ثورة الشام ستزيل اثار "الثورة العربيه
الكبرى"وستنهي عهد سايكس وبيكو ولورنس
بقلم : موسى عبد الشكور.
انعكست توجهات الثورات مئه وثمانون درجه وعلى عكس ما تشتهى سفن الغرب الكافر وامريكا وانتقل الصراع في ثورة الشام من محليتها وضمن حدود سايكس وبيكو إلى البعد الإقليمي ومن ثم الى البعد العالمي بسبب شعاراتعا العالميه التي استندت الى عالميه الاسلام ودعوته والتي ان شاء الله ستؤدي إلى إعادة رسم خريطه جديده للعالم بعيدا عن مخططات سايكس وبيكو ولورنس
ففي العام 1916 قام شخص بريطاني مغامر وأفاك، هو لورانس العرب، بقيادة الثورة العربية الكبرى الأولى التي فجرها الشريف حسين وأبناؤه، بهدف إقامة مملكة عربية موحدة على أنقاض السلطنة العثمانية، وذلك بالتحالف مع بريطانيا حيث قامت بريطانيا بخداع الشريف حسين، وأبنائه وانتهى مصير الشريف الهاشمي نفسه منفياً في جزيرة قبرص، وتم اقتسام المملكة العربية المفترضة إلى دول جديدة تقاسمت احتلالها، بريطانيا وفرنسا، وفق اتفاقية (سايكس بيكو) الشهيرة،
المتتبع لمسار الثورات في العالم الاسلامي يرى بوضوح ما تقوم به الدول الاستعماريه ومن سار معها من الانظمة العميله لاسلوب ممنهج لحرف الثورات وركوب موجتها واحتواءها او انهائها وافشالها او تفكيك دولها بسايكسبيكو جديد وباساليب شيطانيه بعد ان ثبت حرص المسلمين على الخلاص من هذه الانظمه ومن خلفها من دول استعماريه رغم اصرار هذه
وتبدا تطلعات الثورة من تتنافص حتى يعود النظام القديم مع بعض المكياج تتحول إلى النظر تحت أرجلهم، لبعضهم البعض، وحينها وقد بدأت الثورة في أكل نفسها، إرهاب روبسبير وأنهكتها الخلافات
ومع زياده احتمال اندلاع الثورات وانتصارها رغم دمويتها واختطاف معظمها الا ان الملاحظ هو عوده الامه الاسلاميه الى دينها وكذلك ملاحظة تراجعا متسارعا للقومية والديمقراطيه الكافره والاشتراكية المتزامن مع انكشاف الحكام وانهزام امريكا في العراق وفي افغانستان وايضا الملاحظ ما يشهده العالم الإسلامي من صعود للحركات الإسلامية المنادية بالخلافه الاسلاميه وللإسلام السياسي الذي تدعوا اليه الحركات الإسلامية المخلصه
هذا التغيير السريع في العالم الاسلامي أظهر إرباكا في إستراتيجيات الأنظمة وتباينا فيما بينها في كيفية التعامل مع ما يسمى الإسلاميين لديها فكانت حالات مختلفه في كل من مصر وتونس واليمن وسوريا حيث وقد ادركت أنظمة الحكم أن البركان بدأ يقذف بحممه على الجميع فصارت الى الالتفاف على الثورات بشتى السبل والتحالف مع الشيطان لافشالها لتقنع الناس بان الوضع السابق افضل والاخطر هو السماح بالسماح بهامش صغير للمشاركه في الحكم بفتح الأنظمة أبواباً للتفاوض تحت ما يسمى بالحوار الوطني خاصة في ظل الضغط الدولي وما يسمى بقانون حقوق الإنسان او محاربة الارهاب وهذا من شانه ان يوقع دعاة التغيير في شرك الأنظمة، كما ويؤدي إلى اعتراف بشرعيتها ويؤدي كذلك إعطاء الأنظمة فرصة لالتقاط أنفاسها وترتيب صفوفها كما وأنها مدعاة لكشف مريدي التغيير وتعرضهم للخطر..وهذا ماحصل مع الحركات الاصلاحيه بل تعدى الامر الى حرق بعضها وملاحقته وسجن قادته الذين اعترفوا باخطائهم في التعامل والركون الى الذين ظلموا
ان هذه الانظمه قد جعلت من النموذج التركي مثالا يحتذى به ليصبع المشروع الاسلامي مشروعا اقتصاديا كما فعل اوردغان الذي يتباهى به البعض مع انه في طريقه لكشف خداعه فلم يكن للدين اي ذكر حتى في برنامجه الانتخابي واستطاع تخدير الامة ولكن لن يكون الخداع طويلا
أن الأنظمة تدرك التأثير الديني المتجذر في عقلية ألامه الاسلاميه التي تحكمها وبالتالي لا بد من إتباع سياسة التمويه والخداع في تقريب الشعوب، واستعمال كل الوسائل القذرة للبقاء في الحكم ومن خلال دعمها للحركات الإسلامية ذات الطابع التربوي والدعوي ولتحقيق أهداف قد توهم الناس وتقنعهم بأن الإسلام الصحيح هو ما تنتهجه هذه الحركات والانظمه التي يقتصر دورها على الجزء اليسير والوعظ والإرشاد، وأن الإسلام لا دخل له في السياسة مما يؤدي الى إبقاء النظام الحاكم مع بعض التحسينات السطحية "أي أسلمه الفساد""مما يكرس هذا الضعف والتفكك والتأخر في ألامه ودفاع حركات المصالحة عن الأنظمة وهذا كله من شانه إجهاض الثورات العمل الإسلامي الصحيح والإضرار به حيث تتحويل الحركة الإسلامية إلى أحزاب أقرب إلى العلمانية والسعي لإيجاد مسلمين بمواصفات جديدة "سوبر مسلم" أو مسلم نموذجي ليوافق طبيعة المرحلة وهذا يؤدي الى تكريس التمزق بين المسلمين وابقاء العماله للاجنبي ومنع الوحده بين المسلمين وتاخير اعاده الخلافه الاسلاميه والحاق الضرر بالحركات المخلصة التي تسعى للتغيير
ان ثورة الشام قد كشفت وستكشف المستور وقد افشلت سايكس بيكو
ان التعاون مع اي نظام لا يحكم بالاسلام لن يؤدي الى الحكم بالاسلام حتما وإن التغيير يكون بإذن الله جذريا شاملا ومعركة رابحة في آخر أيام هذه الأنظمة وفي خندقهم الأخير وليعلم العالم ان ثورة الشام لن تاكل بعضها ومنهجية الخداع وحرف الثورات مالها الفشل على اعتاب دمشق وحمص وحماة ودرعا وادلب .....وان النصر لآت وان النصر مع الصبر "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
ينصر من يشاء وهو القادر عليه
موسى عبد الشكور