حزب الله السوري … استباق إيراني لسقوط (الأسد)
العميد الركن أحمد رحال
انتهت المناورات الإيرانية والتي أصبحت تأخذ الطابع الإعلامي والتصويري أكثر مما هي مناورات عسكرية بحتة، غايتها الترويج لتهويلات تٌظهر قوة هلامية لبث رعب كاذب في قلوب الغير، وقد يكون الداخل الإيراني المحتقن أكثر المستهدفين بعد وصول الحالة الاقتصادية للمواطن الإيراني لمرحلة لا تطاق من تجويع وتفقير وارتفاع أسعار، إضافة لازدياد معدلات البطالة وتدني مستوى الخدمات داخل إيران. إيران ولاية الفقيه، صاحبة مشروع الهلال الشيعي والذي طالت أقواسه لتشمل اليمن ويتمدد ليشكل طوقاً يحيط بمعظم الدول العربية الواقعة شرقي المتوسط، وإيران قالتها صراحة على لسان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي الذي أعلن عن وجود جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإيرانية في العراق وسوريا واليمن، ويبلغ حجمها أضعاف حزب الله في لبنان. واللواء حسين همداني، القائد السابق للحرس الثوري في طهران يعلن أن (حزب الله السوري) أصبح واقعاً في سوريا ويتم العمل عليه.
نظام (الأسد)، والفاقد لأي سيطرة على تحركات قاسم سليماني، الذي أصبح بحكم الواقع (الحاكم العسكري لسوريا)،لم يعد قادراً على ضبط إيقاع العمل أو التحكم بمجريات المعارك، بل أصبح مرؤوساً يتلقى أوامره من طهران عبر مندوبهم قاسم سليماني، وإذا ما أضفنا الفلتان الأمني الذي يعانيه (نظام الأسد) في مناطق نفوذه وسيطرته، بعد تمرد معظم قادة فصائل الشبيحة من قوات الدفاع الوطني عن سيطرته وأجهزته الأمنية، وبالتالي أصبحت تلك المناطق عبارة عن مربعات أمنية تعيث فيها فساداً قوى متنوعة، منها داخلي كشبيحة الدفاع الوطني واللجان الشعبية ومنها خارجي كعناصر حزب الله وقوات الباسيج والحرس الثوري الإيراني إضافة إلى مرتزقة الهند وأفغانستان وبعض الفصائل (القومجية) العربية، وبالتالي فالسيادة الوطنية التي كثيراً ما تتردد على ألسنة أتباع النظام أصبحت في خبر كان، بعد أن أدخل الأسد أكثر من أربعين فصيلاً من عصابات الإجرام من خارج الحدود لحرمة الأراضي السورية.
أمام هذا الواقع المتردي عسكرياً وحفاظاً على مصالح إيران في سوريا ولبنان، وبخطوة تتجاوز حليفها (بشار الأسد)، وتحسباً لكل الاحتمالات، حرص الإيرانيون على إعلان تأسيسهم «حزب الله السوري» لاستخدامه، خصوصاً في تعطيل أسس أي حل سياسي لا يحقق مصالحهم ويضمنها، فمستقبل نفوذهم في «سوريا موحّدة» لم يعد مضموناً، ذلك أن مختلف السيناريوهات التي يمكن تصوّرها لحل الأزمة، إذا استندت إلى بيان «جنيف – 1»، لا بدّ من أن تغيّر قواعد اللعبة الداخلية التي اعتمدتها إيران مع (الأسد) في سوريا، وبالطبع هذا الإعلان تشكيل الحزب أول ما يعني أن إيران وصلت لحالة يأس من قدرتها على إبقاء (بشار الأسد) في سدة الحكم، وتعني أيضاً أنها بدأت تفكر بمرحلة ما بعد (الأسد) وخصوصاً بما يهم حليفها الباقي في لبنان (حزب الله). قواعد الاشتباك التي وضعتها الأمم المتحدة ممثلة بمجلس الأمن عام (2007) بعد انتهاء حرب تموز/يوليو، قيدت من حركة الأداة الإيرانية في المنطقة (حزب الله)، وإذا ما سقط نظام (الأسد) في دمشق، فهذا يعني إكمال الطوق حول رقبة إيران وتحركاتها في المنطقة، وتراجع دور حزب الله وأهميته، بعد أن خسر شعبيته داخل وخارج لبنان وخاصة لدى جمهور الثورة السورية الذي تعرض للقتل والإجرام والتهجير على يد عناصره داخل الأراضي السورية، وبالتالي أقدمت إيران على خطوة إنشاء (حزب الله السوري) مع بناء قاعدته في الجولان السوري، وعلى الأطراف الشرقية لمنطقة (شبعا) وفي المناطق التي يشغلها (الآن) حزب الله والحرس الثوري الإيراني في ريف القنيطرة والمتوزعة على مناطق (تلّ الشعار) الذي يقع في ريف القنيطرة الشمالي وتحديداً في بلدة (إيوبا) وهو أقوى التلال العسكرية المتبقية لدى قوات الأسد في محافظة القنيطرة، إضافة إلى منطقة (الكوم شمالي) مقر اللواء (90)
في جيش الأسد، ومنطقة (معسكر الطلائع) قرب مزارع الأمل، مع موقع (تلّ الأحمر) الواقع في بلدة عين النورية شرق بلدة مزارع الأمل، هذا الالتفاف وهذا التموضع من وجهة النظر الإيرانية، قد يبقي شيئاً من التوازن العسكري وقد يفتح أفقاً من الإمداد من داخل الأراضي السورية لحزب الله ومن مناطق ستحاول إيران وضعها تحت سلطات الحزب المزمع أنشاؤه، ليبقى ورقة سياسية تمارس دوراً ضاغطاً في مفاوضاتها النووية مع مجموعة (5+1) أو في طبيعة مكان وجودها على الحدود مع (إسرائيل).
المعلومات الواردة حول البنية التنظيمية لهذا الحزب تقول أن إيران ستعمد في البداية على تجنيد عناصر من شيعة سوريا والشيعة الإيرانيين والمرتزقة الهنود والأفغان (المجنسين سورياً) ممن استقدمهم قاسم سليماني إلى سوريا إضافة لضم بعض العلويين في المرحلة الأولى على أن يتم التخلي عن غير الشيعة بعد أن يكتمل البناء. هذا التخطيط الإيراني الذي يهدف للحفاظ على المصالح الإيرانية في المنطقة، وتسعى من خلاله لتكريس (الحزب) كأمرٍ واقع، ومن ضمن شروط الحل في سوريا بعد زوال حكم (بشار الأسد)، وبالتالي فمن الواضح أن إيران تريد (حزب الله السوري ) ليكون وسيلة تسيطر من خلاله على كامل سوريا، ويحافظ على مصالحها، وتبقي الشعب السوري مرتهناً للقرار الإيراني على غرار ما يفعله حليفها حزب الله في لبنان.
العميد الركن أحمد رحال
انتهت المناورات الإيرانية والتي أصبحت تأخذ الطابع الإعلامي والتصويري أكثر مما هي مناورات عسكرية بحتة، غايتها الترويج لتهويلات تٌظهر قوة هلامية لبث رعب كاذب في قلوب الغير، وقد يكون الداخل الإيراني المحتقن أكثر المستهدفين بعد وصول الحالة الاقتصادية للمواطن الإيراني لمرحلة لا تطاق من تجويع وتفقير وارتفاع أسعار، إضافة لازدياد معدلات البطالة وتدني مستوى الخدمات داخل إيران. إيران ولاية الفقيه، صاحبة مشروع الهلال الشيعي والذي طالت أقواسه لتشمل اليمن ويتمدد ليشكل طوقاً يحيط بمعظم الدول العربية الواقعة شرقي المتوسط، وإيران قالتها صراحة على لسان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي الذي أعلن عن وجود جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإيرانية في العراق وسوريا واليمن، ويبلغ حجمها أضعاف حزب الله في لبنان. واللواء حسين همداني، القائد السابق للحرس الثوري في طهران يعلن أن (حزب الله السوري) أصبح واقعاً في سوريا ويتم العمل عليه.
نظام (الأسد)، والفاقد لأي سيطرة على تحركات قاسم سليماني، الذي أصبح بحكم الواقع (الحاكم العسكري لسوريا)،لم يعد قادراً على ضبط إيقاع العمل أو التحكم بمجريات المعارك، بل أصبح مرؤوساً يتلقى أوامره من طهران عبر مندوبهم قاسم سليماني، وإذا ما أضفنا الفلتان الأمني الذي يعانيه (نظام الأسد) في مناطق نفوذه وسيطرته، بعد تمرد معظم قادة فصائل الشبيحة من قوات الدفاع الوطني عن سيطرته وأجهزته الأمنية، وبالتالي أصبحت تلك المناطق عبارة عن مربعات أمنية تعيث فيها فساداً قوى متنوعة، منها داخلي كشبيحة الدفاع الوطني واللجان الشعبية ومنها خارجي كعناصر حزب الله وقوات الباسيج والحرس الثوري الإيراني إضافة إلى مرتزقة الهند وأفغانستان وبعض الفصائل (القومجية) العربية، وبالتالي فالسيادة الوطنية التي كثيراً ما تتردد على ألسنة أتباع النظام أصبحت في خبر كان، بعد أن أدخل الأسد أكثر من أربعين فصيلاً من عصابات الإجرام من خارج الحدود لحرمة الأراضي السورية.
أمام هذا الواقع المتردي عسكرياً وحفاظاً على مصالح إيران في سوريا ولبنان، وبخطوة تتجاوز حليفها (بشار الأسد)، وتحسباً لكل الاحتمالات، حرص الإيرانيون على إعلان تأسيسهم «حزب الله السوري» لاستخدامه، خصوصاً في تعطيل أسس أي حل سياسي لا يحقق مصالحهم ويضمنها، فمستقبل نفوذهم في «سوريا موحّدة» لم يعد مضموناً، ذلك أن مختلف السيناريوهات التي يمكن تصوّرها لحل الأزمة، إذا استندت إلى بيان «جنيف – 1»، لا بدّ من أن تغيّر قواعد اللعبة الداخلية التي اعتمدتها إيران مع (الأسد) في سوريا، وبالطبع هذا الإعلان تشكيل الحزب أول ما يعني أن إيران وصلت لحالة يأس من قدرتها على إبقاء (بشار الأسد) في سدة الحكم، وتعني أيضاً أنها بدأت تفكر بمرحلة ما بعد (الأسد) وخصوصاً بما يهم حليفها الباقي في لبنان (حزب الله). قواعد الاشتباك التي وضعتها الأمم المتحدة ممثلة بمجلس الأمن عام (2007) بعد انتهاء حرب تموز/يوليو، قيدت من حركة الأداة الإيرانية في المنطقة (حزب الله)، وإذا ما سقط نظام (الأسد) في دمشق، فهذا يعني إكمال الطوق حول رقبة إيران وتحركاتها في المنطقة، وتراجع دور حزب الله وأهميته، بعد أن خسر شعبيته داخل وخارج لبنان وخاصة لدى جمهور الثورة السورية الذي تعرض للقتل والإجرام والتهجير على يد عناصره داخل الأراضي السورية، وبالتالي أقدمت إيران على خطوة إنشاء (حزب الله السوري) مع بناء قاعدته في الجولان السوري، وعلى الأطراف الشرقية لمنطقة (شبعا) وفي المناطق التي يشغلها (الآن) حزب الله والحرس الثوري الإيراني في ريف القنيطرة والمتوزعة على مناطق (تلّ الشعار) الذي يقع في ريف القنيطرة الشمالي وتحديداً في بلدة (إيوبا) وهو أقوى التلال العسكرية المتبقية لدى قوات الأسد في محافظة القنيطرة، إضافة إلى منطقة (الكوم شمالي) مقر اللواء (90)
في جيش الأسد، ومنطقة (معسكر الطلائع) قرب مزارع الأمل، مع موقع (تلّ الأحمر) الواقع في بلدة عين النورية شرق بلدة مزارع الأمل، هذا الالتفاف وهذا التموضع من وجهة النظر الإيرانية، قد يبقي شيئاً من التوازن العسكري وقد يفتح أفقاً من الإمداد من داخل الأراضي السورية لحزب الله ومن مناطق ستحاول إيران وضعها تحت سلطات الحزب المزمع أنشاؤه، ليبقى ورقة سياسية تمارس دوراً ضاغطاً في مفاوضاتها النووية مع مجموعة (5+1) أو في طبيعة مكان وجودها على الحدود مع (إسرائيل).
المعلومات الواردة حول البنية التنظيمية لهذا الحزب تقول أن إيران ستعمد في البداية على تجنيد عناصر من شيعة سوريا والشيعة الإيرانيين والمرتزقة الهنود والأفغان (المجنسين سورياً) ممن استقدمهم قاسم سليماني إلى سوريا إضافة لضم بعض العلويين في المرحلة الأولى على أن يتم التخلي عن غير الشيعة بعد أن يكتمل البناء. هذا التخطيط الإيراني الذي يهدف للحفاظ على المصالح الإيرانية في المنطقة، وتسعى من خلاله لتكريس (الحزب) كأمرٍ واقع، ومن ضمن شروط الحل في سوريا بعد زوال حكم (بشار الأسد)، وبالتالي فمن الواضح أن إيران تريد (حزب الله السوري ) ليكون وسيلة تسيطر من خلاله على كامل سوريا، ويحافظ على مصالحها، وتبقي الشعب السوري مرتهناً للقرار الإيراني على غرار ما يفعله حليفها حزب الله في لبنان.