الطريق
"دراسة فكرية لتغيير الواقع "
احمد عطيات
"ابو المنذر"
مقدمة
بقلم المهندس عطا خليل ابو الرشته
الحمد لله حمد عبد ابتلاه الله فصبر ، ثم أنعم عليه فشكر ، والصلاة والسلام على رسول الله خير البشر ، وعلى آله وصحبه0 ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ﴾ صدق الله العظيم.
بعث الله سبحانه وتعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- في مكة بدعوة لإسلام ، للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، فبدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو فردياً من يثق به ثم جماعياً بعد ثلاث سنين ، عندما أمرع بذلك ربه ﴿ فاصدع بما تؤمر ﴾ بادئاً بعشيرته الأقربين ﴿ وأنـذر عشيرتــك الأقربيــن ﴾ فقاومه قومه أشد المقاومة ، فكانت المقاطعة في شعب أبي طالب، وهجرة بعض المسلمين للحبشة ثم لما اشتد الأذى ، بدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطلب النصرة من القبائل ، فلم يستجيبوا له –عليه السلام- واستمر الحال كذل ك حتى جاء وفد الأوس وبعد ذلك بيعة العقبة الأولى، ثم الثانية – بيعة الحرب – حيث هاجر بعدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحبه للمدينة المنورة بعد أنن مكث في مكة ثلاث عشرة سنة.
وفي المدينة أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدولة الإسلامية وبدأ بجهاد الكفار ونشر الإسلام . وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أكمل الخلفاء الراشدون الجهاد ونشر الإسلام وكذلك الخلفاء من بعدهم حتى ظهر الإسلام على الدين كله وكانت الهزيمة الساحقة للدول الكبرى آنذاك - الفرس والروم – وأصبحت الدولة الإسلامية هي الدولة الأولى في العالم طيلة ثلاثة عشر قرناً واستظل العالم براية ( لا إلـه إلا الله ) من الصين شرقاً حتى المحيط الأطلسي غرباً ومن أسوار فينّـا وعمق فرنسا حتى أواسط إفريقيا جنوباً ، وعاش المسلمون قادة للدنيا ينشرون دين الله الذي صهر الفاتحين مع البلاد المفتوحة في بوتقة واحدة ، فعاشوا معاً سعداء مطمئنين ، أكرمهم عند الله أتقاهم ، وليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى.
إلا أن المسلمين نسوا أو تناسوا أن سبب عزهم هو الإسلام والثبات على الحق والجهاد في سبيل الله ، فلما انحرفوا عن ذلك ، انتقلوا إلى الصفوف الأخيرة ، وقطعت أوصالهم الواحد تلو الآخر حتى استطاع الكافر المستعمر أن يقضي على دولة الخلافة في منتصف القرن الرابع عشر الهجري ، أوائل القرن العشرين الميلادي (1342 هـ - 1924 م) وحينها أصبح المسلمون بحق غثاء كغثاء السيل ، تقاسمتهم الدول الكافرة وأذاقتهم صنوف الذل والهوان، ورجعوا القهقرى من العز إلى الذل ، ومن النهضة إلى الانحطاط ، حتى أصبحوا لا في العير ولا في النفير ، تدار شؤونهم من غير بلادهم وبأيد غريبة عنهم ، يسحبون كما تسحب الأغنام دون أن يتحرك لهم جفن ، أو تطرف لهم عين ، وقد ابتلاهم الله بحكام يملي عليهم الكافر المستعمر أوامره فيطيعون ويشير عليهم فيطأطئون ، ثم ينقلبون على شعوبهم يهلكون الحرث والنسل والأمة دون حراك كأن الأمر لا يعنيها ، حتى كأن أحاسيسها قد تبلدت ولم تعد تتعظ بما يصيبها من مصائب وهزائم ، بالرغم من تكرارها مرات ومرات ﴿ أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذّكرون ﴾ وبالرغم من هذا الواقـع السيىء الذي يعيشه المسلمون ، إلا أن هناك عباداً لله لم يقعدهم هذا الواقع عن حمل الدعوة الإسلامية والعمل على إنهاض هذه الأمة واستئناف الحياة الإسلامية بإعادة الخلافة التي مضى على إلغائها أكثر من ستين عاماً في الوقت الذي يحرم على المسلمين أن يبيتوا ثلاث ليال بدون خليفة وهم كلهم آثمون إلا من تلبس بالعمل لإيجاد الخلافة ، أو كان له عذر يقبله الله.
وعباد الرحمن هؤلاء لم يفت في عضدهم جور الحكام وظلمهم ولا طغيانهم وجبروتهم ، وهم ثابتون على الحق تتطلع أعينهم إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ".
وهذا الكتاب يبحث في كيفية تغيير واقع الأمة السيىء إلى الواقع الذي يريده الله سبحانه ﴿ كنتـم خيـر أمـة أخرجـت للنـاس تأمـرون بالمعـروف وتنهـون عـن المنكـر وتؤمنـون بالله ﴾ وبذلك يعود الإسلام ليقود العالم من جديد ويهديهم سبيل الرشاد.
والكتاب مكون من ستة أبواب:-
يتناول الباب الأول البحث في كيفية التغيير ، وقد تم تقسيمه إلى عشرة فصول ، وهو بشكل إجمالي بحث في واقع التغيير وأسسه وحاجتنا الملحة له، كذلك يشرح الأفكار والأبحاث والأساليب الخاطئة في التغيير ، ثم كيفية إنهاض الأمة القائم على أساس فكري والتمييز بين النهضة الخاطئة المبنية على أساس فكري خاطىء والنهضة الصحيحة المرتكزة على أساس فكري صحيح مقنع للعقل وموافق للفطرة . ثم في آخر الباب يذكر المبادئ الموجودة حالياً في العالم ، اثنان يقومان على أساس فكري خاطىء من وضع البشر ، وهما المبدأ الرأسمالي والاشتراكي . وهذان تتبنّـاهما دول ، والمبدأ الثالث يقوم على أساس فكري صحيح ، وهو من وحي الله سبحانه ، وستقوم على أساسه دولة الخلافة قريباً بإذن الله.
أما الباب الثاني فهو مكون من ثلاثة فصول ، وهو يبحث في المبدأ الرأسمالي ، ويبيّـن بالتفصيل أنه مبدأ خاطىء لا يقنع العقل ولا يوافق الفطرة بل يؤدي إلى شقاء الإنسان ، ويستعرض بعض النظرات الرأسمالية إلى المجتمع ، ومقياس الأعمال ، والاقتصاد ، والعقل والتفكير ثم النظرة للغريزة من وجهة النظر الرأسمالية موضحاً فساد وجهة النظر تلك في هذه الأمور.
كذلك يبحث الباب الثالث في المبدأ الاشتراكي وبيان فساده ، وهذا الباب مكون من ثلاثة فصول وهو يبيّـن عدم إقناع هذا المبدأ للعقل وعدم موافقته للفطرة ، وبالتالي لا يؤدي إلى النهضة الصحيحة ، وينظر إلى الإنسان كما لو كان جماداً يتحرك كالآلة أو كالسّن في الدولاب . ثم يستعرض بعض النظرات الاشتراكية في المجتمع .ومقياس الأعمال ، والاقتصاد ، والعقل والتفكير ، ثم النظرة الاشتراكية إلى الطبيعة ، ويوضح بالتفصيل فساد وجهة النظر الاشتراكية بالطريقة العقلية المقنعة.
أما الباب الرابع فهو مكون من أربعة فصول ، وهو يتناول بالبحث المبدأ الإسلامي ، وإثبات أنه فقط الوحيد الذي يؤدي إلى النهضة الصحيحة لإقناعه وموافقته للفطرة ، ثم يبيّـن بالبرهان أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ثم يستعرض بعض النظرات الإسلامية إلى المغيبات ، الغاية من الحياة ، الحريات ، العقل والتفكير ، ثم النظرة الإسلامية لمقياس الأعمال ، وهذا الباب يوضح أن هذا المبدأ الذي أوحى به الله إلى رسوله الكريم هو الذي يحقق السعادة والطمأنينة للناس كافة ، وينشر الخير في هذه الدنيا ويضمن للمؤمنين به نوال رضوان الله وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً .
ويبحث الباب الخامس في الإسلام والتطبيق وهو مكون من أربعة فصول تتناول تطبيق الإسلام عملياً ونجاح الإسلام في ذلك استناداً إلى المصادر الموثوقة ، وبيان النظرة الصحيحة للتاريخ والآثار والرواية وكيفية الاحتجاج بذلك ، ثم يستعرض أنظمة الإسلام في الحكم والاقتصاد والاجتماع والتعليم والسياسة الخارجية للدولة الإسلامية.
أما الباب السادس والأخير فهو مكون من ثلاثة فصول وهو يبحث في كيفية العمل لإيجاد الإسلام في معترك الحياة وشروط الجماعة أو الحزب المبدئي ، الذي يقوم على أساس الإسلام ويعمل لاستئنافه في الأرض بإيجاد الخلافة الإسلامية ، لتطبيق الإسلام ، والجهاد في سبيل الله لنشر الإسلام ليكون سيداً للدنيا كما كان ﴿ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ﴾ .
أسأل الله سبحانه لمن طالع هذا الكتاب أن ينتفع به خيراً ... إنه سبحانه المستعان والهادي إلى سواء السبيل ...
عطا ابو الرشتة/سجن المحطة 1984
"دراسة فكرية لتغيير الواقع "
احمد عطيات
"ابو المنذر"
مقدمة
بقلم المهندس عطا خليل ابو الرشته
الحمد لله حمد عبد ابتلاه الله فصبر ، ثم أنعم عليه فشكر ، والصلاة والسلام على رسول الله خير البشر ، وعلى آله وصحبه0 ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ﴾ صدق الله العظيم.
بعث الله سبحانه وتعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- في مكة بدعوة لإسلام ، للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، فبدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو فردياً من يثق به ثم جماعياً بعد ثلاث سنين ، عندما أمرع بذلك ربه ﴿ فاصدع بما تؤمر ﴾ بادئاً بعشيرته الأقربين ﴿ وأنـذر عشيرتــك الأقربيــن ﴾ فقاومه قومه أشد المقاومة ، فكانت المقاطعة في شعب أبي طالب، وهجرة بعض المسلمين للحبشة ثم لما اشتد الأذى ، بدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطلب النصرة من القبائل ، فلم يستجيبوا له –عليه السلام- واستمر الحال كذل ك حتى جاء وفد الأوس وبعد ذلك بيعة العقبة الأولى، ثم الثانية – بيعة الحرب – حيث هاجر بعدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحبه للمدينة المنورة بعد أنن مكث في مكة ثلاث عشرة سنة.
وفي المدينة أقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدولة الإسلامية وبدأ بجهاد الكفار ونشر الإسلام . وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أكمل الخلفاء الراشدون الجهاد ونشر الإسلام وكذلك الخلفاء من بعدهم حتى ظهر الإسلام على الدين كله وكانت الهزيمة الساحقة للدول الكبرى آنذاك - الفرس والروم – وأصبحت الدولة الإسلامية هي الدولة الأولى في العالم طيلة ثلاثة عشر قرناً واستظل العالم براية ( لا إلـه إلا الله ) من الصين شرقاً حتى المحيط الأطلسي غرباً ومن أسوار فينّـا وعمق فرنسا حتى أواسط إفريقيا جنوباً ، وعاش المسلمون قادة للدنيا ينشرون دين الله الذي صهر الفاتحين مع البلاد المفتوحة في بوتقة واحدة ، فعاشوا معاً سعداء مطمئنين ، أكرمهم عند الله أتقاهم ، وليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى.
إلا أن المسلمين نسوا أو تناسوا أن سبب عزهم هو الإسلام والثبات على الحق والجهاد في سبيل الله ، فلما انحرفوا عن ذلك ، انتقلوا إلى الصفوف الأخيرة ، وقطعت أوصالهم الواحد تلو الآخر حتى استطاع الكافر المستعمر أن يقضي على دولة الخلافة في منتصف القرن الرابع عشر الهجري ، أوائل القرن العشرين الميلادي (1342 هـ - 1924 م) وحينها أصبح المسلمون بحق غثاء كغثاء السيل ، تقاسمتهم الدول الكافرة وأذاقتهم صنوف الذل والهوان، ورجعوا القهقرى من العز إلى الذل ، ومن النهضة إلى الانحطاط ، حتى أصبحوا لا في العير ولا في النفير ، تدار شؤونهم من غير بلادهم وبأيد غريبة عنهم ، يسحبون كما تسحب الأغنام دون أن يتحرك لهم جفن ، أو تطرف لهم عين ، وقد ابتلاهم الله بحكام يملي عليهم الكافر المستعمر أوامره فيطيعون ويشير عليهم فيطأطئون ، ثم ينقلبون على شعوبهم يهلكون الحرث والنسل والأمة دون حراك كأن الأمر لا يعنيها ، حتى كأن أحاسيسها قد تبلدت ولم تعد تتعظ بما يصيبها من مصائب وهزائم ، بالرغم من تكرارها مرات ومرات ﴿ أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذّكرون ﴾ وبالرغم من هذا الواقـع السيىء الذي يعيشه المسلمون ، إلا أن هناك عباداً لله لم يقعدهم هذا الواقع عن حمل الدعوة الإسلامية والعمل على إنهاض هذه الأمة واستئناف الحياة الإسلامية بإعادة الخلافة التي مضى على إلغائها أكثر من ستين عاماً في الوقت الذي يحرم على المسلمين أن يبيتوا ثلاث ليال بدون خليفة وهم كلهم آثمون إلا من تلبس بالعمل لإيجاد الخلافة ، أو كان له عذر يقبله الله.
وعباد الرحمن هؤلاء لم يفت في عضدهم جور الحكام وظلمهم ولا طغيانهم وجبروتهم ، وهم ثابتون على الحق تتطلع أعينهم إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ".
وهذا الكتاب يبحث في كيفية تغيير واقع الأمة السيىء إلى الواقع الذي يريده الله سبحانه ﴿ كنتـم خيـر أمـة أخرجـت للنـاس تأمـرون بالمعـروف وتنهـون عـن المنكـر وتؤمنـون بالله ﴾ وبذلك يعود الإسلام ليقود العالم من جديد ويهديهم سبيل الرشاد.
والكتاب مكون من ستة أبواب:-
يتناول الباب الأول البحث في كيفية التغيير ، وقد تم تقسيمه إلى عشرة فصول ، وهو بشكل إجمالي بحث في واقع التغيير وأسسه وحاجتنا الملحة له، كذلك يشرح الأفكار والأبحاث والأساليب الخاطئة في التغيير ، ثم كيفية إنهاض الأمة القائم على أساس فكري والتمييز بين النهضة الخاطئة المبنية على أساس فكري خاطىء والنهضة الصحيحة المرتكزة على أساس فكري صحيح مقنع للعقل وموافق للفطرة . ثم في آخر الباب يذكر المبادئ الموجودة حالياً في العالم ، اثنان يقومان على أساس فكري خاطىء من وضع البشر ، وهما المبدأ الرأسمالي والاشتراكي . وهذان تتبنّـاهما دول ، والمبدأ الثالث يقوم على أساس فكري صحيح ، وهو من وحي الله سبحانه ، وستقوم على أساسه دولة الخلافة قريباً بإذن الله.
أما الباب الثاني فهو مكون من ثلاثة فصول ، وهو يبحث في المبدأ الرأسمالي ، ويبيّـن بالتفصيل أنه مبدأ خاطىء لا يقنع العقل ولا يوافق الفطرة بل يؤدي إلى شقاء الإنسان ، ويستعرض بعض النظرات الرأسمالية إلى المجتمع ، ومقياس الأعمال ، والاقتصاد ، والعقل والتفكير ثم النظرة للغريزة من وجهة النظر الرأسمالية موضحاً فساد وجهة النظر تلك في هذه الأمور.
كذلك يبحث الباب الثالث في المبدأ الاشتراكي وبيان فساده ، وهذا الباب مكون من ثلاثة فصول وهو يبيّـن عدم إقناع هذا المبدأ للعقل وعدم موافقته للفطرة ، وبالتالي لا يؤدي إلى النهضة الصحيحة ، وينظر إلى الإنسان كما لو كان جماداً يتحرك كالآلة أو كالسّن في الدولاب . ثم يستعرض بعض النظرات الاشتراكية في المجتمع .ومقياس الأعمال ، والاقتصاد ، والعقل والتفكير ، ثم النظرة الاشتراكية إلى الطبيعة ، ويوضح بالتفصيل فساد وجهة النظر الاشتراكية بالطريقة العقلية المقنعة.
أما الباب الرابع فهو مكون من أربعة فصول ، وهو يتناول بالبحث المبدأ الإسلامي ، وإثبات أنه فقط الوحيد الذي يؤدي إلى النهضة الصحيحة لإقناعه وموافقته للفطرة ، ثم يبيّـن بالبرهان أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ثم يستعرض بعض النظرات الإسلامية إلى المغيبات ، الغاية من الحياة ، الحريات ، العقل والتفكير ، ثم النظرة الإسلامية لمقياس الأعمال ، وهذا الباب يوضح أن هذا المبدأ الذي أوحى به الله إلى رسوله الكريم هو الذي يحقق السعادة والطمأنينة للناس كافة ، وينشر الخير في هذه الدنيا ويضمن للمؤمنين به نوال رضوان الله وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً .
ويبحث الباب الخامس في الإسلام والتطبيق وهو مكون من أربعة فصول تتناول تطبيق الإسلام عملياً ونجاح الإسلام في ذلك استناداً إلى المصادر الموثوقة ، وبيان النظرة الصحيحة للتاريخ والآثار والرواية وكيفية الاحتجاج بذلك ، ثم يستعرض أنظمة الإسلام في الحكم والاقتصاد والاجتماع والتعليم والسياسة الخارجية للدولة الإسلامية.
أما الباب السادس والأخير فهو مكون من ثلاثة فصول وهو يبحث في كيفية العمل لإيجاد الإسلام في معترك الحياة وشروط الجماعة أو الحزب المبدئي ، الذي يقوم على أساس الإسلام ويعمل لاستئنافه في الأرض بإيجاد الخلافة الإسلامية ، لتطبيق الإسلام ، والجهاد في سبيل الله لنشر الإسلام ليكون سيداً للدنيا كما كان ﴿ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ﴾ .
أسأل الله سبحانه لمن طالع هذا الكتاب أن ينتفع به خيراً ... إنه سبحانه المستعان والهادي إلى سواء السبيل ...
عطا ابو الرشتة/سجن المحطة 1984