الداعية وليد العمايرة
لقاء مرسي مع الممثلين (وأهل الفن)
يبدو أننا لا ننتهي من شيء حتى نبدأ في آخر ، ويبدو أن قضية مرسي اصبحت مسلسلا يعيش عليه حزب التحرير، ولو انشغل حزب التحرير في اقامة الخلافه كانشغاله بمرسي لربما اقام الخلافة ، ولكن يبدو كما قلنا في بوست آخر أن الخلافة ستقام وحزب التحرير آخر من يعلم..
شاهدت لقاء مرسي مع شريحة الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات والعاملين في مجال ( الفن).
لا شك أن لهذه الفئة تأثيرها الكبير على المشهد ، واعتقد أن تأثير راقصة وطبال في مصر يفوق تأثير مليون شيخ يخطبون على المنبر ..ولقد شاهدنا كيف خرجت الملايين في جنازة ام كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب ..وغيرهم ...وهذ يدل على أن لهذه الفئة تأثيرها على الناس - أرنا ذلك أم لم نرد.
إن قيام بعض المشايخ بتوزيع التهم إلى بعض رموز هذه الشريحة هو خطأ عدا أنه ( غير شرعي) فلا يجوز أن يتهم فلان أو فلانة بالزنا ...إلا وفق الضوابط الشرعية ،لذا كان لقاء مرسي ضروري لإصلاح هذا الموقف خصوصا أن جماعة الإخوان المسلمين لها ممثلون وممثلات وقد انتجو افلاما ومسرحيات ..,ولقد كتبت فصلا عن ذلك في كتابي فنانون وفنانات بدايات ونهايات.
إن كسب هذه الفئة من الممثلين -وإصلاحها -ضرور ي جدا في عصر اسلمة المجتمع والصدام معها غير مجدي كما تحاول بعض الحركاتالتي لا تفهم الإسلام
الحركة الإسلامية في تركيا .اعطت مثالا في التعامل مع هذه الشريحة وكذلك الحركة الإسلامية المعاصرة ورموز المسلمين ......بل استطيع أن اقول إن اعمال بعض الفنانين المعاصرين ( مع حذف قليل من المشاهد وتعديل قليل في السنياريو ) تخدم الفكرة الإسلامية أكثر من مليون درس وخطبة ، فمثلا مسلسل (مراد علم دار الممثل التركي فضح كثيرا من مؤمرات القوى الخفية في هذا العالم ودور الماسونية وقوى الظالم.....ومن لا يصدق يشاهد حلقات ( مراد علم دار)...
بل إن قصة فيلم ( الإرهاب والكباب) الذي مثله عادل إمام ( مع حذف في بعض المشاهد وتعديل قليل في السنياريو) يعد من اكبر مواد التحريض ضد الانظمة الجبرية ...
بل اقول وانا داعية ادعو الى الله ..ان مشاهدة فيلم مثل فيلم البريء.... يغني عن قراءة الف كتاب...
لذلك جاءت خطوة الرئيس محمد مرسي للقاء العاملين في ذلك المجال لعل وعسى تكون بداية تغيير نحو الفن الذي يبني ولا يهدم ....
اعتقد أن قدر الله أتى بهذا الرجل ليحكم مصر ونحن على ابواب الخلافة الراشدة ، فمصر بحاجة لمن يفهم فقه الواقع ، وفقه الموازمات ، وفقه الأولويات ، وفقه المآلات....وبالتالي ينبغي ان تمد اليد من الرئاسة إلى هذه الشريحة( الممثلين) و التي تعد اكثر شريحة مؤثرة
وإذا تأملنا في الجهات التي تحاول تطبيق الإسلام في كثير من البلاد الاسلامية فنجد أنها: إما متشددة تنهار عند اول صدام مثل تجربة افغانستان ، أو خانعة وراء نصوص جامدة لا حياة فيها كما يجري في جزيرة العرب :...فمثلا لو اتيحت الفرصة امام الناس في بعض دول جزيرة العرب للتصرف كل حسب قناعاته لرأينا في تلك البلاد تصرفات وافعال تفوق تصرفات ( لاس فيغس)، ولقد رأيت هذه النوعيات من التصرفات في اوربا ...فلمرأة - إلا من رحم الله- تخلع الحجاب لحظة نزولها المطار او لحظة ركوبها في الطائرة المغادرة من بلدها ، والإسلام في كل الاحوال لا يريد هذه النموذج من الإسلام ...وصدق محمد عبدو عندما قال عن اوروبا( وجدت اسلاما ولم اجد مسلمين ، وعندما ذهب الى بلاد الإسلام قال وجدت مسلمين بلا اسلام)
وإما نصوص راكدة راكدة تزعم أنا وراء النصوص والاحكام الشرعية ولكنها لا تفعل شيئا لتغير الواقع سوى الكلام - والكلام يبقى كلام-...وإذاكر أنه قبل عدة شهور اقيمت مبارة نسائية في ملعب دورا - قضاء الخليل ، فذهبت انا ومجموعة من الإخوة كان بينهم شباب من حزب التحرير إلى المسؤوليون لنقيم عليهم الحجة ونقول لهم ..الذي تفعلونه حرام ...فقال المسؤول الكبير من السلطة بيننا وبينكم الميدان ...(وفعلا رأينت أن كل المعارضين للمبارة تستطيع ان تضعهم في سيارة هونداي سبع ركاب) ...وعندما ذهبنا الى الملعب رأينا العجايز يتسابقن لمشاهدة الرياضة النسوية ....وكانت الطامة الكبرى ..وهذا يدل على فشلنا ونجاحهم.
لذلك فإن واقعا كهذا يحتاج إلى عقلية كعقلية الرئيس محمد مرسي ...وليس عقلية متحجرة تعتقد ان تستطيع أن تصلح المجتمع بخطبة او نشرة شهرية او مؤتمر سنوي ...وواقع الحال أنها تساهم في ابعاد الناس عن الإسلام...لأن الناس يريدون منهجا واقعيا وليس منهجا يحاكي امبروطورية افلاطون الفاضلة.
الحمد لله اليوم اصبح لمرسي واردوغان والغنوشي وغيرهم ممن يحملون الفكر المستنير حظوة عند حتى الذين لم يحبوهم -فهم على الأقل يقولون نحترمهم ..وهذا انجاز...
اخيرا اعترف لكم ...إنني كنت من الضالين في حياتي وتعرفت على صديقين لي واحد من اقاربي والثاني صديق عزيز وهو داعية معروف ..لا اريد ذكر اسمه حاليا ...فكنت لا اصلي ..وعندما يلقاني قريبي يقول لي أنت الى جهنم وبئس المصير ..فكنت اقول له : انا سأذهب الى جهنم ولكن عندما اذهب سوف آخذ معي كل المشايخ ...وأما صديقي الداعية فكان يعاملني بود واحترام ..وأثر في ..وبدأت اصلي واحفظ القرآن والحمد لله اصبحت داعية ...ومر على ذلك اكثر من 18 سنة ....احيث حفظ القرآن - ولا ازكي نفسي - وحفظت كثيرا من كتب الاحاديث
انظروا الى الفرق بين فقه مرسي وفقه غير مرسي ...لذلك اقول إن هذه الجماعات التي لا تفهم دينها هي السبب في فتنة الناس - والعياذ بالله.
وصدق الذي قال : ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضو من حولك...
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم