*(بسم الله الرحمن الرحيم)*
الحرم الآمن - هل ما زال آمناً !!
يقول الله تعالى:- {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) العنكبوت} وقال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}{آل عمران:96-97}. ذكر ابن كثير في تفسيره ما نصه:" ومن دخله كان آمناً" يعني حرم مكة إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء، وكذلك الأمر في حال الجاهلية، كما قال الحسن البصري وغير: كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم، فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج، وعن ابن عباس قال: من عاذ بالبيت أعاذه البيت ولكن لا يؤوي ولا يطعم، ولا يسقى، فإذا خرج أخذ بذنبه. قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ ﴾ [العنكبوت: 67]. وقال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3-4].اه
وقال الجصاص رحمه الله: "[color:6910=6600cc]هو حكم من الله تعالى لا خبر منه، فيكون المعنى من دخله أمنوه، قال (وقوله: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) إنما هو حكم منه بذلك لا خبر، وكذلك قوله تعالى: رب اجعل هذا بلداً آمنا. ومن دخله كان آمنا. كل هذا من طريق الحكم لا على وجه الأخبار بأن من دخله لم يلحقه سوء، لأنه لو كان خبراً لوجد مخبره على ما أخبر به، لأن أخبار الله تعالى لا بد من وجودها على ما أخبر به، وقد قال في موضع آخر: (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم). فأخبر بوقوع القتل فيه، فدل أن الأمر المذكور إنما هو من قبل حكم الله تعالى بالأمن فيه، وأن لا يقتل العائذ به واللاجئ إليه",
[color:6910=6600cc]نعم وكذلك كان حكم الحرم منذ عهد إبراهيم عليه السلام إلى يومنا هذا، وقد كانت العرب في الجاهلية تعتقد ذلك االتعظيم للحرم ،وتستعظم القتل فيه على ما كان بقي في أيديهم من شريعة إبراهيم عليه السلام.
وكذالك نقل القرطبي في تفسيره عن النعمان بن ثابت قال: [color:6910=6600cc]من اقترف ذنباً واستوجب به حداً ثم لجأ إلى الحرم عصمه، لقول الله تعالى: ومن دخله كان آمناً. فأوجب الله سبحانه الأمن لمن دخله.
[color:6910=6600cc]وحتى أنه من جملة تحريمها حرمة اصطياد صيدها وتنفيره في أوكاره، وحرمة قطع شجرها وقلع حشيشها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله يوم القيامة، وأنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار، فهو حرام يحرمه الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا تلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلي خلاه، فقال العباسي: يا رسول الله إلا الأذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال: إلا الأذخر".
الحرم الآمن - هل ما زال آمناً !!
يقول الله تعالى:- {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) العنكبوت} وقال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}{آل عمران:96-97}. ذكر ابن كثير في تفسيره ما نصه:" ومن دخله كان آمناً" يعني حرم مكة إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء، وكذلك الأمر في حال الجاهلية، كما قال الحسن البصري وغير: كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم، فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج، وعن ابن عباس قال: من عاذ بالبيت أعاذه البيت ولكن لا يؤوي ولا يطعم، ولا يسقى، فإذا خرج أخذ بذنبه. قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ ﴾ [العنكبوت: 67]. وقال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3-4].اه
وقال الجصاص رحمه الله: "[color:6910=6600cc]هو حكم من الله تعالى لا خبر منه، فيكون المعنى من دخله أمنوه، قال (وقوله: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) إنما هو حكم منه بذلك لا خبر، وكذلك قوله تعالى: رب اجعل هذا بلداً آمنا. ومن دخله كان آمنا. كل هذا من طريق الحكم لا على وجه الأخبار بأن من دخله لم يلحقه سوء، لأنه لو كان خبراً لوجد مخبره على ما أخبر به، لأن أخبار الله تعالى لا بد من وجودها على ما أخبر به، وقد قال في موضع آخر: (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم). فأخبر بوقوع القتل فيه، فدل أن الأمر المذكور إنما هو من قبل حكم الله تعالى بالأمن فيه، وأن لا يقتل العائذ به واللاجئ إليه",
[color:6910=6600cc]نعم وكذلك كان حكم الحرم منذ عهد إبراهيم عليه السلام إلى يومنا هذا، وقد كانت العرب في الجاهلية تعتقد ذلك االتعظيم للحرم ،وتستعظم القتل فيه على ما كان بقي في أيديهم من شريعة إبراهيم عليه السلام.
وكذالك نقل القرطبي في تفسيره عن النعمان بن ثابت قال: [color:6910=6600cc]من اقترف ذنباً واستوجب به حداً ثم لجأ إلى الحرم عصمه، لقول الله تعالى: ومن دخله كان آمناً. فأوجب الله سبحانه الأمن لمن دخله.
[color:6910=6600cc]وحتى أنه من جملة تحريمها حرمة اصطياد صيدها وتنفيره في أوكاره، وحرمة قطع شجرها وقلع حشيشها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله يوم القيامة، وأنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار، فهو حرام يحرمه الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا تلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلي خلاه، فقال العباسي: يا رسول الله إلا الأذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال: إلا الأذخر".
وقد قال الصلابي مبينا حدود الحرم المكي ومساحته:"تقدر مساحة الحرم المكي بحوالي 600 كلم مربعاً على هيئة سلسلة من الأودية والمنخفضات تمتد من مكة المكرمة إلى ساحة عرفات شرقاً مروراً بكل من وادي منى ووادي المزدلفة، ولهذا الحرم حدود حددها ربنا ـ تبارك وتعالى لأبينا آدم عليه السلام وحملها جبريل عليه السلام إلى أبي الأنبياء إبراهيم ـ على نبينا وعليه من الله السلام ـ وقد نصبت على هذه الحدود أعلام من جهات خمس تعتبر المداخل الرئيسية للحرم المكي، وهذه الأعلام على هيئة أحجار مرتفعة منصوبة على جانبي كل طريق من الطرق المؤدية إلى منطقة الحرم المكي."
وليس لاحد الحق في ان يمنع الناس من مساجد الله عامة والمسجد الحرام خاصة، فقد قال سبحانه وتعالى مبينا ان ذلك من اشد انواع الظلم والتي يتصف بها فاعله فقال:-(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)البقرة)،ومن اشد انواع الظلم ان يصد من بيده الامر الناس عن المسجد الحرام والبيت الحرام ، وانتهاك حرمة المسجد الحرام -مكة المكرمة- واخراج الحاج او المعتمر منها ومنعه من الحج او العمرة او الاعتكاف واداء المناسك والعبادات، بحجة عدم الحصول على تصاريح!! في حين ان التصريح من الله تعالى قد منحه للناس المؤمنين كافة وحرم مخالفته، فقد قال تعالى :- ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)سورة الحج). ومن الالحاد والميل تجاوز حدود الله واستباحة حرمة الحرم الذي جعله الله امنا وترويع قاصديه من حجاج ومعتمرين وركع سجود ومعتكفين!!!
ولم يمنع الله احدا من دخول مكة المكرمة - والتي جعلها الله مسجدا حراما وحرما آمنا - الا المشركين فقال تعالى:- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) التوبة).
فمن مَنَع الناس من البيت كان منتهكا لحرمته التي حرمها الله تعالى ، ومن اشد الناس ظلما بفعله الشنيع ذاك ، ومن مُنِعَ من الحج وأُخرج عنوة من الحرم فحكمه حكم المحصر والاثم العظيم وقع على من اخرجه او تسبب في اخراجه او نفذ الامر باخراجه من الحرم الحرام الآمن ، والذي لم يعد آمنا فيه اللائذ والعائذ به ليؤدي الحج ومناسك التعبد !!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل وهكذا سيبقى حالنا وربما سيؤل للأسوأ في ظل هذه الحملة العالمية الخبيثة على الاسلام واهله وفي ظل غياب النظام الراعي الذي يرعى الامة بتطبيق شرع الله تعالى ونهجه في ظل خلافة على منهاج النبوة ، اللهم عجل لنا بها واجعلها فرجا عاجلا لأمة حبيبك المصطفى صلواتك ربي وسلامك عليه واله ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..