سما الحسن، هو اسم مستعار لصحفية وكاتبة فلسطينية من غزة كرست نفسها للبحث في مشاكل المرأة والصعوبات التي تواجهها في ظل مجتمع مغلق وعادات اجتماعية لا ترحم وباتت هي وكتاباتها الصوت النسائي الصارخ الذي يقول للمجتمع كف عن تهميشنا وأعطنا حقنا في العيش وإبداء الرأي. وقد اختارت سما وبالرغم من ظروفها أن تكون مؤثرة في مجتمعها ولم تقف ساكنة أمام ضغط زوجها وعائلتها، فاتخذت لنفسها اسماً مستعاراً تكتب تحت مظلته مدافعة عن قضايا المرأة مطالبة بتخليصها من أسرها.
وربما أن سما التي كانت تحلم بأشياء كثيرة وعظيمة منذ صغرها قد أدركت أن هذه الأحلام لن تتحقق إلا وراء اسم مستعار تخفي وراءه شخصيتها الحقيقية، وخلف نافذة صغيرة تنظر منها إلى العالم وهي التي لا تزال في الثلاثين من عمرها.
وتروي سما قصتها : "حيث لا قانون يحكم سوى قانون الرجال ولدت لعائلة ثرية ومتعلمة... واعتقدت كوني مثقفة وثرية أن أحصل على ما أريد ولكن العادات والتقاليد كانتا حاجزا أمام ما تمنيت... فقد أصر أهلي أن أتزوج من رجل مناسب من وجهة نظرهم فوافقت أمام ضغطهم المستمر ولكن بعد زواجي السريع منه اكتشفت أنه إنسان معقد، لازال يعيش بعصر الرجل الذكوري الأبوي، ويريدني جارية له فقط ولا شيء سوى ذلك".
"وبعدما كنت امرأة مليئة بالطموح اصطدمت بجبال من الإحباطات المتتالية ليبدأ مسلسل معاناتي.. وفي ظل تسلط زوجي ووالدته التي لا يرفض لها طلباً توجهت لأهلي مستجدية الخلاص إلا أنهم وفي كل مرة كانوا يصرون على عودتي لزوجي خاصة أني كنت حاملاً بطفلي الأول... وفي كل مرة أقرر تركه كان يهددني بأخذ أطفالي الذين أخذوا يزدادون عاماً بعد آخر".
"عرضت على زوجي أن أعمل وأخرج للحياة إلا أنه رفض بإصرار وقرر أن تكون نافذتي هي المتنفس الوحيد لي كي أرى العالم، لكني لم أستسلم فقد كنت أقرأ دائماً ما كان زوجي يحمله للبيت من صحف وأتابع وبشغف جريدة صوت النساء التي كانت تصدر كملحق مع جريدة الأيام والتي تعنى بشؤون المرأة وقضاياها، وقررت ذات يوم أن أرسل لهم عن معاناتي ومأساة عبر الفاكس، فكتبت لهم موجزا قصيرا وأرفقت رقم الفاكس مع ابنتي التي كانت حينذاك في الصف الرابع لأجدهم قد نشروا لي بعد فترة مادة كتبتها عن الرجل الشرقي المتسلط في بيته المتظاهر بالرومانسية والتحضر من الخارج".
"كانت هذه هي البداية وأول الطريق، والمادة كانت بعنوان: رسالة لبعض الرجال"
"واستمرت المشاكل بيني وبين زوجي، حتى لم أعد أحتمل.. وعندما طلبت الطلاق ساومني على حضانة أطفالي، لكني هذه المرة قررت أن أجرب، أو قررت أن أحرق مراكبي، فأنا لم أعد أحتمل، كل يوم ضرب وإهانة وتوبيخ، وحصلت على الطلاق وأخذ زوجي أطفالي بحكم من المحكمة وحين صرخت في المحكمة أريد أطفالي وقف أهلي والقاضي وكل من في المحكمة في وجهي وقالوا لي العبارة التي لا يمكن أن أنساها: "من تريد أطفالها، تحتمل أذى زوجها"
"وعدت لبيت أهلي مطلقة بلا أطفال، ابكي ولا أحد يشعر بي، ووضع أمامي أبي قائمة من الممنوعات، كثيرة، كثيرة ولكن في النهاية اكتشفت أني انتقلت من سجن لسجن.. حرمني أهلي من استخدام الهاتف، حتى من النوم في غرفة مستقلة، كان أبي يفتش حقيبة يدي وخزانة ملابسي.. شعرت أنهم يراقبون أنفاسي، والأكثر مرارة، أنهم بدأوا يضيقون بزيارة أطفالي الأسبوعية لي، ويخططون لتزويجي مرة أخرى".
"وفي ظل تضييقات أهلي وشوقي لأطفالي واكتشافي أني انتقلت من سجن إلى آخر قررت أن أعود لزوجي بعدما أرسل لي رسالة مع ابنتي بأنه يمنحني الفرصة الأخيرة للعودة له ولأطفالي وإلا فهو سيتزوج وبذلك أكون قد حرمت من أطفالي للأبد".
"وفي يوم من الأيام قررت أن أتصل من سجني بالعالم، كنت أرتدي سوارا رقيقا فقررت أن استغله، فبعت السوار بعد أن تحايلت للخروج من البيت واشتريت هاتفا نقالا وبدأت أكتب للصحف مقابل أجر... وبدأت أنطلق أكثر فكتبت لأكثر من جهة إعلامية طبعاً باسم مستعار "سما الحسن" لأن الكتابة باسمي الحقيقي شيء مستحيل وضرب من الخيال".
"وكل ذلك كان دون علم زوجي الذي كان منشغلاً في أموره الخاصة فبدأت بإرسال صغاري للسوق ليشتروا لي ما أريد، وأصبح الصغار هم عيوني التي أرى بها وأقدامي التي أسير عليها وعن طريق الفاكس كانت موادي تصل إلى حيث أريد".
"كنت اشعر بأن الكتابة تنتشلني من البئر الذي وقعت به، أفرح وارقص كطفلة حين تنشر لي مادة، وحين يعود زوجي كل مساء أتلقف منه الجريدة بلهفة وهو لا يدرك سر لهفتي، وبدأ اسمي يعرف في عالم الصحافة والأدب فقررت أن اشتري حاسوبا وكانت لي جارة زوجها يعمل في شركة كبيرة فقلت لها أن تساعدني، فاشتريت حاسوبا من زوج جارتي بالتقسيط الممل، وبقيت فكرة ربطه بالإنترنت تراودني وتلح علي، وحين اقترحت الفكرة على زوجي لدهشتي لم يعترض لأنه كان يريد هو أيضاً استخدامه لأغراضه الخاصة وهكذا أصبحت أكثر فأكثر متصلة بالعالم".
"وبدأت أراسل المجلات والصحف عبر الايميل، بعضها يجاوبني وبعضها يتجاهلني، حتى وفقني الله لجهتين اعلاميتين عربيتين أصبحت أكتب لهما وأعد لهما تحقيقات خفيفة لا تتطلب الخروج من البيت، وهكذا اتسع مجال عملي، وزاد رزقي وبدأت أستغني عن زوجي استغناء تاما، فأصبحت إنسانة أخرى".
وتختم سما "الليالي كثيرة متعاقبة ومتشابهة تمر بي... لا زلت في سن صغيرة، لكن أحلامي تذهب أدراج الرياح حين يشرق الصبح على الواقع المؤلم.. فبالرغم من نجاحاتي إلا أني لا زلت حبيسة البيت أكتب تحت اسم مستعار".
وقد صدر لسما حديثاً مجموعتها القصصية الأولى باسم "مدينة الصمت" احتوت على 128 قصة قصيرة تتحدث عن معاناة المرأة ومشاكلها المختلفة.
وربما أن سما التي كانت تحلم بأشياء كثيرة وعظيمة منذ صغرها قد أدركت أن هذه الأحلام لن تتحقق إلا وراء اسم مستعار تخفي وراءه شخصيتها الحقيقية، وخلف نافذة صغيرة تنظر منها إلى العالم وهي التي لا تزال في الثلاثين من عمرها.
وتروي سما قصتها : "حيث لا قانون يحكم سوى قانون الرجال ولدت لعائلة ثرية ومتعلمة... واعتقدت كوني مثقفة وثرية أن أحصل على ما أريد ولكن العادات والتقاليد كانتا حاجزا أمام ما تمنيت... فقد أصر أهلي أن أتزوج من رجل مناسب من وجهة نظرهم فوافقت أمام ضغطهم المستمر ولكن بعد زواجي السريع منه اكتشفت أنه إنسان معقد، لازال يعيش بعصر الرجل الذكوري الأبوي، ويريدني جارية له فقط ولا شيء سوى ذلك".
"وبعدما كنت امرأة مليئة بالطموح اصطدمت بجبال من الإحباطات المتتالية ليبدأ مسلسل معاناتي.. وفي ظل تسلط زوجي ووالدته التي لا يرفض لها طلباً توجهت لأهلي مستجدية الخلاص إلا أنهم وفي كل مرة كانوا يصرون على عودتي لزوجي خاصة أني كنت حاملاً بطفلي الأول... وفي كل مرة أقرر تركه كان يهددني بأخذ أطفالي الذين أخذوا يزدادون عاماً بعد آخر".
"عرضت على زوجي أن أعمل وأخرج للحياة إلا أنه رفض بإصرار وقرر أن تكون نافذتي هي المتنفس الوحيد لي كي أرى العالم، لكني لم أستسلم فقد كنت أقرأ دائماً ما كان زوجي يحمله للبيت من صحف وأتابع وبشغف جريدة صوت النساء التي كانت تصدر كملحق مع جريدة الأيام والتي تعنى بشؤون المرأة وقضاياها، وقررت ذات يوم أن أرسل لهم عن معاناتي ومأساة عبر الفاكس، فكتبت لهم موجزا قصيرا وأرفقت رقم الفاكس مع ابنتي التي كانت حينذاك في الصف الرابع لأجدهم قد نشروا لي بعد فترة مادة كتبتها عن الرجل الشرقي المتسلط في بيته المتظاهر بالرومانسية والتحضر من الخارج".
"كانت هذه هي البداية وأول الطريق، والمادة كانت بعنوان: رسالة لبعض الرجال"
"واستمرت المشاكل بيني وبين زوجي، حتى لم أعد أحتمل.. وعندما طلبت الطلاق ساومني على حضانة أطفالي، لكني هذه المرة قررت أن أجرب، أو قررت أن أحرق مراكبي، فأنا لم أعد أحتمل، كل يوم ضرب وإهانة وتوبيخ، وحصلت على الطلاق وأخذ زوجي أطفالي بحكم من المحكمة وحين صرخت في المحكمة أريد أطفالي وقف أهلي والقاضي وكل من في المحكمة في وجهي وقالوا لي العبارة التي لا يمكن أن أنساها: "من تريد أطفالها، تحتمل أذى زوجها"
"وعدت لبيت أهلي مطلقة بلا أطفال، ابكي ولا أحد يشعر بي، ووضع أمامي أبي قائمة من الممنوعات، كثيرة، كثيرة ولكن في النهاية اكتشفت أني انتقلت من سجن لسجن.. حرمني أهلي من استخدام الهاتف، حتى من النوم في غرفة مستقلة، كان أبي يفتش حقيبة يدي وخزانة ملابسي.. شعرت أنهم يراقبون أنفاسي، والأكثر مرارة، أنهم بدأوا يضيقون بزيارة أطفالي الأسبوعية لي، ويخططون لتزويجي مرة أخرى".
"وفي ظل تضييقات أهلي وشوقي لأطفالي واكتشافي أني انتقلت من سجن إلى آخر قررت أن أعود لزوجي بعدما أرسل لي رسالة مع ابنتي بأنه يمنحني الفرصة الأخيرة للعودة له ولأطفالي وإلا فهو سيتزوج وبذلك أكون قد حرمت من أطفالي للأبد".
"وفي يوم من الأيام قررت أن أتصل من سجني بالعالم، كنت أرتدي سوارا رقيقا فقررت أن استغله، فبعت السوار بعد أن تحايلت للخروج من البيت واشتريت هاتفا نقالا وبدأت أكتب للصحف مقابل أجر... وبدأت أنطلق أكثر فكتبت لأكثر من جهة إعلامية طبعاً باسم مستعار "سما الحسن" لأن الكتابة باسمي الحقيقي شيء مستحيل وضرب من الخيال".
"وكل ذلك كان دون علم زوجي الذي كان منشغلاً في أموره الخاصة فبدأت بإرسال صغاري للسوق ليشتروا لي ما أريد، وأصبح الصغار هم عيوني التي أرى بها وأقدامي التي أسير عليها وعن طريق الفاكس كانت موادي تصل إلى حيث أريد".
"كنت اشعر بأن الكتابة تنتشلني من البئر الذي وقعت به، أفرح وارقص كطفلة حين تنشر لي مادة، وحين يعود زوجي كل مساء أتلقف منه الجريدة بلهفة وهو لا يدرك سر لهفتي، وبدأ اسمي يعرف في عالم الصحافة والأدب فقررت أن اشتري حاسوبا وكانت لي جارة زوجها يعمل في شركة كبيرة فقلت لها أن تساعدني، فاشتريت حاسوبا من زوج جارتي بالتقسيط الممل، وبقيت فكرة ربطه بالإنترنت تراودني وتلح علي، وحين اقترحت الفكرة على زوجي لدهشتي لم يعترض لأنه كان يريد هو أيضاً استخدامه لأغراضه الخاصة وهكذا أصبحت أكثر فأكثر متصلة بالعالم".
"وبدأت أراسل المجلات والصحف عبر الايميل، بعضها يجاوبني وبعضها يتجاهلني، حتى وفقني الله لجهتين اعلاميتين عربيتين أصبحت أكتب لهما وأعد لهما تحقيقات خفيفة لا تتطلب الخروج من البيت، وهكذا اتسع مجال عملي، وزاد رزقي وبدأت أستغني عن زوجي استغناء تاما، فأصبحت إنسانة أخرى".
وتختم سما "الليالي كثيرة متعاقبة ومتشابهة تمر بي... لا زلت في سن صغيرة، لكن أحلامي تذهب أدراج الرياح حين يشرق الصبح على الواقع المؤلم.. فبالرغم من نجاحاتي إلا أني لا زلت حبيسة البيت أكتب تحت اسم مستعار".
وقد صدر لسما حديثاً مجموعتها القصصية الأولى باسم "مدينة الصمت" احتوت على 128 قصة قصيرة تتحدث عن معاناة المرأة ومشاكلها المختلفة.