بحث نبيل القدس
قلنا في الجزء الاول من هذا البحث
ان الايات القرانية القطعية الثبوت والقطعية الدلالة ان اصل خلق ادم وحواء هو التراب
فالايات تدل دلالة واضحة ان الانسان خلق من تراب
وقلنا ان الاحاديث الواردة في خلق النساء من ضلع اعوج هو موضوع اخر غير خلق الانسان ابتداء
ومن الاحاديث الواردة في خلق النساء من ضلع اعوج
= عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد امرا فليتكلم بخير أو ليسكت واستوصوا بالنساء فان المرأة خلقت من ضلع وان اعوج شئ في الضلع اعلاه ان ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج استوصوا بالنساء خيرا .
=
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ))
(صحيح البخاري)
-----------
والايات القطعية الثبوت القطعية الدلالة الواردة في خلق الانسان من تراب انما هي قرينة تصرف معنى الخلق الوارد في الاحاديث
من الانشاء الى معنى اخر هو التقدير واحسان الصنع
وبذلك يكون معنى خلق الضلع الوارد في الاحاديث هو تقدير الله واحسان صنعه في الضلع ليكون كاملا في اداء الوظيفة التي قدرها الله تقديرا محكما في
ايجاده وتكوينه فاحكام التقدير واحكام الصنع في خلق الضلع لاستكمال وظيفته اقتضى ان يكون بشكل اعوج
ولفظ العوج المذكور في الحديث هو تذكير للعقول المؤمنة بالله للاستسلام لاوامر الله ونواهيه
في القيام بالعمل الذي امر به الله حتى لو لم يدرك العقل الجدوى من هذا العمل المطلوب
وان عقل الانسان القاصر يعجز عن تفسير امور كثيرة
ك خلق الضلع بشكل اعوج وانك ايها الانسان العاجز في التفكير اذا تدخلت بخلق الضلع المعوج شكلا فانك ستكسره
ولن يكون بعدها كاملا وقادرا على اداء وظيفته التي قدرها الله فيه
وهذا المعنى متعلق بالايمان وبالعمل بمقتضى هذا الايمان لان نص الاحاديث يدل على هذا
فلفظ الاحاديث الواردة هي طلب فعل مبني على الايمان
فالحديث الاول
يذكر بالايمان وفيه طلب فعل لامرين
فبداية الحديث الاول
مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
هو تذكير بالايمان وربط الطلب به فقد ربط الايمان بطلب
فإذا شهد امرا فليتكلم بخير أو ليسكت واستوصوا بالنساء
وكذلك في الحديث الثاني
يذكر بالايمان وفيه طلب فعل لامرين
فبداية الحديث الاول
مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
هو تذكير بالايمان وربط الطلب به فقد ربط الايمان بطلب عدم ايذاء الجار
وطلب الاستوصاء بالنساء بقول الرسول صل الله عليه وسلم
مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا
----------
وجملة استوصوا بالنساء خيرا هي جملة مدح وليست جملة ذم للنساء
وبذلك يكون معنى الحديث
استوصوا بالنساء خيرا فانهن خلقن من نفس جنس الضلع في استكمال وكمال ما وجد وقدر له في اداء مهمته التي وجد من اجلها
وانك ان استعملت عقلك وتدخلت في تغيير هذا الكمال الذي قدره الله في النساء فانك بذلك تخرجهن من دائرة الكمال في اداء المهمة التي
اوجدها وقدرها الله واحكم صنعها الى دائرة اخرى
-------------
بحث نبيل القدس