شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 749 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 749 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 
معتصم - 12434
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 
العرين - 1193
شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_rcapشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_voting_barشيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

شيء عن "الترويض" بقلم: الدكتور أيوب عثمان

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام


شيء عن "الترويض"

بقلم: الدكتور أيوب عثمان

كاتب وأكاديمي فلسطيني

جامعة الأزهر بغزة



جذور - خاص

وجه لي زميل محترم، ذات يوم، سؤالاً انتقادياً لاستخدامي كلمة "الترويض" في سياق آدمي، مدللاً على صوابية انتقاده بقوله إن "الترويض" للحيوان لا للإنسان. وعلى الرغم من أنني أجبت عن ذلك السؤال الانتقادي على نحو يشبعني، إلا أنني رأيت في سؤاله الانتقادي دافعاً قوياً ومحفزاً جيداً لكتابة هذا المقال.



يظن البعض- ومن بينهم أكاديميون ومثقفون نخبويون- أن كلمة "الترويض" تختص بالحيوان لا بالإنسان، تأسيساً على أن الحيوان هو الذي يتم ترويضه، أما الإنسان فلا. فكلمة "الترويض" أصلها الفعل راضَ، ويُقال: "راضَ المهر" أي ذلله وطوعه وعلمه السير. أما الفعل "روَّض" بتشديد العين وفتحها، فمعناه بالغ في التطويع والتعليم. ويُقال: "روَّض المرء نفسه" أي عالج نفسه أو قوم سلوك نفسه كي ينسجم مع المطلوب. أما "تراوض الرجلان في البيع والشراء"، فمعناه أنهما تجاذبا الحديث حول الزيادة والنقصان في قيمة البيع والشراء كأن كل واحد من المتبايعين يروِّض صاحبه. ومن قبيل ذلك، يُقال "تراوض القوم في الأمر" أي تناظروا فيه، انطلاقاً من محاولة بعضهم أن يروِّض الآخر فيصل معه إلى ما يتم التوافق عليه. ويُقال: "ارتاضت القوافي الصعبة للشاعر" أي انساقت معه وانقادت له وأطاعته، ومن قبيل ذلك أن نقول: لقد روَّض أحمد شوقي في قصائده أصعب القوافي. أما أصل كلمة "الترويض" فهي من "رياضة المهر" و"الترويض" من "الرياضة" أي ترويض أو تحريك عضلات الجسم لتقويتها أو استبدال ما يعتريها من حالة سيئة، في سياق ما، بحالة أفضل.



إذاً، ليس شرطاً أن يقتصر استخدام كلمة "الترويض" في السياق الحيواني، ذلك أن معناها في السياق العام هو تعديل أمر أو تقويمه إلى مستوى مطلوب أو مراد. فالترويض ليس في الأصل إهانة، وإنما هو أسلوب يستهدف تعديل سلوك أو تقويمه أو تغييره بغية ضبطه وتأمين بلوغه إلى المراد، أو إلى ما هو أفضل وأقوم وأعدل.



ويتأتى ضبط السلوك- في سياق علم النفس مثلاً- إما بأسلوب العقاب أو الثواب. فالابن الشغِب (بكسر الغين) يحتاج إلى ترويض يغير من سلوكه إلى الحالة المرادة، والزوجة شديدة الغيرة أو تلك المتسلطة أو سليطة اللسان أو تلك العنيدة ذات الصوت العالي التي يصعب مراسها، إنما تحتاج إلى ترويض ينقلها مما هي فيه إلى ما يراد لها أن تكون عليه، والزوج المتسلط أو الغيور أو صاحب الألفاظ الفظة الخشنة العنيفة يحتاج هو الآخر إلى ترويض يُعينه على تغيير سلوكه وتعديله إلى الحد المطلوب الذي يؤمن حياة زوجية تنحسر فيها الخلافات إلى أكبر حد مستطاع. إذاً، ليس صحيحاً ما هو قارٌّ في ذهن البعض أن "الترويض" عملية تستهدف الحيوان فقط، وأنه لا علاقة لبني آدم فيها



صحيح أن ما نراه في السيرك الحيواني يشير إلى أن هذا التعايش المذهل الذي نراه بين رجل السيرك والأسد أو النمر أو الثعبان السام إنما هو نتاج عملية ترويض طويلة تواصلت وتكررت، بل وأعيد تكرارها، لكن الولد كثير الشغب ومتعدد المشاكل يحتاج إلى ترويض، والزوج أو الزوجة قد يحتاج أحدهما أو كلاهما إلى ترويض من الآخر أو من الآخرين. فالرجل الفظ المتسلط الذي لا يتعامل بعقل ورشد وهدوء وحكمة وإنما يتعامل بيديه ورجليه، أو الزوجة سليطة اللسان غزيرة الكذب، فإن كلاً منهما يحتاج إلى ترويض من شأنه أن يغير من سلوكه إلى ما هو مراد.



أما "الترويض" فأنواع متعددة نذكر منها:

(1) الترويض النفسي: وهو أسلوب نفسي رائع وسلس وحديث. فإذا ما اتجهت النفس البشرية نحو جنوج أو جموح يدفع إلى ارتكاب سوءات تؤثر على الذات أو على الغير، فإن هذه النفس إنما تحتاج إلى ترويض يوقف جنوحها ويكبح جماحها ويضبط اتجاهها وتصرفها ويعدل من مسارها وسلوكها.

(2) الترويض العقلي والفكري: وهو تدريب العقل على التفكير وتشذيب الأفكار وتهذيبها وترتيبها ووضعها، عند التعبير عنها، في سياقها، فلا يكون النشاز فيها الذي يعطلها أو يعيق وصولها أو يهزم الفكرة منها.

(3) الترويض الذاتي:وهو عملية نقدية تستهدف نقد المرء لذاته كي ينقل ذاته مما هو فيها إلى ما ينبغي أن تكون عليها.

(4) الترويض المتبادل: وهو أن المجتمعات أو التجمعات أو الشخصيات يروض بعضها بعضاً، ومثال ذلك أن ترى زميلاً لك قد أعرض فجأة عنك فسألته عن سبب إعراضه، فأجابك: لقد فعلت كذا وكذا، وهو ما لا أحب فيما لم أكن أتوقع منك ما فعلت لأسباب كذا وكذا، ثم نتيجة ذلك ابتعدت عما أغضب زميلك فإن فعلك هذا وهو الابتعاد عما أغضبه إنما هو عملية غير مباشرة لترويضه إياك وقد استفدت منها واستجبت لها... وهكذا.



وعلى نحو عام، فإن الترويض عملية تستهدف أحياناً نظام الملل والتكرار والرتابة من خلال العمل على تغييره أو إدخال تعديلات عليه من شأنها أن تجدده فلا يبقى رتيباً مكرراً مملاً.

والترويض الذي لم يبقَ اتصاله بالحيوان فقط، بل صار شيئاً مهماً للإنسان ولصيقاً به، قد انتقل أيضاً إلى حيز الأحزاب والتجمعات والدول والحكومات، حيث سمعنا أو قد نسمع أن دولة ما تقوم بعملية ترويض لدولة أخرى أو أن حكومة معينة تقوم بعملية ترويض لعبض الأحزاب أو التجمعات فيها.



فالولايات المتحدة الأمريكية لا تتوقف عن محاولات ترويضها لكثير من الدول والأحزاب والنقابات والتجمعات والحكومات على المستوى المحلي والعالمي. ومن أمثلة ذلك ما تقدمه لبعض الدول أو الحكومات أو الأحزاب من مساعدات أو معونات هي في الأصل عمليات ترويض تلبسها شكل المساعدات والمعونات. والترويض يأخذ أحياناً معنى التأديب، سواء بالنسبة للولد الشغِب أو الزوج الغليط أو المرأة السليطة أو الدول والأحزاب والحكومات.



فما دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على القيام به تجاه مصر، على سبيل المثال، سابقاً وحالياً، هو عمليات ترويض تكتسي لباس المساعدات والمعونات، بل إن ما تقوم به في بعض الأحيان على مستوى العالم من تصريحات مؤيدة لفريق أو ناقدة لفريق آخر، إنما ينطلق بعضها- إن لم يكن معظمها- من رغبتها في تغيير العالم عبر هذا الترويض، ومن أمثلة ذلك ما تقوم به من محاولات ترويضية للإخوان المسلمين في مصر، ولحركة حماس في غزة، وللسلطة الفلسطينية في رام الله، وللحكم في العراق، وللمعارضة في سوريا، وفي دول ما يسمى بالربيع العربي على نحو عام.



فالحصار المفروض على قطاع غزة من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر السابقة لم يكن قط إلا لوناً من ألوان الترويض الذي يستهدف الإخضاع أو التركيع من أجل التغيير إلى حالة تنسجم معها وتتحقق من خلال كل مكوناتها مصالح فارضي الحصار. وقبل هذا الحصار المفروض على قطاع غزة لتجويع أهله وتركيعهم، كانت محاولات كثيرة لترويض منظمة التحرير الفلسطينية، بصفتها ائتلافاً وطنياً فلسطينياً جامعاً، وقد كان من بين تلك المحاولات، بل ومن أهمها، "اعتقال أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ذلك أن مثل هذه الخطوة "ستقود"- كما قال جورج حبش في بيان أصدره في 17/1/2002- "إلى إجهاض الانتفاضة على نحو تدريجي". غير أن محاولات ترويض منظمة التحرير الفلسطينية كانت قد بدأت قبل ذلك، لا سيما وإن من بين أهم محاولات الترويض التي جرت هي التواصل الذي تم مع منظمة التحرير الفلسطينية عبر السفير الأمريكي في تونس، روبرت بلليترو، في أوائل التسعينيات من نهاية الألفية السابقة.



وفي عصور سبقت، دأبت الدول الاستعمارية على تلميع حلفائها في البلاد التي تحتلها لإبرازهم كقادة عظماء يحركون العامة إلى مصالحهم ومصالح تلك الدول الاستعمارية من خلال عباراتهم النارية وفصاحتهم الثورية ومواقفهم العنترية. ذلك التلميع الذي يستهدف الحليف إنما هو نوع من الترويض له، وتلك العبارات النارية والفصاحة والثورية والعنترية التي يستخدمها الحليف لدغدغة عواطف الناس وإلهاب مشاعرهم هو نوع من الترويض لهم أيضاً.



وطبقاً للمواصفات الجديدة التي تضعها الولايات المتحدة الأمريكية للحكام والقادة والرؤساء والزعماء، فلا بديل عن أن يكونوا ضعفاء، مسلوبي الإرادة، أصحاب شعبية ضيقة لا جماهيرية واسعة، مع معارضة قوية وشرسة كي يكون الإسناد والتأييد والدعم الأمريكي أكبر مقوم من مقومات وجودهم وأشرس ركيزة من ركائز بطشهم بشعوبهم، فيبقى في الحكم خالداً مخلداً من ظل أسيراً للرغبة الأمريكية يأتمر بأمرها وينتهي بنواهيها. ذلك نوع من الترويض الذي يبقي الحاكم في حكمه أو الزعيم على زعامته أو الرئيس في رئاسته أو المسؤول في منصبه، وإلا لا محيص عن خروجه أو إخراجه إما من قصر الحكم أو كرسي الرئاسة أو منصب الإدارة والقيادة والريادة.



أما آخر الكلام، فعلى أن هذا المقال هو حول "الترويض" على نحو عام، وهو مقاربة لسؤال انتقادي صوبه زميل فاضل لي كما جاء في بداية المقال، فإنه ينبغي لنا أن نعلم قبل أن نأخذ من الكلمة سطحها أو قشرتها أن نفكر في ظلها ودلالتها، وما يأتي وراءها، وألا نظل أسرى لاستخدام واحد طاغٍ من استخداماتها. فكلمة "صنَّة"، على سبيل المثال، التي ما يزال كثيرون منا أسرى النظر إليها على أنها شيء سلبي غير محبب (الرائحة النتنة القذرة الناتجة عن ركود مياه المجاري أو المستنقعات)، إنما تعني "رائحة" فقط، دون وصفها بالعطرة والجميلة والمحببة أو النتنة والفاسدة والمقززة، فالمواطن الليبي إن أراد امتداح عطر محدثه أو رائحته قال له مبتهجاً: "صنتك باهية" بمعنى أن رائحتك جميلة وعطرة. وعليه، فإن كلمة "الترويض" ليست من الكلمات الشائنة والمستقبحة . حبذا، لو نقرأ المقال من أوله.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

زهرة اللوتس المقدسية

زهرة اللوتس المقدسية
مشرفة
مشرفة



مقال رائع تشكر عليه جزيل الشكر
و اظن الكاتب روض زميله الذي انتقده على كلمة ترويض بهذا المقال الجميل


فما دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على القيام به تجاه مصر، على سبيل المثال، سابقاً وحالياً، هو عمليات ترويض تكتسي لباس المساعدات والمعونات، بل إن ما تقوم به في بعض الأحيان على مستوى العالم من تصريحات مؤيدة لفريق أو ناقدة لفريق آخر، إنما ينطلق بعضها- إن لم يكن معظمها- من رغبتها في تغيير العالم عبر هذا الترويض، ومن أمثلة ذلك ما تقوم به من محاولات ترويضية للإخوان المسلمين في مصر، ولحركة حماس في غزة، وللسلطة الفلسطينية في رام الله، وللحكم في العراق، وللمعارضة في سوريا، وفي دول ما يسمى بالربيع العربي على نحو عام.


وهذا اكبر دليل على الترويض فالعرب اكثر الناس قابلة للترويض السلبي

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

اسعدني مروركم
زهرة اللوتس فاسعد الله اوقاتكم

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى