دور المرأة الحقيقي في المجتمع
تشهد الساحة العربية نشاطا مسعورا للحركات النسوية التي تدعو الى تحرير المرأة ، وتفعيل دور المرأة ، وتعليم المرأة ، الى غير ذلك من العناوين التي ليس لها حصر ..
والمتتبع لهذه الحركات النسوية والبرامج التي تطرحها ، يجد أنها تطرح أفكار ومفاهيم مستوردة من الغرب ، لا علاقة لنا بها من قريب ولا من بعيد ، فهي تطرح أفكار ومفاهيم نشأت في مجتمع غربي وانبثقت من عقيدة الغرب ووجهة نظره في الحياة ، وجيء بها عبر المنظمات النسوة التابعة للأمم المتحدة الى البلاد الاسلامية لتطبق على مجتمعات تخالف ما عليه الغرب من عقيدة ووجهة نظر عن الحياة .
فالعقيدة الغربية تقوم على تهميش الخالق وفصل الدين عن الحياة وعدم تدخله في شؤون المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتعليمية ، وبالتالي فالانسان الغربي هو الذي يشرع بدل الله !! وهو الذي يضع الأنظمة والقوانين التي يسير عليها الناس في شؤون حياتهم السياسية والاقتصادية الخ ......
في حين أن العقيدة الاسلامية تقوم على الايمان بوجود الخالق ، وبوجوب اتباع اوامره ونواهيه في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتعليمية الخ .....
فالاسلام ليس صلاة وعبادة فحسب ، ولكن أنظمة ومفاهيم وقوانين تطبق في الدولة والمجتمع ، كلها تستنبط من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويتبع المسلمون هذه الانظمة ليس باعتبارها أنظمة وضعت من بنات أفكار فلان أو علان من الناس كما في المجتمعات الغربية ، ولكن باعتبارها أوامر ونواه من عند الله يجب اتباعها .
وعلى هذا فإن هذه البرامج التي تطرح عبر المنظمات النسوية الغربية مرفوضة جملة وتفصيلا في مجتمعاتنا الاسلامية ، لأنها أفكار ومفاهيم وضعها اناس مثلنا ، ونحن المسلمون لا نأخذ شرعنا الا من عند الله لا من بشر مثلنا ، لا سيما أن هؤلاء الناس كما وصفهم الله لنا هم " كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا " فلا يستقيم أمرنا ان أخذنا منهم أنظمتنا وقوانيننا ، فهل يعقل أن نترك شرع الله ونأخذ من هؤلاء الناس شرعنا ونستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟!!!!!
ان الناظر لواقع المجتمعات التي تأثرت بالطروحات الغربية في شأن المرأة ودورها في المجتمع ، يجد أنها تهمش دور المرأة الحقيقي وحاجة المجتمع لها ، ويقتصر دورها على الأعمال التي تثير الغرائز والفتن ، وامتهان أنوثتها للكسب المادي ، فتجدها اما بائعة في متجر لجلب الزبائن ، واما سكرتيرة في مكتب " المعلم الكبير " واما مذيعة جميلة في تلفزيون ، واما عارضة أزياء ، ممثلة ، مطربة ، راقصة وووو ....
والناظر لكل هذه الأعمال والأدوار التي تقوم بها المرأة في أحسن أحوالها يجد أنها لا فائدة منها ناهيك عن فسادها وافسادها ، وأن المجتمع ليس بحاجة لهذه الأدوار والاعمال .
ان الدور الحقيقي للمرأة معطل في المجتمع ، يجب أن يفعل ويوظف في المكان المناسب للمرأة أن تقوم به ، فتبتعد عن الأعمال التي تمتهن به انوثتها ، وبالتالي يستفيد المجتمع من جهودها على الوجه الصحيح .
مثلا ، هنالك أعمال خاصة بالنساء لا ينبغي للرجل أن يقوم بها ولا يطلع عليها ، مثل التطبيب
الخاص بالنساء من حمل وولادة وغيرها ، فهذه الأعمال أولى للمرأة أن تقوم بها من الرجل ، والحاصل اليوم هو العكس للأسف ، فأكثر الأمور حساسية وخصوصية بالنساء يقوم بها رجال
لا سيما في ظل طروحات ودعاوى تفعيل دور المرأة ، فأي تهميش لدور المرأة أكثر من أن يتولى
الرجل عملية الولادة ؟!! وهل هذه العملية معقدة لهذا الحد لتحتاج الى طاقم طبي من الرجال بعد أن كانت من تعرف بــ " الداية " تتولى العملية بمفردها دون حاجة الى مستشفى !! ..
إن حاجة المجتمع لتفعيل دور المرأة ملحة ، ولكن على أن توظف في المكان الصحيح لا المكان الذي تمتهن به أنوثتها ، فتقوم بجميع الأعمال التي يجب أن تتولاها النساء من حمل دعوة وتعليم وتطبيب وتصنيع وتجارة وزراعة وغيرها ، وبذلك يستفيد المجتمع من جهودها بالمعنى الصحيح ..