لحظات في تامل اية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخواني واخواتي الكرام ورحمة الله وبركاته
لنقف مع هذه الاية الكريمة لحظات نتاملها ونتامل واقع انطباقها على حياة البشرية
{ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ** [الروم: 41]
روي عن ابن عباس انه قال والله ان حيتان البحر ووحوش البر لتتضرر من سيئات ابن آدم.
قال الإمام ابن قيّم الجوزيّة ـ رحمه الله في زاد المعاد ـ:
(ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه، وأحوال أهله حادث بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثه، ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام، والطواعين والقحوط، والجدوب، وسلب بركات الأرض، وثمارها، ونباتها، وسلب منافعها، أو نقصانها أمورًا متتابعة يتلو بعضها بعضًا، فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقوله تعالى: { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ** [الروم: 41]، ونزّل هذه الآية على أحوال العالم، وطابق بين الواقع وبينها، وأنت ترى كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان، وكيف يحدث من تلك الآفات آفات أخر متلازمة، بعضها آخذ برقاب بعض، وكلما أحدث الناس ظلمًا وفجورًا، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم، وأهويتهم ومياههم، وأبدانهم وخلقهم، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم. ولقد كانت الحبوب من الحنطة وغيرها أكثر مما هي اليوم، كما كانت البركة فيها أعظم. وقد روى الإمام أحمد بإسناده أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا كان ينبت أيام العدل. وهذه القصة، ذكرها في مسنده ، على أثر حديث رواه. وأكثر هذه الأمراض والآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة، ثم بقيت منها بقية مرصدة لمن بقيت عليه بقية من أعمالهم، حكمًا قسطًا، وقضاء عدلًا، وقد أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذا بقوله في الطاعون (إنه بقية رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل). وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام، ثم أبقى في العالم منها بقية في تلك الأيام، وفي نظيرها عظة وعبرة. وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سببًا لمنع الغيث من السماء، والقحط والجدب، ..وجعل ظلم المساكين، والبخس في المكاييل والموازين، وتعدي القوي على الضعيف سببًا لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها، فتارة بقحط وجدب، وتارة بعدو، وتارة بولاة جائرين، وتارة بأمراض عامة، وتارة بهموم وآلام وغموم تحضرها نفوسهم لا ينفكون عنها، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارة بتسليط الشياطين عليهم تؤزهم إلى أسباب العذاب أزًا، لتحق عليهم الكلمة، وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسيّر بصيرته بين أقطار العالم، فيشاهده، وينظر مواقع عدل الله وحكمته، وحينئذ يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة، وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون، وإلى دار البوار صائرون، والله بالغ أمره، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، وبالله التوفيق ).
لقد اكتشف العلماء أن توفير طعام وشراب الكائنات الحية يتطلب وجود أربع دورات رئيسية لبعض العناصر والمركبات الأرضية وإلا نفدت كمياتها وتوقفت الحياة وهي
1= دورة الماء و2=دورة الكربون و3=دورة الأوكسجين و4=دورة النيتروجين.
فعلى سبيل المثال فإن ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو هو المادة الخام الأساسية لصناعة غذاء جميع الكائنات الحية وإن كميته في الجو لا تكفي الكائنات الحية إلا لسنوات معدودة محدودة. ولولا عملية تحريره من المواد العضوية التي تحرقها أجسام الكائنات الحية وإطلاقه إلى الجو ثانية لانتهت الحياة منذ زمن بعيد وهكذا هو الحال مع بقية الدورات.
يقول الدكتور منصور ابو شريعة العبادي في مقالة رائغة له:-
إن أعقد قضايا النظام البيئي هو وجود أكثر من ثلاثة ملايين نوع من الكائنات الحية على سطح هذه الأرض تتراوح أعدادها بين التي يمكن عدها كالإنسان وتلك التي لا يمكن عدها أبدا كالكائنات الدقيقة والحشرات والأسماك. وباستثناء النباتات والطحالب التي تتغذي على المواد غير العضوية الموجودة في هواء وتراب الأرض فإن بقية الكائنات الحية تعيش إما من خلال أكل النباتات والطحالب بشكل مباشر أو من خلال أكل بعضها بعضا. ولكي يدوم التوازن بين أعداد هذه الكائنات الحية لفترات زمنية طويلة تقاس ببلايين السنين يتطلب الأمر وضع خطة بالغة الإحكام تحدد نوع الغذاء لكل نوع من هذه الأنواع ومعدلات تكاثرها وأطوال أعمارها والوسائل التي تستخدمها للدفاع نفسها والتي تستخدمها لصيد فرائسها ونوع الأمراض التي تصيبها وغير ذلك من الأمور التي يصعب حصرها. ولو أننا طلبنا من جميع علماء البشر أن يقوموا مجتمعين لوضع مثل هذه الخطة لوقفوا عاجزين تمام العجز عن فعل ذلك فالعلماء لا زالوا يجهلون عدد أنواع الكائنات وعدد كل نوع على وجه التحديد فأنى لهم أن يضعوا مثل هذه الخطة . ولقد لفت القرآن الكريم أنظار البشر إلى هذا التقدير البالغ في كل ما خلق الله من أشياء وعلى وجه الخصوص ظاهرة الحياة فقال عز من قائل "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" الفرقان 2 والقائل سبحانه "وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ" الرعد 8 والقائل سبحانه "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ" الحجر 19. انتهى
وبعد هذا نجد بني علمان الناعقين خلف الشيطان يقولون ما قاله اهل الضلال والجهالة من قبل دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله...اي جعلوا القياصرة اندادا لله في الارض وفي ملكه سبحانه..ونجدهم يقولون ان الله خلقنا وتركنا وشاننا..ونجدهم يقولون بناء على ما سبق من قولهم الزور واتباعهم الضلال بوجوب فصل الدين عن الحياة...
ونقول لهم ان دينكم الباطل واديانكم المحرفة هي التي يجب ان تأدها الحياة لانها هي سبب فسادها وان استمر الامر لكم لا سمح الله فانها ستكون سببا في الهلاك و افساد الحرث والنسل والدمار الشامل للحياة كما تفعل الان في كل انحاء الارض فلم يسلم من فسادكم وافسادكم كائن حي حتى عم فسادكم البحر والبر وتضررت من سيئات اعمالكم وحوش البر وحيتان البحر....
من من البشر يستطيع ان يدعي انه يستطيع ان ياتي بنظام يحافظ فقط على خلق الله الموزون؟؟ويبقي لنا على توازنه دون ان يفسده او يلوثه..؟؟!!
من يدعي انه قادر على مجرد معرفة وظائف هذه الملايين من اصناف وليس اعداد المخلوقات التي كل منها له عالمه ووظيفته ليشرع نظاما يحترم هذه العوالم ويبقيها سائرة في اداء وظائفها التي اوجدها الله تعالى لادائها الى جانب الوجود الانساني ولخدمته في استمرار وجوده وجنسه على هذه الارض..؟؟
هل هناك غير الله الخالق المدبر القائل لنبيه وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) (الأنبياء) .
ان اعظم افساد يقترفه الانسان وهو اس كل فساد وبلاء ان ينتحل صفة الالوهية ويتخذ منصب الربوبية فيشرع للخلق ما لم ياذن له به الله ولعل وجود هذه الاية في سورة الروم ينبئنا عن مصدر الافساد لمسار البشرية انه آت من قبلهم ومن مفكريهم فان اعظم شر عرفته البشرية كان منبعه من الروم وبلادهم وابنائهم من فكر راسمالي احتكاري جشع وقبله نظام الاقطاع الذي تطورت الراسمالية عنه ومن فكر استعماري استعبادي لبني الانسان ليصبح العالم اقطاعيات كبيرة ملكيةلهم ولاستثماراتهم والبشر فيها قطعان عبيد لاشباع جشعهم ونهمه الذي لا ينتهي عند حدود او ينضبط بقيود فيفتكون بكل متمرد طالب للتحرر والخلاص من تبعيتهم والاستسلام لرقهم وعبوديتهم وهمجيتهم وترى العميان يلهثون وراء ضلالتهم ويروجون لمفاهيم استرقاق الامم والشعوب بدعوى التحضر والتمدن ويعملون ليل نهار ابواق دعاية للاستعباد بالتقليد الاعمى ونشر كفرهم وضلالهم من افكار الديمقراطية والعلمانية والتحرر من مفاهيم الايمان وقيم الاسلام الذي ارتضاه الله لعيش الانسان السوي السليم في هذه الحياة التي لن تستقيم الا به ولن يقبل الله من الانسان غيره .اعاذنا الله واياكم من الفساد واهله ووقانا ربنا شر المفسدين والفاسدين ونعوذ به سبحانه من غضبه وسخطه.
واعتذر عن الاطالة ولكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخواني واخواتي الكرام ورحمة الله وبركاته
لنقف مع هذه الاية الكريمة لحظات نتاملها ونتامل واقع انطباقها على حياة البشرية
{ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ** [الروم: 41]
روي عن ابن عباس انه قال والله ان حيتان البحر ووحوش البر لتتضرر من سيئات ابن آدم.
قال الإمام ابن قيّم الجوزيّة ـ رحمه الله في زاد المعاد ـ:
(ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه، وأحوال أهله حادث بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثه، ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام، والطواعين والقحوط، والجدوب، وسلب بركات الأرض، وثمارها، ونباتها، وسلب منافعها، أو نقصانها أمورًا متتابعة يتلو بعضها بعضًا، فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقوله تعالى: { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ** [الروم: 41]، ونزّل هذه الآية على أحوال العالم، وطابق بين الواقع وبينها، وأنت ترى كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان، وكيف يحدث من تلك الآفات آفات أخر متلازمة، بعضها آخذ برقاب بعض، وكلما أحدث الناس ظلمًا وفجورًا، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم، وأهويتهم ومياههم، وأبدانهم وخلقهم، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم. ولقد كانت الحبوب من الحنطة وغيرها أكثر مما هي اليوم، كما كانت البركة فيها أعظم. وقد روى الإمام أحمد بإسناده أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا كان ينبت أيام العدل. وهذه القصة، ذكرها في مسنده ، على أثر حديث رواه. وأكثر هذه الأمراض والآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة، ثم بقيت منها بقية مرصدة لمن بقيت عليه بقية من أعمالهم، حكمًا قسطًا، وقضاء عدلًا، وقد أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذا بقوله في الطاعون (إنه بقية رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل). وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام، ثم أبقى في العالم منها بقية في تلك الأيام، وفي نظيرها عظة وعبرة. وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سببًا لمنع الغيث من السماء، والقحط والجدب، ..وجعل ظلم المساكين، والبخس في المكاييل والموازين، وتعدي القوي على الضعيف سببًا لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها، فتارة بقحط وجدب، وتارة بعدو، وتارة بولاة جائرين، وتارة بأمراض عامة، وتارة بهموم وآلام وغموم تحضرها نفوسهم لا ينفكون عنها، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارة بتسليط الشياطين عليهم تؤزهم إلى أسباب العذاب أزًا، لتحق عليهم الكلمة، وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسيّر بصيرته بين أقطار العالم، فيشاهده، وينظر مواقع عدل الله وحكمته، وحينئذ يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة، وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون، وإلى دار البوار صائرون، والله بالغ أمره، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، وبالله التوفيق ).
لقد اكتشف العلماء أن توفير طعام وشراب الكائنات الحية يتطلب وجود أربع دورات رئيسية لبعض العناصر والمركبات الأرضية وإلا نفدت كمياتها وتوقفت الحياة وهي
1= دورة الماء و2=دورة الكربون و3=دورة الأوكسجين و4=دورة النيتروجين.
فعلى سبيل المثال فإن ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو هو المادة الخام الأساسية لصناعة غذاء جميع الكائنات الحية وإن كميته في الجو لا تكفي الكائنات الحية إلا لسنوات معدودة محدودة. ولولا عملية تحريره من المواد العضوية التي تحرقها أجسام الكائنات الحية وإطلاقه إلى الجو ثانية لانتهت الحياة منذ زمن بعيد وهكذا هو الحال مع بقية الدورات.
يقول الدكتور منصور ابو شريعة العبادي في مقالة رائغة له:-
إن أعقد قضايا النظام البيئي هو وجود أكثر من ثلاثة ملايين نوع من الكائنات الحية على سطح هذه الأرض تتراوح أعدادها بين التي يمكن عدها كالإنسان وتلك التي لا يمكن عدها أبدا كالكائنات الدقيقة والحشرات والأسماك. وباستثناء النباتات والطحالب التي تتغذي على المواد غير العضوية الموجودة في هواء وتراب الأرض فإن بقية الكائنات الحية تعيش إما من خلال أكل النباتات والطحالب بشكل مباشر أو من خلال أكل بعضها بعضا. ولكي يدوم التوازن بين أعداد هذه الكائنات الحية لفترات زمنية طويلة تقاس ببلايين السنين يتطلب الأمر وضع خطة بالغة الإحكام تحدد نوع الغذاء لكل نوع من هذه الأنواع ومعدلات تكاثرها وأطوال أعمارها والوسائل التي تستخدمها للدفاع نفسها والتي تستخدمها لصيد فرائسها ونوع الأمراض التي تصيبها وغير ذلك من الأمور التي يصعب حصرها. ولو أننا طلبنا من جميع علماء البشر أن يقوموا مجتمعين لوضع مثل هذه الخطة لوقفوا عاجزين تمام العجز عن فعل ذلك فالعلماء لا زالوا يجهلون عدد أنواع الكائنات وعدد كل نوع على وجه التحديد فأنى لهم أن يضعوا مثل هذه الخطة . ولقد لفت القرآن الكريم أنظار البشر إلى هذا التقدير البالغ في كل ما خلق الله من أشياء وعلى وجه الخصوص ظاهرة الحياة فقال عز من قائل "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" الفرقان 2 والقائل سبحانه "وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ" الرعد 8 والقائل سبحانه "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ" الحجر 19. انتهى
وبعد هذا نجد بني علمان الناعقين خلف الشيطان يقولون ما قاله اهل الضلال والجهالة من قبل دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله...اي جعلوا القياصرة اندادا لله في الارض وفي ملكه سبحانه..ونجدهم يقولون ان الله خلقنا وتركنا وشاننا..ونجدهم يقولون بناء على ما سبق من قولهم الزور واتباعهم الضلال بوجوب فصل الدين عن الحياة...
ونقول لهم ان دينكم الباطل واديانكم المحرفة هي التي يجب ان تأدها الحياة لانها هي سبب فسادها وان استمر الامر لكم لا سمح الله فانها ستكون سببا في الهلاك و افساد الحرث والنسل والدمار الشامل للحياة كما تفعل الان في كل انحاء الارض فلم يسلم من فسادكم وافسادكم كائن حي حتى عم فسادكم البحر والبر وتضررت من سيئات اعمالكم وحوش البر وحيتان البحر....
من من البشر يستطيع ان يدعي انه يستطيع ان ياتي بنظام يحافظ فقط على خلق الله الموزون؟؟ويبقي لنا على توازنه دون ان يفسده او يلوثه..؟؟!!
من يدعي انه قادر على مجرد معرفة وظائف هذه الملايين من اصناف وليس اعداد المخلوقات التي كل منها له عالمه ووظيفته ليشرع نظاما يحترم هذه العوالم ويبقيها سائرة في اداء وظائفها التي اوجدها الله تعالى لادائها الى جانب الوجود الانساني ولخدمته في استمرار وجوده وجنسه على هذه الارض..؟؟
هل هناك غير الله الخالق المدبر القائل لنبيه وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) (الأنبياء) .
ان اعظم افساد يقترفه الانسان وهو اس كل فساد وبلاء ان ينتحل صفة الالوهية ويتخذ منصب الربوبية فيشرع للخلق ما لم ياذن له به الله ولعل وجود هذه الاية في سورة الروم ينبئنا عن مصدر الافساد لمسار البشرية انه آت من قبلهم ومن مفكريهم فان اعظم شر عرفته البشرية كان منبعه من الروم وبلادهم وابنائهم من فكر راسمالي احتكاري جشع وقبله نظام الاقطاع الذي تطورت الراسمالية عنه ومن فكر استعماري استعبادي لبني الانسان ليصبح العالم اقطاعيات كبيرة ملكيةلهم ولاستثماراتهم والبشر فيها قطعان عبيد لاشباع جشعهم ونهمه الذي لا ينتهي عند حدود او ينضبط بقيود فيفتكون بكل متمرد طالب للتحرر والخلاص من تبعيتهم والاستسلام لرقهم وعبوديتهم وهمجيتهم وترى العميان يلهثون وراء ضلالتهم ويروجون لمفاهيم استرقاق الامم والشعوب بدعوى التحضر والتمدن ويعملون ليل نهار ابواق دعاية للاستعباد بالتقليد الاعمى ونشر كفرهم وضلالهم من افكار الديمقراطية والعلمانية والتحرر من مفاهيم الايمان وقيم الاسلام الذي ارتضاه الله لعيش الانسان السوي السليم في هذه الحياة التي لن تستقيم الا به ولن يقبل الله من الانسان غيره .اعاذنا الله واياكم من الفساد واهله ووقانا ربنا شر المفسدين والفاسدين ونعوذ به سبحانه من غضبه وسخطه.
واعتذر عن الاطالة ولكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته