رغم كل محاولات أمريكا ومخادعاتها ومؤامراتها لإخضاع رموز وقادة الثورة الحقيقيين في الداخل واستتباعهم للمعارضة التي اصطنعتها في تركيا تحت عنوان المجلس الوطني، ورغم كل محاولاتها لإنشاء حكومة انتقالية تارة في اسطنبول وتارة في القاهرة، وحيث كانت محاولتها الثالثة في القاهرة لإنشاء ما يسمى مجلس أمناء الثورة برئاسة عميلها هيثم المالح، ورغم التسهيلات المصرية والعمل التركي الدؤوب والبذل القطري والسعودي السخي لصناعة وتوظيف العملاء، فإنها حتى الآن فشلت في خداع المعارضة ( الثورة) الداخلية. ومع استمرار إصرارها على إخضاع الثورة لها تحت عنوان توحيد المعارضة، وباستعمال العنف والقسوة فائقة الخيال في المجازر... فإنها ما زالت فاشلة بسبب وعي الداخل على المؤامرة، وهذا الفشل حتى الآن يرافقه خسائر كبيرة على الأرض للنظام ،بحيث أنه فقد كل أمل في حلب، وتوالت انتصارات الثوار على الأرض، وتحققت انتصارات نوعيه هامة، وانتقلت المعارك إلى دمشق، والنظام الكافر يخسر مواقعه بشكل مستمر. وهذا ما شكل خطرا هائلا على النفوذ الأمريكي في كل المنطقة، بل وفي العالم لذلك رأت أمريكا أن تغري الثورة في الداخل بتقديم ضمان تنحي بشار مقابل أن يتوحدوا تحت حكومة انتقالية تصنعها لهم برعاية تركيا وسائر عملائها. وبما أن وعي المسلمين عموما والسوريين خصوصا، وبالذات من خلال التآمر الدولي والتفرج العالمي على انهار ألدماء السورية المسفوكة فإن هذا المشروع الأمريكي مشروع المؤامرة ما زال مرفوضا، وأمريكا في مأزق كبير وخطر على نفوذها التاريخي والهام جداً لها، لذلك كان آخر ما تفتقت عنه خطتها الماكرة وعقليتها الشيطانية أن تعقد مؤتمرا في طهران، وأمرت عملاءها المهمين وأدواتها المهمة في المنطقة أن تحضره، وعلى رأسها إلى جانب إيران تركيا ومصر، وكذلك السعودية ودول كثيرة غيرها، والمقصود الاول عند اميركا هو إيجاد حكومة انتقالية معترف بها دوليا وخصوصا من أكبر الدول إقليمياً، وذلك لتفرض أمراً واقعاً، ولإجبار المخلصين في المعارضة والثورة الداخلية على القبول بما تؤسسه لهم أميركا وعملاؤها، وبذلك يجد الإخوان المسلمون من أعضاء المجلس الوطني الاسطنبولي ذريعتهم للمطالبة بالآلية الأميركية لعملية نقل السلطة في سوريا، من الأسد ورجالات نظامه إلى البديل الأمريكي، وللدخول في صراع وحرب للقضاء على مخلصي الداخل، وإذا لم يتمكنوا من ذلك فستستمر أميركا بالمطمطة وبالمجازر إلى أن تضمن خضوع الداخل لها. والأمر الخبيث الذي ظهرت بوادره هو أن الإعلام العميل سيقوم بإظهار تركيا ومصر بشكل المخلِّص لاهل سوريا، والحقيقة أنهما مع إيران عملاء لأمريكا متآمرون على الشعب السوري المسلم وثورته الرائعة الواعدة. ومن هنا لا بد من النصح والتوجيه لكل المخلصين المؤمنين في الداخل والخارج أن يثبتوا ويصبروا ويرفضوا مشاريع ومؤامرات الخيانة ولو جاءت تحت عباءات أو مظاهر إسلامية. فإن إفشال أمريكا اليوم في سوريا وإخراج سوريا من قبضة الكفار والخونة لهو من أعظم الأعمال لصالح الإسلام والمسلمين من حيث واقعه وهو أعظم بإذن الله تعالى من حيث نتائحه. فنسأل الله تعالى أن يفشل هذا المؤتمر الشيطاني. وأن ينكشف العملاء الخونة المتظاهرون بالإسلام، وعلى رأسهم حكام السعودية وإيران ومصر وتركيا. وأن يمن على الأمة الإسلامية بنصرة عزيزة تنصر قيام الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة التي تحرر سوريا وسائر بلاد المسلمين وتطرد الكفار المستعمرين وتستأصل إسرائيل من شأفتها إنه قوي عزيز.
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم