رام الله – وطن للأنباء-احمد ملحم: لم يكد مخيم الأمعري ينام ليلة الأحد بعد أن هدأت وتيرة الاشتباكات بين الشبّان وقوات الأمن الفلسطينية، حتى استيقظ ساكنوه في حالة من السخط والغضب، يحصون الأضرار والإصابات التي لحقت بالمخيم.
وفي حديث مراسل "وطن للأنباء" مع بعض سكان "الأمعري"، اتهموا قوات الأمن بـ "الانتقام من المخيم" منددين بالسلوك والطريقة التي تعاملت بها مع أحداث أمس.
وأكد المواطنون، أن أكثر من 35 مواطنا أصيبوا برصاص ورضوض جراء هجوم الأجهزة الأمنية مساء الأحد، عوضًا عن اعتقال عدد غير معروف حتى الآن، بعضهم من المستشفى أثناء تلقيهم العلاج.
يُشار إلى أن مواجهات نشبت مساء الأحد، بين عدد من الشبان من داخل المخيم، ومئات العناصر الأمنية، الذين اقتحموا المخيم، وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء، وتجاه المواطنين، ما أدى الى إصابة العشرات منهم، حسب شهود عيان من داخل المخيم.
يقول الطفل محمد رائد حماد (12 عاما) من مخيم الأمعري، المصاب في عينه، لـ"وطن للأنباء"، "كنت أقف على الشباك، لأرى ماذا يحدث في المخيم، فأصابني حجر في عيني، ألقته الشرطة، الشرطة كانوا يرشقون الحجارة على الشباب والمواطنين".
ودخل الرصاص غرفة استقبال الضيوف، في بيت المواطنة أم أحمد العنابي، التي قالت لـ"وطن للأنباء": كنا جالسين في الغرفة، عندما بدأ إطلاق النار بشكل كثيف، وبلحظة اخترق الرصاص الباب والجدار، الله سترنا وسلمنا.. لا يجوز للشرطة أن تطلق النار تجاه منازل المواطنين.
من جانبها، قالت المواطنة حياة رمانة، التي أصيبت بشظية رصاصة في قدمها، لـ"وطن للأنباء": كنت أقف على باب البيت، وأحاول أن أُدخل ابني، عمره 13 عامًا، ثم أطلق أحد عناصر الشرطة النار تجاهي، فأصبت في قدمي، تم نقلوني للمستشفى، وهناك أخرجوا شظايا الرصاص من قدمي، وعالجوني".
وأوضحت رمانة "كان أكثر من 1000 واحد، وكانوا يرموا رصاص بكل جهة، ويضربوا غاز مسيل للدموع، وطخوا على الناس".
وقالت إن الشرطة اعتقلت ابن أخ زوجها (ابن سلفها) المصاب بالرصاص، تامر عبد الجواد رمانة (23 عاما)، ولا يزال مع الشرطة.
ما حدث بالأمس طال عائلات الأسرى، حيث أصيبت والدة الأسير مهند عبد الحميد حماد المعتقل منذ ثماني سنوات، والمحكوم بالسجن (21 عاما) وتعرض للقمع في سجن "إيشل"، بالاختناق جراء إطلاق الرصاص والغاز.
وقالت والدة الأسير مهند "الشبان وأمهات الأسرى خرجوا إلى الشارع للاحتجاج والغضب بعد أن تعرض أبناؤهم في سجن إيشل للقمع والعزل والاعتداء، لتبدأ الشرطة بإطلاق النار في الهواء وتجاه الناس، فأصيب الشبان وأخذوهم على المستشفيات".
وتابعت: الشرطة تريد الآن اعتقال ولدي علاء ومحمد، ولن أسمح بذلك، وبدل ما يروحوا يطلعوا اولادنا من السجن، اجوا طخوا علينا وعلى أولادنا.
تصوير: احمد ملحم