شعر بسمة الفراية
يا نازفات الحرف
---------------------------
هل كان آلَمَكُمْ رقيقُ عتابي
أم كان أحرَجَكُمْ صريحُ جوابي
أين الحنينُ وأين دفءُ مشاعري
أمسى سراباً يهتدي بسراب
في صدريَ الموجوعِ يختَنِقُ الأسى
ولقد حُرِمْتُ تَنَشُّقَ الأطْياب
جارَ الزّمانُ وقد وأّدْتُ صبابتي
قبلَ التّكَوّنِ ضِقْتُ بالإنجاب
كَفّنْتُها بالصّمْتِ ثمّ دَفَنْتُها
وَجَعَلْتُ فوقَ الرّمسِ ألفَ حِجاب
العينُ تنظرُ من أحَبَّتْ خِلْسَةً
وتَمورُ صورتُها على الأهداب
والقلبُ.. يا للقلبِ أوجَعَهُ النَّوى
فَرَسَمْتُهُ شَبَحاً على أثْوابي
يا ليتَ شعري هلْ سَأَكْتُمُ لَهْفَتي
وَأَرُدُّ في وَجْهِ الأَحبَّةِ بابي
ما بالُ قلبي قد تَرَجَّلَ مُنْهَكاً
من فوقِ صهوة خَيْلهِ وَرِكابي
أتُراهُ مهزوماً يعود ونازفاً
قد أثْخَنَتْهُ أَسِنَّتي وحِرابي
يا قلبُ خاويةٌ عُروشُ جَنائِني
هل أَقْفَرَتْ أم أنتَ رُمْتَ عِقابي
أمْ أنتَ ألْقيْتَ السِّلاحَ مُسّلِّماً
حينَ انْتَحرْتَ وما حَسَبْتَ حِسابي
يا قارِضاتِ الشِّعْرِ هل تُنْبينَني
عَمّا أُكِنُّ من العَذابِ وما بي
ماذا أصابَ جوارحي أَتَبَلَّدَتْ
أم شابَ قلبي بعدَ طولِ شباب
ذَبُلَتْ زُهوري والرَّبيعُ قد انقَضى
وّدَفَنْتُ في قبرِ الغرامِ كتابي
لا ذِكْرَياتُ الحُبِّ تُنْعِشُها ولا
طيْفُ الغوالي هائِمٌ برحابي
يا نازفاتِ الحَرُفِ صُغْنَ مَواجعي
إنَّ القَصائِدَ تَسْتَحِلُّ غيابي
وَامْلَأْنَ بالدَّمْعِ الغزيرِ بُحورَها
إنَّ الحروفَ قّضّتْ على أعْتابي
يا مُبْدِعاتِ القولِ في وَصْفِ النّوى
هَلّْا وَصَفْتُنَّ الغَداةَ مُصابي
قدْ غادَرَتْ فكري بُنَيّاتُ الهوى
إنّي أراني قد فَقَدْتُ صَوابي
يا نازفات الحرف
---------------------------
هل كان آلَمَكُمْ رقيقُ عتابي
أم كان أحرَجَكُمْ صريحُ جوابي
أين الحنينُ وأين دفءُ مشاعري
أمسى سراباً يهتدي بسراب
في صدريَ الموجوعِ يختَنِقُ الأسى
ولقد حُرِمْتُ تَنَشُّقَ الأطْياب
جارَ الزّمانُ وقد وأّدْتُ صبابتي
قبلَ التّكَوّنِ ضِقْتُ بالإنجاب
كَفّنْتُها بالصّمْتِ ثمّ دَفَنْتُها
وَجَعَلْتُ فوقَ الرّمسِ ألفَ حِجاب
العينُ تنظرُ من أحَبَّتْ خِلْسَةً
وتَمورُ صورتُها على الأهداب
والقلبُ.. يا للقلبِ أوجَعَهُ النَّوى
فَرَسَمْتُهُ شَبَحاً على أثْوابي
يا ليتَ شعري هلْ سَأَكْتُمُ لَهْفَتي
وَأَرُدُّ في وَجْهِ الأَحبَّةِ بابي
ما بالُ قلبي قد تَرَجَّلَ مُنْهَكاً
من فوقِ صهوة خَيْلهِ وَرِكابي
أتُراهُ مهزوماً يعود ونازفاً
قد أثْخَنَتْهُ أَسِنَّتي وحِرابي
يا قلبُ خاويةٌ عُروشُ جَنائِني
هل أَقْفَرَتْ أم أنتَ رُمْتَ عِقابي
أمْ أنتَ ألْقيْتَ السِّلاحَ مُسّلِّماً
حينَ انْتَحرْتَ وما حَسَبْتَ حِسابي
يا قارِضاتِ الشِّعْرِ هل تُنْبينَني
عَمّا أُكِنُّ من العَذابِ وما بي
ماذا أصابَ جوارحي أَتَبَلَّدَتْ
أم شابَ قلبي بعدَ طولِ شباب
ذَبُلَتْ زُهوري والرَّبيعُ قد انقَضى
وّدَفَنْتُ في قبرِ الغرامِ كتابي
لا ذِكْرَياتُ الحُبِّ تُنْعِشُها ولا
طيْفُ الغوالي هائِمٌ برحابي
يا نازفاتِ الحَرُفِ صُغْنَ مَواجعي
إنَّ القَصائِدَ تَسْتَحِلُّ غيابي
وَامْلَأْنَ بالدَّمْعِ الغزيرِ بُحورَها
إنَّ الحروفَ قّضّتْ على أعْتابي
يا مُبْدِعاتِ القولِ في وَصْفِ النّوى
هَلّْا وَصَفْتُنَّ الغَداةَ مُصابي
قدْ غادَرَتْ فكري بُنَيّاتُ الهوى
إنّي أراني قد فَقَدْتُ صَوابي