إبراهيم قراعين
إبراهيم محمد جمعة قراعين (فلسطين ).
ولد عام 1947 فى سلوان ــ القدس.
يحمل درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي.
عمل مدرساً لمدة 12 سنة في مدارس ومعاهد
الضفة الغربية والقدس, ورئيساً لتحرير مجلة
العودة المقدسية العربية, والإنجليزية من عام
1982 ــ 1988 عندما أغلقتها سلطات الاحتلال
الإسرائيلي, ويعمل منذ عام 1979 مديراً عاما
للمكتب الفلسطيني للخدمات الصحفية.
انتخب رئيساً للمجلس الفلسطيني الأعلى للثقافة
والإعلام في الضفة والقطاع.
عضو في الهيئة العامة لرابطة الصحفيين العرب,
واتحاد الكتاب الفلسطينيين, ومجلس أمناء جمعية
التكافل, والمركز العربي للموسيقى, ومسرح
القصبة الفلسطيني, والمسرح الوطني الفلسطيني.
دواوينه الشعرية : بين الحب والحرب 1975 ــ
بيارق فوق الحطام 1987.
عنوانه: 10 شارع صلاح الدين ــ ص.ب: 19563ـ القدس.
----------------------
الانـطــــــلاقــــة
كان ذلك قبل بزوغ الفجر ودحْر الظلمة..
لما كان التعبير عن الحب..
يشكل خرقاً للقانونِ..
وقدْحاً في الأبواب العليا..
فيعاقب كل محب..
بالصّـلب..
وتُقْطَع منه الأوصال..
كان المحبوب يناجي محبوبته..
إن سنحت فرصة ليل الليل..
وصمت الصمت..
وغفوة قطعان الذؤبان..
يناجيها..
بخشوع الصوفيِّ..
بعيداً عن أي جدار..
أو شباك..
أو بنيان..
فتلك الأزمنةُ..
أجادت صنع الآذان..
ووضع الآذان بكل مكان...
كان المحبوب يحاذر أن يهمس همسة حب..
أن يعزف لحناً للحب..
لكي لا يسمعه السجان..
يحاذر أن يكتب أغنية للحب..
لكي لا يتتبعه بالخط السجان..
وكان يحاذر...
أن يذهب للقاء المحبوبة...
خوفاً من أن يترك أثراً لكلاب السجان...
وكانت محبوبته...
في كل لقاء...
تهتف, تصرخ, تسأل:
لم لا تكتب?
الوضع تعيسْ...
والحب يهدد أمن الدوله...
لم لا تكتب?
الوضع تعيس..
والحب يعرَّف..
شرخاً في وحدة صف الأمه...
لم لا تكتب?
الحب تشتت في أركان الدنيا...
لم لا تكتب?
إن البحر يمور محبهْ...
والشاطئ يركض نحو الدفء القادم من جوف الموج...
لم لا تكتب?
إن الصحراء...
برغم مساحتها تختصر البعد...
فأمضي الليل ... أراك تطلين من الشرفه...
لم لا تكتب?
الريح تزيل رسوم القدم المطبوعة فوق رمال الصحراء..
فلا تسطيع كلاب الأثر ملاحقتي...
حين أجيء إليك...
لم لا تكتب?
الطوز يهاجمني...
فأقوقع نفسي عند أساس جدار...
وأنا في هذا الوضع...
أفكر في نسمات الصيف...
تداعب شعرك..
فأصمم أني حتى لو آتيكِ...
ببطء سلحفاة...
لا بد وأن آتي...
لم لا تكتب?
الثلج بذاك الركن من الدنيا...
يرجع ذاكرة الدفء...
فأبصر وجهك...
مثل الشمس تُغير على حرمة كانون...
لم لا تكتب?
لا بد وأن الحب المحمول لأرض الحر...
وأرض البرد...
وأرض الأدغال..
وواق الواق...
يمدُّ ذراع الشوق...
لتربط بين الحب الواحد في كل مكان
لم لا تكتب?
لا بد وأنْ...
لم لا تكتب?
لا بد وأنْ...
وانطلق...!!
من قصيدة: قوافل الشهداء
دمع تجمد.. عالقا بين الجفون
والسائرون...
في الموكب الثكلان...
حيرى.. تائهون...
ما بين أمواج الحياة الصاخبات...
وبين قصف الموت..
ضربها...
فيطويها... بلمحاتٍ.. سكونْ...
والصمت يصرخ في الذهون!
ما الفرق بين حياتنا... والموت?
كان.. ولا يكون?
فهد.. كريم... ثم من?
إنما المحظوظ فينا من يموتُ...
بحضن موطنه الحنون
وتعج في الركب الظنون...
هلا تراهم يسمحون...
بأن يظل النعش محفوفا بهذا الحب..
أم لا يسمحون...?
وتجيبهم لغة الحواجز... بازدراء...
تعلمون..
بأن من وضعوا الحواجز...
يعبثون...
بمشاعر الأحياء...
ما تتوقعون?
الموكب المحزون تفصله
عن النعش... الحواجز..
والجنود.. مدججون..
يتصايحون..
كل الذين بلا تصاريح المرور..
سيرجعون..
الدمع يسخن..
يهدم السد المقام... على العيون[/size]