التسائلات النفسية بارزة بشكل كبير وهذه الاسئلة
تسمى العقدة الكبرى عند الانسان وهي كما هي موجودة
عند الاخت ميساء ابوغنام فهي موجودة عند البشر جميعا
قد تطفوا احيانا على السطح بشكل ظاهر
او تتردد داخل النفس البشرية الى ان يجد لها حلا
يقنع عقله ويوافق فطرته المجبول عليها
------
العقدة الكبرى في الفكر الإنساني:
والعقدة الكبرى هي مجموعة التساؤلات حول الكون والإنسان والحياة، هل هي أزلية أم مخلوقة؟ ومن هو الخالق؟ وماذا قبل الخلق؟ وهل يوجد حياة بعد الموت؟ لماذا أنا موجود؟ إلى غير ذلك من تساؤلات تصحب الإنسان طوال حياته وتقلقه وتسبب له الضياع الفكري حتى يحلها. وحاجة البشرية إلى حلّ هذه التساؤلات حاجة ملحة، ولا يستطيع الإنسان إلا أن يحصل على حلٍّ لها ولو كان حلاً سطحياً أو منحرفاً أو خاطئاً.
------
حل العقدة الكبرى للانسان
إيجاد الفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة وعن علاقتها جميعها بما قبلها وعن علاقتها جميعها بما بعدها. ولا يكون ذلك إلا بإعطاء الفكرة الكلية عما وراء هذا الكون والإنسان والحياة.
والفكرة يكفي أن تكون كلية، ولا يشترط فيها التفصيل، وتكفي الفكرة الكلية عما سبق للإجابة عن تساؤلات العقدة الكبرى،
فبالإجابة أن الكون والإنسان والحياة خلقت لخالق، يكفي لبيان علاقتها بما قبلها،
وينتقل الإنسان بعدها إلى السؤال الثاني:
لماذا؟ فإن أجيب: لنسير على النظام الذي أراده الله سبحانه وتعالى.
فإن أجيب انتقل إلى السؤال الثالث:
إلى أين؟ فإن أجيب: إلى الثواب والعقاب على السير في هذه الحياة الدنيا،
فقد تمت الإجابة الشافية عن التساؤلات،
فهذه الإجابات لهذه الأسئلة تحدث الطمأنينة، وتقرّ العجز الطبيعي عند الإنسان، فتهدأ الأسئلة، وينتقل بعدها إلى أخذ الأفكار والأحكام في هذه الحياة بناء على هذه الإجابات.
والفكرة الكلية عما وراء الكون والإنسان والحياة، تعني علاقتها بغيرها، وهذا يتضمن علاقتها بما قبلها، ويتضمن علاقتها بما بعدها.
وهذه الفكرة الكلية هي القاعدة الفكرية.
والقاعدة تعني الأساس، الذي يبنى عليه، وينبثق عنه غيره.
والقاعدة الفكرية تعني الأساس الفكري لكل الأفكار كبيرها وصغيرها.
والفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة فهي أم الأفكار، لا تبنى على أي فكرة غيرها، بل كافة الأفكار غيرها تبنى عليها، ولذلك صلحت أن تكون قاعدة فكرية، أي أساساً فكرياً لكل الأفكار عن أشياء الكون والإنسان والحياة.
(((وإعطاء الفكرة الكلية عن هذه الأشياء هو حل العقدة الكبرى عند الإنسان، ومتى حلت هذه العقدة حلت باقي العقد، لأنها جزئية بالنسبة لها, و أو فروع عنها)))
العقدة الكبرى
هي الأسئلة الناتجة بدافع غريزة التدين، وهي ناتجة عن الإحساس بالعجز الطبيعي عند الإنسان، وهي الأسئلة الثلاثة: من أين جئت؟ ولماذا؟ وإلى أين؟؟
والحل الصحيح للعقدة الكبرى، الذي هو الفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة وعما وراءها، لا يكون صحيحاً إلا بشرطين:
أولهما: موافقة الفطرة
وثانيهما: إقناع العقل.
واشتراط هذين الشرطين ضروري، وذلك لأن هذا الحل هو إجابة لأسئلة الفطرة، فإن لم يجب عن تلك الأسئلة فلن تنقطع، وستبقى الأسئلة تثور لأدنى موقف، فتقض مضجع الإنسان، وتنغص عليه عيشه، فلا يحس له بقيمة. فلا بد أن تقوم هذه الإجابات بإسكات أسئلة الفطرة الثلاثة، وهذا معنى موافقة الفطرة.
أما إقناع العقل فلأن العقل هو الذي سيجيب، وعليه فإن العقل سيستخدم قوانينه للإجابة عن هذه الأسئلة، فإن استخدم قوانينه بشكل صحيح وصل إلى إجابات مقنعة، أما إن استخدم قوانينه بشكل خاطئ، فإنه سيتبين له في وقت ما خطأ ما وصل إليه من قبل، فينهدم كل ما بناه، ويعود القلق مرة أخرى. وإن لم يستخدم قوانينه في الإجابة عن تلك الأسئلة، فإنه معرض في أية لحظة للتساؤل حول تلك الإجابات ومدى صحتها، مما يؤدي إلى زلزلة القناعة بتلك الإجابات، أو معرض في أية لحظة لأن يكتشف خطأ تلك الإجابات، فينهدم ما بناه، ويعود القلق مرة أخرى.
وإن تحقق الشرطان في الحل، امتلأ القلب طمأنينة، وذلك لوصوله إلى إجابات تلك الأسئلة بما يشبع العجز الطبيعي عند الإنسان، بحل وصل إليه هو بنفسه، وبشكل صحيح مقنع.
والطمأنينة المقصودة هنا هي الطمأنينة الدائمة، نظراً لأن هذا الحل يشكل أساساً لكل سلوكات الإنسان وأفكاره، وتتعزز تلك الطمأنينة بكل سلوك انبثق من ذلك الحل، أو فكرة بنيت عليه، وفي حال مخالفته تنخرم هذه الطمأنينة الدائمة، لوقوعه في التناقض بين ما يحمل ويقتنع به وبين ما استخدمه في تسيير سلوكه أو أخذه للفكرة.