الــفــرزدقــــــ كتب:

الحديث عن منظمة فتح باعتبارها منظمة علمانية تقوم على
فكر غربي يفصل الدين عن الحياة لا يعني المس بالشرفاء
الذين انضووا تحت لوائها وناضلوا وضحوا بالغالي والنفيس
في سبيل تحرير فلسطين .
فعندما نتحدث عن منظمة فتح لا نقصد المس بالشرفاء من
أبنائها ، لأنهم أبناؤنا واخواننا في الدين ، فيجب الانتباه في
كل لحظة الى أننا نتعرض للحركات من حيث البرامج والأفكار
والمفاهيم التي تقوم عليها تلك الحركات لا من حيث الاشخاص
الذين ينتمون اليها .
فالحزب الشيوعي على سبيل المثال ، حزب يقوم على الالحاد
وانكار وجود الخالق ويدعو الانسان الى التجرد من الايمان إذ
يعتبر الدين " أفيون الشعوب " أي " المادة المخدرة للشعوب "
ومع ذلك هنالك من أبناء المسلمين المخلصين ينضمون اليه
وينضوون تحت لوائه غافلين عن حقيقة المبدأ الذي يقوم عليه
فحين نتحدث عن الحزب الشيوعي وخطره على المسلمين لا
نقصد هؤلاء الشرفاء من أبنائه ولا ننتقص من اخلاصهم وتفانيهم
في التضحية في سبيل دينهم ، وانما نعمد الى المبدأ الذي يقوم عليه
الحزب الشيوعي من أجل تعريته وكشفه على حقيقته حتى يقف
المسلم منه الموقف الشرعي فينفض عنه وينفض يده منه ..
وكذلك عندما تحدث عن منظمة فتح باعتبارها منظمة تقوم على
مبدأ علماني لا ديني ، يحرم على كل مسلم الانضواء تحت لوائها
لا نقصد بذلك التشكيك بنزاهة واخلاص الكثيرين من أبنائها وحبهم
لدينهم وأمتهم ولكن نحذرهم ونذكرهم باعتبارهم اخوة لنا في الدين
ولا نحب لاخواننا أن يقعوا في شراك هذه المنظمات واثمها ، من
باب قوله عز وجل : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ وقول الرسول
صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال
لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ..
والله من وراء القصد