المرسل موقع شفقنا للاخبار -
استاذ جامعي: السعودية لا تريد أن يقوم حكم اسلامي أصيل في أي بلد اسلامي
خاص- شفقنا – الدكتور جلال جلالي زادة ممثل اهل السنة سابقا في مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان الايراني) هو استاذ جامعة طهران ويقوم بتدرس الفقه الشافعي. وهو من الذين تزعجهم الخلافات والنزاعات الطائفية والمذهبية في العالم الاسلامي ويولي اهمية خاصة للعقلانية. ويرى جلالي زادة ان المجتمع الايراني ماعدا بعض السلوكيات المحرضة، يشكل نموذجا يحتذى للعيش الكريم بين المذاهب والاديان المختلفة.
وعن منشأ التطرف في المنطقة بدءا من سورية ووصولا الى الحدود الشرقية لايران، وهل هناك ارادة مثل السعودية وقطر تقف وراءه وتقودان وتديران التطرف وهل أن اسرائيل تساهم ايضا لتحقيق مصالحها؟ قال جلالي زادة في حوار مع "شفقنا" ان التطرف يترعرع وينمو في البيئات التي ينعدم فيها البحث والتعقل ويسودها فقط تحريض المشاعر والاحاسيس. وان تلك الفئة من الساسة وحكام الدول الاسلامية الذين يقلقون ويخافون من الصحوة الاسلامية والنهضات الاسلامية لهم تاثير ما في تحريض وتاجيج نيران التطرف وتحريك المشاعر، وهؤلاء يريدون من خلال الهاء المسلمين ببعضهم البعض واذكاء قضايا الشيعة والسنة وتصعيد الخلافات الطائفية، ترسيخ وتدعيم دعائم حكمهم.
واضاف ان العربية السعودية ونظرا الى اسلوبها الرجعي في الحكم اظهرت انها لا تحب ان تكون هناك اي حكومة اسلامية اصيلة في اي من البلدان الاسلامية، وشاهدنا المثال على ذلك في مصر.
وتابع هذا النائب الايراني السابق ان السعودية لا تريد ان يكون هناك اي اسلوب في الحكم حتى على طريقة الخلفاء الراشدين في البلدان التي يقطنها اهل السنة، وشهدنا في مصر كيف ان السعودية كانت احد عوامل الاطاحة بحكومة مرسي. وفي سائر البلدان فاني على ثقة بان السعودية لا ترغب بان يقوم اي اسلوب للحكم حتى وان كان رمزا للتسامح والتساهل وان يختبر الناس هناك اسلوبا اخر من الحياة الاسلامية.
واضاف انه قد يستثني قطر من ذلك، فقطر حسب رايه تدعم مجموعات من معارضي الاسد وربما ضربا خاصا من التيارات الاسلامية مثل الاخوان المسلمين، لكن يبدو ان السعودية تريد الحفاظ على مكانتها وحكمها لا ان تكون هناك حركات في البلدان الاسلامية. معربا عن اعتقاده بان السعودية لا تريد اطلاقا اي حركة او نهضة اسلامية.
واكد ان الغرب بوجه عام قلق من الحركات والنهضات الاسلامية في المنطقة وان الغرب لا يبحث عن اسلام يرمز الى الدين التقدمي والمتناسب مع الزمان والمكان العصريين. فالغرب يريد ان يكون المسلمون اشخاصا لا يشكلون خطرا عليه في مطلق الاحوال. كما ان الغرب يبحث عن خيارات لجعل المسلمين في مواجهة احدهم الاخر والدخول في صراعات ونزاعات ضد بعضهم البعض لاهدار واتلاف القوة الحقيقية للمسلمين وتشويه صورة الاسلام الناصعة من خلال تشكيل مجموعات وتنظيمات متطرفة في البلدان الاسلامية تلجا الى العنف كطريقة للتعبير عن رايها.
وعن التدابير والاجراءات اللازم اتباعها لتفادي وقوع الشبان في فخ المجموعات المتطرفة اعرب جلالي زادة عن اعتقاده بان على الشبان عدم اتباع كل من يريد لهم ان يدخلوا من دون تحقيق وتثبت مناخ العنف والتهرب من العقل والتعقل، وعلى شبان اليوم الا يورطوا انفسهم بالنزاعات التاريخية. ونشاهد احيانا بان حادثة تاريخية بين المسلمين تؤدي الى الانفصال والانقطاع بين المذاهب وتؤجج مشاعر الثار والانتقام. وعندما يتحدث علماء مذهب ما بلغة المشاعر والاحاسيس ويتسببون في بعض الحالات بتشاؤم المذاهب تجاه احدها الاخر، لا يجب توقع ان يكون بالامكان التحرك باتجاه اعتماد لغة المنطق وبناء الوحدة بين المسلمين.
واكد اننا لا يجب ان نسعى لاحياء الاموات ومحاكمتهم واقحام تبعات ذلك في تاريخنا المعاصر. ان البقاء في التاريخ مع وجود روايات مختلفة ومتناقضة يمكن ان يسفر عن نتيجتين، اما ان لا يعتني الجيل الجديد باي رواية وما يتبعه من نبذ للدين الامر الذي قد يشاهد اليوم بين الشبان السنة والشيعة، او ان يدفع الشبان نحو التطرف والعنف ويضعهم في مواجهة احدهم الاخر الامر الذي نشهده في سورية والعراق. وان لم تتوقف هذه العملية في مكان ما وان لم يتخذ علماء الدين من الطرفين موقفا رياديا وصادقا في هذا الخصوص، فان انتشار وتوسع نطاق هذه المسالة له تداعيات ونتائج مدمرة ويؤدي الى حرف المجتمع عن مسار العقلانية والمنطق.
وعن الحلول العملية والتطبيقية لبناء الوحدة قال هذا النائب الايراني السابق من اهل السنة ان هناك الكثير من الحلول العملية. فان درسنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ونهج البلاغة واعمال الائمة سنجد بانها كلها تركز وتدعو الى وحدة المسلمين. فالحلول العملية كثيرة لكن التحزب والتعصب تجاه رؤية ومذهب بعينه وعدم التخلي عن القناعات والافكار ادت الى عدم تقارب المذاهب مع بعضها البعض. ان هذه القضية بحاجة الى جراة وشهامة وصفح وتسامح. سواء بالنسبة للشيعة او السنة بان يقبلوا الرؤى ووجهات النظر الصحيحة لاحدهما الاخر.
وتابع يقول ان المذاهب ان ابتعدت اليوم عن الاساءة الى عقيدة احدها الاخر وتركز بدلا من القضايا التاريخية على البحوث العلمية والكلامية خاصة في ضوء المشاكل المعاصرة للبشرية، فان جذور التطرف في المنطقة ستستاصل بالتاكيد.
واضاف: لكننا مازلنا نستحضر الماضي ونحاكم الاشخاص وننتج الحقد والضغينة ونفرق الصفوف بدلا من توحيدها. اظن ان المجتمع الايراني وبغض النظر عن بعض الاشخاص المحرضين، يمكن ان يكون مثالا يحتذى للعيش الكريم والسلمي بين جميع الناس جنبا الى جنب الى اي دين او مذهب انتموا.