أتَقْصُدُ خَدْشَ أَحْلامي بِمِنْقار اللِّقاء المُرِّ ..
نَبْشَ رِياضِ آمالي بأَظْفارِ الرَّجاءِ الضَّرِّ..
أَمْ ماذا؟
أَبوسُ رُؤاكَ يا هذا
أَبوسُ نِداكَ يا هذا
رَجَوْتُكَ باسمِ كُلِّ شهيدِ..
كُلِّ جَريحِ، كُلِّ أَسيرْ
رَجَوْتُكَ ـ سيّدي ـ بالله كيف نَسيرُ..
أَيْنَ نَسيرْ؟
أَتَقْصُدُ أَنْ يَرَى المُحْتَلُّ..
كيفَ أَنامُ؟،
كيف أَقومُ؟
كيفَ أَحُطُّ؟
كيف أَطير؟
ـ بَلى، سَأُريكَ نَزْفَ العُمْرِِ
يسطَعُ في كُوَى الماضي
يَشي المُسْتَقْبَلَ المَنْظورْ
ـ أَتَقْصُدُ دَعْوَتي للقُدْسِ
شَمْسِ النَّفْسِ
بَرْقِ تَسامُحُ الأَدْيانِ
رَعْدِ تَلاقُحِ الأَدْيانِ
والمُحْتَلُّ أَسْتَجْديهِ كيفَ أَسيرُ.. كيفَ أَزورْ؟
لِعَيْنَيْها يَهونُ الأَمْرُ
دَعْني أَمْتَطي صَرْحي
أُقاوِمُ صَعْقَةَ النَّزْحِ
لِعَيْنَيْها أَفِلُّ الصَّعْبَ
دَعْني أَكْشِفُ المَسْتورْ
أُبَدِّدُ ظُلْمَةَ النَّوْحِ
لِعَيْنَيْها أَجوبُ، أَجوبُ ما يَرْنو له بوذا
سَأُشْعِلُ نارَ إِلْياذا
بِمَلْحَمَةٍ فلسطينية البَوْحِ
تُناغِمُ وَرْدَةَ الجُرْحِ
تُذَرِّي حِنْطَةَ النُّصْحِ
بِبَيْدَرِ حِكْمَةِ الصُّلْحِ
بِلا شَرْحٍ.. بِلا مِنْساحْ
هي الأَرْواحُ في ناسوتِها تَرْتاحْ
هي الأَرْواحُ مِنْ مَلَكوتِها تَمْتاحُ..
عَذْبَ بُحَيْرَةِ الإِصْلاحْ
إِليكَ، إِليكَ ما فاحَتْ به الآياتُ
في القُرآنِ
في الإِنْجيلِ
في التوراةِ
في الأَلْواحْ
هي الأََرْواحُ لا تَخْشَى ذُرَى الأَشْباحْ
هي الأَفْراحُ تَنْبُتُ مِنْ لَظَى الأَتْراحْ
أَتَقْصُدُ أَنْ أُقَبِّلَ سِرَّها المَسْتورَ في كُلِّ الصُّدورِ..
بِأَحْرُفٍ مِنْ نور
مُنْذُ يَبوسُ أَنْشَأَها
وإبراهيم قدْ لاذا؟
أَبوسُ صَداكَ يا هذا
أَبوسُ حِجاكَ يا هذا
بِأَنْ لا تَفْتَح الجُرْحَ الجَريحَ.. أَنا الأَسيرُ
كما ظَريفُ الطُّولِ تَأْسرُهُ عَتابا
والأغاديرُ الزَّكِيَّةُ..
تَسْتَبي لُبَّ الزرازير، الشنانير، العصافيرِ الشَّقِيَّةِ
والجداولُ تجتبي سِرْبَ البَلابِلِ..
والحساسينِ الشَّدِيَّة.. والطيورْ
ـ نَعَمْ، سَأُريكَ صَمْتَ الإِرْثِ
يَرْوي خَطْفَهُ التَّتَرِيَّ من عابِرْ
نعم، سَأُريكَ صَبْرَ العُرْفِ
يَمْسَحُ حُزْنَهُ المَنْثورْ
نعم، سَأُريكَ سَيْفَ الإِرْثِ..
سَيْفَ العُرْفِ يَرْفُضُ حُكْمَهُ الجائِرْ
يُضَمِّدُ وَقْعَهُ المَنْشورْ
ــ أَتَقْصُدُ أَنْ أُنادِمَ سُورَها المَأْسورَ؟
أَلْثُمُ سِحْرَها بِتَبَتُّلي.. بِتَوَسُّلي
أَنْ أَنْهَلَ التاريخَ مِنْ أَلَمي العَلي؟
أَنْ أَبْذُرَ الكَلِماتِ في رَحِمِ السُّطورِ
أَضُمُّ ماضيها وَحاضِرَها
أُخيطُ ملامِحً الآتي على عَجَلِ؟
هُنا كَنْعانُ أَسَّسَها
هنا كنعانُ زَيَّنَها
هنا كَنْعانُ أَنْسَنَها
هنا مَلْكي إلى الأَمْجادِ والتَّوْحيدِ قد عاذا
هنا عيسى بماء الحُبِّ عَمَّرَها
بماءِ سَلامِهِ المَجْروحِ
ماءِ وَفائِهِ المَسْفوحِ
رَغْمَ الغَدْرَِ..
رَغْمَ الزُّورْ
ـ هنا العقلاءُ والنُّجَباءُ..
والفقهاءُ والعلماءُ والشعراءُ والأُدباءُ
تُدْرِكُ حَقَّنا المَهْدورِ
ـ أَتَقْصُدُ عَزْفَ إِيقاع الوَفَى المَذْبوحِ..
نَدْفَ حِوارِنا المشْعور؟
مَهْلاً أُخَيَّ:
القَتْلُ والتَّشْريدُ والتَّعْذيبُ دَيْدَنُ جُلِّهم
فاحْذَرْ رَجوتُكَ نَبْرَةَ التَّبْريرْ
مَهْلاً أُخَيَّ:
أَنا المُحِبُّ على صَليبِ تَأَوُّهي
سَأُضيءُ أَشْعاري بِقِنْديلِ المَسيحْ
لا.. لا عَلَيَّ
القُدْسُ قافُ القَلْبِ
دالُ الدَّرْبِ
سينُ سَلامِنا المَكْبوحْ
أَلا فاعْلَمْ:
شَذا العاداتِ يَعْبِقُ في حِجارَتِها
يَرُدُّ الرُّوحَ
تَقْرَأُ في أَزِقَّتِها شِعارَ النَّصْرِ
مَنْقوشاً على الحيطانِ بالأَلْوانِ
تَلْمِسُ نَفْحَةَ الإِيمانِ ..
في الطُّرُقاتِ
في الحاراتِ
في الساحاتِ بَيْنَ الدُّورْ
أَلا فاعْلَمْ:
بِأَنِّي عاشِقُ الكَلِماتِ
أَزْرَعُ أَنْجُماً بالشِّعْرِ
تُورِقُ للملا وَجَعاً يُنيرُ السُّورَ
تُزْهِرُ أَدْمُعي في الطُّورِ
تَطْبَعُ قُبْلَةً حَرَّى
على هامِ المُكَبِّرْ
فَلْنُكَبِّرْ
ولْنُفَكِّرْ
وَلْنُسَطِّرْ كيف نَقْطُفُ وَرْدَةَ التَّحْريرْ
لا.. لا عليكَ
أَنا هُنا وَتَرٌ.. يَبُثُّ تَوَجُّعي
لا.. لا عليكَ
أَنا هُنا مَطَرٌ.. يُغيثُ تَضَرُّعي
لا.. لا عليكَ
أَنا هُنا قَدَرٌ.. يَخُطُّ تَطَلُّعي
سَجِّلْ على جَمْرِ البَقاءِ: تَوَلُّعي أَنْ أَسْتَفِزَّ المُسْتَحيلْ
سَجِّلْ على بُرْدِ الوَفاءِ: أَنا المُوَلَّهُ والعَليلُ
أَجُبُّ أَوْهامَ الدَّخيلْ
سَجِّلْ على صَدْرِ الوَلاءِ:
تَشَبُّثي بالأَرْضِ، راحِ القلبِ
لا.. لا ولن أَرْضَى بَديلْ
مَهْلاً أَخِي:
هذا نِداؤُكَ في مَهَبِّ الحَلِّ أَدْهَشَني
تَشَظَّى في ثَنايا الرُّوحِ
أَشْعَلَ ثَلْجَ إِقْصائي عن الوَطَنِ
نِداؤُكَ هَزَّ لي شَجَني
أَتَيْتُكَ حامِلاً كَفَني
أَتُنْقِظُني؟
أَتَنْشِلُني؟
أَنا في شُرْفَةِ الإِبْداعِ وَلْهانٌ وحَيْرانٌ
أُناجي نَجْمَةَ الصُّبْحِ الذَّكِيَّةِ
تَرْقُبُ الأَبْرارَ.. في الأَقْصَى
أَتُبْصِرُني؟
أَتَسْمَعُني؟
ونَجْمُ سُهيلِ ..أَقْرَأُهُ طِوالَ الليلِ
يَرْسُمُ سَوْرَةَ الإبْكارِ
بالأَذْكارِ بالصَّلَواتِ في الصَّخْرَةْ
كما الفُرْقانُ قد أَوْصَى..
كما نَصَّا
أَتَنْصُرُني؟
هِيَ العِبْرَةْ
تُعَطِّرُ سُورَةَ الرَّحْمنِ والطُّورِ
تُزَيِّنُ سُورَةَ الإِنْسانِ والنُّورِ
تُدَثِّرُني
تُزَمِّلُني
هِيَ القُدْرَةْ
تُجَلِّلُ سُورَةَ الحَشْرِ
تُتَوِّجُ هامَةَ البَقَرَةْ
تُظَلِّلُ سُورَةَ الشَّرْحِ
تُهَدْهِدُني
أَتَفْهَمُني؟
أُرَتِّلُُ سُورَةَ الإِخْلاصِ
أَقْرَأُ سُورَةَ السُّوَرِ
فَيا وَيْحي
أَتَسْأَلُني عن المِحَنِ؟
عُيونُ البَدْرِ تَذْرِفُ دَمْعَ فَرْحَتِها
ويوسُفُ يُبْهِرُ الأَبْصارْ
بِريحِ قَميصِهِ المِعْطارْ
فيا كَدْحي
ويا صَفْحي على زَمَني
هُنا أَيوبُ يَسْتَفْتي بَصيرَتَهُ
فَتَلْسَعُ قَلْبَهُ العَبْرَةْ
وتُلْهِبُ روحَهُ الفِكْرَةْ
يُمَلِّحُ زادَ خَلْوَتِهِ
يناجي الصَّبْرَ أَنْ يَصْبِرْ
يُناجي الحُبَّ أَنْ يَكْبُرْ
كما في السِّفْرِ قد قَصَّا
كما خَصَّا
فيا جَوْحي
ويا صَدْحي على فَنَني
أَتَعْذُرُني؟
أَنا الهَيْمانُ ما حاذَى..
ولا آذى
أَتَقْصُدُ أَنْ تُؤَرِّقَ أَبْحُرَ الأَشْعارِ.. والأَسْفارِ
أَمْ ماذا؟
رَعاكَ اللهُ..
عِشْقُ الأَرْضِ بَزَّ مثالِبَ الأَخْطارْ
كفاكَ رِباطُكَ المَيْمونُ
عَلَّمَنا امتِشاقَ الحَقِّ والإِصْرارْ
كفاكَ غِناءُكَ الشَّجَنيُّ وَلْهاناً
تُعَطِّرُ أَخْضَرَ الأَفكارِ بالأَنوارْ
كَفاكَ تَشَبُّثاً بالأرْضِ
مَزْروعاً بِرَوْضَةِ وَجْدِها
والآهُ في كَبِدِ السَّماءْ
تَهْدي الكَواكِبَ عِطْرَ أَسْرارِ العَطاءْ
مُتَمَتْرِساً بالشَّوْقِ نورِ الحَقِّ
تَلْتَحِفُ الوَفاءْ
تَرْوي مُناجاة البَيادِرِ للعصافيرِ الشَّدِيَّةِ
وهي تَحْتَضِنُ السَّنابِلْ
تَرْوي حِكايَةَ جَدِّنا الفَلاَّحِ..
في غَرْسِ المَشاعِلْ
تَرْوي مُباهاتِ السَّناسِلِ
دونَها زَرَد السَّلاسِلِ والفَناءْ
تَرْوي مُعاقَرَةَ البَقاءْ
تَرْوي تَراتتيلَ الكَنائِسِ
وابْتِهالاتِ المآذِنِ للفَضاءْ
تَرْوي مُضاجَعَةَ العَناءْ
رَعاكَ الله يا هذا
تَقُضُّ مَضاجِعَ الأَنْواءِ.. والإِقْواءِ بالإِفْتاءْ
ونحنُ على بِساطِ الهَجْرِ
يَعْلِكُنا الشَّقاءُ
نُغالِبُ الأَصْداءَ والأَهْواءْ
رعاكَ الله يا هذا
ألستَ على مدارِ العِشْقِ أُسْتاذا
ومَنْ بِشَتاتِهِ الآنِيِّ
أَضْحَى اليَوْمَ تِلْميذا؟
أَبوسُ رُؤاكَ يا هذا
أَبوسُ نِداكَ يا هذا
أَتَيْتُكَ شاهراً حُبِّي
وكانَ لِقاءُنا المَعْهودُ.. جَذَّاباً وأَخَّاذا
***
------------------------------------------------
* د. أحمـد الريمـاوي
شـاعـر وباحـث وسـياسـي
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئـيـس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بالسعودية
المنسق العام لمؤسسة القدس وشدوا الرحال بالسعودية
عضو اتحاد المؤرخين العرب
جوال : 8274 0069 9665+
هاتف : 1565 833 9663+
نَبْشَ رِياضِ آمالي بأَظْفارِ الرَّجاءِ الضَّرِّ..
أَمْ ماذا؟
أَبوسُ رُؤاكَ يا هذا
أَبوسُ نِداكَ يا هذا
رَجَوْتُكَ باسمِ كُلِّ شهيدِ..
كُلِّ جَريحِ، كُلِّ أَسيرْ
رَجَوْتُكَ ـ سيّدي ـ بالله كيف نَسيرُ..
أَيْنَ نَسيرْ؟
أَتَقْصُدُ أَنْ يَرَى المُحْتَلُّ..
كيفَ أَنامُ؟،
كيف أَقومُ؟
كيفَ أَحُطُّ؟
كيف أَطير؟
ـ بَلى، سَأُريكَ نَزْفَ العُمْرِِ
يسطَعُ في كُوَى الماضي
يَشي المُسْتَقْبَلَ المَنْظورْ
ـ أَتَقْصُدُ دَعْوَتي للقُدْسِ
شَمْسِ النَّفْسِ
بَرْقِ تَسامُحُ الأَدْيانِ
رَعْدِ تَلاقُحِ الأَدْيانِ
والمُحْتَلُّ أَسْتَجْديهِ كيفَ أَسيرُ.. كيفَ أَزورْ؟
لِعَيْنَيْها يَهونُ الأَمْرُ
دَعْني أَمْتَطي صَرْحي
أُقاوِمُ صَعْقَةَ النَّزْحِ
لِعَيْنَيْها أَفِلُّ الصَّعْبَ
دَعْني أَكْشِفُ المَسْتورْ
أُبَدِّدُ ظُلْمَةَ النَّوْحِ
لِعَيْنَيْها أَجوبُ، أَجوبُ ما يَرْنو له بوذا
سَأُشْعِلُ نارَ إِلْياذا
بِمَلْحَمَةٍ فلسطينية البَوْحِ
تُناغِمُ وَرْدَةَ الجُرْحِ
تُذَرِّي حِنْطَةَ النُّصْحِ
بِبَيْدَرِ حِكْمَةِ الصُّلْحِ
بِلا شَرْحٍ.. بِلا مِنْساحْ
هي الأَرْواحُ في ناسوتِها تَرْتاحْ
هي الأَرْواحُ مِنْ مَلَكوتِها تَمْتاحُ..
عَذْبَ بُحَيْرَةِ الإِصْلاحْ
إِليكَ، إِليكَ ما فاحَتْ به الآياتُ
في القُرآنِ
في الإِنْجيلِ
في التوراةِ
في الأَلْواحْ
هي الأََرْواحُ لا تَخْشَى ذُرَى الأَشْباحْ
هي الأَفْراحُ تَنْبُتُ مِنْ لَظَى الأَتْراحْ
أَتَقْصُدُ أَنْ أُقَبِّلَ سِرَّها المَسْتورَ في كُلِّ الصُّدورِ..
بِأَحْرُفٍ مِنْ نور
مُنْذُ يَبوسُ أَنْشَأَها
وإبراهيم قدْ لاذا؟
أَبوسُ صَداكَ يا هذا
أَبوسُ حِجاكَ يا هذا
بِأَنْ لا تَفْتَح الجُرْحَ الجَريحَ.. أَنا الأَسيرُ
كما ظَريفُ الطُّولِ تَأْسرُهُ عَتابا
والأغاديرُ الزَّكِيَّةُ..
تَسْتَبي لُبَّ الزرازير، الشنانير، العصافيرِ الشَّقِيَّةِ
والجداولُ تجتبي سِرْبَ البَلابِلِ..
والحساسينِ الشَّدِيَّة.. والطيورْ
ـ نَعَمْ، سَأُريكَ صَمْتَ الإِرْثِ
يَرْوي خَطْفَهُ التَّتَرِيَّ من عابِرْ
نعم، سَأُريكَ صَبْرَ العُرْفِ
يَمْسَحُ حُزْنَهُ المَنْثورْ
نعم، سَأُريكَ سَيْفَ الإِرْثِ..
سَيْفَ العُرْفِ يَرْفُضُ حُكْمَهُ الجائِرْ
يُضَمِّدُ وَقْعَهُ المَنْشورْ
ــ أَتَقْصُدُ أَنْ أُنادِمَ سُورَها المَأْسورَ؟
أَلْثُمُ سِحْرَها بِتَبَتُّلي.. بِتَوَسُّلي
أَنْ أَنْهَلَ التاريخَ مِنْ أَلَمي العَلي؟
أَنْ أَبْذُرَ الكَلِماتِ في رَحِمِ السُّطورِ
أَضُمُّ ماضيها وَحاضِرَها
أُخيطُ ملامِحً الآتي على عَجَلِ؟
هُنا كَنْعانُ أَسَّسَها
هنا كنعانُ زَيَّنَها
هنا كَنْعانُ أَنْسَنَها
هنا مَلْكي إلى الأَمْجادِ والتَّوْحيدِ قد عاذا
هنا عيسى بماء الحُبِّ عَمَّرَها
بماءِ سَلامِهِ المَجْروحِ
ماءِ وَفائِهِ المَسْفوحِ
رَغْمَ الغَدْرَِ..
رَغْمَ الزُّورْ
ـ هنا العقلاءُ والنُّجَباءُ..
والفقهاءُ والعلماءُ والشعراءُ والأُدباءُ
تُدْرِكُ حَقَّنا المَهْدورِ
ـ أَتَقْصُدُ عَزْفَ إِيقاع الوَفَى المَذْبوحِ..
نَدْفَ حِوارِنا المشْعور؟
مَهْلاً أُخَيَّ:
القَتْلُ والتَّشْريدُ والتَّعْذيبُ دَيْدَنُ جُلِّهم
فاحْذَرْ رَجوتُكَ نَبْرَةَ التَّبْريرْ
مَهْلاً أُخَيَّ:
أَنا المُحِبُّ على صَليبِ تَأَوُّهي
سَأُضيءُ أَشْعاري بِقِنْديلِ المَسيحْ
لا.. لا عَلَيَّ
القُدْسُ قافُ القَلْبِ
دالُ الدَّرْبِ
سينُ سَلامِنا المَكْبوحْ
أَلا فاعْلَمْ:
شَذا العاداتِ يَعْبِقُ في حِجارَتِها
يَرُدُّ الرُّوحَ
تَقْرَأُ في أَزِقَّتِها شِعارَ النَّصْرِ
مَنْقوشاً على الحيطانِ بالأَلْوانِ
تَلْمِسُ نَفْحَةَ الإِيمانِ ..
في الطُّرُقاتِ
في الحاراتِ
في الساحاتِ بَيْنَ الدُّورْ
أَلا فاعْلَمْ:
بِأَنِّي عاشِقُ الكَلِماتِ
أَزْرَعُ أَنْجُماً بالشِّعْرِ
تُورِقُ للملا وَجَعاً يُنيرُ السُّورَ
تُزْهِرُ أَدْمُعي في الطُّورِ
تَطْبَعُ قُبْلَةً حَرَّى
على هامِ المُكَبِّرْ
فَلْنُكَبِّرْ
ولْنُفَكِّرْ
وَلْنُسَطِّرْ كيف نَقْطُفُ وَرْدَةَ التَّحْريرْ
لا.. لا عليكَ
أَنا هُنا وَتَرٌ.. يَبُثُّ تَوَجُّعي
لا.. لا عليكَ
أَنا هُنا مَطَرٌ.. يُغيثُ تَضَرُّعي
لا.. لا عليكَ
أَنا هُنا قَدَرٌ.. يَخُطُّ تَطَلُّعي
سَجِّلْ على جَمْرِ البَقاءِ: تَوَلُّعي أَنْ أَسْتَفِزَّ المُسْتَحيلْ
سَجِّلْ على بُرْدِ الوَفاءِ: أَنا المُوَلَّهُ والعَليلُ
أَجُبُّ أَوْهامَ الدَّخيلْ
سَجِّلْ على صَدْرِ الوَلاءِ:
تَشَبُّثي بالأَرْضِ، راحِ القلبِ
لا.. لا ولن أَرْضَى بَديلْ
مَهْلاً أَخِي:
هذا نِداؤُكَ في مَهَبِّ الحَلِّ أَدْهَشَني
تَشَظَّى في ثَنايا الرُّوحِ
أَشْعَلَ ثَلْجَ إِقْصائي عن الوَطَنِ
نِداؤُكَ هَزَّ لي شَجَني
أَتَيْتُكَ حامِلاً كَفَني
أَتُنْقِظُني؟
أَتَنْشِلُني؟
أَنا في شُرْفَةِ الإِبْداعِ وَلْهانٌ وحَيْرانٌ
أُناجي نَجْمَةَ الصُّبْحِ الذَّكِيَّةِ
تَرْقُبُ الأَبْرارَ.. في الأَقْصَى
أَتُبْصِرُني؟
أَتَسْمَعُني؟
ونَجْمُ سُهيلِ ..أَقْرَأُهُ طِوالَ الليلِ
يَرْسُمُ سَوْرَةَ الإبْكارِ
بالأَذْكارِ بالصَّلَواتِ في الصَّخْرَةْ
كما الفُرْقانُ قد أَوْصَى..
كما نَصَّا
أَتَنْصُرُني؟
هِيَ العِبْرَةْ
تُعَطِّرُ سُورَةَ الرَّحْمنِ والطُّورِ
تُزَيِّنُ سُورَةَ الإِنْسانِ والنُّورِ
تُدَثِّرُني
تُزَمِّلُني
هِيَ القُدْرَةْ
تُجَلِّلُ سُورَةَ الحَشْرِ
تُتَوِّجُ هامَةَ البَقَرَةْ
تُظَلِّلُ سُورَةَ الشَّرْحِ
تُهَدْهِدُني
أَتَفْهَمُني؟
أُرَتِّلُُ سُورَةَ الإِخْلاصِ
أَقْرَأُ سُورَةَ السُّوَرِ
فَيا وَيْحي
أَتَسْأَلُني عن المِحَنِ؟
عُيونُ البَدْرِ تَذْرِفُ دَمْعَ فَرْحَتِها
ويوسُفُ يُبْهِرُ الأَبْصارْ
بِريحِ قَميصِهِ المِعْطارْ
فيا كَدْحي
ويا صَفْحي على زَمَني
هُنا أَيوبُ يَسْتَفْتي بَصيرَتَهُ
فَتَلْسَعُ قَلْبَهُ العَبْرَةْ
وتُلْهِبُ روحَهُ الفِكْرَةْ
يُمَلِّحُ زادَ خَلْوَتِهِ
يناجي الصَّبْرَ أَنْ يَصْبِرْ
يُناجي الحُبَّ أَنْ يَكْبُرْ
كما في السِّفْرِ قد قَصَّا
كما خَصَّا
فيا جَوْحي
ويا صَدْحي على فَنَني
أَتَعْذُرُني؟
أَنا الهَيْمانُ ما حاذَى..
ولا آذى
أَتَقْصُدُ أَنْ تُؤَرِّقَ أَبْحُرَ الأَشْعارِ.. والأَسْفارِ
أَمْ ماذا؟
رَعاكَ اللهُ..
عِشْقُ الأَرْضِ بَزَّ مثالِبَ الأَخْطارْ
كفاكَ رِباطُكَ المَيْمونُ
عَلَّمَنا امتِشاقَ الحَقِّ والإِصْرارْ
كفاكَ غِناءُكَ الشَّجَنيُّ وَلْهاناً
تُعَطِّرُ أَخْضَرَ الأَفكارِ بالأَنوارْ
كَفاكَ تَشَبُّثاً بالأرْضِ
مَزْروعاً بِرَوْضَةِ وَجْدِها
والآهُ في كَبِدِ السَّماءْ
تَهْدي الكَواكِبَ عِطْرَ أَسْرارِ العَطاءْ
مُتَمَتْرِساً بالشَّوْقِ نورِ الحَقِّ
تَلْتَحِفُ الوَفاءْ
تَرْوي مُناجاة البَيادِرِ للعصافيرِ الشَّدِيَّةِ
وهي تَحْتَضِنُ السَّنابِلْ
تَرْوي حِكايَةَ جَدِّنا الفَلاَّحِ..
في غَرْسِ المَشاعِلْ
تَرْوي مُباهاتِ السَّناسِلِ
دونَها زَرَد السَّلاسِلِ والفَناءْ
تَرْوي مُعاقَرَةَ البَقاءْ
تَرْوي تَراتتيلَ الكَنائِسِ
وابْتِهالاتِ المآذِنِ للفَضاءْ
تَرْوي مُضاجَعَةَ العَناءْ
رَعاكَ الله يا هذا
تَقُضُّ مَضاجِعَ الأَنْواءِ.. والإِقْواءِ بالإِفْتاءْ
ونحنُ على بِساطِ الهَجْرِ
يَعْلِكُنا الشَّقاءُ
نُغالِبُ الأَصْداءَ والأَهْواءْ
رعاكَ الله يا هذا
ألستَ على مدارِ العِشْقِ أُسْتاذا
ومَنْ بِشَتاتِهِ الآنِيِّ
أَضْحَى اليَوْمَ تِلْميذا؟
أَبوسُ رُؤاكَ يا هذا
أَبوسُ نِداكَ يا هذا
أَتَيْتُكَ شاهراً حُبِّي
وكانَ لِقاءُنا المَعْهودُ.. جَذَّاباً وأَخَّاذا
***
------------------------------------------------
* د. أحمـد الريمـاوي
شـاعـر وباحـث وسـياسـي
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئـيـس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بالسعودية
المنسق العام لمؤسسة القدس وشدوا الرحال بالسعودية
عضو اتحاد المؤرخين العرب
جوال : 8274 0069 9665+
هاتف : 1565 833 9663+