القول الفصل في مبادرة رئيس الإئتلاف السوري معاذ الخطيب
إبتداءً نقول أن ثمة حقيقة أو قاعدة منطقية يجب علينا إدراكها ومعرفتها جيداَ في هذه الحياة وهي :
أن الحوار السياسي لأي ثائر على وجه الأرض مع العدو لإنتزاع النصر منه .. وإجباره على الرضوح والإذعان لمطالب الثائر ... لا يتعارض إطلاقاً مع ثورته - سواء كانت سلمية أو مسلحة – لكن بشرط توفر الأمور التالية:
1- إعتراف العدو بثورة الثائر وحقه في الوجود .
2- إستعداد العدو للسير نحو الثائر وتحقيق مطالبه .. والإلتقاء معه في منتصف الطريق على الأقل ..
3- إستقلالية العدو في تفكيره .. وتفرده في إتخاذ القرار ..
4- رغبة العدو في التعايش مع الثائر بالتساوي .. والتخلي عن الهيمنة والسيطرة عليه ..
لو أردنا أن نطبق هذه الشروط على العدو الأسدي لوجدنا ما يلي :
1- لا يعترف العدو بالثوار ولا بالإئتلاف الوطني .. بل قال صراحة في خطابه الأخير أنه لا يقبل الحوار معهم ولذلك دعاهم ألا يتعبوا أنفسهم برفض الحوار .
2- وطالما أن الشرط الأول وهو الأساسي والرئيسي لبداية الحوار غير متوفر .. فبالتالي بقية الشروط إن توفرت لا قيمة لها ... ومع هذا هي غير متوفرة فالعدو غير مستعد إطلاقاً لتحقيق أدنى حق من حقوق الثوار إلا الأمور الشكلية النظرية الكلامية المكرورة مثل تغيير دستور وإنتخابات وتشكيل حكومة معدلة أو مهجنة فارغة لا قيمة لها إطلاقا.
3- العدو الذي نواجهه في سورية ليس فرداً واحداً وليس عائلةً واحدةً بل ليس طائفةً واحدةً .. وإنما تشمل كل هذا ومعها الحلف الشيعي الفارسي العربي الصفوي والروسي والإشتراكي والقومي هذا بشكل ظاهر وواضح .. والصليبي واليهودي والغربي الأوربي الأمريكي بشكل خفي ..
4- العدو الأسدي لا يقبل ولا بأي شكل من الأشكال أن يتنازل عن الهيمنة والسيطرة على الآخرين ..ولا يقبل التعايش بالتساوي مع الشعب السوري .. لأن في ذلك ذوبانه وتلاشيه وسقوطه ...
إذن لا يوجد لدى العدو الأسدي أي شرط يؤهله للحوار .. هذا تنازل واعترف بالمحاور وهو الإئتلاف الوطني ..
ولو أردنا أن نناقش مقولة السيد معاذ وهي الحوار مع رجال العدو الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء .. والحوار على رحيل بشار ...
مع كل أسف .. ومع الإحترام له وعلى فرض وجود حسن النية عنده .. فأنها مقولة متهافتة .. وسطحية .. وساذجة .. لأنه لا يوجد رجل واحد من العاملين مع العدو والفاعلين والمؤثرين .. غير مشارك .. أو داعم .. أو محرض على القتل بدءً من رجالات المخابرات المختلفة إلى رئيس الحكومة إلى وزير الداخلية والخارجية والإعلام .. إلا أن يكون بعض الوزراء المغمورين وفاروق الشرع .. فهم ثلة قليلة لا حول لها ولا طول .. ولا تملك إتخاذ أي قرار على الإطلاق .. فما فائدة التحاور – هذا إذا تم – مع من لايملك القرار ؟؟؟
والغرابة الثانية في مقولة السيد معاذ – هداه الله – محاورة رجلات العدو على رحيل رئيسهم .. كيف يقبلون مجرد فتح هذا الموضوع .. وموسكو وطهران تضعان خطوطاً حمراء على رحيله !!!
أليست هذه سخرية .. ومسخرة .. وتضييع للوقت .. وحرق أعصاب الثوار والمجاهدين ؟؟؟ ورفع لمعنويات شبيحة العدو إلى عنان السماء .. وإعطاءهم مزيداً من الثقة بقدراتهم .. وبموقفهم .. وبأنهم على حق .. وأنهم منتصرون ؟؟؟
لأنه بكل بساطة سيقولون لبعضهم وللآخرين وللشعب السوري المذبوح .. إنظروا إلى ما يسمى رئيس إئتلاف قطر وأمريكا كيف جاء إلينا صاغراً .. خانعاً .. ذليلاً .. مستجدياً الحوار معنا .. فلولا أنهم ضعفاء منهزمون .. لما طلبوا الحوار !!!.
وأما مقولته التي تطالب المجتمع الدولي بالتشويش الإلكتروني على حركة طائرات العدو .. أو توجيه ضربات إلى مراكز قيادته .. فهذا طلب محق وقد سبق أن طالب به المجلس الوطني والجامعة العربية والثوار والمتظاهرون وسموا أسماء بعض الجمع بذلك منذ ما يقارب السنة .. ولكن دون مجيب .. بل مع تكرار التأكيد من كل المجتمع الدولي على رفض هذا الطلب .. ولن يستجيب !!!
والغرابة الثالة هي تعهد السيد معاذ قبل أسابيع .. رفضه القاطع للحوار أو اللقاء مع الوفد الروسي حتى يعتذر للشعب السوري عن جرائمه .. ويتوقف عن دعمه للعدو الأسدي .. وإذا به يتنازل وينكث بوعوده ويلتقي بالوفد الروسي ويتلقي أيضاً بالوفد الإيراني في الوقت الذي يؤكد فيه النظام الإيراني دعمه المطلق للعدو ويرسل وفداً إليه يلتقيه في دمشق لتثبيت الدعم والمساندة له !!!
إذن ماذا يريد السيد معاذ من هذه التحركات ؟؟؟
ظاهرياً يقول أنه يريد التخفيف عن معاناة الشعب السوري .. وهذا حق لا أشك في صدقه .. ولكنه – مع كل أسف – يسلك الطريق الخاطئ الذي لا يحقق ما يريده .. إما جهلاً بطبيعة الأعداء المتكاتفين علينا .. أو بسبب ضغوط دولية عليه وعلى مجلس الإئتلاف جميعاً لإخماد أوار هذه الثورة المزعجة للعالم أجمع .. فجميع الأعداء لا يقبلون رحيل بشار وبشكل خاص أعوانه وشبيحته الذين يمارسون القتل يوميا ويبلغ عددهم مئات الألوف .. فكيف يتركونه يرحل ومعه بضع عشرات من المقربين إليه ويتركهم للموت ؟؟؟
إذن هذه التحركات محكوم عليها بالإختناق والموت من بدايتها فلماذا يسير السيد معاذ في طريق مسدود ؟؟؟ ولماذا يوافق أعضاء الإئتلاف عليه بالرغم من إعتراضات كثيرة من بعض الأعضاء ظهرت في وسائل الإعلام ؟؟؟
فهل هي مجرد تغطية لما يُحاك في الخفاء ووراء الأستار ؟؟؟ وهل يظنون أن المجاهدين والثوار المسيطرين على الأرض في معظم سورية سيقبلون بوأد الثورة وإلقاء السلاح ؟؟؟ لأن هذا هو الشرط الأول والأساسي للأعداء جميعا حتى يتم الحوار .. ويتم حل سياسي كما يزعمون ..
والسؤال الكبير الموجه لمعاذ :
إذا كنت حقاً وصدقاً يهمك أمر الشعب السوري .. وتريد تخفيف المعاناة عنه .. لماذا لا تسلك الطريق الصحيح المستقيم وهو البحث في كل مكان عن مصادر السلاح – وما أكثر تجار السلاح والحروب في كل وقت وحين – وتزويد الجيش الحر بالسلاح النوعي رغم أنف العم سام وزبانيته ؟؟؟ ودعك من هذه الهرطقات والمسرحيات التي يمثلها سواء قادة الغرب أو الشرق ..
الحل في سورية مع العلويين وشيعتهم لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال أن يكون إلا عسكرياً .. ولا يمكن أن ترتاح سورية إلا بالقضاء المبرم على جميع المجرمين القاتلين ومعظمهم من العلويين وشيعتهم وقليل من ذراري المسلمين والطوائف الأخرى ...
إفهمها يا معاذ بن أبي الفرج الحسني على المكشوف :
1- لا حل سياسي مع العلويين وشيعتهم على الإطلاق ..
2- لا ضربات جوية من الغرب أو الشرق لجيش الأسد إطلاقاً..
3- لا رحيل لبشار إلا إلى القبر ..
4- الحل الوحيد والأوحد في سورية هو الحسم العسكري مهما طال الزمن ..
د/ موفق مصطفى السباعي
23/3/1434 4/2/2013