صالون نون الأدبي يقرأ في صفحته الخامسة كتاب فلسطين في عيون الشهيد الشيخ هاشم الخزندار
من فتحية إبراهيم صرصور
غزة - فلسطين
عند الثالثة والنصف من بعد عصر يوم الأحد الموافق السادس عشر من أكتوبر 2011م وبضيافة المركز القومي فتح صالون نون الأدبي ودوحته الصفحة الخامسة من ملف إصدارات وإبداعات ليقرأ فيها كتاب "فلسطين في عيون الشهيد الشيخ هاشم الخزندار"، بدأت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور الكريم، مثنية على تجمعهم في تكريم واحد من رجالات غزة البارزين، رجل قتل غيلة وغدرا، وما حضوركم اليوم إلا لونا من ألوان الوفاء لذكراه الطيبة وجهوده الجبارة.
ثم قالت: قال رسول الله : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أم علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له، ، " وأحسب أن ثلاثتهم توفرت لشيخنا الجليل، بارك الله في عمله وبارك هذه الذرية الصالحة التي أبت إلا أن تعيد كلمة الحق لنصابها وتفي لوالدها حقه من خلال هذا الكتاب.
وقالت: أذكر يوم قتل وكنت في زيارة لأقاربي في عاصمتنا القدس الشريف وبينما كنت في أحد المحال التجارية استمعت للنبأ من خلال إذاعة العدو، أسقط في يدي وتوقفت باكية فسألتني صاحبة المحل عمّا إذا كانت تربطني به صلة قرابة؟ فقلت إنه قريب كل فلسطيني، فهو رجل الماضي والمستقبل، وسيد الحاضر
ثم هنأت الأستاذة فتحية شعبنا أجمع بإبرام صفقة الأسرى متمنية الإفراج العاجل وفك أسرنا وأسر جميع الأسرى. بعدها نقلت الكلمة للأستاذ ناهض زقوت ليقدم رؤيته النقدية لكتاب "فلسطين في عيون الإمام الشهيد الشيخ هاشم نعمان الخزندار" فقال:
يقول الشاعر العربي:
من وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره
التاريخ ليس صفحات من ورق، بل حقائق ومعلومات تستند إلى قواعد علمية أجمع الخبراء على أهميتها كمصادر لكتابة التاريخ، وهي: المكتشفات الأثرية، والسير والمذكرات واليوميات الشخصية، والتاريخ الشفوي، والوثائق التاريخية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل كتبنا تاريخنا وفق هذه القواعد، أم نحن مجرد نساخ لما كتب بطريقة القص واللصق؟.
يأتي كتاب الكاتب "محسن الخزندار" القيم الذي سجل فيه تاريخ فلسطين من عام 1915 وحتى عام 1979، إضافة نوعية للمكتبة العربية عامة والمكتبة الفلسطينية خاصة، لما احتواه من معلومات تاريخية يحتاج الباحث أكثر من مصدر أو مرجع للوصول إليها، فهو موسوعي ومرجعي، جدير أن يحتفظ به كل فرد فلسطيني في مكتبته، لأنه يحكي التاريخ الفلسطيني منذ بدايات الانتداب بشكل موسع وتفصيلي.
يهدف هذا الكتاب، كما يقول المؤلف في المقدمة، إلى "إنارة الدرب للأجيال القادمة وأخذ العبر وللاطلاع على الثروة التاريخية لنضال الشعب الفلسطيني، ومعرفة ما صادفه من مواقف وأحداث ومؤامرات تعجز عن تحملها شعوب الأرض، وما زال الشعب الفلسطيني صابرا صامدا إلى يوم الدين". تلك حقيقة لا يختلف عليها اثنين من المؤرخين وكتاب القضية الفلسطينية.
عنوان الكتاب:
حينما أهداني المؤلف الكتاب، اعتقدت للوهلة الأولى أن الكتاب يتحدث عن حياة الشيخ هاشم الخزندار، إلا أنني اكتشف بعد تصفح الكتاب انه غير ما اعتقدت. رغم أنني كنت أتمنى عليه أن يكون الكتاب مقتصرا على الشيخ هاشم كصورة أمامية، وأن تكون الأحداث صورة خلفية من حيث علاقة الشيخ بها، فتكون سيرة غيرية كتبها الابن عن أبيه.
لذلك يوجد خلل في عنوان الكتاب، إذ جاء العنوان على صفحة الغلاف الخارجي "فلسطين في عيون الإمام الشهيد الشيخ هاشم نعمان الخزندار، خفايا تاريخ فلسطين الحديث"، وجاء عنوان أخر في الصفحة الداخلية كالتالي "خفايا تاريخ فلسطين الحديث، صفحات منسية من تاريخ الشعب العربي الفلسطيني 1915 – 1979". أين العنوان الحقيقي للكتاب؟.
في بضع صفحات نجد عنوان الكتاب، أما الصفحات الأخرى في تاريخ فلسطين وثوراتها وأحزابها ونكبتها. لقد جاء الخلل من عدم اتضاح الرؤية لدى الكاتب، ماذا يريد أن يكتب؟ هل هو يكتب عن والده أم عن تاريخ فلسطين، لهذا جاء الكتاب في ثلاثة مسارات، مسار الحديث عن حياة والده الشيخ هاشم رحمه الله، ومسار ثاني تناول تاريخ فلسطين، ومسار ثالث الربط بين حياة والده السياسية وعلاقته بأحداث ومواقف في التاريخ الفلسطيني. تلك هي المسارات الثلاثة التي يعبر عنها مضمون الكتاب، ونقترح عنوانا أكثر تعبيرا عن مسارات الكتاب وهو "الشيخ هاشم الخزندار، وصفحات من تاريخ فلسطين الحديث" قد يكون هذا العنوان معبرا أكثر عن مضمون الكتاب.
ثمة نقطة أخرى، كيف تكون "صفحات منسية من التاريخ الفلسطيني" والكاتب كتب من خلال مراجع وليس من خلال مصادر كتابة التاريخ الأصلية، قد يكون ثمة جانب من التاريخ الفلسطيني لم يكتب عنه وهو ما يتعلق بسيرة الشيخ هاشم الخزندار، أما ما يتعلق بتاريخ فلسطين منذ الانتداب وصولا إلى النكبة، وأحزابها وأسماء قادة الحركة الوطنية، فقد تناولته المئات من الكتب والدراسات استند الباحث إلى بعضها.
أقسام الكتاب: لم يكتب المؤلف كتابه معتمدا فقط على المراجع والتي بلغ عددها (220) مرجعا، بالإضافة (77) دراسة في المجلات، و(19) خبرا من الصحف، ولكن الأهم في كل هذا هي المقابلات الشخصية التي تعد مصدرا أساسيا من مصادر كتابة التاريخ (ما يطلق عليه التاريخ الشفوي)، والتي بلغ عددها (69) مقابلة، بالإضافة إلى الكاتب نفسه وعلاقته ببعض الأحداث وخاصة المتعلقة بسيرة والده الشيخ هاشم الخزندار.
جاء الكتاب في ثماني عشرة جزءا، كل جزء يضم عدة فصول، موزعة على عدد صفحات الكتاب البالغة (821) صفحة، بالإضافة إلى الوثائق والصور. وفي رأينا أن كل جزء من أجزاء يمكن أن تكون كتابا مستقلا، أي أن الكاتب جمع ثمانية عشر كتابا في كتاب واحد.
الجزء الأول: درب الشيخ هاشم الخزندار الطويل 1915- 1979
في هذا الجزء نقرأ سيرة حياة الشيخ هاشم الخزندار ونشأته، فنعرف أنه من مواليد عام 1915، وترجع جذور العائلة إلى قبيلة فضة الكردية التي خرجت مع حملة صلاح الدين لتحرير بيت المقدس. واسم العائلة (الخزندار) يرجع إلى العصر العباسي، حيث كان أحد أفرادها مسئولا عن بيت المال أي أمين الخزنة، ومن هنا جاء اسم الخزندار. وهذا الاسم منتشر في كل بقاع البلدان العربية، وهم فروع للعائلة.
واستقر جزء من العائلة في مدينة غزة في منطقة بني عامر في حي الدرج، وكان رجالات العائلة أئمة المذهب الشافعي في فلسطين والمسجد الأقصى والجامع العمري، فهي عائلة عريقة الجذور والأصول والنسب.
ونتعرف على ملامح الشيخ هاشم ونشأته في غزة، ودراسته، حيث كان التعليم آنذاك يقتصر على القراءة والكتابة وحفظ القران. ويقدم هذا الجزء معلومات عن الكتاتيب والمدارس في زمن الدولة العثمانية ومناهج التعليم التي تقدم للطلاب، بالإضافة إلى أسماء الزملاء الذين عاصروه والأساتذة الذين تلقى العلم على أيديهم، وكذلك الشخصيات التي أثرت في بناء شخصيته.
من فتحية إبراهيم صرصور
غزة - فلسطين
عند الثالثة والنصف من بعد عصر يوم الأحد الموافق السادس عشر من أكتوبر 2011م وبضيافة المركز القومي فتح صالون نون الأدبي ودوحته الصفحة الخامسة من ملف إصدارات وإبداعات ليقرأ فيها كتاب "فلسطين في عيون الشهيد الشيخ هاشم الخزندار"، بدأت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور الكريم، مثنية على تجمعهم في تكريم واحد من رجالات غزة البارزين، رجل قتل غيلة وغدرا، وما حضوركم اليوم إلا لونا من ألوان الوفاء لذكراه الطيبة وجهوده الجبارة.
ثم قالت: قال رسول الله : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أم علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له، ، " وأحسب أن ثلاثتهم توفرت لشيخنا الجليل، بارك الله في عمله وبارك هذه الذرية الصالحة التي أبت إلا أن تعيد كلمة الحق لنصابها وتفي لوالدها حقه من خلال هذا الكتاب.
وقالت: أذكر يوم قتل وكنت في زيارة لأقاربي في عاصمتنا القدس الشريف وبينما كنت في أحد المحال التجارية استمعت للنبأ من خلال إذاعة العدو، أسقط في يدي وتوقفت باكية فسألتني صاحبة المحل عمّا إذا كانت تربطني به صلة قرابة؟ فقلت إنه قريب كل فلسطيني، فهو رجل الماضي والمستقبل، وسيد الحاضر
ثم هنأت الأستاذة فتحية شعبنا أجمع بإبرام صفقة الأسرى متمنية الإفراج العاجل وفك أسرنا وأسر جميع الأسرى. بعدها نقلت الكلمة للأستاذ ناهض زقوت ليقدم رؤيته النقدية لكتاب "فلسطين في عيون الإمام الشهيد الشيخ هاشم نعمان الخزندار" فقال:
يقول الشاعر العربي:
من وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره
التاريخ ليس صفحات من ورق، بل حقائق ومعلومات تستند إلى قواعد علمية أجمع الخبراء على أهميتها كمصادر لكتابة التاريخ، وهي: المكتشفات الأثرية، والسير والمذكرات واليوميات الشخصية، والتاريخ الشفوي، والوثائق التاريخية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل كتبنا تاريخنا وفق هذه القواعد، أم نحن مجرد نساخ لما كتب بطريقة القص واللصق؟.
يأتي كتاب الكاتب "محسن الخزندار" القيم الذي سجل فيه تاريخ فلسطين من عام 1915 وحتى عام 1979، إضافة نوعية للمكتبة العربية عامة والمكتبة الفلسطينية خاصة، لما احتواه من معلومات تاريخية يحتاج الباحث أكثر من مصدر أو مرجع للوصول إليها، فهو موسوعي ومرجعي، جدير أن يحتفظ به كل فرد فلسطيني في مكتبته، لأنه يحكي التاريخ الفلسطيني منذ بدايات الانتداب بشكل موسع وتفصيلي.
يهدف هذا الكتاب، كما يقول المؤلف في المقدمة، إلى "إنارة الدرب للأجيال القادمة وأخذ العبر وللاطلاع على الثروة التاريخية لنضال الشعب الفلسطيني، ومعرفة ما صادفه من مواقف وأحداث ومؤامرات تعجز عن تحملها شعوب الأرض، وما زال الشعب الفلسطيني صابرا صامدا إلى يوم الدين". تلك حقيقة لا يختلف عليها اثنين من المؤرخين وكتاب القضية الفلسطينية.
عنوان الكتاب:
حينما أهداني المؤلف الكتاب، اعتقدت للوهلة الأولى أن الكتاب يتحدث عن حياة الشيخ هاشم الخزندار، إلا أنني اكتشف بعد تصفح الكتاب انه غير ما اعتقدت. رغم أنني كنت أتمنى عليه أن يكون الكتاب مقتصرا على الشيخ هاشم كصورة أمامية، وأن تكون الأحداث صورة خلفية من حيث علاقة الشيخ بها، فتكون سيرة غيرية كتبها الابن عن أبيه.
لذلك يوجد خلل في عنوان الكتاب، إذ جاء العنوان على صفحة الغلاف الخارجي "فلسطين في عيون الإمام الشهيد الشيخ هاشم نعمان الخزندار، خفايا تاريخ فلسطين الحديث"، وجاء عنوان أخر في الصفحة الداخلية كالتالي "خفايا تاريخ فلسطين الحديث، صفحات منسية من تاريخ الشعب العربي الفلسطيني 1915 – 1979". أين العنوان الحقيقي للكتاب؟.
في بضع صفحات نجد عنوان الكتاب، أما الصفحات الأخرى في تاريخ فلسطين وثوراتها وأحزابها ونكبتها. لقد جاء الخلل من عدم اتضاح الرؤية لدى الكاتب، ماذا يريد أن يكتب؟ هل هو يكتب عن والده أم عن تاريخ فلسطين، لهذا جاء الكتاب في ثلاثة مسارات، مسار الحديث عن حياة والده الشيخ هاشم رحمه الله، ومسار ثاني تناول تاريخ فلسطين، ومسار ثالث الربط بين حياة والده السياسية وعلاقته بأحداث ومواقف في التاريخ الفلسطيني. تلك هي المسارات الثلاثة التي يعبر عنها مضمون الكتاب، ونقترح عنوانا أكثر تعبيرا عن مسارات الكتاب وهو "الشيخ هاشم الخزندار، وصفحات من تاريخ فلسطين الحديث" قد يكون هذا العنوان معبرا أكثر عن مضمون الكتاب.
ثمة نقطة أخرى، كيف تكون "صفحات منسية من التاريخ الفلسطيني" والكاتب كتب من خلال مراجع وليس من خلال مصادر كتابة التاريخ الأصلية، قد يكون ثمة جانب من التاريخ الفلسطيني لم يكتب عنه وهو ما يتعلق بسيرة الشيخ هاشم الخزندار، أما ما يتعلق بتاريخ فلسطين منذ الانتداب وصولا إلى النكبة، وأحزابها وأسماء قادة الحركة الوطنية، فقد تناولته المئات من الكتب والدراسات استند الباحث إلى بعضها.
أقسام الكتاب: لم يكتب المؤلف كتابه معتمدا فقط على المراجع والتي بلغ عددها (220) مرجعا، بالإضافة (77) دراسة في المجلات، و(19) خبرا من الصحف، ولكن الأهم في كل هذا هي المقابلات الشخصية التي تعد مصدرا أساسيا من مصادر كتابة التاريخ (ما يطلق عليه التاريخ الشفوي)، والتي بلغ عددها (69) مقابلة، بالإضافة إلى الكاتب نفسه وعلاقته ببعض الأحداث وخاصة المتعلقة بسيرة والده الشيخ هاشم الخزندار.
جاء الكتاب في ثماني عشرة جزءا، كل جزء يضم عدة فصول، موزعة على عدد صفحات الكتاب البالغة (821) صفحة، بالإضافة إلى الوثائق والصور. وفي رأينا أن كل جزء من أجزاء يمكن أن تكون كتابا مستقلا، أي أن الكاتب جمع ثمانية عشر كتابا في كتاب واحد.
الجزء الأول: درب الشيخ هاشم الخزندار الطويل 1915- 1979
في هذا الجزء نقرأ سيرة حياة الشيخ هاشم الخزندار ونشأته، فنعرف أنه من مواليد عام 1915، وترجع جذور العائلة إلى قبيلة فضة الكردية التي خرجت مع حملة صلاح الدين لتحرير بيت المقدس. واسم العائلة (الخزندار) يرجع إلى العصر العباسي، حيث كان أحد أفرادها مسئولا عن بيت المال أي أمين الخزنة، ومن هنا جاء اسم الخزندار. وهذا الاسم منتشر في كل بقاع البلدان العربية، وهم فروع للعائلة.
واستقر جزء من العائلة في مدينة غزة في منطقة بني عامر في حي الدرج، وكان رجالات العائلة أئمة المذهب الشافعي في فلسطين والمسجد الأقصى والجامع العمري، فهي عائلة عريقة الجذور والأصول والنسب.
ونتعرف على ملامح الشيخ هاشم ونشأته في غزة، ودراسته، حيث كان التعليم آنذاك يقتصر على القراءة والكتابة وحفظ القران. ويقدم هذا الجزء معلومات عن الكتاتيب والمدارس في زمن الدولة العثمانية ومناهج التعليم التي تقدم للطلاب، بالإضافة إلى أسماء الزملاء الذين عاصروه والأساتذة الذين تلقى العلم على أيديهم، وكذلك الشخصيات التي أثرت في بناء شخصيته.