عائلة حوسو تلتحف سقفاً آمناً بعد ان أنهكها برد الشتاء
كثيرة هي القصص الخيالية التي نحيكها بطريقتنا الخاصة , ونلتقط كلماتها من وحي الالهام لنخرج بلوحة جديدة تتكلم نكسر فيها خيوط الصمت , حكايتنا اليوم حقيقية تعود لعائلة حوسو ابطالها اناس يعيشون معنا في عالمنا المعاصر الذي تدعي فيه الانسانية انها تربعت عرشها ولا احد باستطاعته انتزاعها .
حدث ايها الزمان :
يا ايها الزمان حدث عن قصتي , حدث أصحاب القصور الشامخة عن تفاصيل حكايتي , أخبرهم عن لسعات التشرد التي أوجعتني وعن صوتي الذي بح مناديًا أهل الارض هل من مغيث ؟! وعن بيتي الذي صنعته بيدي ليس من الطوب الأحمر ولا من الاسمنت المسلح , انه من القماش الرث البالي , جمعته من الشوارع , وحبكته بخيوط حزني لأجمع شمل عائلتي دون أن أعلم أن قطع القماش ستتطاير منذ اليوم الاول لأعود ضحية شبح التشرد من جديد
رب الأسرة هو ليس أب لأطفاله فحسب انما هو أُمً لهم ايضًا بعد أن تركته زوجته يعاني المرض وتركت له ابن مريض بحاجة الى من يقف الى جانبه , فبقي وحده من أجل خدمة ستة أبناء يفتقدون كافة مقومات الحياة , لكنه أبى أن يفتح لليأس باب .... وأصر على الصمود في وجه الالم , وكله أمل أن الفجر سيبزغ يومًا ما , وستزول الغمة , ويجد من يضمه وأبناءه في بيت آمن .
ياردم الي التركية تجمع شملهم
وصل فريق جمعية ياردم الي التركية الى المكان فتفاجأ من هول الفاجعة فلم ينتظر الفريق بزوغ شمس اليوم التالي الا وبادر في العمل بسرعة دون تردد ليبني لهم بيتا يجمع شملهم ويعيد اليهم الدفء الأسري المفقود , فلم يصدق الرجل نفسه قائلاً: " كأني أحلم ... لم أتخيل بحياتي أن أعيش في بيت دافئ , لن يطاردني أحد , ولن أخشى رصاصات المطر الباردة ولا حرارة الشمس الحارقة ... سأعيش كما الناس في أمان "
وأعرب السيد حوسوعن شكره الخالص لجمعية ياردم الي التركية التي وفرت له بيتًا آمنًا , و أعادت لهم الحياة الطبيعية من جديد.