الأخوة الكرام،
هذه قصة أخرى
وزهرة من أزهار بستان أديب الشام علي الطنطاوي- رحمه الله- بصياغته الفريدة،
وهي مقتبسة بتصرف من كتابه مقالات في كلمات الجزء الأول
هكذا فاصنعوا لهن
قـدمت على عمرَ- رضي الله عنه- امرأةٌ، كأنما قد ركب بين كتفيها القمر،
يشع من عينيها السحر، ومعها شاب قد طال شعره وتشعث، وركبته الأوساخ،
و لم يمسه الماء ولا يد الحلاق منذ شهور، وله لحية كشعر القنفذ،
و أظافر سود طوال تغــثي من قذارتها عين رائيها، وعليه ثياب بالية ممزقة،
لا يعرف لها شكل ولا لون، وتقتل برائحتها من بعد عشرة أمتار....-
قالت : يــا أمــير المؤمنين، هذا زوجي وابن عمي،
وأنا لا أريده، ففرق بيني وبينه.
- قال الرجل: زوجتي يا أمير المؤمنين، وعرسي من شهرين اثنين،
لم ترفع معالم العرس، حتى جاءت تسأل الطلاق من غير ذنب جنيته،
ولا حدث أحدثته.
- قالت: ما أساء إلي، ولكني لا أريده.
- قال عمر: تعالي غداً
وأشار( عمر رضي الله عنه) إلى غلامه فذهب بالرجل إلى الحلاق ،
فأخذ من شعره، وإلى الحمام فغسله وقص أظافره،
وألقى عنه أسماله البالية، وألبسه ثيابا جديدة نظيفة،
وجاء به من الغد، وقد خلق خلقا جديدا، وعاد رجلا آخر،
وبدا شبابه وجماله وصحته،
فغضت المرأة بصرها عنه، لأنها لم تعرفه، فحسبته رجلا غريبا،
فأومأ إليه عمر أن خذ بيدها،
فلما مسها وثبت كاللبؤة الغضبى، وتوّرد من الحياء والغضب وجهها،
ونترت* يدها منه وقالت -
ابتعد أيها الفاسق، أتهجم علي بين يدي أمير المؤمنين ؟-
فقال عمر: ويحك هذا زوجك.فنظرت إليه محدقة كأنها لا تصدق عينيها، وترددت لحظة..
ثم رمت بنفسها بين يديه وهي تبكي. وانصرفا راضيين.
قال عمر:
" هكذا فاصنعوا لهن، إنهن يحببن أن تتزينوا لهنّ، كما تحبون أن يتزين لكم"
هذه قصة أخرى
وزهرة من أزهار بستان أديب الشام علي الطنطاوي- رحمه الله- بصياغته الفريدة،
وهي مقتبسة بتصرف من كتابه مقالات في كلمات الجزء الأول
هكذا فاصنعوا لهن
قـدمت على عمرَ- رضي الله عنه- امرأةٌ، كأنما قد ركب بين كتفيها القمر،
يشع من عينيها السحر، ومعها شاب قد طال شعره وتشعث، وركبته الأوساخ،
و لم يمسه الماء ولا يد الحلاق منذ شهور، وله لحية كشعر القنفذ،
و أظافر سود طوال تغــثي من قذارتها عين رائيها، وعليه ثياب بالية ممزقة،
لا يعرف لها شكل ولا لون، وتقتل برائحتها من بعد عشرة أمتار....-
قالت : يــا أمــير المؤمنين، هذا زوجي وابن عمي،
وأنا لا أريده، ففرق بيني وبينه.
- قال الرجل: زوجتي يا أمير المؤمنين، وعرسي من شهرين اثنين،
لم ترفع معالم العرس، حتى جاءت تسأل الطلاق من غير ذنب جنيته،
ولا حدث أحدثته.
- قالت: ما أساء إلي، ولكني لا أريده.
- قال عمر: تعالي غداً
وأشار( عمر رضي الله عنه) إلى غلامه فذهب بالرجل إلى الحلاق ،
فأخذ من شعره، وإلى الحمام فغسله وقص أظافره،
وألقى عنه أسماله البالية، وألبسه ثيابا جديدة نظيفة،
وجاء به من الغد، وقد خلق خلقا جديدا، وعاد رجلا آخر،
وبدا شبابه وجماله وصحته،
فغضت المرأة بصرها عنه، لأنها لم تعرفه، فحسبته رجلا غريبا،
فأومأ إليه عمر أن خذ بيدها،
فلما مسها وثبت كاللبؤة الغضبى، وتوّرد من الحياء والغضب وجهها،
ونترت* يدها منه وقالت -
ابتعد أيها الفاسق، أتهجم علي بين يدي أمير المؤمنين ؟-
فقال عمر: ويحك هذا زوجك.فنظرت إليه محدقة كأنها لا تصدق عينيها، وترددت لحظة..
ثم رمت بنفسها بين يديه وهي تبكي. وانصرفا راضيين.
قال عمر:
" هكذا فاصنعوا لهن، إنهن يحببن أن تتزينوا لهنّ، كما تحبون أن يتزين لكم"