه منها . كان للجريدة موقع خاص داخل السيارة فيتناولها ويبدأ بتهجئة أحرف كلمات العناوين الكبيرة وكنت على ثقة انه لا يفهم معنى ما يقرا لأنه بين هنيهة وأخرى كان يسأل عن معنى ما يقرأه . لقد رميت من وراء ذلك غرز شعور حب القراءة لديه بالأحرف العربية ليحب اللغة العربية فإن تَعلُمها كما قال عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) تثبت العقل وتزيد المروءة . ولم اكتف بقراءته للجريدة بل أثناء قيادتي للسيارة وكلما وقفت أمام إشارة مرور اطلب منه وأخته الصغيرة أن يقرأا (أرمات) الحوانيت أو الإعلانات المعلقة على جوانب الطريق من على اليمين والشمال . في البدء كان يقرأ بصعوبة لكن صبري عليه ومحاولاته المتكررة أنجحتنا معا في التغلب على تعتعته في القراءة وأصبح ينتابه الفرح كلما قرأ دون أي مساعدة مني . وإذا لم احضر له الجريدة يستفسر :" ليش نسيت الجريدة ".
اللعبة
أحضرت له لعبة (بات مان) وهو في سن ست سنوات وبعد ربع ساعة كسرها فجاء إلي
* : أقولّك شغله ؟
** : قول شغلتين ؟
* : انكسرت اللعبة .
** : ما هو المطلوب ؟
* : اشتري غيرها .
** : لن اشتري لك واحده أخرى.
* : ما معك فلوس؟
** : معي فلوس . لا أريد أن اشتري غيرها حتى تتعلم كيف تحافظ على اللعبة .
* (بزعل) : طيب . وذهب إلى غرفته .
جاءت أخته التي تصغره بسنة وقالت لي " اخوي بقلك شغله انو ما بحبك"
ولخلق جو من الهدوء النفسي ولتخفيف التوتر الذي يعاني منه البطل قلت لها :" قولي له شغله شكرا وأبوك يحبك" .
عاد إلي البطل مبتسما وأحسست بشعاع سعادته
* : أقولّك شغله. أنا بحبك . ولن اكسر اللعبة .
** : حبيبي يا بطل . غدا اشتري لك لعبة جديدة . هات بوسة .
والى اللقاء في الجزء الثاني
يوسف فضل
اعتاد وعودني ابني ذو التسع سنوات أن يمهد لحديثة معي خاصة في حالة طلبه شيء ما أن يقول " أقولّك شغله " بتفخيم اللام ، وهذا أسلوب مخاطبة لم اسمع به من قبل لكني سمعته وعايشته الآن . . لذا لحفظ الحقوق فان ملكية تسمية العنوان بعالية تعود لابني. وعندما اسمعه يقول لي" أقولّك شغله " أرد عليه مشجعا " قول شغلتين" متوسما ان يستمر ويطيل حديثه معي لإنشاء حوار معه يشبع لديه التواصل العاطفي من خلال منحه الوقت بالإصغاء ، لان منح الوقت للحوار مع الطفل هو لغة من لغات الحب . أيضا تشجيعه وتدريبه على الحوار ليمتلك القدرة على التعبير فتزداد لديه الحصيلة اللغوية . يقوم مبدأ الحوار مع الطفل على التفهم والتقبل والتعايش والتقدير مما يؤدي إلى التكاتف معا .
وقد جمعت قصص طفولية حقيقية عديدة من هذا العنوان وجدت فيها الطرافة والحكمة لأنها جاءت بسذاجة الطفولة والعفوية الذكية . لذا تشجيعا له وتعبيرا عن حبي له أناديه بالبطل . متبعا بذلك قانون التوقع النفسي أي إن توقع الشيء يؤدي إلى حدوثه حتى لو كان التوقع مبنيا على أسس صحيحة أو خاطئة في الأصل . إن ما يتوقعه الآباء والأمهات من أبناءهم له أكبر الأثر في توجيه سلوكهم .
قراءة الجريدة
ذات يوم سألته هل احضر لك كتابا لتقرأه
* : أقولّك شغله ؟
** : قول شغلتين ؟
* : هات جريدة .
** : طيب هذه الشغلة الأولى . والشغله الثانية؟
* : ممكن تجيب كتاب بعد ما أقرأ الجريدة .
تكيف مع إزعاجي الدائم له بقراءة الجريدة. إذ منذ كان بعمر خمسة سنوات كنت احضر له الجريدة في رواحه للمدرسة وغدوه منها . كان للجريدة موقع خاص داخل السيارة فيتناولها ويبدأ بتهجئة أحرف كلمات العناوين الكبيرة وكنت على ثقة انه لا يفهم معنى ما يقرا لأنه بين هنيهة وأخرى كان يسأل عن معنى ما يقرأه . لقد رميت من وراء ذلك غرز شعور حب القراءة لديه بالأحرف العربية ليحب اللغة العربية فإن تَعلُمها كما قال عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) تثبت العقل وتزيد المروءة . ولم اكتف بقراءته للجريدة بل أثناء قيادتي للسيارة وكلما وقفت أمام إشارة مرور اطلب منه وأخته الصغيرة أن يقرأا (أرمات) الحوانيت أو الإعلانات المعلقة على جوانب الطريق من على اليمين والشمال . في البدء كان يقرأ بصعوبة لكن صبري عليه ومحاولاته المتكررة أنجحتنا معا في التغلب على تعتعته في القراءة وأصبح ينتابه الفرح كلما قرأ دون أي مساعدة مني . وإذا لم احضر له الجريدة يستفسر :" ليش نسيت الجريدة ".
اللعبة
أحضرت له لعبة (بات مان) وهو في سن ست سنوات وبعد ربع ساعة كسرها فجاء إلي
* : أقولّك شغله ؟
** : قول شغلتين ؟
* : انكسرت اللعبة .
** : ما هو المطلوب ؟
* : اشتري غيرها .
** : لن اشتري لك واحده أخرى.
* : ما معك فلوس؟
** : معي فلوس . لا أريد أن اشتري غيرها حتى تتعلم كيف تحافظ على اللعبة .
* (بزعل) : طيب . وذهب إلى غرفته .
جاءت أخته التي تصغره بسنة وقالت لي " اخوي بقلك شغله انو ما بحبك"
ولخلق جو من الهدوء النفسي ولتخفيف التوتر الذي يعاني منه البطل قلت لها :" قولي له شغله شكرا وأبوك يحبك" .
عاد إلي البطل مبتسما وأحسست بشعاع سعادته
* : أقولّك شغله. أنا بحبك . ولن اكسر اللعبة .
** : حبيبي يا بطل . غدا اشتري لك لعبة جديدة . هات بوسة .
والى اللقاء في الجزء الثاني