الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 641 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 641 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 
معتصم - 12434
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 
العرين - 1193
 الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_rcap الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_voting_bar الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري* I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن - الدكتور ماهر الجعبري*

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام



الفلسطيني الجديد في السياسة بعد الأمن
الدكتور ماهر الجعبري*

"ما فعلناه هو بناء رجال جدد"، تلك العبارات هي زبدةخطاب ديتون عندما وقف متفاخرا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط عام 2009، وهو يستعرض مهمته في صناعة جيل أمني فلسطيني جديد، لا يمكن أن يكون مبعث تهديد "لإسرائيل"، مقتبسا في خطابه الشهير ذاك كلمات ضابط فلسطيني كبير خاطب أفراد الأجهزة في حفل تخريج أمني: "لستم هنا لتتعلموا كيف تقاتلون إسرائيل".
وهو ما عقّب عليه ديتون في حينه بالقول "جعل هذا التغيّر ضباطاً في الجيش الإسرائيلي يسألونني: كم من هؤلاء الرجال الجدد تستطيع أن تصنع؟"
لا يمكن أن يغيب ذلك الخطاب وتلك المهمة عن الحضور في ذهن المتابع للمشاهد المتناقضة على الساحة الفلسطينية:
إذ كيف يمكن أن يفهم "الفلسطيني القديم" مشهد استنفار الحرس "الفلسطيني الجديد" وهو يفتش الحقائب الأكاديمية "للفلسطيني القديم" على مداخل قاعات مؤتمر علمي يفتتحه رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، بينما يصمت صمت الأذلاء عندما يتعرض المستوطنون لموكبه وهو في طريقه إلى رام الله متوجها إلى مكتبه السلطوي الذي يتغول فيه.
وكيف يمكن أن يفهم "الفلسطيني القديم" مشهد إطلاق النار من قبل "فلسطيني جديد" يطارده لأنه يعتبره خارجا على القانون السلطوي كما حصل في بيت لحم قبل أسابيع، وفي غيرها من مدن الضفة الغربية، بينما ينهض ذلك "الفلسطيني الجديد" بدوره الأمني على أكمل وجه، وهو يحفظ دماء أي مستوطن يتمرد على سيادة السلطة الموهومة، ويدخل مناطقها متحديا قانونها وقانون الاتفاقيات المخزية التي أنتجت هذه السلطة.

لا يمكن تفسير تلك المشاهد المتناقضة إلا باستحضار ذلك التعبير اليهودي المؤلم، الذي أصبح النص المؤوِل لتلك المشاهد الأمنية والسياسية المتناقضة للسلطة الفلسطينية.
وهذا المقال يعرض اجتهادا جديدا في سياق ذلك النص (!)، مستنبطا صفات جديدة للفلسطيني الجديد على المستوى السياسي، بعدما تم تجسيد الفلسطيني الجديد على المستوى الأمني، وهو يحمي أمن الاحتلال فيما يتجبر بالناس، ويسترخص إزهاق أرواحهم في مشاهد كثيرة: منذ استمرأت السلطة الفلسطينية قتل "الفلسطيني القديم" عندما احتج على مؤتمر أنابوليس كما فعلت في الخليل عام 2007، أو وهو يستفرد به في المقار الأمنية، يحقق معه بتهمة التسلح، والاستعداد لممارسة الكفاح المسلح، الذي كان شعارا للمنظمة قبل نجاح عملية إنتاج "الفلسطيني الجديد".
ولو أراد ديتون أن يختبر جودة منتجاته اليوم في أية عينه عشوائية، لأثبت كل ساعة أن صناعته فعالة على المستوى الأمني، ولكنه اليوم يمكن أن يتفاخر بنجاح آخر في مهمته الأمنية، حيث يتخلل النفس الديتوني وتسري معه تلك الصفات الجينية المهجنة إلى وجدان الساسة والقادة الجدد لما يسمّى بالمشروع الوطني، وهم يشكلون نماذج متجددة لهذا الفلسطيني الجديد: الذي يستأسد على أهله بينما يستخذي أمام جنود الاحتلال ومستوطنيه، تماما كما حصل مع رئيس حكومة فتح الدكتور رامي الحمد لله، بعدما سخر به وبموكبه السلطوي مجموعة من المستوطنين وبعض جنود الاحتلال.

ولو حاولنا فهم سياق هذه العملية الإنتاجية (الفاسدة)، لوجدنا أن خميرة عجينتها تعود إلى عقود سابقة، وإن هذه الولادة المسخ هي نتيجة سلسلة من الانبطاحات لمنظمة التحرير، والتهجين الأمني لرجالاتها:
فقد أنتجت أمريكا البويضات التي تولد عنها ذلك "الفلسطيني الجديد" ضمن حاضنات مشروع حل الدولتين، وأعلنت عنها بوضوح عند انطلاق مشروع ريغان في أيلول عام 1982 الذي عبّر عن المطالب الأمنية في نصوص صريحة، عندما نص على "إجراء انتخابات حرة لاختيار سلطة فلسطينية للحكم الذاتي"، تهدف إلى "إثبات أن الفلسطينيين قادرون على حكم أنفسهم، وأن مثل هذا الحكم الذاتي لا يشكل تهديدا لأمن إسرائيل"، حيث تكون فيه المفاوضات من أجل "التوفيق بين المطالب الأمنية المشروعة لإسرائيل والحقوق المشروعة للفلسطينيين"، حسب ريغان. وهو ما يعتبر اليوم تصويرا حيا لهذا الواقع السلطوي المخزي؟
وهو تماما ما عملت منظمة التحرير بحسبه على ترويض "الفلسطيني القديم"، بعدما أشعل الانتفاضة الأولى بعفويته، بينما كانت هي تحمل شعلة الركض نحو المطالب الأمنية لليهود، وذلك منذ أن انعقد المجلس الوطني في الجزائر في تشرين الثاني 1988، والذي أجاب فيه المجلس الوطني على مقتل خليل الوزير "أبو جهاد" رحمه الله (بما يحمل من رمزية للكفاح المسلح) برد فتح باب الانبطاح الأمني، وتبنت فيه المنظمة عملية تخصيب بويضات إنتاج "الفلسطيني الجديد"، فأبدى المجلس الوطني (في الدورة التاسعة عشر) استعداده الكامل لحفظ أمن الاحتلال ضمن الحل السياسي ونصت مقررات المجلس على "ترتيبات الأمن والسلام لكل دول المنطقة"، فاجتمعت فيه الإشارة الرمزية في الصمت عن قتل قائد الكفاح المسلح، وفي تقبّل التخصيب الأمني الجديد.

ولذلك لم يكن غريبا على المنظمة التي اختزلت قضية فلسطين سياسيا من مشروع تحرر إلى مشروع حكم ذاتي مسخ يعفي الاحتلال من مسئولياته ويجعله احتلالا رخيصا في اتفاقية أوسلو الأولى، أن تتبعها باتفاقية أوسلو الثانية التي وُلد على أوراقها ذلك الفلسطيني الجديد، بعدما تحرك في أحشاء المنظمة لسنوات ظلت خلالها تخادع الفلسطيني القديم بالطهر بينما كانت تتكتم على حمل العهر.

ومكنت تلك الولادة المشوهة الفلسطيني الجديد من هضم سموم اتفاقية الخليل عام 1997 التي وضعت الرتيبات الأمنية لحماية المستوطنين فيها، ثم بلع اتفاقية واي ريفر (The Wye River Memorandum) عام 1998، التي بلغ فيها الفلسطيني الجديد سن المراهقة الأمنية، وتمكن من الإفصاح عن الانخراط في مواجهة ما أسماه "الإرهاب"، تحت إشراف المخابرات الأمريكية.
ثم تتابعت الإبداعات الأمنية لهذا الفلسطيني الجديد، وصولا إلى خارطة الطريق (عام 2002)، ومن ثم تعاقب الجنرالات الأمريكيين على قيادة وتدريب ذلك الفلسطيني لتنفيذ مهامه الأمنية، واشتهر منهم ديتون الذي وصفه البعض بأنه "زعيم فلسطين" الجديد!

ومع نجاح عملية التهجين لإنتاج ذلك الفلسطيني الجديد تحول خوف المستوطن الذي كان يقود سيارته متلفتا ذات اليمين وذات الشمال متخوفا من "الفلسطيني القديم" إلى عربدة، فصار الفلسطيني القديم هو الذي يسير على الطرقات متحسبا من هجوم المستوطنين عليه، بعدما حاصره الفلسطيني الجديد وحمى أولئك المستوطنين.

لقد نجح رامي الحمد الله في "تربيع الدائرة" السياسية، عندما كسر الأعراف الأكاديمية وسمح لحرسه بتفتيش حقائب الأكاديميين، وأكمل التربيع المستحيل أكاديميا (ونظريّا للعارفين بمعضلة تربيع الدائرة رياضيا)، وذلك عندما جسّد حرسه منطق الخنوع للمستوطنين وجنود الاحتلال في مقابل منطق العربدة على الأكاديميين (الذين نشأ الحمد الله فيهم وبينهم)، ليطلق نموذج السياسي الجديد الذي يسير تحت نعال الفلسطيني الجديد في ثقافته الأمنية.
ولذلك يمكن ل"مجموعة الأزمات الدولية" أن تعتبر الحمد الله إنجازا جديدا يضاف إلى تقريرها القديم عام 2010 الذي حمل عنوان: "تربيع الدائرة: إصلاح الأجهزة الأمنية الفلسطينية تحت الاحتلال"، حيث يمكن أن تضيف المستحيل الأكاديمي والسياسي –في سلوك الحمد الله وسلطته- إلى ما سطرته من صناعة المستحيل الأمني.

*عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى