قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون .
** ذكر سبحانه بعض عجائب خلق الإنسان وما فيه من العبر فقال : والله خلقكم ولم تكونوا شيئا ثم يتوفاكم عند انقضاء آجالكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر
** أرذل العمر: هو بلوغ الهرم والخرف، كما قال الصنعاني في سبل السلام: والمراد من الرد إلى أرذل العمر: هو بلوغ الهرم والخرف، حتى يعود كهيئته الأولى في أوان الطفولية، ضعيف البنية، قليل الفهم. انتهى.
قال في اللسان "العجز:الضعف، والتنكيس وانقلاب الحال
وفي هذه المرحلة (تتغير الصفات الظاهرة والباطنة) ففيها ابتداء الضعف وانتقاص البنية .
ويقال: أرذل العمر أردؤه وهو حالة الهرم والضعف عن أداء الفرائض وعن خدمة نفسه فيما يتنظف فيه فيكون كلا على أهله ثقيلاً بينهم يتمنون موته.
وهو ابتلاء من الله تعالى لأهل هذا الهرم ، فيكون منهم اما الرضا والاهتمام ، أو السخط وتمني الموت له ....
أما بالنسبة للهرم فهو غير محاسب لأنه أصبح ( لا يعلم )
وهذا الخرف المذكور وإن كان الغالب أنه يصاب به الإنسان في سن معين إلا أنه قد يسلم منه بعض الناس في نفس السن ، ولذا نجد أحيانا الواحد يزيد على المائة ويظل محتفظا بقواه العقلية.
وقد كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذ فيَقُول :
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْكَسَل وَأَعُوذ بِك مِنْ الْجُبْن وَأَعُوذ بِك مِنْ الْهَرَم وَأَعُوذ بِك مِنْ الْبُخْل )
** قوله : لكي لا يعلم بعد علم كان قد حصل له شيئا من العلم لا كثيرا ولا قليلا ، وقيل المراد لئلا يعلم زيادة على علمه الذي قد حصل له قبل ذلك .
تحدثت الآية عن العمر والرزق ... وهما بيد الله تعالى لا يستطيع الانسان أن يغير منهما شيئا .. فهو الله العالم بكل شيء والقادر على كل شيء .
** والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فجعلكم متفاوتين فيه فوسع على بعض عباده حتى جعل له من الرزق ما يكفي ألوفا مؤلفة من بني آدم ، وضيقه على بعض عباده حتى صار لا يجد القوت إلا بسؤال الناس ، وذلك لحكمة بالغة تقصر وسيحايب كل منهما على كيفية سلوكه تجاه الحال التي هو عليها ، فبحاسب الغني على غناه والفقير على فقره ، وكما جعل التفاوت بين عباده في المال جعله بينهم في العقل والعلم والفهم وقوة البدن وضعفه والحسن والقبح والصحة والسقم وغير ذلك وسيحاسب كل منهم على ما أعطاه الله تعالى ... أصبر أم شكر .
** والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون
يبين تعالى للمشركين جهلهم وكفرهم فيما زعموه لله من الشركاء ، وهم يعترفون أنها عبيد له ، كما كانوا يقولون في تلبياتهم في حجهم : " لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك " . فقال تعالى منكرا عليهم : إنكم لا ترضون أن تساووا عبيدكم فيما رزقناكم ، فهل منكم من أحد شارك مملوكه في زوجته أو في ماله ؟
هم لم يكونوا ليشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم ، فكيف يشركون عبيدي معي في سلطاني ، فذلك قوله : ( أفبنعمة الله يجحدون )
وكيف يرضى هو تعالى بمساواة عبيده له في الإلهية والتعظيم والملك والجلالة والطاعة من دونه.. والخوف منهم وتجعلون خشيتهم كخشية الله.
يقول لهم صاحب العزة والجلالة .. فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم .
فإن لم ترض لنفسك هذا ، فالله أحق أن ينزه منك .
هذا مثل للآلهة الباطلة وهي ليست فقط الأصنام الحجرية ، بل كل من يطاع من دون الله أو يشرع غير شرع الله فهو شرك فالله المشرع .. فكيف نرضى تشريعا غير شرعه ؟؟ !!.
وقوله : ( أفبنعمة الله يجحدون ) أي جحدوا نعمته وأشركوا معه غيره .
** ثم ذكر سبحانه الحالة الأخرى من أحوال الإنسان فقال : والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا ، خلق لكم من جنسكم أزواجا لتستأنسوا بها ، لأن الجنس يأنس إلى جنسه ، وبسبب هذه الأنسة يقع بين الرجال والنساء ما هو سبب للنسل الذي هو المقصود بالزواج .
** وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة
الآية : وجعل لكم من أزواجكم بنين ، ومن البنين حفدة يخدمونكم ويرعونكم ،ورزقكم من الطيبات التي تستطيبونها وتستلذونها و من للتبعيض لأن الطيبات لا تكون مجتمعة إلا في الجنة .
** أفبالباطل يؤمنون والاستفهام للإنكار التوبيخي ، أي : يكفرون بالله فيؤمنون بالباطل ، دلالة على أنه ليس لهم إيمان إلا بالباطل .
والباطل هو اعتقادهم في أصنامهم أنها تضر وتنفع ، وقيل الباطل ما زين لهم الشيطان
** ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا
قال : هذه الأوثان التي تعبد من دون الله لا تملك لمن يعبدها رزقا من السماوات والأرض ولا خيرا ولا حياة ولا نشورا ...فلا تضربوا لله الأمثال فإنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
ثم نهاهم سبحانه عن أن يشبهوه بخلقه فقال : فلا تضربوا لله الأمثال
يقول لا تجعلوا معي إلها غيري ، فإنه لا إله غيري .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون .
** ذكر سبحانه بعض عجائب خلق الإنسان وما فيه من العبر فقال : والله خلقكم ولم تكونوا شيئا ثم يتوفاكم عند انقضاء آجالكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر
** أرذل العمر: هو بلوغ الهرم والخرف، كما قال الصنعاني في سبل السلام: والمراد من الرد إلى أرذل العمر: هو بلوغ الهرم والخرف، حتى يعود كهيئته الأولى في أوان الطفولية، ضعيف البنية، قليل الفهم. انتهى.
قال في اللسان "العجز:الضعف، والتنكيس وانقلاب الحال
وفي هذه المرحلة (تتغير الصفات الظاهرة والباطنة) ففيها ابتداء الضعف وانتقاص البنية .
ويقال: أرذل العمر أردؤه وهو حالة الهرم والضعف عن أداء الفرائض وعن خدمة نفسه فيما يتنظف فيه فيكون كلا على أهله ثقيلاً بينهم يتمنون موته.
وهو ابتلاء من الله تعالى لأهل هذا الهرم ، فيكون منهم اما الرضا والاهتمام ، أو السخط وتمني الموت له ....
أما بالنسبة للهرم فهو غير محاسب لأنه أصبح ( لا يعلم )
وهذا الخرف المذكور وإن كان الغالب أنه يصاب به الإنسان في سن معين إلا أنه قد يسلم منه بعض الناس في نفس السن ، ولذا نجد أحيانا الواحد يزيد على المائة ويظل محتفظا بقواه العقلية.
وقد كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذ فيَقُول :
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْكَسَل وَأَعُوذ بِك مِنْ الْجُبْن وَأَعُوذ بِك مِنْ الْهَرَم وَأَعُوذ بِك مِنْ الْبُخْل )
** قوله : لكي لا يعلم بعد علم كان قد حصل له شيئا من العلم لا كثيرا ولا قليلا ، وقيل المراد لئلا يعلم زيادة على علمه الذي قد حصل له قبل ذلك .
تحدثت الآية عن العمر والرزق ... وهما بيد الله تعالى لا يستطيع الانسان أن يغير منهما شيئا .. فهو الله العالم بكل شيء والقادر على كل شيء .
** والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فجعلكم متفاوتين فيه فوسع على بعض عباده حتى جعل له من الرزق ما يكفي ألوفا مؤلفة من بني آدم ، وضيقه على بعض عباده حتى صار لا يجد القوت إلا بسؤال الناس ، وذلك لحكمة بالغة تقصر وسيحايب كل منهما على كيفية سلوكه تجاه الحال التي هو عليها ، فبحاسب الغني على غناه والفقير على فقره ، وكما جعل التفاوت بين عباده في المال جعله بينهم في العقل والعلم والفهم وقوة البدن وضعفه والحسن والقبح والصحة والسقم وغير ذلك وسيحاسب كل منهم على ما أعطاه الله تعالى ... أصبر أم شكر .
** والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون
يبين تعالى للمشركين جهلهم وكفرهم فيما زعموه لله من الشركاء ، وهم يعترفون أنها عبيد له ، كما كانوا يقولون في تلبياتهم في حجهم : " لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك " . فقال تعالى منكرا عليهم : إنكم لا ترضون أن تساووا عبيدكم فيما رزقناكم ، فهل منكم من أحد شارك مملوكه في زوجته أو في ماله ؟
هم لم يكونوا ليشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم ، فكيف يشركون عبيدي معي في سلطاني ، فذلك قوله : ( أفبنعمة الله يجحدون )
وكيف يرضى هو تعالى بمساواة عبيده له في الإلهية والتعظيم والملك والجلالة والطاعة من دونه.. والخوف منهم وتجعلون خشيتهم كخشية الله.
يقول لهم صاحب العزة والجلالة .. فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم .
فإن لم ترض لنفسك هذا ، فالله أحق أن ينزه منك .
هذا مثل للآلهة الباطلة وهي ليست فقط الأصنام الحجرية ، بل كل من يطاع من دون الله أو يشرع غير شرع الله فهو شرك فالله المشرع .. فكيف نرضى تشريعا غير شرعه ؟؟ !!.
وقوله : ( أفبنعمة الله يجحدون ) أي جحدوا نعمته وأشركوا معه غيره .
** ثم ذكر سبحانه الحالة الأخرى من أحوال الإنسان فقال : والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا ، خلق لكم من جنسكم أزواجا لتستأنسوا بها ، لأن الجنس يأنس إلى جنسه ، وبسبب هذه الأنسة يقع بين الرجال والنساء ما هو سبب للنسل الذي هو المقصود بالزواج .
** وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة
الآية : وجعل لكم من أزواجكم بنين ، ومن البنين حفدة يخدمونكم ويرعونكم ،ورزقكم من الطيبات التي تستطيبونها وتستلذونها و من للتبعيض لأن الطيبات لا تكون مجتمعة إلا في الجنة .
** أفبالباطل يؤمنون والاستفهام للإنكار التوبيخي ، أي : يكفرون بالله فيؤمنون بالباطل ، دلالة على أنه ليس لهم إيمان إلا بالباطل .
والباطل هو اعتقادهم في أصنامهم أنها تضر وتنفع ، وقيل الباطل ما زين لهم الشيطان
** ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا
قال : هذه الأوثان التي تعبد من دون الله لا تملك لمن يعبدها رزقا من السماوات والأرض ولا خيرا ولا حياة ولا نشورا ...فلا تضربوا لله الأمثال فإنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
ثم نهاهم سبحانه عن أن يشبهوه بخلقه فقال : فلا تضربوا لله الأمثال
يقول لا تجعلوا معي إلها غيري ، فإنه لا إله غيري .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ