رسالة للشعب الفلسطيني خاصة و للشعوب العربية و العالمية كافة
في اليوم الاول جوع شديد لكن الخجل من رفاق السجن يمنع الرجال من اظهار الالم ، في اليوم الثاني مغص والام في البطن مع شعور بالدوخة ، في اليوم الثالث يخف الالم لان الدوار هو الضيف الجديد على الجسم ، وفي اليوم الرابع يبدأ الجسم بأكل نفسه وفي الخامس لا يعود الاسير يشعر سوى بالدوخة والرغبة في التقيؤ .
في اليوم السادس تتحفّز حاسة الشم ويستطيع الاسير ان يشمّ رائحة الاكل عن بعد مئات الامتار وفي السابع والثامن والتاسع يخلد للنوم كثيرا فترى قادة الاسرى يجبرونهم على النهوض للتريّض والاكثار من شرب الماء واكل الملح حتى لا يتعفن الجسم .
في اليوم العاشر يبدأ شعر الرأس بالتساقط وتظهر علامات ضعف الجسم بشكل غير مسبوق وبين اليوم العاشر والخامس عشر تبدأ من جديد المعاناة على جسد كل من عانى من اصابة او مرض سابق ويتلقف الاسرى اي نبأ او اي خبر من الخارج فتصبح كل حياتهم مرهونة بخبر صغير على المذياع عن مسيرة تضامنية معهم او مسؤول يناصر قضيتهم وهي اخبار لا تقدّر بمال العالم ، وفي اليوم السادس عشر ترى عنابر السجن اشبه بغرفة انعاش مكثّف وباستثناء بعض الاسرى لا ترى احد يقوى على النهوض على قدميه ، وفي اليوم السابع عشر تكثر ساعات النوم لتصل الى 17 ساعة يوميا وفي اليوم الثامن عشر يعصى الجسم على صاحبه فلا تقبل الشهية ان تتناول الملح او الماء رغم الخطر المحدق بهم ... في اليوم التاسع عشر يدخل الاسير مرحلة الغيبوبة في كثير من الاحيان ، وفي اليوم العشرين يدخل مرحلة اللاعودة ويواصل عناده الثوري ويقرأ الفاتحة على روحه ويواصل .
كتبت لي الاقدار ان اعيش هذه التجربة 3 مرات في 3 سنوات ، وانا اعتبرها من اسوأ فترات حياتي التي كنت اتمنى فيها الموت في اي حادث سوى الموت جوعا لانه اهانة للنفس البشرية التي كرّمها واكرمها الله .
وبكل حال من الاحوال فان تجربة الحركة الاسيرة في الخمسين سنة الماضية تثبت انه لا يمكن للاسرى ان ينتصروا في هذه المعركة من دون مساعدة الشارع الفلسطيني والعربي ، وان على كل فلسطيني ان يبدا بالعمل من اجل مناصرة الاسرى والضغط على الاحتلال من اجل فك الاضراب بنجاح ودون استشهادهم .
أسير محرر