زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 751 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 751 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 
معتصم - 12434
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 
العرين - 1193
زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_rcapزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_voting_barزمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

زمن التداعي - عبد الرازق أحمد الشاعر

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام


زمن التداعي

"حين تتصارع الأفيال، تهلك الحشائش،" هكذا يقول المثل الإنجليزي، بيد أن الواقع العربي يتجاوز حناجر الإنجليز وحكمتهم البليدة، ففي بلادنا، تتصارع أفيال العالم القديم والحديث فوق أراض محترقة لا زرع فيها ولا ماء، ولا نبتة أمل أو غرس حياة. في بلادنا تتصارع كل إمبراطوريات الشر في عالم ما بعد العدالة لكنها لا تسقط فوق مروج خضراء، بل تسقط فوق عظام صغارنا النخرة. وعند كل سقطة ونهوض، تسحق أقدامها الغليظة أحلامنا الصغيرة وتسمل إشراقات الأمل في عيون صغارنا، لتتركنا في مستنقع آسن من النكسات المتلاحقة.
وبين حانا الشرق ومانا الغرب، ضاعت لحانا التي ظلت على مدى الدهور تقطر ماءا وطهرا، وتحولنا إلى مسوخ آدمية لا تجيد سوى القنص ولا تعرف من لغات الكون إلا لغة الرصاص. وصار كل متحرك في بلادنا هدفا لأصابعنا المتشبثة بأزندتها حتى آخر زخة من بارود. وهكذا، نجحت الأفيال المتصارعة في تحويل قبلتنا وتغيير هويتنا، لنصبح مسخا كونيا جديرا بكل براميل البارود التي تتساقط فوق رؤوسنا من كل سماء.
بأيادينا حرقنا آخر نسخ الطهر في نفوسنا ودمرنا محاريب الله في قلوبنا، وتحولنا من خير أمة أخرجت للناس إلى عصابات هاجناه تخرج الآمنين من ديارهم وتقتل وتذبح وتمثل باسم الرب. وفوق نصب من الادعاءات الرخيصة بأننا أبناء الله وأحباؤه، ارتكبنا كل الموبقات كما فعل اليهود ذات ضلال. فكان نصيبنا من التيه قدرا مقدورا، وكان خروجنا من الأرض المقدسة جزاء وفاقا.
واليوم يعود الإسلام غريبا كما بدأ رحلته الأولى في بلاد العرب، ليعود العرب إلى جاهليتهم الأولى عن سبق إصرار بعد أن ضاقت أنفسهم المنحرفة بأوامر الله ونواهيه. واليوم تبعث حروبنا البسوسية الفاجرة من مراقدها لتعلن تمردها على أخوة لم يقرها نسب أو رضاع، لتعود الرؤوس الخاوية إلى خوذها الصدأة استعدادا لأي حرب غبراء قادمة. اليوم يتنادى الخزرجيون والأوسيون لمعركة الفصل، لكنهم لا يجدون رسولا يكف أياديهم أو يرد ألسنتهم الباغية إلى مرابضها.
واليوم يجتمع الأكلة على قصعة المسلمين الذين ضلوا وتفرقت بهم السبل، وظنوا أن تلال المال والأساطيل المرابطة فوق مياههم الإقليمية ستعصمهم من أمر الله. وحول موائدنا العامرة، يتحلق الفاجرون من كل لون ليتلذذوا بلحومنا الطرية ومشاهدة أفلامنا المرعبة، ليضربوا أفخاذهم بأكفهم وهم لا يصدقون ما يدور أمام محاجرهم ونحن نتهارج كتهارج الحمر في البرية، يقتل بعضنا بعضا ويضرب بعضنا رقاب بعض، فيضحكون ويسمرون، ويسخرون من إمبراطورية الرحمة المتهالكة وأهلها البائسين.
نستحق يا ربنا ما نزل بساحاتنا من عقاب، ونستحق الوهن الذي أصابنا باقتدار. وجديرون نحن يا ربنا بكل ما لحق بنا من خزي وهوان على الناس. لكننا نسألك يا ربنا بحق صبية صغار لم تتدنس أياديهم بالتوقيع على معاهدات إثم أو بروتوكولات فاجرة، ولم تفرق عيونهم الصغيرة بين أبيض وأحمر أو مسجد وحانة أو يمين وشمال أن ترفع عنا بعضا من العذاب. نسألك بحق شيوخ أفنوا شبابهم في طاعتك أن ترحم صدورهم العارية وبطونهم الخاوية وعروقهم النافرة من شر لم يعد عن العرب بعيدا.
لم يترك أفيال الشرق والغرب موطئ قدم في بلادنا المحروقة لنبتة وعي تجمع شتاتنا وتوحد على أي طريق إلا طريق الهزيمة شملنا، وكثر عبثهم بتاريخنا وجغرفيتنا، وعادوا لتقاسم خرائطنا المتغضنة. لكننا كنا أدوات القمع وسلطات الهزيمة، وكنا نحن الأعداء. ولولا حروبنا الصغيرة وأحلامنا التافهة، لما وجدت أساطيلهم موطئ قارب فوق سواحلنا المهزومة.
كنا أعداء التاريخ وأرضة القرآن، ورغم تهليلنا في كل الساحات وتكبيرنا في كافة ميادين القتل. كنا أحبارا ضالين ومضلين، لوينا أعناق النصوص لتتوافق مع أحلامنا الساقطة، واستطعنا بما أوتينا من بيان أن نضل كثيرا من الناس، وأن نجمعهم تحت رايات كثر تتقاتل جميعها لرفع راية البؤس في بلادنا المسحوقة. بريئة نصوصك يا رب من كل فتاوانا السياسية الباطلة، وتعالت كلماتك فوق كل الخطب المنبرية التافهة التي تقسم وتقزم وتسحق الأحلام في بلادنا المحروقة. وتعاليت يا ربنا عن أحقادنا الصغيرة علوا كبيرا.
عبد الرازق أحمد الشاعر
أديب مصري مقيم بالإمارات

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

نبيل القدس ابو اسماعيل كتب:
زمن التداعي

"حين تتصارع الأفيال، تهلك الحشائش،" هكذا يقول المثل الإنجليزي، بيد أن الواقع العربي يتجاوز حناجر الإنجليز وحكمتهم البليدة، ففي بلادنا، تتصارع أفيال العالم القديم والحديث فوق أراض محترقة لا زرع فيها ولا ماء، ولا نبتة أمل أو غرس حياة. في بلادنا تتصارع كل إمبراطوريات الشر في عالم ما بعد العدالة لكنها لا تسقط فوق مروج خضراء، بل تسقط فوق عظام صغارنا النخرة. وعند كل سقطة ونهوض، تسحق أقدامها الغليظة أحلامنا الصغيرة وتسمل إشراقات الأمل في عيون صغارنا، لتتركنا في مستنقع آسن من النكسات المتلاحقة.
وبين حانا الشرق ومانا الغرب، ضاعت لحانا التي ظلت على مدى الدهور تقطر ماءا وطهرا، وتحولنا إلى مسوخ آدمية لا تجيد سوى القنص ولا تعرف من لغات الكون إلا لغة الرصاص. وصار كل متحرك في بلادنا هدفا لأصابعنا المتشبثة بأزندتها حتى آخر زخة من بارود. وهكذا، نجحت الأفيال المتصارعة في تحويل قبلتنا وتغيير هويتنا، لنصبح مسخا كونيا جديرا بكل براميل البارود التي تتساقط فوق رؤوسنا من كل سماء.
بأيادينا حرقنا آخر نسخ الطهر في نفوسنا ودمرنا محاريب الله في قلوبنا، وتحولنا من خير أمة أخرجت للناس إلى عصابات هاجناه تخرج الآمنين من ديارهم وتقتل وتذبح وتمثل باسم الرب. وفوق نصب من الادعاءات الرخيصة بأننا أبناء الله وأحباؤه، ارتكبنا كل الموبقات كما فعل اليهود ذات ضلال. فكان نصيبنا من التيه قدرا مقدورا، وكان خروجنا من الأرض المقدسة جزاء وفاقا.
واليوم يعود الإسلام غريبا كما بدأ رحلته الأولى في بلاد العرب، ليعود العرب إلى جاهليتهم الأولى عن سبق إصرار بعد أن ضاقت أنفسهم المنحرفة بأوامر الله ونواهيه. واليوم تبعث حروبنا البسوسية الفاجرة من مراقدها لتعلن تمردها على أخوة لم يقرها نسب أو رضاع، لتعود الرؤوس الخاوية إلى خوذها الصدأة استعدادا لأي حرب غبراء قادمة. اليوم يتنادى الخزرجيون والأوسيون لمعركة الفصل، لكنهم لا يجدون رسولا يكف أياديهم أو يرد ألسنتهم الباغية إلى مرابضها.
واليوم يجتمع الأكلة على قصعة المسلمين الذين ضلوا وتفرقت بهم السبل، وظنوا أن تلال المال والأساطيل المرابطة فوق مياههم الإقليمية ستعصمهم من أمر الله. وحول موائدنا العامرة، يتحلق الفاجرون من كل لون ليتلذذوا بلحومنا الطرية ومشاهدة أفلامنا المرعبة، ليضربوا أفخاذهم بأكفهم وهم لا يصدقون ما يدور أمام محاجرهم ونحن نتهارج كتهارج الحمر في البرية، يقتل بعضنا بعضا ويضرب بعضنا رقاب بعض، فيضحكون ويسمرون، ويسخرون من إمبراطورية الرحمة المتهالكة وأهلها البائسين.
نستحق يا ربنا ما نزل بساحاتنا من عقاب، ونستحق الوهن الذي أصابنا باقتدار. وجديرون نحن يا ربنا بكل ما لحق بنا من خزي وهوان على الناس. لكننا نسألك يا ربنا بحق صبية صغار لم تتدنس أياديهم بالتوقيع على معاهدات إثم أو بروتوكولات فاجرة، ولم تفرق عيونهم الصغيرة بين أبيض وأحمر أو مسجد وحانة أو يمين وشمال أن ترفع عنا بعضا من العذاب. نسألك بحق شيوخ أفنوا شبابهم في طاعتك أن ترحم صدورهم العارية وبطونهم الخاوية وعروقهم النافرة من شر لم يعد عن العرب بعيدا.
لم يترك أفيال الشرق والغرب موطئ قدم في بلادنا المحروقة لنبتة وعي تجمع شتاتنا وتوحد على أي طريق إلا طريق الهزيمة شملنا، وكثر عبثهم بتاريخنا وجغرفيتنا، وعادوا لتقاسم خرائطنا المتغضنة. لكننا كنا أدوات القمع وسلطات الهزيمة، وكنا نحن الأعداء. ولولا حروبنا الصغيرة وأحلامنا التافهة، لما وجدت أساطيلهم موطئ قارب فوق سواحلنا المهزومة.
كنا أعداء التاريخ وأرضة القرآن، ورغم تهليلنا في كل الساحات وتكبيرنا في كافة ميادين القتل. كنا أحبارا ضالين ومضلين، لوينا أعناق النصوص لتتوافق مع أحلامنا الساقطة، واستطعنا بما أوتينا من بيان أن نضل كثيرا من الناس، وأن نجمعهم تحت رايات كثر تتقاتل جميعها لرفع راية البؤس في بلادنا المسحوقة. بريئة نصوصك يا رب من كل فتاوانا السياسية الباطلة، وتعالت كلماتك فوق كل الخطب المنبرية التافهة التي تقسم وتقزم وتسحق الأحلام في بلادنا المحروقة. وتعاليت يا ربنا عن أحقادنا الصغيرة علوا كبيرا.
عبد الرازق أحمد الشاعر
أديب مصري مقيم بالإمارات

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى