بسم الله الرحمن الرحيم
مقياس الأعمال
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين _ سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه ، وسار على دربه واهتدى بهديه إلى يوم الدين ـ واجعلنا ربنا منهم يا كريم .
أيها الأخوة المسلمون :
أحييكم بتحية إسلامنا العظيم، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد:
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية: فهذه الآية عامة في جميع الأمور، ذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لأحد مخالفته، ولا اختيار لأحد هنا، ولا رأي ولا قول.
كما قال الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
إن الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين قرر مقياس أعمال ثابت للمسلم، أينما حل وحيثما ارتحل، ألا وهو الحكم الشرعي، وأن وجهة نظر المسلم في هذه الحياة يجب أن تكون بناء على الحلال والحرام، فإن كان الفعل حلالا قام به، وإن كان حراما ابتعد عنه، فالقاعدة الشرعية تقول:" الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي "، وبناء على ذلك يجب على المسلم إذا أراد أن يقدم على فعل، أن يقيس هذا الفعل على أساس هذه القاعدة.
والمسلم إن هو جعل هاتين الآيتين وهذه القاعدة الشرعية نصب عينيه كانت عنده روحانية، أي إدراك كونه مخلوقا لخالق حين القيام بالعمل.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ".
أيها الأخوة المسلمون:
يخرج علينا في هذه الأيام كثير من علماء الفضائيات يحللون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله، فمنهم من أفتى بجواز أكل الربا إن لم يكن أضعافا مضاعفة، ومنهم من يجيزه بحجة الضرورة.
ومن هؤلاء من أفتى أيها الإخوة بجواز أن يقاتل المسلم في صفوف الجيش الأمريكي في العراق بحجة الضرورة، وما لهذه الضرورات ما أكثرها في هذه الأيام، فكل حرام يباح بحجة الضرورة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها الأخوة المسلمون:
إن كثيرا من الناس يشجع بناء جمعيات وجمعيات بحجة أنها خيرية، مع العلم أن معظمها نصرانية تبشيرية، ومن هذه المؤسسات والجمعيات ما سمعنا به أخيرا، عن إقامة مبنى ضخم جدا لما يسمى جمعية المونونايت، تصل مساحته إلى ما يقرب الثلاثة دونمات.
ولو حسبنا ذلك عقلا، لقلنا إن في بناء هذه المؤسسة الخير الكثير، فهي ستوجد أيد عاملة كثيرة، خصوصا في ظل الضائقة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعبنا، وستستوعب عددا كبيرا من الطلبة، وستقدم معونات لكثير من الناس.
ولكن لو أرجعنا الحكم إلى الله سبحانه وإلى الآيتين السابقتين ، أي إلى ميزان الشرع لوجدنا أن كل هذه الخدمات والمعونات التي ستقدمها هذه الجمعية لا يساوي شيئا ، لقاء كلمة سيقولونها في جمعيتهم ، والتي سيدعون فيها أن لله ولدا .
واسمع معي قول الله سبحانه لتعلم عظم هذا الأمر:} لقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً{90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً{91}
احسبوها بالله عليكم بمقياس ربكم ولاحظوا الفرق الكبير والكبير جدا، بين حسابات البشر وحساب الله سبحانه.
أيها المسلمون:
أرجعوا قياس أعمالكم إلى ربكم، ولا تنظروا إلى غيره من مصلحة الشعب، أو حتى مصلحة الأمة، فكل ذلك ليس هو المقياس وإنما المقياس الذي أراده سبحانه، هو مقياس الحلال والحرام، فاجعلوه مقياسكم.
وبذلك تكونون سعداء بإذن الله تعالى، لا يصيبكم خلل، ولا اضطراب، ولا عدم قدرة على معرفة الصواب من الخطأ.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلا ، وارزقنا اجتنابه .
اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم أعنا على إقامة دولة الإسلام، وتحكيم شرعك في أرضك، واجعلنا من شهود ذلك اليوم وجنوده يا رب العالمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقياس الأعمال
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين _ سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه ، وسار على دربه واهتدى بهديه إلى يوم الدين ـ واجعلنا ربنا منهم يا كريم .
أيها الأخوة المسلمون :
أحييكم بتحية إسلامنا العظيم، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد:
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية: فهذه الآية عامة في جميع الأمور، ذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لأحد مخالفته، ولا اختيار لأحد هنا، ولا رأي ولا قول.
كما قال الله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
إن الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين قرر مقياس أعمال ثابت للمسلم، أينما حل وحيثما ارتحل، ألا وهو الحكم الشرعي، وأن وجهة نظر المسلم في هذه الحياة يجب أن تكون بناء على الحلال والحرام، فإن كان الفعل حلالا قام به، وإن كان حراما ابتعد عنه، فالقاعدة الشرعية تقول:" الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي "، وبناء على ذلك يجب على المسلم إذا أراد أن يقدم على فعل، أن يقيس هذا الفعل على أساس هذه القاعدة.
والمسلم إن هو جعل هاتين الآيتين وهذه القاعدة الشرعية نصب عينيه كانت عنده روحانية، أي إدراك كونه مخلوقا لخالق حين القيام بالعمل.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ".
أيها الأخوة المسلمون:
يخرج علينا في هذه الأيام كثير من علماء الفضائيات يحللون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله، فمنهم من أفتى بجواز أكل الربا إن لم يكن أضعافا مضاعفة، ومنهم من يجيزه بحجة الضرورة.
ومن هؤلاء من أفتى أيها الإخوة بجواز أن يقاتل المسلم في صفوف الجيش الأمريكي في العراق بحجة الضرورة، وما لهذه الضرورات ما أكثرها في هذه الأيام، فكل حرام يباح بحجة الضرورة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها الأخوة المسلمون:
إن كثيرا من الناس يشجع بناء جمعيات وجمعيات بحجة أنها خيرية، مع العلم أن معظمها نصرانية تبشيرية، ومن هذه المؤسسات والجمعيات ما سمعنا به أخيرا، عن إقامة مبنى ضخم جدا لما يسمى جمعية المونونايت، تصل مساحته إلى ما يقرب الثلاثة دونمات.
ولو حسبنا ذلك عقلا، لقلنا إن في بناء هذه المؤسسة الخير الكثير، فهي ستوجد أيد عاملة كثيرة، خصوصا في ظل الضائقة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعبنا، وستستوعب عددا كبيرا من الطلبة، وستقدم معونات لكثير من الناس.
ولكن لو أرجعنا الحكم إلى الله سبحانه وإلى الآيتين السابقتين ، أي إلى ميزان الشرع لوجدنا أن كل هذه الخدمات والمعونات التي ستقدمها هذه الجمعية لا يساوي شيئا ، لقاء كلمة سيقولونها في جمعيتهم ، والتي سيدعون فيها أن لله ولدا .
واسمع معي قول الله سبحانه لتعلم عظم هذا الأمر:} لقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً{90} أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً{91}
احسبوها بالله عليكم بمقياس ربكم ولاحظوا الفرق الكبير والكبير جدا، بين حسابات البشر وحساب الله سبحانه.
أيها المسلمون:
أرجعوا قياس أعمالكم إلى ربكم، ولا تنظروا إلى غيره من مصلحة الشعب، أو حتى مصلحة الأمة، فكل ذلك ليس هو المقياس وإنما المقياس الذي أراده سبحانه، هو مقياس الحلال والحرام، فاجعلوه مقياسكم.
وبذلك تكونون سعداء بإذن الله تعالى، لا يصيبكم خلل، ولا اضطراب، ولا عدم قدرة على معرفة الصواب من الخطأ.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلا ، وارزقنا اجتنابه .
اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم أعنا على إقامة دولة الإسلام، وتحكيم شرعك في أرضك، واجعلنا من شهود ذلك اليوم وجنوده يا رب العالمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته