فيما اعلم يحرم الاحتفالات
وقد يرى البعض ان الاحتفال بذكرى مولد شخص ما على انه محرم
لان الاسلام جعل للمسلمين عيدين فقط هما عيد الفطر وعيد الاضحى
والمتامل في الاعياد يرى ان الاعياد في الاسلام انما ربطت بمناسك
تعبدية فالاعياد في الاسلام مرتبطة باداء مناسك تعبدية معينة
فعيد الفطر مرتبط بصيام رمضان وعيد الاضحى مرتبط باداء مناسك
الحج وبالتالي فالاعياد التي عينها الشرع وضبطها انما هي اعياد مرتبطة
بالعقيدة والعبادة
فقد ورد ان رسول الله صل الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:
( ما هذان اليومان؟، قالوا:
كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله:
إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر) رواه أبو داود من حديث أنس في باب صلاة العيدين
وعليه فلا يجوز ان يكون للمسلمين غير عيد الفطر وعيد الاضحى
وارتباطهما بعقيدة وعبادة يجعل كل عيد او احتفال مرتبط بعقيدة او عبادة
لا يجوز شرعا وهو محرم
فلا يجوز الاحتفال بعيد الميلاد اي ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام
لان هذا العيد هو امر تعبدي عند النصارى وهو مرتبط بعقيدتهم
وكذلك لا يجوز لنا نجعل عيدا لمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
لانه حينها يصبح امرا تعبديا مرتبطا بعقيدة الاسلام
ويقاس عليه الاحتفالات بمولد الصحابة رضوان الله عليهم
فلا يجوز ايضا ان نجعل من ذكرى مولدهم اعيادا نحتفل بها
اما الاحتفال بذكرى مولد شخص ما كابن او اب او صديق او ماشاكل
ذلك فليس من باب التعبد مطلقا ولا يرتبط بعقيدة
وليس هناك دليل على تحريمه فهو من المباحات
التي يندرج معها الاحتفال مثلا بذكرى الزواج
فلا يوجد ما يمنع من الاحتفال بذكرى الزواج
فلا يكون محرما
اما من يقول بتحريم الاحتفال بذكرى مولد شخص ما
فانهم يقولون بتحريمه من باب انه بدعه اخذت عن الكافر
وتقليدا له
فقولهم انه بدعة لا ينطبق على الاحتفال بذكرى مولد شخص ما
لان البدعة هي الزيادة في الدين
عرَّف "الشاطبيُّ" البدْعة في كتاب الاعتصام (1 /36) فقال:
"هي طريقة في الدِّين مُخترَعة، تُضاهي الشرعيَّة، يُقصَد بالسلوك عليها التعبُّدُ لله سبحانه وتعالى".
والاحتفال بذكرى مولد شخص ما لا يقصد فيه التعبد فيسقط قولهم ان
الاحتفال بذكرى مولد شخص ما هو بدعة
لان هذا دليلهم الوحيد على التحريم فمعلوم ان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في
النار
والبدعة هي اصطلاح شرعي له معنى معين وهو الذي اوردناه فما كان ينطبق
عليه وصف اصطلاح البدعة من انها طريقة مخترعه يقصد بها التعبد
فحينها يصبح الامر محرما مثل
حلقات الذكر فذكر الله مطلوب شرعا ولكن الشرع لم يجعل حلقات خاصة لذكر
الله عز وجل فما يقوم به الصوفيين من حلقات للذكر ينطبق عليه وصف اصطلاح
البدعه فيكون محرما
والاحتفال بذكرى مولد شخص ما لم يكن موجودا في صدر الاسلام
وانما ورد الينا بعد الغزو الصليبي العسكري والفكري
فهو اذن تقليد لعادات وتقليد العادات ينظر فيها ان كانت العادات مرتبطة بعقيدة
ومرتبطة بعبادة فلا يجوز اخذها لانها تكون دينا عند الغير
واما ان كانت العادات غير مرتبطة بعقيدة الكافر او عبادته
فيبحث الاحكام الشرعية المرتبطة بالامر فان وجد تحريم تقيدنا به
ولم ناخذ تلك العادات لانها تكون محرمة
مثل قص الشعر على طريقة المارينز فهذه قد ورد النص بتحريمها
والرسول نهى عن القزع والقزع هو قص الشعر من منطقة اكثر من الاخرى
اي ان القزع وصف ينطبق على قص شعر المارينز
وبالتالي يكون تقليد قص الشعر كالمرينز امر محرم شرعا لوجود النهي
عن ذلك
والاحتفال بذكرى مولد شخص ما لم يرد نص يحرمه
فيكون الاحتفال به امر مباح ولا مانع في ذلك
وهو ليس من البدعة لانه امر غير متعلق بعقيدة ولا عبادة
فعند الاحتفال بذكرى مولد شخص ما لا يكون القصد من هذا
الاحتفال التعبد ولا بوجه من الوجوه
وهو ليس مرتبط بعقيدة الكافر ايضا حتى يتم تحريمه
وانما هو عادة تم تقليدها ولايوجد نص يحرمها
والله اعلم
-------
اللون القاتم منقول