- الآن سأكشف حقائق طال كتمانها إجهاضا لمخططات الأعداء ونصحا للأمة..
- حديثي الليلة طويل للأهمية ولذا أرجو أن تتسع الصدور والعقول لفهمه
- بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
- في البداية أحب أن أوضح أني لن أكتب هنا كمحلل كما عهدتموني بل بصفتي الشخصية التي يعرفها بعض القادة المجاهدين.
- مما تعلمته من هذه التجارب أن الجهاد حركة عنيفة تفقد اتزانها إن لم تضبط بالشرع والشورى فبالأول يعرف الحق وبالثاني تعرف المصلحة.
- جميع المحاولات الناجحة للمخابرات في اختراق الجماعات الجهادية كانت تستهدف الأساس الشرعي وهو المنهج والأساس التنظيمي المتمثل بالشورى.
- كان الجهاد في الجزائر في بداياته مدعوما من الشعب والحركات الإسلامية وكان شبيها بما يحدث الآن في سوريا من اتحاد الجميع ضد الأسد.
- كانت الكتائب الجهادية تقاتل جنبا إلى جنب والعلماء يثبتون ويصححون والفتية يراقبون تحركات الدرك والنساء يصنعن الطعام للمجاهدين.
- وكان أنصار الجهاد في أوربا قد شكلوا مركزا إعلاميا وجعلوا إدارته لأبو قتادة الفلسطيني وأبومصعب السوري وكان الأول شيخ علم والثاني خبير عسكري.
- وعندما أراد جنرالات فرنسا في الجزائر قمع هذه الثورة الجهادية التي اشترك فيها الصغير والكبير وقفت هذه اللحمة وهذا التكاتف حائلا دون ذلك.
- هنا استحضرت المخابرات الفرنسية تجارب الجستابو وأجهزة أمن أوربا الشرقية في إجهاض الحراك المسلح من الداخل وهو ما أطلق عليه الثورة المضادة.
- فكرة الاختراق هذه تعتمد على السيطرة على مركز قرار الجماعة ليتم إدخالها بمواجهة تدريجية مع الشعب ليتوقف دعم الشعب ويلتجأ للسلطات طلبا للحماية.
- ساعد استجواب المعتقلين الجهاديين لدى المخابرات في دراسة فكر وكيان الجماعة الإسلامية المسلحة وهي أكبر الجماعات الجهادية آنذاك.
- هذه الدراسة مهدت لتجنيد قائد ميداني يدعى "زيتوني" وكانت الخطة تهدف لاغتيال قائد الجماعة الإسلامية وتنصيب الزيتوني مكانه..
- بعد الاغتيال تم إعلان بيعة للزيتوني في ظروف غامضة وبداعي صعوبة التواصل مع بقية القيادات فمر الأمر ووافق الجميع درءا للنزاع.
- عندما استلم الزيتوني بدأ باستدعاء القادة والكوادر المتميزين وتم تصفيتهم ولصق التهمة بالنظام وتعيين آخرين للشروع في الخطوة الأهم !
- عندما أصبح الزيتوني بلا ند يستطيع أن يقول له "لا" بدأ بتغيير الطابع الفكري للجماعة فجعلها الدولة الإسلامية التي يكفر أو يأثم من لا ينتمي لها.
- وحتي يضفي على هذا الأمر طابعا شرعيا طلب من الشيخ أبو قتادة فتاوى بأن جماعته هي الجماعة الأم والسلفية الحقة وانساق الشيخ معه بدافع النصرة.
- بعد أن نجحت المخابرات في اختراق الأساس التنظيمي عندما ألغت الشورى لتصبح القيادة فردية والأساس الشرعي للجماعة والمتمثل بالمنهج بدأ المخطط.
- بدأت القيادة المخترقة بارسال السرايا لاستهداف الأهالي بحجة تعاونهم مع الجيش ومهد لذلك بفتاوى التكفير والردة وبدأت الدماء تسيل.
- عندما استدرج المجاهدين للخطوة الأولى في قتل الأهالي بدأت قوات الدرك بلبس الزي الأفغاني وتركيب اللحى لترتكب المجازر باسم المجاهدين.
- طوال هذه الفترة كان مناصروا الجهاد مستمرين بالدعم الإعلامي وهذا ما جعل بقية المجاهدين يظنون أن الأمور طيبة ومايحصل من تجاوزات مبرر !
- زيادة في الاحتياط قامت القيادة المخترقة بمنع دخول الكوادر من خارج الجزائر وعزل المجاهدين في الجبال حتى لا يعرفوا حقيقة الأوضاع.
- هذا المخطط ظل يسري بخفاء ولم يتخيل أحد بوجود اختراق سوى أبو مصعب السوري من خلال مراقبته للخط السياسي والعسكري للجماعة الإسلامية.
- لم يصدق أحد ظنون أبو مصعب السوري إلا بعد أن نجى الله بعض المجاهدين الليبيين من حصار معسكرات الزيتوني ليكشفوا مآسي لم تخطر على بال مسلم !
- انتهى هذا المخطط بنجاح باهر للمخابرات بعد نفور الناس من المجاهدين وتفكك مكونات الحراك الثوري وأصبحت تجربة تدرس في الأكاديميات الأمنية.
- الحقيقة أني أطلت الحديث عن تجربة الجزائر لأنها شبيهة بما يحدث في العراق الآن إلا أن الاختراق في قيادة العراق أشد مكرا ودهاء وخفاء.
- منذ بداية الجهاد في العراق أيام الزرقاوي رحمه الله وحرب المخابرات على قدم وساق وقصص العملاء ومشايخ الموساد معروفة.
- كان الجهاد العراقي يحظى بدعم وتعاطف شعبي وعربي وإسلامي كبير وقدمت الكثير من التضحيات التي كسر على إثرها ظهر الحملة الصهيوصليبية.
- بعد الفشل العسكري الذريع لجأت مراكز البحث لدراسة التجربة الجزائرية في إجهاض الحراك الشعبي الجهادي المتنامي.
- أتى البيت الأبيض بوزير دفاع كان يعمل في إدارة العمليات القذرة للسي آي أيه وأتت بباتريوس صاحب السجل الطويل في قمع الحروب الشعبية.
- في هذه المرحلة بدأت الجماعات الجهادية تتهاوى أمام محاولات الاختراق وبدأ مشروع الصحوات ولم يصمد سوى دولة العراق الإسلامية وأنصار الإسلام.
- طوال فترة الزرقاوي والشيخين من بعده كانت هناك تجاوزات بفعل سخونة الحرب ومرارة المؤامرات إلا أن الحراك الجهادي لم يفقد اتزانه.
- شخصية الزرقاوي ووفرة القادة المهاجرين ذوي التجربة جعلت مستوى الانضباط كبير واستمر ذلك بدرجة أقل في عهد البغدادي والمهاجر.
- الاختراقات التي حققتها المخابرات الأردنية ومخابرات المالكي بين المجاهدين تسببت في قتل الزرقاوي ثم البغدادي والمهاجر.
- عندما استلمت القيادة الجديدة لدولة العراق الإسلامية استمرت بنفس السياسة السابقة للشيخين إلا أن المسار الاستراتيجي بدأ يتغير بعد ذلك.
- قيادة أبو بكر ركزت جهودها لحرب الصحوات بشكل أراح القوات الأمريكية وجيش المالكي وأصبحت الحرب بين أهل السنة وبلا أفق لنهايتها.
- المريب في طريقة التعامل مع الصحوات أنها كانت تؤدي لزيادة المشكلة لا لاحتوائها فاستهداف زعماء العشائر كان وقودا لدخول عشائرهم في الحرب.
- بعد مقتل الشيخين حدث ارتباك تنظيمي وأصبحت هناك اجتهادات دون ضوابط وبلا علم القيادة في بعضها ومن هنا بدأت مسيرة الانحدار.
- بعد تراجع الجهاد ونفور أهل السنة من المجاهدين بدأ إخواننا المجاهدين في الدولة بالكشف عما رأوا من تجاوزات كانوا يظنون أنها سياسة رشيدة.
- كانت القيادة الجديدة ومازالت ترفض سماع النصائح من الخارج بل وتفصل أي جندي تابع لها يتفوه برأيه المعارض للسياسة المتبعة.
- المشكلة في القيادة الجديدة أنها وظفت عملياتها بشكل يتناغم مع مصالح المالكي وإيران ومن هنا بدأت الشكوك عندي وعند بعض المجاهدين في الخارج.
- غدا بإذن الله سأنشر مقالا خاصا باستراتيجية دولة العراق الإسلامية الأخيرة ويمكن من تتبع خط العمليات أن ندرك ما أدركة أبومصعب السوري بالجزائر.
- الانحراف الشرعي والتنظيمي لم يكن واضحا في البداية إلا أن اشتعال الحراك الشعبي في العراق جعله أشد وضوحا.
- مع بداية الربيع العراقي عادت التفجيرات في الأحياء الشيعية بشكل مريب وبلا مناسبة سوى إفساد الحراك الذي خرجت بيانات الدولة بتأييده !!
- ومع تنامي الحراك الشعبي عادت الاغتيالات لتطال بعض من خرج على المالكي مع أن المصلحة كانت تقتضي دعم الحراك بحسب البيان لا تنفير الناس منه !
- حتى ذلك الوقت لم يخرج الأمر عن دائرة الشكوك إلا أن الأمور بدأت تتكشف مع الوقت وبشكل أكد وجود نوع من الاختراق في القيادة !
- من المعروف أن الجماعة الوحيدة التي وقفت إلى جانب الدولة ضد الصحوات وضد حملات التشويه هي جماعة أنصار الإسلام.
- هذه الجماعة وبدون مناسبة صدرت أوامر من قيادة الدولة باستهدافها واستفزازها لدرجة وصلت حد استباحة دمائهم !!!
- وقد قدمت أنصار الإسلام شكوى رسمية لقيادة تنظيم القاعدة وطلبت مني ومن الأخ أسد الجهاد٢ التدخل لوقف الاعتداءات وإلا فستعلن الحرب على الدولة !
- هذه نسخة أصلية من شكوى جماعة أنصار الإسلام من تجاوزات دولة العراق الإسلامية www.gulfup.com/?zCGULr
- وبعد أن حولنا الأمر لقيادة القاعدة في خراسان اتضح لاحقا أن قيادة الدولة سوغت انحرافها الجديد بأنها الجماعة الأم ولا يحق لغيرها الوجود !!!
- هذه الانحرافات الشرعية والتنظيمية هي نفسها التي جرت في الجزائر وسوغها مشايخ لا يعلمون حقيقة القيادة وجمهور يكبر مع كل تفجير !
- هناك تذمر واستغراب في أوساط شباب الدولة إلا أن ثقتهم بتاريخ الدولة وحجم المؤامرات عليها جعلهم لا يصرحون بذلك ومن هنا تستمر الأخطاء !
- يجب ألا يعمينا تعودنا على سماع تجاوزات الدولة منذ البداية على عدم ملاحظة الفرق الذي حدث في الأعوام الأخيرة فهناك اختراق واضح ويجب الكشف عنه.
- الحل في العراق هو الذي كان من الممكن أن ينقذ الجهاد في الجزائر وهو بأن يسأل المجاهدون أنفسهم لماذا نستعدي الناس بهذه الطريقة ومن المسؤول ؟
- يجب أن يتتبع الاخوة في الدولة مصدر هذه الأوامر وعلى أي أساس صدرت وما المصلحة منها فبمثل هذا الحوار الداخلي ستتضح الصورة.
- ما دعاني لكشف هذه الأمور الآن هو ما تخطط له الأطراف التي اخترقت الدولة بخصوص سوريا فهم يريدون إجهاض الجهاد الشامي كما فعلوا في العراق !
- هناك ملف لن أفتحه الآن ولكن يكفي الإشارة أن ما كشف من مؤامرات ببداية الجهاد الشامي كان منبتها من العراق ومن هنا بدأ الشك عند الاخوة في سوريا.
- الأطراف التي اخترقت الدولة لم تكتفي بمحاولة فرض نفسها على جبهة النصرة بل انخرطت في عملية دنيئة للسعي في إحداث إنشقاق داخل الجبهة !
- هناك حرب مخابرات تجري حاليا في سوريا ولولا أن الله يسر لهذا الجهاد قيادات واعية تتواصل مع أهل العلم والدراية وتلتزم بالشورى لكن غير ما ترون.
- اللهم من أراد المسلمين بسوء فاجعل تدميره في تدبيره ورد كيده في نحره واكفناه بما شئت وحسبنا الله ونعم الوكيل وصل اللهم وسلم على نبينا محمد.. والسلام عليكم.