17 - للوفاء قصة اسمها زينب بنت محمد
- تزوج أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيْعِ بابن خالته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة في قصة زواج مليئة بالوفاء ، فولدت له عليًا،وأمامة التي صلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو حاملها ، وهي التي تزوجها علي رضي الله عنه بعد موت خالتها فاطمة رضي الله عنها.
- أُسر أبو العاص في يوم بدر ، فبعثت زوجته زينب رضي الله عنها في موقف نبيل في فدائه بمال منه قلادة لها كانت لأمها خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أدخلتها بها.
- فَلَمَّا رَأَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القلادة رَقَّ لَهَا رقّة شديدة وتذكّر زوجته الوفيّة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فَقَالَ لأصحابه:"إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا". ففعلوا ذلك.
- فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم عهدًا على أبي العاص أن يُرسل إليه ابنته زينب لأن الإسلام قد فرّق بين زينب رضي الله عنها حين أسلمت وبين أبي العاص بن الربيع ، وقد فعل ذلك أبو العاص عندما رجع إلى مكة.
- خرج أبو العاص بعد ذلك في تجارة إلى الشام، وكان رجلًا مأمونًا وكانت معه بضائع لقريش فلما فرغ من تجارته وأقبل لقيته سريّة للنبي صلى الله عليه وسلم، فاستقوا عيره وهرب وقدموا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما أصابوا فقسمه بينهم .
- أقبل أبو العاص بعد هذه الحادثة إلى المدينة حتى دخل على زينب رضي الله عنها فاستجار بها فأجارته في موقف وفيّ آخر ، وسألها أن تطلب له مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد ماله عليه.
- فأطلعت رأسها من باب حجرتها لتترجم الوفاء عمليا، والنبي صلى الله عليه وسلم في الصبح، فقالت: أيها الناس إني زينب بنت رسول الله، وإني قد أجرت أبا العاص ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال: "أيها الناس إني لا علم لي بهذا حتى سمعتموه، ألا وإنه يجير على الناس أدناهم".
- فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السريّة وقال لهم: "إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وقد أصبتم له مالًا ولغيره مما كان معه، وهو فيء ، فإن رأيتم أن تردوا عليه فافعلوا، وإن كرهتم فأنتم وحقكم".
قالوا: بل نرده عليه. فردوا ما أصابوا عليه.
- ثم خرج أبو العاص حتى قدم مكة، فأدَّى إلى الناس بضائعهم، حتى إذا فرغ قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم معي مال؟ قالوا: لا، فجزاك الله خيرًا.
- فقال : أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم إلا تخوّفت أن تظنوا أني إنما أسلمت لأذهب بأموالكم، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ محمَّدًا عبده ورسوله.
انتهت القصة ..
- المرجع (سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله في قصة إسلام أَبي العَاصِ بنُ الرَّبِيْعِ رضي الله عنه) ولكن بتصرّف وتنسيق