أنتَ من أسرارهِا
أوما شربتَ الوجدَ منْ أغوارهِا
كانتْ تقاضي حجّتي، فأزورُها
والآنَ،
يكفي،
الجمر من زوّارهِا
عُدْ،
إذ شباكي مرّةً ألقمتُها
ضرعَ الضحى،
فأقامها بقرارهِا
لا شيء في أردانها متبتلٌ
لا شيءَ
يكفي
من شيوعِ نهارهِا
عُدْ،
فالقصيدةُ سرّحتْ غزلانها
في عالمٍ،
ودنتْ إلى أطيارهِا
ودنتْ إلى عشبٍ قليلِ
في يدي
وتألّمتْ،
والخوفُ من إضمارِها
لم تمضغِ الشجرَ القديمَ، وآذنتْ
أنْ تنتمي _ الجوزاءُ من أقمارهِا _
ليدِ الكتابةِ،
والهوى، ما لانَ لي
وتنال أرضاً في فضاءِ ديارِها
ويرى الصغيرُ حمامةً في ريشها
وشمَ العذارى،
في نسيجِ مدارِها
لا أنْ ينوحَ الصّبرُ في غرف الردى
أو يُجتبى التمثالُ في إعمارِها
كانت تبوحُ بأهلها،
فزجرتُها
وخطفتُ منها سوسناتِ جمارها
وذهبتُ للمعنى الطريدِ، محلّهُ
هذا الغموضُ،
فمنْ لضيفِ عرارِها؟
لانَ المُتاحُ من الحروفِ بقبضةٍ، وتأسّدَ الرّفْعُ الكليمُ، ولم تزرْ ريحي
بلاداً زُرتُها يوماً، ولم يخلدْ بظنِّ الشّعرِ وجدُ صحيفةٍ، فأتيتُ أنقشُ في
اصفرارِ الموجِ أعضائي، وقلتُ أريحها من وعكةٍ في الجرِّ، أو من
هجرةٍ خلعتْ ثيابي، وانتمتْ لعشيرةِ التّفاحِ، كان يؤمّني المصباحُ، يا فتّاحُ
هل وقتي أنا المفتوحُ للأمم الذبيحةِ، أم يدي نهر اتّكاء النصبِ في تكميم
جملتيَ الأخيرةَ حين شئتُ من الحقولِ مناخها بفرارِها
كانت تبوح بأهلها
فزجرتُها
وخلعتُ ساق الريحِ
حيَّ على العباءةِ،
منْ يقمْ وصلاً على سجّادِ راحلتي
يذقْ عنبَ الكهوفِ،
ورأسُ خاتمتي
حميمُ إزارِها
ما بينَ أسطرةِ الحديثِ
وشهوة الماضي
بياتُ الحلمِ
أفراسٌ من الإذعانِ للفوضى
ورملُ
الفقدِ
حيرةُ شاعرٍ
طفحَ الكلامُ على يديهِ
فمالَ للمعنى مجازفةً، ولم يعقدْ
على غربالهِ شيئاً من الأعمارِ
مال إلى القصيدةِ مُرجئاً
ما آلَ من آثارِها!!!
هيَ لحمة الفوضى، وسكّةُ حاجبِ الكلماتِ، ماءُ الخلقِ،
مفتاحُ الصلاة على الهويةِ، رنّةِ المهباشِ في قتلِ اللسانِ
وسائسُ النّسر الذي لم ينسَ حقلي، واحتراقُ البيدر المكشوفِ
للأغرابِ، قلتُ لشاعرٍ مسحَ الجمالَ عن السّطورِ، جلالُ
حبركَ أنْ تعيذَ الشمسَ من إدبارها
وفقهتُ أوّل سورةٍ في الشعرِ
حيَّ على الصدورِ
تميسُ في ألقٍ،
وتنحتُ للمزاجِ إذا تأنّث طائرٌ في موتهِ
ريحاً، وتقصفُ وردةً حيرى
على أشجارِها
وفقهتُ أوّلَها
جحيمٌ تحت غرّتها
وجارٌ في عوار الليلِ
ينهدُ بالحنينِ إلى البكاءِ
وما الصّدورُ
غوايةً تُنشي خلافَ جوارِها
ألفيتُها
تمضي إلى شجرٍ
يُقنِّبُهُ الجميعُ
فلم أنمْ
ألفيتُها تُغرى بألفِ حكايةٍ
فحزمتُها
وذهبتُ بالألفِ القديمةِ
غادةً حيرى إلى بطنِ القِدمْ
لتعودَ ثانيةً
إلى وجهِ العدمْ
ألفيتُها،
وعصفتُ بالأجلِ الجديدِ
حرثتُ سقفَ الحرفِ،
قلتُ لعلّهُ يسعى إلى وادٍ غريبٍ،
غربة السّاعي إلى أحداقهِ يوم النّدمْ
ألفيتُها مزواجةً لغموضها
قبسٌ من النارِ الهُدى، ولعلّني
أجتاحُ بادية اللممْ
وأنا
وقد خصّبتُ أضلاعي
تركتُ الجسرَ مرفوعاً على عرشٍ
لأسبح في التعاليمِ التي
يُمحى على أنغامها غيمٌ
ويشجى في ربيعِ حوارِها
البيلسانُ مديدُ أقلامي
وخلو الملحِ من أمطارها
وبصائري مفتوحةٌ
لدقيق فتنتها التي ألِفتْ من القوسِ
التماسَ النّونِ في باب الوقايةِ، لا تكنْ
بعدي غريباً،
واقتربْ من كوثر الأسماءِ
لا تأخذ بناصيةِ القليل من التذكّرِ،
لا تشاهدْ رقصة الطيرانِ محتاجاً إلى لغةٍ
فأنتَ الوِتْرُ في قيثارِها
وتشيعُ لي صورٌ أبرمجها على ريحٍ
وأشرعةٍ
ونافذةٍ من الذكرى
وأزجرُها، إذا
هاتفتُهُ
وجدعتُ أنفَ السّحرِ
قلتُ لعلّني ألقي عصا نفْسي
فألقى الموجُ كأسي
واحتواني عنبرُ المعنى،
فلذتُ بزفرةٍ تحيا على خَدَرٍ
برمل جدارِها
وبصائري مفتوحةٌ
يا أرضُ هل جاورتِ أحفادي
وهل نبسَ الطريدُ بآيةِ الأحلامِ
هل أوصلتِ حبلَ خيولنا،
ورحلتِ يتبعُكِ الصّدى؟
...الميجنا معقودةٌ في الصّدرِ
بعثرني الكلامُ على المدى
والحانةُ الأولى لخلخلة النشيدِ، رأيتُ قامتها، ولا عبرَ الهواءُ
دمَ القصيدةِ، فاشتكيتُ الضعفَ من لحدينِ، أوصاني المُعلِّمُ
أنْ أغرغرَ بالمدارسِ، والمجالسِ، والندى
وبصحبة العيرِ التي أختارُها من واقعِ الإيلامِ
أو من نخلةٍ رقدتْ على جنبي
فسلّمتُ النّساء إلى الغناءِ،
هنا التحمتُ بلحم ذاكرتي
وعرّبتُ القصيدةَ من لحونِ الضعفِ
شكّلتُ المناخَ على مقاسي
واحتفلتُ بنارِها
ولمنْ بدا في النحوِ منتعلاً شبابيكي
وغايتهُ ينامُ على الجوارِ إذا تنعّمَ
في غسيلِ سريرهِ بجوارها
لا أسرُدُ المنحى
ولا في الظلّ ملحمةً
ولكني غزلتُ على طريقةِ شيخِها
ثوبينِ من ريّا نبيذِ مُوارِها
المسعفانِ
دمي
وسُكّرُها
ولي نهوندُ غايتها
وبوحُ تهجّدي في آخر المعنى
شميمُ عِرارها
.......................
عدل سابقا من قبل نبيل القدس في 2012-07-15, 5:05 am عدل 1 مرات