بئسَ الوالي إن شبعتُ والناسُ جياع
محمد ناصر نصار
الشعب الذي طالما ضرب مثلاً للثورات و الكرامة والصمود والعزة ، أصبح يصور انه لا يطيق الحياة ولا يتواني عن الإنتحار ، لطالما وجدنا مبررا ً للعميات الإستشهادية والفدائية فالفلسطيني يختار الموت ليوهب شعبه الحياة والكرامة ، أما اليوم في يضحي بنفسه لا لأنه يأس من قادته وسياسيه فقط ، وإنما من ظلمهم وعدم إحترامهم لأدميته فيختار الموت لعل الحياة تجد طريقاً لأهله وذويه ، لم يكن الإنتحار أو مجرد المحاولة وسيلة للشعوب للتعبير عن غضبهم او طريقتهم في الحياة ، فكثيرا في تاريخ الأمم كان القتال بلا رجعة ليس من أجل الموت وإنما من اجل الحياة فالتاريخ مليء بالمنتحرين من اجل قضاياهم ، فالطيارين الكميكاز اليابانيين سلكوا طريق الموت من اجل الكرامة وعدم تقبل الهزيمة ، وهتلر إنتحر بيده لا بيد أعدائه واخيرا محمد البوعزيزي لم يحرك ثورته إلا رزقه وكرامته فعزة النفس قد تدفع الناس للإنتحار وتجرع الموت على ان يتجرع الإهانة والعار ، فالتساؤل لماذا يضغط على شعبنا ليظهر هذه السلوكيات ، ومن المسئول عن تدهور الحياة الإجتماعية والإقتصادية ؟
بلا شك أنتم يا قادتنا ويا مسؤولينا ، نعم أنتم كثيرا ما خاطبناكم بأقلامنا ونقاشاتنا وأظهرنا سوءتكم لكم لتغيروا وتبدلوا ، فلا رد منكم ولا خطاب ، كثيرا ما قلنا كفوا عن العبث في أرزاق الناس ، لماذا تفرضون الضرائب وأنتم ترضخون تحت إحتلال، وأستخدمتم سياسة قطع الرواتب التي أرهقت الناس بحجج تنوعت ما بين التزكية والسلامة الامنية ، كم أنكم ضيقتم على الناس في أرزاقهم في الأسواق والسيارات وكل ذي عائد من نقد أو أصول ، إنها المآساة ان يسوق الفلسطيني بأنه يقنط من رحمة الله ، ويستيأس من الرحمة ، هذه الحال يجب أن تنتهي ولو كلف الامر استقالاتكم ، فعندما يصف أحدهم أن منتفعي الشون الإجتماعية بالمتسولين هذا ليس وصفا يا سيادة المسئول فأن أنستك المكيفات والسيارات الفارهة والأكل الدسم حياة الناس في القاع ، فأترك خدمتك لهم فهم ليسوا بحاجة لك فعلى الاقل ترحم الوزارة من راتبك العالي ، الكل هنا يلام حكومة الضفة و حكومة القطاع المؤسسات والوزارات يجب ان ينظر بجدية مطلقة لهذه الإنفجارت التي ستطيح بالجميع وتغير معالم الطريقة السياسية التي يتعاطي بها الناس ، اسمعوهم وحققوا ما يريدون وإلا سنكون أمام نقطة اللارجوع مع شعب تحدى غطرسة الإحتلال ولم ينتصر عليه على مدار سبعون عاما ، ولنا بعمر رضي الله عنه أسوة حسنة حيث كان عمر رضي الله عنه لا يأكل إلا الخبز والزيت حتى اسود جلده ويقول: بئسَ الوالي إن شبعتُ والناسُ جياع .